الخميس، 26 محرّم 1446هـ| 2024/08/01م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • 2 تعليقات
جريدة الراية: اتفاق تركيا أردوغان مع قاتل المسلمين بوتين: ما هي نتائجه؟ وأين أحفاد الفاتح منه؟

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

Raya sahafa

2016-08-17

 

 

جريدة الراية: اتفاق تركيا أردوغان مع قاتل المسلمين بوتين:

 

ما هي نتائجه؟ وأين أحفاد الفاتح منه؟

 

 

بعدما أوعزت أمريكا لروسيا بالتدخل المباشر في سوريا على إثر اجتماع أوباما مع بوتين يوم 2015/9/29 أوعزت لأردوغان أن يتفاهم مع بوتين بشأن الخروقات الجوية التي سيقوم بها الطيران الروسي أثناء شن غاراته على أهل سوريا المسلمين، حيث إن القاعدة الجوية التي سينطلق منها طيران العدوان الروسي قريبة من تركيا، وقد شرح جنرال روسي ذلك على تلفزيون "روسيا اليوم"، إذ إنه لا مفر من أن يخترق الطيران الروسي الأجواء التركية أثناء الإقلاع أو الهبوط لضيق المجال، فأعلن عن هذا التفاهم حيث ارتكب أردوغان خيانة كبرى وأصبح شريكا في سفك دم المسلم الحرام.

 

وحدث أن قامت طائرة تركية بإسقاط طائرة روسية اخترقت الأجواء يوم 2015/11/24 فتدهورت العلاقات بين الطرفين، واعتبرها بوتين "طعنة في الظهر"، ولكنه لم يحمّل أردوغان شخصيا المسؤولية، وعمل أردوغان على تصحيح الأمر حتى قدم اعتذارا لروسيا يوم 2016/6/27 ومن ثم حصل اللقاء الأخير بينهما يوم 2016/8/9 في سان بطرسبرغ، ليقوم بعدها الطيران الروسي وأثناء القمة بجانب نظام الطاغية بتكثيف غاراته على أهل سوريا المسلمين ليقتل المئات منهم في غضون أيام قليلة، وما زال يواصل غاراته لأنه مرتاح، وقد أخذ الموافقة دون اعتراض على ذلك من قبل أردوغان الذي يرأس دولة جل سكانها من المسلمين، وقد كذب على أهل سوريا بأنه سينصرهم!

 

وأعلن بوتين في مؤتمر صحفي مشترك مع أردوغان أن "بلاده تريد استئناف العلاقات مع تركيا بشكل كامل، ويجري العمل على ذلك، وتم في اللقاء رسم أولى الخطوات لاستعادة المستوى الذي كانت عليه العلاقات بين البلدين قبل أزمة إسقاط المقاتلة" وأكد "توافقهما حول التعاون في مجال مكافحة الإرهاب... واتفق مع أردوغان على السعي لإيجاد حلول للأزمة السورية من خلال لقاءات بين وزيري الخارجية في البلدين وأجهزتهما الاستخباراتية".

 

وفي المقابل أعلن أردوغان أن "العلاقات الروسية التركية ستدخل مرحلة مختلفة وأن بلاده وروسيا مصممتان على إعادة العلاقات بينهما لسابق عهدها، ويأمل أن تصبح أقوى" وأكد أن "دعم بوتين له بعد المحاولة الانقلابية كان مهما... وأن الجانبين يمتلكان الإرادة اللازمة لتطوير العلاقات... وتم الاتفاق مع الروس على إحياء آليات التعاون على كافة الصعد ورفع مستوى التعاون في مجال الصناعات الدفاعية وإنشاء صندوق تركي روسي للاستثمارات المشتركة... وأن محادثاته مع بوتين ستفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين"، وقد وصف بوتين "بالصديق العزيز والمحترم"، وأشار إلى "أهمية التعاون بين تركيا وروسيا في سوريا" مؤكدا "استحالة تسوية القضية السورية وإيجاد حل سياسي بمعزل عن روسيا".

 

وقال رئيس وزرائه بن علي يلدريم "سنشهد تطورات جميلة في سوريا ودول أخرى في المنطقة، وبدأت مرحلة ذلك، واتُخذت خطواتها، وسنشاهد معا نتائجها". ويقصد بذلك النظام السوري، لأنه صرح من قبل أنه سيسوي العلاقات مع كل من روسيا وكيان يهود ومصر وسوريا، علما أن اتفاق تركيا مع روسيا يعني ضمنيا الاعتراف بالنظام السوري والتفاهم معه، لأن روسيا هي التي تعمل ليل نهار على حماية النظام العلماني من السقوط حتى تجد أمريكا بديلا لعميلها بشار أو تقر الحل بوجوده، ومن ثم تنظر في مصيره، وقد أجلت النظر فيه، ولكن المهم المحافظة على هذا النظام العلماني الإجرامي.

 

وقد أكد وزير خارجية تركيا جاووش أوغلو ذلك يوم 2016/8/10 عندما قال إن "تركيا تتفق مع روسيا حول ضرورة حل سياسي للأزمة السورية، وسيتم بناء آلية تعاون قوية مع روسيا في سوريا من أجل ذلك، وإن مدير المخابرات وممثلا عن الخارجية وآخر عن الجيش سيصلون مساء اليوم إلى سانت بطرسبرغ، وسيتم رفع مستوى التمثيل مستقبلا ليشارك فيه وزيرا خارجية البلدين، وسيتم توقيع اتفاقات إضافية مع روسيا من أجل ضمان بدء العمل في مشروع السيل التركي تركيش ستريم للغاز... وتم توقيف بعض الطيارين الأتراك الذين شاركوا في إسقاط الطائرة الروسية وسيقوم القضاء بدراسة وتقييم المسألة بجميع أبعادها" وإن "بلاده ستعمل على بناء آلية متينة مع روسيا حول التسوية في سوريا". وأوضح أن "موسكو طلبت تزويدها بالمواقع التي يجب قصفها في سوريا"، مؤكداً أنه "من غير المناسب مهاجمة المجموعات المعتدلة ومحاصرة مدينة حلب".

 

وقال يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي يوم 2016/8/8: "إن تطبيع علاقات التعاون السياسي والاقتصادي الثنائي بين البلدين يتصدر اللقاء المرتقب... المشاريع الكبرى التي سيتناولها اللقاء "السيل التركي" لضخ الغاز الروسي إلى أوروبا عبر تركيا وتشييد موسكو محطة "أكويو" الكهرو ذرية في تركيا ومشروع "شمال جنوب" للنقل السككي الذي سينعش حركة البضائع والتجارة بين الهند وإيران ودول الخليج عبر أذربيجان وروسيا ومنها إلى شمال أوروبا وغربها".

 

ويجب لفت النظر إلى أن النواحي الاقتصادية هنا، وإن كانت مستهدفة لتضرر الطرفين بسبب توقفها، ولكنها تستعمل للتغطية على الجوانب السياسية الأهم التي يتم فيها التنازل عن أمور كبيرة تهم المسلمين لصالح الأعداء.

 

إنه من المعلوم أن تركيا أردوغان تسير في فلك أمريكا، ولم تخرج عنه في شيء يذكر طوال عهده، فكل سياساته كانت وما زالت تصب في خانة المصالح الأمريكية، ولذلك دفعت أمريكا أردوغان ليتصالح مع روسيا التي تقدم الخدمات لأمريكا في سوريا، فصرح وزير خارجيتها كيري عقب لقاء بوتين أردوغان بأن "بلاده تدعم الاتفاق الروسي التركي إذا كان متعلقا بالحرب على تنظيم الدولة" الذي تستخدمه ذريعة لضرب الثورة.

 

فأمريكا يهمها جدا تعزيز التعاون التركي الروسي في الشأن السوري، وقد دخلت في مأزق ولم تستطع فرض حلها السياسي على مدى السنوات الست التي مضت من عمر الثورة المباركة، وقد استعانت بما تفتقت عبقريتها عن حيل من عقد مؤتمرات ولقاءات وشراء ذمم واختراق تنظيمات وتليين مواقف تنظيمات أخرى وتشكيل تنظيمات ديمقراطية تتبعها وتشكيل تحالفات دولية لتبرير تدخلها المباشر، وإرسال مبعوثين دوليين من أسود إلى أخضر إلى أبيض، واستعانت بشياطين الأرض كلهم من عرب وعجم وشرق وغرب ليساعدوها، فدفعت بالسعودية لتشتري الذمم، وبإيران وبحزبها في لبنان وعصاباتها لتقاتل بجانب سفاح الشام، ودفعت بروسيا للتدخل المباشر، وقد فشلت بهم ومعهم بإذن الله، ودخلوا في مأزق وفي طريق مسدودة ستطبق عليهم لا يخرجون منها أبدا إن شاء الله. فأصبحت أمريكا في مأزق ما بعده مأزق، وانتخاباتها الرئاسية على الأبواب، وإدارتها بقيادة الديمقراطيين فاشلة ومحرجة والجمهوريون يعيرونهم فيها. فما بقي لها إلا تركيا أردوغان المخادع ليلعب دورا مهما في اللعبة القذرة الفاشلة بإذن الله.

 

وقد دخلت روسيا في مأزق وأصبح تدخلها عبئا عليها ولا تستطيع أن تخرج منه، وقد راهنت أمريكا وإيران وحزبها على روسيا في القضاء على الثورة وفرحوا بتدخلها، وها هي أصبحت مثلهم في حيص بيص، تنظر مرة إلى الخلف للهروب ومرة أخرى إلى طرف ينقذها من ورطتها حيث يلقنها الثوار درسا في البطولة والفداء. وقد أشار إلى ذلك رئيس تحرير القسم الدولي في صحيفة "كوميرسانت" سيرغي ستروك قائلا: "إن حقائق جديدة تتبلور في المنطقة، لأن العمليات العسكرية في سوريا بلغت طريقا مسدودا وهذا ما بدا واضحا في معارك حلب... وإن كل شيء تقريبا سيتوقف على الثلاثي الروسي التركي الإيراني وإمكانية توصله إلى اتفاق". (الجزيرة 2016/8/12)

 

ولهذا جاء وزير خارجية إيران ظريف يركض إلى أنقرة يوم 2016/8/12 بعد عودة أردوغان من روسيا ليعقد معه اجتماعا مغلقا استغرق 3 ساعات دون ورود أي تفاصيل، مما يؤكد أهمية ما أراد أن يعرفه ظريف عميل أمريكا ومهندس السياسة الإيرانية الخارجية للخروج من مأزق بلاده في الشام، وإلا فكيف بوزير خارجية لدولة يجتمع مع رئيس جمهورية لبلد آخر لهذه المدة الزمنية؟! علما أنه اجتمع قبلها مع نظيره التركي جاووش أوغلو والذي صرح في مؤتمر صحفي مشترك بأن: "تركيا ستتعاون مع إيران أكثر في الفترة المقبلة بشأن الأزمة السورية... وأكدنا منذ البداية على أهمية الدور البناء لإيران من أجل التوصل إلى حل دائم في سوريا". وفي المقابل قال ظريف: "هناك نقاط اتفاق واختلاف ولكن يمكن تقريب وجهات النظر بين البلدين بشأن التجاذبات حول سوريا عبر تكثيف اللقاءات... وإن إيران تحمل الفكرة والتوجهات ذاتها مع تركيا في مكافحة الإرهاب".

 

فتريد أمريكا أن تنقذ موقفها وتعزز جبهتها المتشكلة من شياطين الأرض هؤلاء، وجعل تركيا أردوغان الذي زادت شعبيته بعد الانقلاب ولمعت صورته في عيون الترك والعرب تلعب دورا مع إيران وروسيا للخروج من المأزق الخانق بذريعة التصالح مع الخصوم والجيران ومحاربة الإرهاب وتحقيق الأرباح.

 

فالأمور الاقتصادية ما هي إلا لصرف الأنظار عن الأهداف السياسية الخبيثة التي تتعلق بالتآمر على أهل سوريا المسلمين ولتجعل الناس يلتفتون إليها ولا ينظرون إلى ما وراءها، وكأن القضية هي المكاسب المادية، ولا يهم ما يحصل بعدها من ضرر وتآمر على المسلمين، كما حصل في موضوع فلسطين حيث قامت تركيا أردوغان بإعادة العلاقات مع كيان يهود لتؤكد اغتصابه لفلسطين وتصرف الأنظار إلى مساعدة غزة عما يفعله يهود في القدس وفي الأقصى خاصة، وكأن القضية هي مساعدة أهل غزة بأطنان من طعام ودواء وعن طريق كيان يهود!!

 

ولكن السؤال الأهم: هل سينجح مثل هذا التآمر والخداع مع الأبطال من أهل تركيا أحفاد الفاتح؟! وقد تصدوا لانقلاب العلمانيين الكماليين بالتكبيرات والتهليلات وبالصلوات، وقد اصطلوا بنار ظلمهم وبطشهم عشرات السنين منذ هدم الخلافة عرين الإسلام، ويظن الناس أن أردوغان يتبنى قضايا المسلمين وقضية الإسلام وسيعيدهم إلى أمجادهم، فعندما يكتشفون زيفه وما يفعله من تآمر على المسلمين فسوف ينفضّون عنه، وقد أدرك أردوغان ذلك، فحاول حرف انتفاضتهم بالتركيز على الديمقراطية موهماً إياهم بأنها تعني الانتخابات، ولم يستطع أن يتكلم بالعلمانية لأنها كانت شعار الانقلابيين كما في كل انقلاب، والناس قد انتفضوا ضدهم بسببها، ولا يقبلون عن الإسلام بديلا متجسدا في الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.

 

 

بقلم: أسعد منصور

 

 

المصدر: جريدة الراية

 

2 تعليقات

  • إبتهال
    إبتهال الأربعاء، 17 آب/أغسطس 2016م 10:56 تعليق

    جزاكم الله خيرا وبارك جهودكم

  • Khadija
    Khadija الأربعاء، 17 آب/أغسطس 2016م 07:32 تعليق

    جزاكم الله خيرا وإلى الأمام نحو إعلام يهم قضايا الأمة وحلول مستنيرة وشاملة

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع