- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
2022-10-05
جريدة الراية متفرقات الراية – العدد 411
إن أحوال البلاد والعباد لا تستقيم إلا بنبذ نظام الحكم الديمقراطي، وإقامة نظام الحكم الإسلامي - الخلافة الراشدة على منهاج النبوة - ففيها يُعَزّ الإسلام والمسلمون، وفيها تتم معالجة مشاكل الناس ورعاية شئونهم بحسب أحكام الله، وفيها تكون السيادة لشرع الله تعالى، وفيها يعود للأمة الإسلامية سلطانها وتمكّن من اختيار حاكمها، فالسيادة للشرع والسلطان للأمة.
===
في رحاب دستور دولة الخلافة
سياسة التعليم في دولة الخلافة وأهدافها
بقلم: الأستاذ محمد صالح
رسم الإسلام سياسة للتعليم، غايتها إمداد العقل بالأفكار الصحيحة والآراء السديدة من عقائد وأحكام، وحثّ على طلب العلم والتزود بالمعرفة، قال تعالى: ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ﴾ [الزمر: 9]، وقال عليه الصلاة والسلام: «مَنْ سَلَكَ طَرِيقاً يَطْلُبُ فِيهِ عِلْماً سَلَكَ اللَّهُ بِهِ طَرِيقاً مِنْ طُرُقِ الْجَنَّةِ» أخرجه أبو داود وأحمد.
وقد حرص الإسلام على تجنيب العقل مزالق الضلال ومتاهات الانحراف، فوضع لذلك ضوابط محكمة، وأمر المسلم أن يتعلمها ويتقيد بها، وأوكل تنفيذها للحاكم، يرعى بها شؤون من يحملون التابعية عملياً وتثقيفياً، فهو الذي يتبنى الأفكار المتعلقة بسياسة التعليم في مراحله الابتدائية والثانوية والجامعية.
وأبرز هذه الضوابط، أن تُجعل العقيدة الإسلامية، هي الأساس الذي يقوم عليه منهج التعليم، فلا توضع مادة دراسية أو طريقة تدريسية إلاّ على الوجه الذي لا يُحدث أي خروج في التعليم عن هذا الأساس.
إلاّ أن جعل العقيدة الإسلامية أساسا لمنهج التعليم لا يعني أن تكون كل معرفة منبثقة عنها، فالعقيدة الإسلامية لا تنبثق عنها كل معرفة؛ لأنها خاصة بالعقائد والأحكام، وإنما معنى ذلك هو أن المعارف المتعلقة بالعقائد والأحكام يجب أن تنبثق عنها، أمّا غير العقائد والأحكام من المعارف فيجب أن تُبنى عليها؛ أي أن تتخذ العقيدة مقياساً، فما ناقضها لا يُؤخذ، وما لم يناقضها جاز أخذه. فنظرية داروين التي تقول: إن الإنسان تطور عن قرد، لا تؤخذ، لأن الله يقول: ﴿إنَّ مَثَلَ عِيسى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرابٍ ثُمَّ قالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ [آل عمران: ٥٩]. وكذلك مثل كتاب "الأدب الجاهلي" لطه حسين، الذي أنكر قصة إبراهيم وولده إسماعيل عليهما السلام في بناء الكعبة، لا يؤخذ ويُمنع تدريسه، لأن الله ذكر هذه القصة وأثبتها في القرآن، وهكذا...
والعلوم والمعارف، منها علوم تجريبية وما يُلحق بها كالرياضيات والطب، تؤخذ وتقرر في المنهج حسب الحاجة إليها دون أية قيود. ومنها معارف ثقافية كاللغة والتاريخ والفقه، فإنها تدرَّس في المرحلتين الابتدائية والثانوية وفق سياسة معينة لا تتناقض مع أفكار الإسلام وأحكامه، وأمّا في المرحلة العالية فتؤخذ هذه المعارف كما يؤخذ العلم على شرط أن لا تؤدي إلى أي خروج عن سياسة التعليم وغايته، أمّا الفنون والصناعات فهذه قد تُلحق بالعلوم كالفنون التجارية والملاحة البحرية وبناء السدود، فهذه تؤخذ كالعلوم سواء بسواء. وأمّا ما كان منها ملحقاً بالثقافة المتأثرة بوجهة نظر خاصة، كالتصوير (الرسم) والنحت، فهذه لا تؤخذ إذا ناقضت وجهة نظر الإسلام، كما هي الحال في رسم كل ذي روح، أو صنع تمثال لأي حي.
هذه هي سياسة التعليم في الإسلام، وهي كلها تهدف إلى تكوين الشخصية الإسلامية فكراً وسلوكاً، وتحفظ المجتمع الإسلامي من زيغ العقائد وفساد الأفكار، وتبني أمّة متماسكة متميزة حضارياً، وهذا ما تضمنته المادة 170، من مشروع دستور دولة الخلافة، الذي أعدّه حزب التحرير: "يجب أن يكون الأساس الذي يقوم عليه منهج التعليم هو العقيدة الإسلامية، فتوضع مواد الدراسة وطرق التدريس جميعها على الوجه الذي لا يُحدث أي خروج في التعليم عن هذا الأساس". (مشروع دستور دولة الخلافة).
===
لتكن ذكرى مولده ﷺ
حافزاً لإظهار دينه على كل الأديان
إن ميلاد الرسول ﷺ يعني ميلاد أمة عريقة، حملت رسالة هداية إلى البشرية جميعاً، ومخرجا آمنا لها من الظلم والظلام وخلاصا من الظالمين، والجدير بنا ونحن نستذكر ميلاده ﷺ أن نجعله قدوة لنا في حياتنا كلها، فالله سبحانه وتعالى قد أمرنا باتباع هدي نبيه ﷺ حيث قال: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا﴾، وقال: ﴿وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ وقال: ﴿مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ﴾.
نعم حري بالأمة الإسلامية أن تراجع حساباتها مع نفسها، وأن تتخذ من هذه الذكرى العطرة ما يحفزها للعودة إلى دينها القويم، والتمسك بالكتاب الكريم، وما فيه من الهدى والرشاد والحكمة. وحري بها أن تحرص على ما حرص عليه نبيها ﷺ، فتعمل لإقامة الخلافة بكل إخلاص وجد. وحري بأهل القوة والمنعة فيها أن ينصروا دين الله بإقامة دولته.
فقوموا أيها المسلمون للعمل مع حزب التحرير؛ لإعادة أحكام الإسلام إلى واقع الحياة؛ بإقامة الخلافة على منهاج النبوة، فهي نصرة لدينكم، ومبعث لعزكم وقاهرة لعدوكم. وكونوا واثقين بالوعد، مستبشرين بالبشرى، مجددين العهد مع الله، مترسمين خطا رسوله ﷺ في سَيره لإقامة دولة الإسلام الأولى، موقنين بأن الموت في طلب المعالي خير من الحياة في ذل ومهانة، قال رسول الله ﷺ: «مَوْتٌ فِي طَاعَةِ اللهِ خَيْرٌ مِنْ حَيَاةٍ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ».
===
كتلة الوعي تستنكر حفلا في جامعة البوليتكنك
استنكرت كتلة الوعي - الإطار الطلابي لحزب التحرير في جامعة بوليتكنك فلسطين قيام الجامعة بتنظيم حفل غنائي أقيم على أرض حرم الجامعة بمناسبة استقبال الطلبة الجدد.
كما واستنكرت الكتلة رد عميد شؤون الطلبة على سؤال توجهت به الكتلة إليه: "هل أصبحت هذه الحفلات من سياسة الجامعة؟" وجوابه بـ"نعم هذه سياسة الجامعة وإدارتها"!
وعلى إثر ذلك قامت كتلة الوعي بتوزيع نشرة على الطلبة تأسف بها على انحدار الجامعة لهذا المستوى ورعايتها للحفلات الهابطة التي من شأنها نشر ثقافة التفاهة بين الطلبة.
وخاطبت الكتلة في بيانها الأساتذة وبينت لهم أن الطلبة أمانة بين أيديهم، وطالبتهم بالقيام بواجبهم تجاه الطلبة بحمايتهم من الغزو الحضاري وأن يغرسوا فيهم حب الإسلام وحب الأقصى وأن يرسموا لهم طريق العزة وأن يحافظوا على هويتهم.
وخاطبت أيضا الطلبة أن يكونوا أعزة بدينهم أقوياء بربهم وأن يكونوا معول بناء للأمة لا معول هدم كما يريد الغرب الحاقد الكافر. وقد تفاعل الطلبة حول بيان الكتلة بالإيجاب ما يعني أن بذور الخير باقية في هذه الأمة.
===
الأمم المتحدة ومبعوثوها
أعداء لثورة الشام وليسوا أصدقاء
(RTH، الأحد، 29 صفر 1444هـ، 2022/9/25م) قال غير بيدرسن المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، في رسالته إلى الدول الضامنة لمسار أستانة (تركيا وروسيا وإيران)، إنه "لا أحد منكم يستطيع أن يملي نتيجة الصراع"، مشدداً على أن ذلك الأمر ذاته يجب أن يفهمه الأمريكيون والأوروبيون، ولذلك يجب أن يكون هناك حل وسط يشمل الأطراف السورية. وأشار إلى أن وظيفته هي تذكير المجتمع الدولي بأن سوريا في أزمة مستمرة، وذات أبعاد للشعب السوري".
الراية: إن وظيفة المبعوث الأممي إلى سوريا هي بحد ذاتها إحدى أدوات الحرب على أهل الشام، فهو مندوب سامي بصفة مبعوث سياسي لترتيب صفوف الدول المشاركة في حربها على الثورة المباركة والتنسيق بين هذه الدول بسبب التكالب والتزاحم الكبير على أرض الشام. إن ثورة الشام ما زالت قادرة على متابعة السير نحو الانتصار على أعدائها رغم كل ما اعترى طريقها من صعوبات وانحرافات إذا عادت لشعبيتها التي خرجت بها وفكت ارتباطها بالمنظومة الدولية وخصوصا النظام التركي، وهذا لن يكون إلا باتباع قيادة سياسية مبدئية، تقوم باستغلال حالة الصراع الناشئة بين الدول وتقودها في الوقت نفسه نحو إزالة ما تم إنشاؤه من أجسام سياسية وعسكرية تدّعي تمثيلها لحرفها عن هدفها الرئيس في إسقاط النظام وإقامة حكم الإسلام.
===
ما يوحد المسلمين هي رابطة الأخوة الإسلامية
وليست الرابطة الوطنية
لقد دأبت دول الغرب المستعمر على الترويج في أوساط المسلمين، وخاصة النخبة المثقفة منهم، لمقولات ومفاهيم الفكر السياسي الغربي القائم على مفهوم الدولة الوطنية، القائمة على النظم الوضعية، لأن في ذلك منفعة عظيمة لهم؛ وهي إبعاد مشروع الإسلام العظيم، وإحلال رابطة الوطن التي لا تملك حلولا لمشاكل الناس إلا ما تنتجه المنظومة العلمانية الرأسمالية من تشريعات تفصل الدين عن الحياة.
وفي سبيل تقوية السلطة الوطنية في بلاد المسلمين وجعلها محور ولاء الفرد، عمدت السلطات إلى صياغة ثقافة وطنية تقوم على بعث الأمجاد الوطنية المستمدة من التاريخ الثقافي والفكري والسياسي للوطن الذي أنشئ على أنقاض دولة الخلافة، كما عمدت إلى صناعة رموز وطنية بدءاً من العلم الوطني والنشيد الوطني، إلى نصب تماثيل لشخصيات بارزة في ميادين الفكر والسياسة، وغير ذلك وهم في الحقيقة أدوات للغرب الكافر يستخدمهم للسيطرة على البلاد الإسلامية باسم الوطنية.
والعقيدة الإسلامية انبثقت عنها أحكام تنظم حركة المجتمع الإسلامي وعلاقاته في داخله وعلاقاته مع الأمم والشعوب في الخارج، إذن فعلى المسلم الرجوع إلى الشرع الذي نزل به الوحي على رسول الله ﷺ، ولا يصح ولا يُقبل الاحتكام إلى أهواء البشر وعقولهم القاصرة العاجزة مطلقا، ناهيك عن مفاهيم الغرب الرأسمالية النتنة.
===
هكذا تكون جيوشنا شوكة في حلاقيم أعدائنا
إن جيوش المسلمين ما زال فيها مخلصون من أبناء الأمة الأطهار، وإنهم لا بد سينقلبون على قادة الجيوش العملاء نصرة لدينهم وقضايا أمتهم وسعيا لرفع راية لا إله إلا الله. وهؤلاء لا سبيل لخلاصهم وخلاص الأمة إلا بالقيام بواجبهم الشرعي المتمثل بخلع الحكام الرويبضات، عملاء الغرب الكافر المستعمر، وإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة على أنقاض عروشهم، فتحرك الجيوش الجرارة للجهاد في سبيل الله لتحرير بلاد المسلمين المحتلة، وحماية بيضة الإسلام، ونشر الدعوة في العالم، وهذا الأمر لا يحتاج سوى أمرين: أولاً: أن تلتف الأمة حول قيادة سياسية تحمل مشروعا سياسيا منبثقا من عقيدتها. وثانياً: نصرة أهل القوة والمنعة الذين يتحركون مع القيادة السياسية لنصرة قضايا الأمة ولبناء دولة الإسلام على أنقاض الحكم الجبري. هكذا فقط تكون الجيوش شوكة في حلاقيم أعداء الإسلام، تردع كل من تسول له نفسه العبث بمقدرات ومكتسبات الأمة الإسلامية العظيمة بعظمة الإسلام.
===
﴿وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ﴾
إن ما تقوم به بعض الفصائل الفلسطينية خاصة في الآونة الأخيرة من ارتماء في حضن إيران والمصالحة مع طاغية الشام والجلوس مع الروس فكله مضر بالقضية سياسياً، حيث يصيب الأمة بنكسة في ثقتها التي منحتها لتلك الفصائل ولا يتوقف الأمر عند ذلك بل يتعداه إلى أن تتلعثم الأمة في مواجهة من يبررون جريمة حكامها المطبعين بحجة مصلحة الدولة الوطنية، وتثور نار الوطنية والمصلحة المرتبطة بها ويعزز فصل القضايا عن عمقها الإسلامي وكل شعب يبحث عن مصلحته. وتتحول تلك المواقف السياسية لفصائل الأصل أنها تريد تحرير فلسطين، إلى مواقف داعمة لأنظمة خائنة عميلة تخدم الغرب وتحمي كيان يهود.
إن قضية فلسطين لها أحكامها الشرعية الواضحة، وهي أنها أرض محتلة ويجب تحريرها، وبالتالي كان العمل السياسي الشرعي الذي يحقق مصلحة القضية هو العمل على إسقاط الأنظمة الخائنة التي تحول بين الأمة وقضيتها، وهو العمل الذي يستجلب نصر الله وما عدا ذلك من مناورات هزلية وتملق للمجرمين والخونة ونفاق للدول الكبرى وبيع للمواقف لن يجلب على القضية إلا الأذى، ولن يجلب لصاحبها إلا انفضاض الأمة عنه كما انفضت عن غيره، عوضاً عن استجلاب غضب الله ونقمته.
===
المصدر: جريدة الراية