الأحد، 22 محرّم 1446هـ| 2024/07/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!
جريدة الراية: مقابلة مع الأستاذ محمد إسماعيل يوسنطو الناطق الرسمي لحزب التحرير في إندونيسيا "الإسلام الوسطي المعتدل"

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

Raya sahafa

 

 

02-12-2015م

 

 

 

جريدة الراية: مقابلة مع الأستاذ محمد إسماعيل يوسنطو

 

 

الناطق الرسمي لحزب التحرير في إندونيسيا

 

"الإسلام الوسطي المعتدل"

 

 

 

 

 

س1: تحت ستار "محاربة الإرهاب" يريد قادة الدول الاستعمارية في الغرب من المسلمين أن ينسلخوا من دينهم وذلك عبر الترويج لمفهوم "الإسلام الوسطي المعتدل" ما رأيكم في هذه السياسة الغربية؟

 

 

ج: استخدام مصطلح "الإسلام الوسطي المعتدل" ما هو إلا أسلوب الغرب للحيلولة دون عودة الإسلام في الحياة، وتفريق العالم الإسلامي، والحفاظ على الاستعمار. فأي مسلم قبل بوجود الغرب وحافظ على استعمارهم أطلقوا عليه اسم "مسلم معتدل" وأعطوه "الجزرة" ومدحوه وروجوا له. وبالمقابل، فمن قام ضد مصالح الغرب أطلقوا عليه اسم "مسلم متطرف" أو "إرهابي"، وأعطوه "العصا" وبرروا محاربته والقضاء عليه.

 

وقد عرف الغرب المستعمر أن عودة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي تطبق الشريعة الإسلامية كافة، وتوحد صفوف المسلمين في العالم، وتحافظ على مصالحهم، وتحرر المسلمين المظلومين بالجهاد في سبيل الله، وتحمل الإسلام إلى العالم، فتحقق كون الإسلام رحمة للعالمين، عرف الغرب أن ذلك سيهدد سيطرتهم على بلاد المسلمين. لذلك يرى أنه يجب منع إعادة الخلافة بكل الوسائل، ومنها استخدام سياسة التفريق.

واعتبر الغرب أن نشر الديمقراطية وترويج ما يسمى بـ"الإسلام الوسطي المعتدل" أهم خطط لاحتواء التغيرات في الشرق الأوسط بشكل خاص حتى لا تنتهي إلى عودة الإسلام ونهضته. لقد وضعت المؤسسات الأمريكية هذه الخطط قبل سنوات من انتفاضات الربيع العربي. ففي العام 2007 أصدرت "المؤسسة الأمريكية للسلام" نتائج البحث عن "الإسلام المعتدل"، تحت عنوان "تحقيق تكامل النشطاء الإسلاميين وتعزيز الديمقراطية: تقييم أولي". وقررت الأبحاث أن صراع الولايات المتحدة مع العنف والتطرف ينبغي أن يتم من خلال دعم عملية التحول الديمقراطي وتعزيزها في العالم العربي. وأكدت هذه الدراسة أهمية دعم النشطاء الإسلاميين "المعتدلين" لأنهم يمثلون الحائط الدفاعي الأول في مواجهة "المتطرفين والراديكاليين". لذلك فإن نتائج هذه الدراسة توصي الولايات المتحدة بأهمية الاستمرار في دعم الديمقراطية في الشرق الأوسط، وتعزيز التكامل بين الناشطين الإسلاميين المعتدلين، وجعلهم جزءا من السياسة الغربية.

 

وفي العام نفسه نشرت "مؤسسة راند" دراسة شاملة حول "إنشاء شبكة المسلمين المعتدلين في العالم الإسلامي". بدأ هذا البحث من النظرية الأساسية أن الصراع مع العالم الإسلامي لا بد أن يعتمد على الصراع الفكري، وأن التحديات الرئيسية التي يواجهها الغرب: "هل سيقف العالم الإسلامي ضد تيارات الإسلام السياسي والحركات الجهادية أو بالعكس أنه سيؤيد طروحاتهم في الدعوة إلى حاكمية الشريعة؟". وخلص هذا البحث إلى نتيجة مهمة، وهي حاجة الولايات المتحدة إلى توفير الدعم للنشطاء الإسلاميين المعتدلين بإنشاء شبكة واسعة لهم، وتقديم الدعم المادي والمعنوي لهم ليتمكنوا من مقاومة الإسلام السياسي والحركات الجهادية الداعية إلى حاكمية الشريعة.

 

وبيّن هذا البحث أن أهمّ حليف للغرب في مواجهة ما وصفه بـ"الإسلام الراديكالي" هم المسلمون الليبراليون والعلمانيون الذين يؤمنون بالقيم الغربية الليبرالية وطريقة حياة المجتمع الغربي الحديث، فيمكن للغرب استخدامهم لمحاربة فكر الإسلام المتشدد والتطرف.

 

فهاتان الصفتان للمسلمين المعتدلين في عيون الغرب، هما: "الليبرالية والعلمانية". والجميع يعلم أن هاتين الميزتين هما جزء من الثقافة الغربية.

 

 

 س2- حملة الدول الغربية تتعمد تزييف الحقائق: ومن ذلك الزعم أن الحضارة الغربية تقوم على القيم الإنسانية العالمية، بينما الإسلام السياسي المتطرف، بزعمهم، يروج لمفاهيم الكراهية والتشدد تجاه "الآخر"، هل هناك من حل وسط بين الرؤيتين أم أنه صراع بين الحق والباطل؟

 

ج: إذا تحدثنا عن القيم الإنسانية العالمية، فالإسلام هو دين عالمي جاء للبشرية كلها. وإن كون الإسلام من الله تعالى العليم الخبير فإنه سيجلب للعالمين الطمأنينة والرحمة والسعادة. وقد أثبت التاريخ الإسلامي كيف حقق الإسلام الخير لأي شخص يعيش تحت ظل نظام الإسلام خلال القرون الماضية مسلمين وغير مسلمين.

 

فالأساس الذي تقوم عليه الحضارة الإسلامية يخالف أساس الحضارة الغربية ويناقضه. فالحضارة الإسلامية تبنى على التوحيد في حين إن الحضارة الغربية تبنى على قيمة المنفعة المادية. ولا يمكن للحضارتين أن تنسجما معا إلا أن تكون الغلبة لإحداهما. والذي يجري اليوم ما هو إلا صراع بين الحق والباطل.

 

 

س3- لوحظ قيام حملة إعلامية عالمية تسلط الضوء على الحاجة إلى "إسلام وسطي معتدل"، فكيف يعرفون الإسلام الوسطي؟ وما موقفكم تجاه هذا التعريف؟

 

ج: لقد وصفت مؤسسة راند في "إنشاء شبكات مسلمة معتدلة" مزايا "الإسلام الوسطي المعتدل" منها: دعم الديمقراطية والاعتراف بحقوق الإنسان (بما فيه من المساواة بين الجنسين وحرية الدين)، ومقاومة الإرهاب.

 

وقد قدم روبرت سبنسر (المحلل الإسلامي في الولايات المتحدة) معايير للشخص الذي يعتبر "مسلما معتدلا" أكثر تفصيلا، منها: رفض تطبيق الشريعة الإسلامية على غير المسلمين؛ وعدم الرغبة في استبدال دستور الإسلام بالدستور الحالي، ورفض سيادة الإسلام على الأديان الأخرى؛ ورفض قاعدة "أن المسلم الذي تحول إلى دين آخر يعتبر مرتدا يجب أن يقتل"، وتشجيع المسلمين للقضاء على حظر الزواج بين الأديان وغيرها...

 

لذلك، يتضح أن "الإسلام الوسطي المعتدل" هو مصطلح مفصل ليخدم هيمنة المصالح الغربية ويحول دون عودة الإسلام إلى الحياة كطراز عيش خاص مبني على العقيدة الإسلامية ومفاهيم الإسلام وليس على مصالح الاستعمار الغربي.

 

 

س4- في المقابل يروج الإعلام الغربي لنموذج الدولة الليبرالية العلمانية القائمة على فصل الدين عن الحياة ويزعمون أن الحضارة الغربية هي حضارة إنسانية عالمية مع أن السجل الاستعماري الكالح يفضحهم، فهل يصح القبول بإسلام ديمقراطي؟

 

ج: طبعا، لا يصلح لنا أن نقبل بما يسمى "الإسلام الديمقراطي". فكل من الكلمتين لها أساس يخالف الآخر ويناقضه. ففي حين إن الديمقراطية أعطت السيادة للشعب، بمعنى أن الشعب هو الذي يحدد الصواب والخطأ، أو الحلال والحرام، على مبدأ حكم الأغلبية، بينما جعل الإسلام السيادة للشرع، وحدد مصادر التشريع بالوحي الرباني وهي القرآن والسنة وما أرشدا إليه وليس إرادة الشعب ولا رغبات الحاكم ولا أهواء الفئة المتحكمة برقاب العباد، بل عدّ هذا هو أعلى صنوف الشرك والعياذ بالله.

 

علاوة على ذلك فالإسلام كفل لغير المسلمين ممارسة شعائر دينهم وهم آمنون على أموالهم وأعراضهم، والرسول ﷺ يقول «من آذى ذميا فقد آذاني»، بينما هم في ديمقراطيتهم المزعومة يضيقون الخناق على المسلمين والمسلمات الذين يعيشون في الغرب فيحظرون الخمار، ويحظرون بناء المساجد ويفرضون على أبناء المسلمين تقبل قيم الانحطاط كالشذوذ والانحلال الجنسي وما شاكل ذلك، ثم يزعمون أن حضارتهم تحمي حقوق الإنسان، فما هذا التناقض الصارخ؟!

 

 

س5: إذن ما هو الحل الإسلامي المستمد من الكتاب والسنة في مواجهة الحملات الغربية؟ وماذا يجب على المسلمين اتباعه في صراع الحضارات الدائر اليوم؟

 

ج: أولا: يجب على الأمة الإسلامية التمسك القوي بدينها والالتزام التام بهدي القرآن والسنة، فتميز الفرق بين الحق والباطل، وتنبذ الأفكار الغربية المضللة مثل الديمقراطية وفكرة الاعتدال في الإسلام. ثانيا: يجب على المسلمين العمل الجاد لاستئناف الحياة الإسلامية في ظل دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي تطبق شرع الله وحده في الداخل وتزيل آثار الاستعمار الغربي من بلاد المسلمين وتحمل الإسلام إلى الخارج بالدعوة والجهاد لتحرر البشرية من رجس الرأسمالية الفاسدة المفسدة.

 

 

المصدر: جريدة الراية

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع