الخميس، 19 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/21م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • 1 تعليق

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الكلمة السابعة

ماليزيا

صفات التدريس لتخريج مفكرين مميزين وشخصيات إبداعية

(مترجم)

 

 

العولمة هي قاطرة لتغيير العالم، والتي جلبت بالتأكيد مجموعة واسعة من الثقافة والأفكار ونشّأت التوجهات المادية. وبكل تأكيد يتأثر قطاع التعليم بالعولمة. إن القضية المؤكدة في التعليم اليوم هي تحقيق الكفاءة لكل فرد ضالع في العملية التعليمية، فضلا عن الميزة التنافسية التي يجب أن تمتلكها المؤسسات التعليمية. هذا أمر بالغ الأهمية من أجل تخريج جيل متميز قادر على قيادة العالم مثل الجيل الرفيع السابق الذي تخرج في الماضي في العالم الإسلامي. من البحوث التي أجريت، هناك مكونان رئيسيان لتوليد المفكرين المتميزين والشخصيات الإبداعية هما: 1) نوعية المعلمين و2) طرق التدريس.

 

نوعية المعلمين

يعد التدريس واحدا من المهن التي تحظى باحترام كبير في الإسلام. وقد وعد الإسلام الذين يحملون هذه المسؤولية الثقيلة الأجر العظيم، بنص حديث النبي محمد r الذي رواه أبو أمامة الباهلي: «إنَّ اللهَ ومَلائِكَتَهُ وَأَهْل السَّمَواتِ والأرْضِ حَتَّى النَّمْلَةَ في حجْرِهَا وَحَتَّى الحُوتَ لَيُصَلُّونَ على مُعَلِمِي النَّاسِ الخَيْرَ» [رواه الترمذي]. وحديث آخر ذكر فيه الرسول r الأجر الذي يناله المعلمون: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث‏: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له» [رواه مسلم]. وقد أثنى النبي r على المعلم المسلم، بشكل واضح إن هو قام بتعليم العلم وفقا لما أنزل الله سبحانه وتعالى، حيث قال r : «خيركم من تعلم القرآن وعلمه» [رواه البخاري ومسلم].

 

إلا أن، المكافآت الكبيرة تتطلب تنفيذ مسؤوليات ضخمة، فضلا عن النوعية المراد تحقيقها وامتلاكها من قبل المعلمين. وذلك لأن المعلمين ليسوا مجرد ناقلين للمعرفة بل هم أيضا نماذج يحتذي بها الأطفال والشباب.

 

للأسف، إن واقع المعلم في الوقت الحاضر غالبا ما يتم صرفه بعيدا عن مهمته الرئيسية لقيادة طلابه نحو امتلاك شخصيات صالحة ونبيلة. حيث يتم تعيين المعلمين ورصدهم باستمرار لتعزيز الأفكار العلمانية. ويتم التقليل من شأن الدين وفصله عن العلوم الأخرى. والمؤسف أكثر عندما ينشر المعلمون الأيديولوجيات الغربية التي تتعارض مع أحكام الإسلام مثل الوطنية والقومية، والسعي لتحقيق السعادة المادية باعتبارها الهدف الأسمى، والحفاظ على المبادئ غير الإسلامية للحريات الليبرالية، والديمقراطية وغيرها الكثير. وهناك أيضا بعض المعلمين المتورطين في مجموعة متنوعة من السلوكيات السيئة مثل انتهاك الأعراض وتهريب المخدرات وإساءة استعمال السلطة وغيرها والتي تجعلهم بالتأكيد غير جديرين بأن يكونوا قدوة لطلابهم.

 

وبالإضافة إلى ذلك، فإن مسألة جودة التعليم كثيرا ما تكون موضع التساؤل وتحتاج إلى حل مناسب ليتم تنفيذها. في ماليزيا مثلا، يعدّ تحصيل الطالب على عدد أكبر من تقدير "أ" في نتائج الامتحانات هو المعيار المستخدم لقياس نجاح الطالب، فضلا عن كونه واحدا من مؤشرات الأداء للمعلمين. ونتيجة لذلك، أصبحت عملية التعليم جامدة وسلبية. ويتم باستمرار "حشو" الطلاب من قبل المعلمين الذين يسارعون في إنهاء المنهج، ويتعين على الطلاب حضور دروس إضافية وأداء تمارين وتدريبات من أجل الحصول على تقدير "أ". هذا الوضع لا يساعد في جهود المعلمين لبناء الثقة والمهارات في طلابهم. وبالتالي، فإنه ليس من المستغرب إذا كان طلابنا لا يتقنون المعرفة التي يتعلمونها، وليس لديهم مهارات التفكير الإبداعي والنقدي، وغير مستعدين لمواصلة دراستهم إلى مستوى أعلى أو الشروع إلى المرحلة المقبلة في الحياة. كونهم مشغولين في مطاردة النجاح في الامتحان يحد أيضا من الوقت الذي يمتلكه المعلمون للاقتراب وبناء علاقة وثيقة مع كل طالب. في واقع الأمر، فإن العلاقة بين المعلمين والطلاب مهمة جدا حيث ينبغي على المعلمين تقديم المشورة والتوجيه ومحاولة حل المشاكل التي تؤثر حاليا على طلابهم أو التي قد تحدث لهم.

 

ذكر الإمام الغزالي أن من بين خصائص المعلمين الفاعلين هو أن يكون لديهم تعاطف تجاه طلابهم وأن يعاملوهم معاملة أبنائهم كما قال رسول الله r : «إنما أنا لكم مثل الوالد لولده». يجب علينا اتباع سيرة وسنة النبي محمد r ، وعدم تدريس مستوى أعلى للطلاب قبل إتقانهم المستوى السابق، وتقديم المشورة للطلاب بهدوء وحنوّ وعدم ممارسة السلوك السيئ وبدلا من توبيخهم بقسوة أو السخرية منهم، يجب تكييف عملية التعلم استنادا إلى مستوى الطلاب وعدم إجبارهم أبدا على تحقيق شيء أبعد من قدراتهم، فضلا عن توفير المواد التعليمية التي هي سهلة الفهم، واضحة ومناسبة لمراحل نموهم الذهني.

 

يحتاج المعلمون إلى التفكير والعيش وفق الإسلام من خلال فهم معنى الحياة وكونهم محاسبين أمام خالق الكون. يجب أن يدرك المعلمون أنه يجب أن يكون سلوكهم تبعا لأوامر الله سبحانه وتعالى، وألا يكون مخالفا لأحكام الشريعة الإسلامية، لأن المعلمين في الواقع هم من يمثلون التعليم والتدريس. كما يجب على المعلمين بناء علاقة وثيقة مع طلابهم ويكونوا متعاطفين معهم عن طريق طرح والمساعدة في حل مشاكلهم والمعضلات التي تواجههم. لذلك، ينبغي أن يتحلى المعلمون بالصبر ويكونوا لطيفين وفاهمين لمستوى طلابهم. كما يجب أن يكونوا موضع ثقة طلابهم، ويكون لديهم القدرة على الإقناع، ويتصفوا بالحكمة في التواصل وإعطاء المشورة باستمرار. أما النصيحة التي يقدمونها فيجب أن تقوم على الإسلام وأن تكون عملية حتى يتسنى للطلاب معرفة كيفية تطبيق نصائحهم. إنهم بحاجة إلى التفكير بعناية في كيفية إنتاج الطلاب الذين سوف يصبحون خير عباد الله سبحانه وتعالى وأفضل مصدر للخير لمجتمعهم، وللأمة وللإنسانية جمعاء.

 

وهكذا، فإن المعلمين بالتأكيد بحاجة إلى ضمان أن يكونوا موارد بشرية أكفاء مستندين إلى المبدأ الإسلامي. هذه الموارد البشرية عالية الجودة المستندة إلى المبدأ الإسلامي يجب أن تمتلك الخصائص التالية: أ) الصفات الإسلامية، ب) إتقان الثقافة (فهم الشريعة الإسلامية)، ج) إتقان المعرفة فيما يتعلق بالحياة (العلوم والتكنولوجيا) ما يكفي لتلبية احتياجاتها اليومية. ونتيجة لذلك، فإن هؤلاء المعلمين الأكفاء سوف ينتجون جيلا ليس فقط متفوقا في مجال العلوم والتكنولوجيا، ولكن لديه أيضا شخصية بارزة - شخصية تضيء من إدماج العقلية الصحيحة (التفكير) والنفسية (السلوك) الصحيحة والتي سوف تنتج دائما المواقف التقية والنبيلة. شخصية مثل هذه ستصبح مصدر فخر الأمة وإعجاب أعدائها أيضا. هذا هو الجيل الذي نأمل أن يصبح إرث المستقبل الذي سيقود الأمة نحو التغيير إلى أمة عظيمة وقوية ومتقدمة.

 

طريقة التدريس

الجانب الآخر الحاسم إلى جانب نوعية المدرسين هو طريقة التدريس في تعليم الطلاب. هناك حاجة لطرق التدريس المناسبة لتوليد التفكير الإبداعي والشباب المتعطشين للمعرفة الحريصين دائما على التعلم والمساهمة في تقدم المجتمع. ومن بين بعض المشاكل أو الفشل في طرق التدريس المستخدمة اليوم في المدارس - التعليم عن طريق حفظ المعلومات والقراءة المجردة للكتب المدرسية، والتدريس بسرد الأمثلة غير الملائمة التي لا تمس واقع الطلاب، والتدريس بطريقة لا تقنع العقل أو تلامس القلب، وشرح الأمور بطريقة غير مفهومة بسبب وجود مستويات مختلفة بين الطلاب. ونتيجة لذلك، يصاب الطلاب بالملل، وانعدام الشغف للتعلم، وعدم الرغبة في الذهاب إلى المدرسة، وأخيرا يجدون صعوبة في استيعاب المعارف. ما هو أسوأ من ذلك هو عندما يتبنى المنهج العقلية العلمانية التي لها تأثير سيئ على تكوين "نفسية" و"عقلية" الطلاب. وهكذا، يتم تشكيل جيل بعيد كل البعد من أن يكون مغروسا بالتعليم السليم، جامد وراكد، وغير قادرٍ على أن يكون خلاقا ومبتكرا في حل مشاكل الحياة، وفي النهاية يصبح أكثر تخلفا من الأمم الأخرى. هذا هو ما يحدث حاليا في البلاد الإسلامية. هذا الإخفاق يظهر صورة سيئة عن الأمة الإسلامية خاصة في عيون أعدائهم، الغرب، بينما منذ زمن طويل عندما كان المسلمون تحت حكم الخلافة، كان أعداؤهم يحترمونهم ويبجلونهم نظرا لتفوقهم. ومن بين صيغ نجاح الحضارة الإسلامية هو أنهم نجحوا في تخريج جيل باستخدام طرق التدريس الصحيحة.

 

إن طريقة التدريس الصحيحة هي الخطاب العقلي من قبل المعلم والتلقي الفكري عند الطالب. فالفكر أو العقل هو الأداة لكل من التعليم والدراسة. ويتكون العقل من أربعة عناصر هي: الدماغ (الصالح للربط)، والحواس، والواقع، والمعلومات السابقة المتعلقة بالواقع. العقل أو الفكر لهما نفس المعنى وهو: "نقل الحس بالواقع عن طريق الحواس إلى الدماغ ووجود معلومات سابقة تفسر هذا الواقع". ثم إصدار الحكم على الواقع. فإذا رغب شخص في نقل هذا الفكر للآخرين، كما هو الحال في عملية التعليم، فإن المعلم ينقل هذه الفكرة للطلاب باستخدام واحد أو أكثر من أساليب التعبير، وبصورة رئيسية اللغة. وإذا ربط الطلاب هذا الفكر مع الواقع المحسوس أو الذي سبق الإحساس به، أو واقع يشبه واقعا سبق الإحساس به، سيحال هذا الفكر لهم تماما كما لو كان من كسبهم. وهكذا فإن المعلم، عندما ينقل الأفكار للطلاب، يجب تقريب معناها إلى أذهان الطلاب من خلال محاولة ربطها بواقع يحسّون به، أو واقع قريب مما أحسّوا به، حتى يتخذوها كمفاهيم وليس مجرد معلومات. وبناء على ذلك يجب أن يكون المعلم حريصا على جعل الطلاب يحسّون بالواقع. وإذا تعذر نقل الواقع نفسه أمامهم، فلا بد له من تصوير صورة قريبة لهذا الواقع في ذهن الطالب باستخدام شتى الوسائل البصرية أو السمعية، أو التسجيلات المرئية عند إعطاء الفكر لكي يربط الطالب المعلومات بواقع محسوس متصور يسفر عن فكر. الواقع المحسوس هو الواقع الذي يمكن الإنسان أن يحس به عن طريق واحد من حواسه الخمس، سواء أكان هذا الواقع شيئا ماديا أم معنويا. هذا هو العنصر الأساسي في عملية التفكير. أما المغيبات التي لا يستطيع الإنسان إدراكها بأي من حواسه، على سبيل المثال الجنة، والنار، والعرش وما إلى ذلك فهي ليست مواضيع التفكير عبر الحواس. بل هي مواضيع التفكير عبر المعلومات التي ثبتت بدليل قطعي أي القرآن الكريم والحديث المتواتر.

 

إن الأداة الرئيسية للخطاب العقلي والتلقي الفكري في التدريس أو التعلم هي اللغة والكلمات والجمل التي تحتويها، والمعاني التي تشير إليها هذه الكلمات والجمل، والأفكار التي تحملها هذه المعاني. فإذا فهم المعلم والطالب هذه الكلمات والجمل والمعاني فيما يتعلق بالأفكار التي تشير إليها، فإن هذه الأدوات تكون فعالة في عملية التعليم والتعلم. ووفقا لذلك، يجب على كل معلم وموجه منهج أخذ تحصيل الطلاب اللغوي في الاعتبار واستخدام الكلمات والجمل والتراكيب التي يفهمونها من أجل تسهيل عملية التلقي الفكري بين الطرفين. هذا الأسلوب مناسب لنقل أو استقبال أي فكر، سواء أكان هذا الفكر يرتبط مباشرة بوجهة نظر محددة حول الحياة مثل الأفكار الأيديولوجية، أم لا علاقة لذلك مثل العلوم الرياضية. تعليم النص الفكري المتعلق بوجهة نظر لا يعني مجرد الاقتصار على المعنى اللغوي لها. بل يعني فهم النص لتطبيقه على واقعه ذي الصلة من أجل أن يتبنى الطالب الموقف الشرعي المكلف به نحوه، سواء من خلال الإقبال أو الامتناع عن الفعل. لذلك فهو يدرس هذا النوع من التفكير لتكييف سلوكه وفقا لقواعد الشريعة الإسلامية. إن التعليم ليس لمجرد "الترف الفكري"، وإنما المقصود منه هو بناء الشخصية الإسلامية، في التفكير والميول، التي تسعى جاهدة لتحقيق رضا الله في كل أعمالها وأقوالها. في حين إذا كانت الأفكار من النوع الثاني، أي الأفكار التي لا تتصل مباشرة بوجهة نظر معينة مثل الفيزياء والكيمياء والرياضيات وغيرها، فإنه يتم دراستها لإعداد الطالب للتفاعل مع الكون الذي سخره الله سبحانه وتعالى لخدمة الإنسان. والمسلم، باعتباره شخصية إسلامية، يدرس العلوم التجريبية للاستفادة منها وتوظيفها لخدمة مصالح الأمة الإسلامية وقضاياها المصيرية. فالعلم لا يطلب لذاته وإنما يطلب من أجل أن يستفيد الإنسان من الأفكار والمعرفة التي يتعلمها في هذه الحياة وفقا لأحكام الشريعة الإسلامية.

 

يقول الله تعالى: ﴿وَٱبتَغِ فِيمَا ءَاتَكَ ٱللَّهُ ٱلدَّارَ ٱلأَخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ ٱلدُّنيَا

 

ذكر الإسلام موضوع جودة التعليم بشكل واضح في القرآن الكريم. يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿كُنتُم خَيرَ أُمَّةٍ أُخرِجَت لِلنَّاسِ تَأمُرُونَ بِٱلمَعرُوفِ وَتَنهَونَ عَنِ ٱلمُنكَرِ وَتُؤمِنُونَ بِٱللَّهِ

على مر التاريخ، أثبت الإسلام بناء حضارة إنسانية مميزة، قادرة على تنوير وإشراق الكون كله تقريبا من عصور الظلام واستمر انتصاراتها لأكثر من 13 قرنا. العاملان الرئيسيان في تحديد تميز ومجد الحضارة الإسلامية هما التقوى والمعرفة. لم يكن هناك انفصال أو انفصام بين هذين العاملين في المناهج التعليمية التي تم تطبيقها مما أخرج أروع جيل حتى الآن. عندما يذكر المجال الطبي، فإن عقولنا تصور اللياقة البدنية لرجل عظيم اسمه ابن سينا المعروف باسم مؤسس عالم العلوم الطبية. وكان طبيبا كبيرا، وفي الوقت نفسه كان أيضا عالما، وفقيها في الدين وخاصة في أصول الفقه. وبالإضافة إلى ذلك، من بين الشخصيات الإسلامية التي تخرجت من علوم وتكنولوجيا المسلمين كان ابن خلدون (أبو الاقتصاد)، والخوارزمي (أبو الرياضيات)، وجابر بن حيان (أبو الكيمياء)، وابن بطوطة (أبو الجغرافيا)، وعبد الرحمن الخازني والبيروني (أساتذة الفيزياء)، والبتاني (أستاذ علم الفلك)، وابن البيطار النباتي (أبو علم الأحياء) وعدد لا يحصى من شخصيات أخرى من المسلمين والمسلمات. لم يكونوا مجرد علماء في مجال العلوم والتكنولوجيا، ولكنهم اشتهروا أيضا بخبراتهم في علوم الدين.

 

الخاتمة:

وهكذا، فإن المنهج الذي طبقه النبي r هو منهج عظيم لا يمكن إنكاره، وأخرج العديد من الشخصيات البارزة الذين هم مراجع العالم حتى في يومنا هذا - شخصيات ليست عظيمة فقط من الناحية الأخلاقية، ولكن مساهمتهم في نشر رسالة الإسلام وحمل الدعوة هي كذلك مذهلة. بالمقارنة مع المناهج الدراسية الحالية، يمكننا أن نرى بالتأكيد القلق الكبير جدا في المجتمع عند الآباء إذا أخفق أبناؤهم في تحقيق تقدير "أ" أو النجاح في امتحان التقييم ولكنهم لا يكونون قلقين إذا كان أبناؤهم لا يتقيدون بالشريعة الإسلامية. المجتمع في الوقت الحاضر يرى أن نتائج الامتحانات هي كل شيء. وهي نتيجة لطريقة التفكير التي يتم تدريسها في المناهج القائمة على العلمانية والتي يتم زرعها بنجاح في أذهان الناس اليوم.

 

لقد سعى النبي محمد r إلى تقديم التعليم للناس بما في ذلك أثناء حكمه لأن ذلك يُعدّ من واجبات الدولة. كذلك الحال في زمن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، الذي كان دائما يتطلع لتخريج طلاب متميزين في الدولة و الذين يمكنهم أن يساهموا في إدارة شؤون الأمة مثل معاذ بن جبل. فمعاذ كان معروفا بفهمه للحلال والحرام وبالتالي عيّن كقاضي القضاة في سن مبكرة لم يتجاوز عمره 18 عاما. ماذا عن أجيال اليوم، في عمر الـ 18 عاما؟! ما هو مستوى قدراتهم؟! لقد حان الوقت لنا، أمة محمد r بأن نقوم بتكثيف جهودنا في الدعوة إلى إقامة الخلافة على منهاج النبوة التي بالتأكيد ستقوم بتبديل أنماط الحياة الفاسدة كلها اليوم بالتعليم القائم على أساس الإسلام، من أجل تخريج أجيال مثل معاذ بن جبل: جيل يتمتع بالجودة، قادر على التمييز بين الحق والباطل، مبدع ونقدي، وأيضا قادر على استعادة مجد الإسلام والمسلمين في جميع أنحاء العالم. والله أعلم

 

 

د. أم سمية عمار

مسؤولة القسم النسائي لحزب التحرير في ماليزيا

1 تعليق

  •  Mouna belhaj
    Mouna belhaj الجمعة، 08 أيلول/سبتمبر 2017م 22:32 تعليق

    بارك الله جهودكم الطيبة

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع