الخميس، 24 جمادى الثانية 1446هـ| 2024/12/26م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

Al Raya sahafa

 

2021-09-29

 

جريدة الراية: بوادر نهاية الحرب في اليمن ترتسم

فما هي الحلول في نهاية المطاف؟


 

شهدت الأيام الأخيرة المنصرمة في عموم اليمن، عدداً من الأحداث السياسية والعسكرية المتسارعة، حيث كانت البداية مع الإعلان يوم الثلاثاء 2021/09/07م عن قدوم قوات أمريكية إلى محافظة عدن وتمركزها في القصر الرئاسي معاشيق، نُظِرَ إليها بأنها ضد المجلس الانتقالي وللحيلولة دون انفراده بالسلطة في المحافظات الجنوبية. فقد أنعش قدوم القوات الأمريكية الحراك الجنوبي جناح حسن باعوم.

 

وفي 2021/09/15 انطلقت مظاهرات من كريتر عاصمة محافظة عدن تزامنت معها مظاهرات في الحوطة عاصمة محافظة لحج التي بدأت عناصر الانتقالي فيها منذ الثلاثاء 2021/09/14م بقطع الطرقات احتجاجاً على ارتفاع أسعار المواصلات نتيجة ارتفاع أسعار البنزين إلى 15 ألف ريال للدبة "20 لتراً"، الذين حملوا الرياض الكوارث الاقتصادية في البلاد كونها من تجيد صناعة الأزمات داخل المنطقة بحسب صحيفة الأمناء 2021/09/16م. ومحافظة حضرموت من عاصمتها المكلا ثم غيل باوزير والشحر، لتلحق بهم سيئون والقطن وتريم في الوادي.

 

لقد عمل المجلس الانتقالي على مضايقة حكومة معين عبد الملك وعدم تمكينها من مباشرة أعمالها، وطردها من عدن منذ أن استقبلها بالتفجيرات في مطار عدن. ومن ثم تابع الانتقالي أعماله ضد الحكومة بتحريك الشارع الذي عانى من تردي خدمات الكهرباء في المحافظات الجنوبية والمياه وغلاء أسعار المواد الغذائية وارتفاع أجور المواصلات مع ارتفاع أسعار المشتقات النفطية.

 

إن إفشال مؤتمر الرياض هو واحد من الأهداف التي يعمل المجلس الانتقالي على تحقيقها، مما جعل الرياض تسارع في الحفاظ على مؤتمرها بإرسال دفعة جديدة من الديزل إلى عدن، والإعلان عن دفعة أخرى تلحق بسابقتها لتشغيل محطات الكهرباء، في مسعى من الرياض من أجل مساعدة حكومة معين عبد الملك من خلال توفير وقود الديزل والحيلولة دون إعطاء الانتقالي فرصة باستغلال انقطاع الكهرباء، وتهييج الشارع لإفشال اتفاق الرياض.

 

في الجهة المقابلة يسعى المجلس الانتقالي لإبراز إنجازات وزرائه المشاركين في حكومة معين عبد الملك، فقد نشرت صحيفة الأمناء التابعة له خبر افتتاح وزير الزراعة، يوم الأربعاء 2021/09/15م سوق الأسماك في المعلا، وعقده مباحثات مع الصندوق الدولي للتنمية الزراعية، لجلب مساعدات للمزارعين وإطلاق موسم الصيد، وتنظيم العمل المؤسسي في الوزارة بإعادة هيكلتها. كذلك الحال مع وزير النقل عبد السلام حميد، الذي أطلق قبل أيام مشروع مطار عدن الجديد، بالتزامن مع محاولات لجلب دعم دولي لتطوير مطار عدن الحالي، وتشكيله لجنة لدراسة أجور العمال في الموانئ لضمان كفايتها.

 

ومن ضمن الأعمال السياسية الجارية حول اليمن كانت يوم الخميس 2021/09/16م حيث انطلقت أولى جولات المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن غروندبرغ في الرياض بلقاء عبد ربه هادي، ثم سينتقل للقاء الحوثيين، الذين يضعون العراقيل أمام زيارته الأولى لصنعاء، ويطالبونه بفتح مطار صنعاء وميناء الحديدة، ومواصلة الجهود الأممية من حيث انتهى غريفيث. ويكثفون من هجماتهم للدخول إلى مدينة مأرب والسيطرة التامة على المحافظة النفطية بعد أن أكملوا سيطرتهم على محافظتي الجوف والبيضاء المجاورتين، كي يذهبوا إلى جولة الملاويات الجديدة لإيقاف الحرب في اليمن بمكاسب جديدة.

 

في عدن والمحافظات الجنوبية يتسابق المجلس الانتقالي برئاسة عيدروس الزبيدي، كي يحل محل حكومة معين عبد الملك وقد أوردنا طرفاً من أعمال وزرائها بالاعتماد على المعونات والقروض الاستعمارية التي يقدمها البنك وصندوق النقد الدوليان وهي تتطابق تماماً مع أعمال حكومة معين عبد الملك، كما يعمل عيدروس الزبيدي على سحق تيار حسن باعوم المدعوم أمريكياً ورميه بأعمال التخريب والشغب في المظاهرات وحرفها عن مسارها الذي يدفعها المجلس الانتقالي تجاهه.

 

إن وجود القوات الأمريكية في عدن تزامن مع تصريح أطلقته مديرة الاستخبارات المحلية الأمريكية أفريل هاينز في مؤتمر الأمن القومي الأمريكي، عدّت فيه اليمن من ضمن البلاد التي تهدد أمن أمريكا. على غرار تفجيرات 11 أيلول/سبتمبر 2001م، التي كشفت سوزان لينداور من يقف وراء تنفيذها في كتابها "عندما تكون الحقيقة خيانة" كي تكون المبرر لإطلاق قواتها تجاه البلاد الإسلامية للحيلولة دون ظهور الإسلام في دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، الذي حذرهم منه صمويل هنتنجتون في كتابه "صدام الحضارات"، وجعلتهم يضعون الخطط لشن حروبهم الصليبية على البلاد الإسلامية منذ مطلع القرن الجديد بقصد تدميره مادياً وفكرياً واستبدال حضارتهم الرأسمالية النتنة به.

 

أما في صنعاء التي تخوض حرباً منذ سبع سنوات أتت على الأخضر واليابس، في ظل وعود جوفاء بالقضاء على الفساد، الذي تغول عن سابقه، وتوفير رغد العيش في الوقت الذي يعاني فيه الناس من شظف العيش، ومن حكم بالإسلام وهم دعاة الدولة المدنية والارتباط الفكري والمادي بالغرب.

 

هكذا يتسابق المتنافسون في جنوب اليمن وشماله لجني مكاسب سني الحرب التي أنهكت الناس. كمن يجني الفتات من على مائدة الطعام، نظير خدمته للمتصارعين الدوليين الحقيقيين على اليمن. إن الحل الجذري الذي يضع حداً للمتصارعين عليه، وينقذ أهله من الحروب والأزمات طوال أكثر من نصف قرن من الزمان هو إقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة تحقيقاً لوعد الله القائل سبحانه: ﴿وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ﴾ وبشرى نبيه ﷺ القائل: «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ».

 

بقلم: المهندس شفيق خميس – ولاية اليمن

 

المصدر: جريدة الراية

 

 

 

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع