السبت، 28 محرّم 1446هـ| 2024/08/03م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!
جريدة الراية: كوارث إنسانية مستمرة في اليمن   ومسعِّرو الحرب الدَّوليون غير معنيين بإيقافها

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

Raya sahafa

 

2017-01-18

 

جريدة الراية: كوارث إنسانية مستمرة في اليمن

 

ومسعِّرو الحرب الدَّوليون غير معنيين بإيقافها

 

 

 

قال المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد إن الوضع الإنساني في اليمن كارثي! جاء ذلك في تصريح له الخميس 14ربيع الآخر 1438هـ الموافق 12 كانون الثاني/يناير 2017م لقناة الجزيرة الفضائية.

 

بينما أشارت ممثلة منظمة اليونيسيف في اليمن الدكتورة ميريتشل ريلانو، إلى أن 2016 كان عاما قاسيا على الأطفال في اليمن، حيث قضى 1400 طفل نحبهم قتلاً وتعرض للإصابة 2140 طفلا آخرين، من قبل أطراف الصراع، واستمرت معدلات سوء التغذية في الارتفاع، كما اقترب النظام الصحي من حافة الانهيار، ثم ظهرت أزمة السيولة كمهدد خطير لمعيشة الناس.

 

وتستمر أرقام القتلى والمصابين في تزايد مطرد مع استمرار جبهات القتال في الاشتعال في حرب اندلعت منذ قرابة العامين، بين نظام عبد ربه هادي مع مشيخات الخليج من جهة، وتحالف المخلوع صالح مع الحوثيين من جهة أخرى.

 

بينما ما يسمى الرباعية الدولية المتمثّلة في (أمريكا وبريطانيا والسعودية والإمارات) لم تتفق بعد على توزيع الحصص من الخيرات اليمنية في ما بينها.

 

وها هو المندوب الدولي إلى اليمن (ولد الشيخ أحمد) يحضر لورقة جديدة، يقدمها للأطراف المتصارعة في اليمن، وصفها بأنها تجمع بين خطة كيري (وزير الخارجية الأمريكي) وخارطة الطريق الأممية المقدمة في مفاوضات الكويت.

 

وكان ولد الشيخ أحمد قد قام بجولة على مشيخات الخليج، وقال لقناة الجزيرة إنه سيتوجه إلى صنعاء وعدن لعرض ورقته الجديدة، التي قال إنها تشمل الحل السياسي والأمني بالتوازي.

 

ولا يبدو أن هذه الجولة من المفاوضات ستكون مختلفة عما سبقها من جولات، هذا في حال انعقادها أصلا، لأن اللجنة الرباعية الممسكة بالقضية اليمنية لم تتفق على تصور للحل بعد، ولَم تتفق على تقاسم النفوذ والثروة في اليمن.

 

فبريطانيا متمسكة بمستعمرتها القديمة عدن، وكما قالت رئيسة وزرائها تيريزا ماي "لن نسمح لإيران أن تهدد أمن الخليج" في إشارة إلى أمريكا التي تعتمد - ضمن سياسة أوباما - على إيران لتنفيذ مشاريعها في المنطقة تحت غطاء طائفي. ولهذا أوعزت بريطانيا لمشيخات الخليج وخصوصا الإمارات بالتوغل داخل ما يسمى التحالف العربي، والدخول بقواتها إلى ما يسمى المناطق المحررة للسيطرة على داخل الأرض في معظم جنوب اليمن. وبعد أن حسمت الإمارات وجودها في عدن والمكلا - أهم المدن الجنوبية - ها هي تقود الْيَوْمَ معارك الساحل الغربي في باب المندب متجهة صوب ميناء المخا، في محاولة لتقوية الموقف التفاوضي لحكومة عبد ربه هادي في المفاوضات الأممية التي يحضرها حاليا ولد الشيخ أحمد.

 

بينما تعمل أمريكا لفرض الحوثيين ندا للحكومة اليمنية من أجل اقتسام السلطة والنفوذ معها في الحل القادم، وتعتمد أمريكا على إيران في تهريب الأسلحة والمقاتلين إلى الحوثيين، بينما تعتمد على السعودية في الإمساك بالملف اليمني عن طريق احتوائها لجميع الأطراف المتصارعة في اليمن ولعمق جذورها داخل النسيج القبلي فيه.

 

والحق هو أن معاناة أهل اليمن ليست وليدة اليوم بل هي منذ دخول الاحتلال البريطاني إلى بلادهم واقتطاع البلاد عن جسم الخلافة العثمانية الضعيفة آنذاك، ولا يكون الحل بالسير خلف ما يمليه علينا الكافر المستعمر من مشاريع مثل النظام الجمهوري أو موضته الجديدة الدولة المدنية، بل بالعودة لحل المشكلة من جذورها وهو إعادة اليمن ضمن منظومة الأمة الإسلامية الواحدة التي يوحدها كيان سياسي واحد سماه وأنشأه نبي الأمة عليه وعلى آله وأصحابه أفضل الصلاة وأتم التسليم، وهو الخلافة على منهاج النبوة، وقد بشرنا عليه الصلاة والسلام بعودتها بعد انقطاع لتعود خلافة راشدة على منهاج النبوة تحقق الخير والعدل، ليس للأمة الإسلامية وحسب بل للبشرية جمعاء، بدلا عن النظام الرأسمالي الاستعماري الذي يقوده العالم الغربي اليوم ويتلظى الناس فيه بنار فساده وشقاء حضارته المادية، التي عادت بالبشر إلى الحضيض.

 

نسأل الله أن يهدي أهلنا في اليمن إلى أقوم رشدهم، وينفضوا عن القيادات التي لا تفتأ تخون قضاياهم وتسلمها إلى يد أعدائهم، وأن يسيروا خلف قيادة سياسية واعية ومخلصة تقودهم بالمبدأ الإسلامي العظيم نحو دولة تعزهم وتحفظ كرامتهم وترضي عنهم خالقهم، جل في علاه.

 

قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ وقال سبحانه ﴿لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء

 

بقلم: د. عبد الله باذيب – اليمن

 

 

المصدر: جريدة الراية

 

 

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع