السبت، 21 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

نداء من نساء الأمة الإسلامية إلى جيوش المسلمين لتحرير فلسطين

تمّ إلقاؤه خارج السفارة المصرية في لندن خلال المظاهرة التي نظّمها حزب التحرير في بريطانيا في 21 تشرين الأول/أكتوبر 2023

د. نسرين نوّاز

مديرة القسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

(مترجم)

 

 

 

[جانب من كلمة الدكتورة نسرين نواز من أمام السفارة المصرية - 2023/10/21م]

 

 

 

هذه رسالة إلى إخواننا المخلصين في جيوش بلاد المسلمين من نساء هذه الأمة الإسلامية الكريمة...

 

إن أمتكم في غزة تواجه إبادة جماعية؛ حمام دم يفوق الخيال. مذبحة تلو الأخرى للرجال والنساء والأطفال والرضّع. أحياء بأكملها تحوّلت إلى أنقاض بسبب غارات كيان يهود الجوية؛ فقد تمّ إسقاط 6000 قنبلة تزن 4000 طن على القطاع في 6 أيام فقط، وهو ما يعادل تقريباً ما أسقطه الأمريكيون على أفغانستان في عام واحد. يُقتل طفل فلسطيني كلّ 15 دقيقة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر على يد هذه القوات الصهيونية القاتلة. لقد وصل الأمر إلى حالة أصبح فيها الأطفال الفلسطينيون يكتبون أسماءهم على أيديهم حتى تتمكن عائلاتهم من التعرّف عليهم في حالة مقتلهم في غارات جوية. وكما لو أنّ هذا لم يكن كافياً لهذا الاحتلال المتعطّش للدماء؛ فإن إخوانكم وأخواتكم يواجهون الموت من الجوع والجفاف والمرض بينما يستخدم الصهاينة الغذاء والماء والدواء كسلاح، وينفذون حصاراً وحشياً من القرون الوسطى على الشّعب. وفي هذه الأثناء، تتواصل أعمال القتل والاعتقالات الجماعية وترويع المسلمين في الضفة الغربية.

 

أيها الأبناء المخلصون في جيوش المسلمين! أرض الأقصى تنزف! إن إخوانكم وأخواتكم وأبناء الأرض المباركة فلسطين ينزفون! إنهم يصرخون من أجل تحريرهم! فمتى تردون؟!!

 

إلى أي حد يمكنكم تحمل المزيد من هذه المذابح والإرهاب الذي تتعرّض له أمتكم دون أن تدافعوا عنها، بينما تعلمون أن لديكم القوة المادية لوضع حد لكابوسهم المعيشي؟

 

هل صور الجثث المتفحمة للأطفال التي يتم انتشالها من تحت الأنقاض والأمهات اللاتي يحتضنّ أطفالهنّ الملطخين بالدّماء والذين لا حياة لهم بين أذرعهن، والذين قتلوا على يدّ هذا الاحتلال الإرهابي؛ ألا تمزّق قلوبكم؟

 

ألا تتردّد في آذانكم الصرخات المروعة التي تطلقها النساء والأطفال المذعورون في منازلهم عندما تضرب صواريخ كيان يهود أحياءهم؟

 

ألا تجعل مشاهد القوات الصهيونية الإجرامية التي تدنس الأقصى، ورقص المستوطنين اليهود على قبور المجاهدين المسلمين والصحابة في مقبرة باب الرحمة، الدماء تغلي في عروقكم؟

 

هل مشهد أخواتكم المسلمات وهنّ يتعرضنّ للضرب، والطرح على الأرض، والركل من قبل جنود يهود، والأطفال الفلسطينيين الذين تسيء إليهم قوات يهود، ويقتلون بالرصاص في الشوارع؛ ألا يشعل الرغبة في داخلكم لتقديم العون لهم؟

 

أين هو شعوركم بالشرف؟ إحساسكم بالفروسية؟

 

إلى متى ستظلّون صامتين وأمتكم تنزف؟ وأنتم تعلمون أن دماء هذه الأمة ليست رخيصة. قال النبي ﷺ: «لَقَتْلُ مُؤْمِنٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ مِنْ زَوَالِ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا». إذاً، ماذا تنتظرون؟

 

فهل تتوقعون من رجال ونساء فلسطين العزّل أن يقفوا في وجه جيش، يواجهون رصاصهم وقنابلهم وحدهم، ويقومون بالواجب الإسلامي الذي وضعه الله في رقابكم وهو الدفاع عن أمتكم وتحريرها من ظالميها، وأنتم أنتم؟ من يملك الدبابات والطائرات والذخائر للقضاء على هذا الاحتلال السرطاني إلى الأبد؟ ألم يقل الله تعالى: ﴿وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ﴾؟

 

ماذا ستقولون عندما يسألكم الله سبحانه وتعالى: لماذا وقفتم بينما تنزف أمتكم، وتهان أخواتكم وتدنس أرض الأقصى؟!

 

لقد رأيتم أخواتكم الفلسطينيات وأطفالهن يواجهون الجنود الصهاينة المسلحين في القدس وغيرها، مسلحين بكل شيء؛ إيمانهم بالله، وقوة إيمانهم، وقوة شجاعتهم، واقفين شامخين في وجه مضطهديهم، رافضين الخضوع، ولا يخافون إلاّ الله، ويتحدثون علناً ضدّ هذا الكيان القاتل؟ أليس من حقكم إذن أن تضاهي شجاعتهم وتصميمهم على تخليص أنفسهم من هذا الاحتلال الوحشي ومساعدتهم؟

 

أيها الأبناء المخلصون في جيوش المسلمين! إن إخوانكم وأخواتكم الفلسطينيين لم تتخل عنهم جميع حكومات العالم فحسب، بما في ذلك الأنظمة الخائنة في البلاد الإسلامية؛ بل إن العديد من هذه الحكومات ساعدت وحرّضت على جرائم هذا الاحتلال ضدّ أمتكم. لقد أعطت هذه القوى الغربية المزعومة الكيان الصهيوني الضوء الأخضر لارتكاب إبادة جماعية. وسوف يسجلهم التاريخ كدول راعية لهذه الإبادة الجماعية في غزة. ولا يمكن الوثوق بهم، إلى جانب الأمم المتحدة، لحماية المسلمين من مضطهديهم؛ سواء في فلسطين أو كشمير أو سوريا أو اليمن أو ميانمار أو في أي مكان آخر! لقد أثبتوا مراراً وتكراراً أنهم لا يهتمون بقدسية حياة المسلمين!

 

وفي الوقت نفسه، فإن الأنظمة وحكّام البلاد الإسلامية التي تخدمون في ظلها كانوا بمثابة القبة الحديدية الحقيقية للدفاع عن كيان يهود. لقد قاموا بتطبيع العلاقات مع هذا الكيان الصهيوني المجرم وحمايته ودعمه، بعد أن تخلوا عن أمتهم ودينهم! إن النظام المصري ينتظر الضوء الأخضر من المحتلين لفتح حدوده والسماح بالمساعدات الإنسانية لإخوانكم وأخواتكم اليائسين. وقد عزّز أردوغان والنظام التركي يد هذا الاحتلال القاتل من خلال العمل كواحد من كبار شركائه التجاريين. حتى إن النظام التونسي اعتقل من يدعو الشعب التونسي وجيشه إلى نصرة أمتهم في فلسطين. عار على هؤلاء الحكام! عار على هذه الأنظمة!

 

لقد استخدموكم لدعم عروشهم أو لخوض حروب ضد إخوانكم المسلمين في أفغانستان واليمن والعراق وأماكن أخرى نيابة عن مصالح أسيادهم الغربيين؛ في حين إنهم يقيدونكم في ثكناتكم بينما تنزف أمتكم.

 

أيها الأبناء المخلصون في جيوش المسلمين! لقد حان الوقت لتقفوا مع أمتكم وضد أعدائها! لقد حان الوقت للوقوف ضد هذه الأنظمة الخائنة التي جلبت العار لاسمكم! لقد حان الوقت لتأخذوا مكانكم الصحيح كمدافعين عن المسلمين ودينكم!

 

إن نساء هذه الأمة الإسلامية النبيلة يدعونكم إلى النهوض والنفير وإسقاط عروش هؤلاء الحكام الجبناء، والتخلي عن هذه الحدود الكاذبة التي فرضها الاستعمار بين بلادنا، والتي تقسمنا، والسير إلى القدس. أزيلوا هؤلاء الحكام الذين لم يجلبوا لهذه الأمة سوى اليأس والإذلال ويمنعونكم من أداء دوركم الحقيقي كمدافعين عن المسلمين. اكسروا أغلال حكمهم القمعي واستبدلوا بهم القيادة الإسلامية الحقيقية ونظام الله سبحانه وتعالى؛ الخلافة على منهاج النبوة التي ستحشدكم لتحرير أمتكم وكل شبر من أراضي المسلمين المحتلة!

 

أيها الأبناء المخلصون في جيوش المسلمين! أنتم ورثة القادة المسلمين العظماء في الماضي؛ خالد بن الوليد رضي الله عنه، وصلاح الدين الأيوبي، ومحمد بن قاسم، ومحمد الفاتح رحمهم الله. ألا ترغبون في اتباع إرثهم في تحقيق الانتصارات المجيدة لهذه الأمة مرة أخرى وإعادتها إلى مكانة الهيبة؟ ألا تريدون أن تنالوا الشرف العظيم في الدنيا، والأجر الجزيل في الآخرة كونكم من حرروا الأقصى وأرض الإسراء والمعراج لنبيكم الحبيب ﷺ؟

 

استلهموا من كلمات هؤلاء القادة والأبطال المسلمين الحقيقيين، مثل صلاح الدين الأيوبي، الذي تم تحذيره أثناء الحرب ضد الصليبيين لتحرير فلسطين من أنك إذا تقدمت نحو القدس قد تفقد عينك. فأجاب صلاح الدين: "والله لأتقدم نحو القدس إذا اضطررت إلى دخول القدس أعمى!" وعندما سئل: أنت سلطان على مصر وسوريا وغيرها من البلاد، ومع ذلك لا نراك تبتسم. فأجاب: كيف أبتسم وبيت المقدس في أيدي الصليبيين؟

 

فيا أبناء جيوش المسلمين المخلصين، إن أمتكم تشتاق إلى اليوم الذي نسمع فيه هتافكم الله أكبر وأنتم تدخلون القدس وقد حررتموها وفلسطين كلها من هذا الاحتلال الخبيث. إننا نشتاق إلى اليوم الذي نراكم فيه ترفعون راية لا إله إلا الله مرةً أخرى فوق المدينة، فتجعلونها عاصمة الخلافة الراشدة الثانية بإذن الله.

 

أخواتكم في فلسطين يشتقن إلى اليوم الذي تردون إليهن عزتهن، وتحملون أبناءهن على أكتافكم مع نداء التكبير عند دخول الأقصى وتسجدون لله على النصر المجيد الذي منحكم إيّاه.

 

أنتم تحملون آمال هذه الأمة بين أيديكم، لذا كونوا أبطالنا من خلال التحرك الآن للدفاع عن إخوانكم وأخواتكم وإعطاء النصرة، لإقامة الخلافة التي ستعيد الشرف لاسمكم من خلال تعبئتكم لتحرير جميع المسلمين المضطهدين في جميع أنحاء العالم. لا تتأخروا! فلقد حان وقت العمل!

 

يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا لَكُمۡ لَا تُقَـٰتِلُونَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلۡمُسۡتَضۡعَفِينَ مِنَ ٱلرِّجَالِ وَٱلنِّسَآءِ وَٱلۡوِلۡدَٲنِ ٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَآ أَخۡرِجۡنَا مِنۡ هَـٰذِهِ ٱلۡقَرۡيَةِ ٱلظَّالِمِ أَهۡلُهَا وَٱجۡعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّ۬ا وَٱجۡعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيراً﴾.

 

سبحان ربك رب العزة عمّا يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين...

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع