الإثنين، 23 محرّم 1446هـ| 2024/07/29م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

جريدة الراية: متفرقات الراية – العدد 434

جريدة الراية: متفرقات الراية – العدد 434

بسم الله الرحمن الرحيم

 

إن أصحاب فكرة التدرج في تطبيق الشريعة باتوا هم الملاذ الأخير للدول الاستعمارية لتقديمهم للأمة بعد سقوط الأقنعة عن الوجوه التي كانت من العلمانيين بعد أن أصبح أهم مطلب للأمة هو تطبيق الإسلام، فعن طريق هذه الفكرة الخبيثة يطمئن المسلمون أن الحكم قد أصبح بأيدٍ أمينة تريد الإسلام لأن مظهرها إسلامي! لذلك ففكرة التدرج باطلة، والتغيير التدريجي لن يؤدي أبداً إلى التغيير المنشود، وإن التغيير الحقيقي لن يكون إلا بالتغيير الجذري الشامل الكامل.

 

 

 

Al Raya sahafa

2023-03-15

 

جريدة الراية: متفرقات الراية – العدد 434

 

 

إن أصحاب فكرة التدرج في تطبيق الشريعة باتوا هم الملاذ الأخير للدول الاستعمارية لتقديمهم للأمة بعد سقوط الأقنعة عن الوجوه التي كانت من العلمانيين بعد أن أصبح أهم مطلب للأمة هو تطبيق الإسلام، فعن طريق هذه الفكرة الخبيثة يطمئن المسلمون أن الحكم قد أصبح بأيدٍ أمينة تريد الإسلام لأن مظهرها إسلامي! لذلك ففكرة التدرج باطلة، والتغيير التدريجي لن يؤدي أبداً إلى التغيير المنشود، وإن التغيير الحقيقي لن يكون إلا بالتغيير الجذري الشامل الكامل.

 

===

 

انهيار دولة الحداثة

ولا خلاص إلا بدولة الخلافة

 

 

تناول مؤتمر الخلافة السنوي 2023، الذي نظمه حزب التحرير/ ولاية تونس، القضية المصيرية والمركزية الأولى؛ الإسلام والخلافة، فكانت المحور الذي دارت عليه كلمات المتحدثين باعتبارها الواجب الذي أوجبه الله على جميع المسلمين، وباعتبارها البديل الحضاري الوحيد القادر على إخراج الأمة بل البشريّة كلّها من مآزقها. وفيما يلي النقاط التي تضمنها البيان الختامي للمؤتمر:

 

1- دولة الحداثة التي تقلّبت بين نظامين دكتاتوريّ وديمقراطيّ، كانت في الحالين سليلة الاستعمار الذي أنشأها بعد هدم الخلافة ولا زالت تحكمنا إلى الآن.

 

2- دولة الحداثة في بلاد المسلمين هي دولة تابعة، ارتبطت إدارة الشأن العام فيها بمصالح الاستعمار وشركاته الناهبة، فضاعت مصالح أهل البلد واستشرت الأزمات حتى غدا الحال على ما يعلم الجميع.

 

3- الحداثة في بلاد المسلمين لم تكن إلّا وسيلة لإبعاد الإسلام وفصله عن حياة المسلمين حتّى يبقى أهل البلاد خدما وعبيدا للشركات الرأسماليّة.

 

4- الحداثة لم تكن إلا خليطا هجينا من فكر غربي عليل أنتج طبقة سياسية علمانية لا تُحسن إلا خدمة الغرب ولا تتقن إلا انتهاز الفرص تقتنصها من دماء شباب الأمة ليقطف العلمانيون ثمار تلك التضحيات، هذا كان دأبهم منذ هدم الخلافة إلى أن كشفتهم الأمة، فكانت ثورتها التي انطلقت من تونس.

 

5- الوسط السياسي (حكاما ومعارضة) الذي صنعته دولة الحداثة والديمقراطية، عاجز كسيح لا يعرف من حل لكل هذه الأزمات إلا ما تمليه عليه الدوائر الاستعمارية ومراكز دراساتها، ووظيفته الأساسية محاربة مشروع الخلافة ومنع قيامها ما استحال معه الوصول إلى الخلاص.

 

6- فشل دولة الحداثة وفضيحة الديمقراطية وتصدّع الرأسمالية، لا يعالجها تغيير الوجوه، ولا محاسبة بعض الفاسدين، ولا إجراء حوار يزعمونه وطنيا بين أشباه السياسيين.

 

7- مع انفضاح الديمقراطية محليا وعالميا وتصدع الرأسمالية، لم يبق للبشرية من أمل، إلا بالعودة إلى الإسلام... لم يبق لها أمل إلا أن تستأنف الأمة الإسلامية الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة...

 

8- إقامة الخلافة على منهاج النبوة، تعني استئناف الحياة الإسلامية، وتوحيد الأمة تحت راية حاكم واحد هو خليفة المسلمين، والتخلص من أي نفوذ للدول الغربية وأدواتها المحلية، وعودة سلطانها على مقدراتها وثرواتها المنهوبة، واسترجاع نهضتها ودورها في نشر الهدى وقيادة العالم بنور الإسلام العظيم.

 

9- إن الخلافة مشروع سياسي رباني عظيم متكامل، يوحد الأمة في كيان سياسي واحد تتكامل فيه الطاقات البشرية والموارد والثروات، وقد انفرد حزب التحرير، بحمل مشروع رباني كامل متكامل، استنبطه من الوحي، وسطره في كتبه العديدة، ولخصه تشريعياً في مشروع دستور، وهو مشروع يستعد لتغيير وجه الأرض في كافة مجالات الحياة، في السياسة، والحكم، والاقتصاد والتعليم وفي العلاقات الدولية...الخ.

 

10- إن حزب التحرير/ ولاية تونس، يستنفر طاقات المسلمين، ليعملوا معه لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، لتطبيق الشريعة الإسلامية، ويجمع الأمة خلف مشروعه لأخذ قيادتهم، ويطلب النصرة من أهل القوة والمنعة ليجعل من تونس نقطة ارتكاز لدولة الخلافة تأسيا برسول الله ﷺ في إقامة دولة الإسلام الأولى في المدينة المنورة. وأمله بالله كبير أن يهيئ له من أهل القوة والمنعة من ينصرونه لتحقيق وعد الله بالنصر والتمكين، وتحقيق بشرى رسوله ﷺ في الحديث الذي رواه الإمام أحمد: «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ».

 

 

===

 

اتفاقية "حقوق الطفل" خطرٌ داهم

وسعي السلطة لتطبيقها حرب على الإسلام

 

في إطار تصديه للمشاريع الغربية الرامية لإفساد المجتمع وتخريب النشء الجديد وحرفه عن دينه وعقيدته، أصدر حزب التحرير في الأرض المباركة فلسطين كتيبا بعنوان (اتفاقية "حقوق الطفل" خطر داهم وسعي السلطة لتطبيقها حرب على الإسلام).

 

تناول الحزب في هذا الكتيب الاتفاقيات الدولية مبينا مخاطرها، ثم ركز على اللائحة التنفيذية التي أقرتها السلطة الفلسطينية وجعلت اتفاقية حقوق الطفل مرجعا لها، وأسهب الكتيب في ذكر المخاطر الجمة على الأسرة والمجتمع في حال تطبيق هذه القوانين، ومظهرا مدى خضوع السلطة للأمم المتحدة وانصياعها لاتفاقياتها الإفسادية، ومبينا الحكم الشرعي في كل ذلك.

 

وركز الكتيب في أبوابه الرئيسية على المعالجات التي وضعها وشرعها الإسلام لرعاية الأطفال وحمايتهم، ووجه في الختام نداء حاراً لأهل فلسطين للتمسك بدينهم والتصدي لما يحاك ضدهم وضد إسلامهم.

 

لتحميل الكتيب بصيغة pdf من الرابط التالي:    pdf

 

 

 

 

===

 

فلسطين تحررها الخلافة

فاستنهضوا الأمة وجيوشها لإقامتها

 

أيها المجاهدون في الأرض المباركة فلسطين: نصيحة نزجيها لكم فافتحوا قلوبكم وعقولكم لها، احذروا من الركون إلى الحكام الخونة ووساطاتهم، فهم شركاء يهود في عدوانهم وجرائمهم، قال تعالى: ﴿وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ، واعلموا أن البطولات الفردية وحدها لا تكفي لإيقاف جرائم كيان يهود، فجرائم الاحتلال لا تنتهي إلا بزواله، وهذا يقتضي دوام استنفار طاقات الأمة وفي مقدمتها الجيوش، لينصروا أهل فلسطين الأعزة بدينهم، فقضية فلسطين قضية أمة، وهذا الخير يجب أن يترجم في خطاباتكم، فتخاطبوا الأمة وجيوشها لتستجيب لنداء الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ ‌انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ، فتتحرك بدافع التقوى والمسؤولية إلى اتخاذ قرار الحرب والجهاد في سبيل الله لتحرير المسجد الأقصى وأكنافه.

 

أيها المسلمون: إن الأرض المباركة ستبقى شوكة في حلق يهود وأمريكا والمستعمرين والمطبعين أجمعين، ولن يستقرَّ فيها قرار لمستعمر ولا لخائن؛ ﴿وَلَقَدْ كَتَبْنَا ‌فِي ‌الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ، واعلموا أن فلسطين ضاعت يوم أن هدمت الخلافة، التي تمر ذكرى هدمها هذه الأيام، فإلى العمل الجاد لإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، وإلى نصرة العاملين لها، ندعوكم أيها المسلمون، فهي والله العزة وسبيل إنقاذ البشرية، فاستجيبوا لنداء الله تعالى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ ‌يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ.

 

 

===

 

«سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ اللَّهُ تَعَالَى فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ»

 

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي ﷺ: «سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ اللَّهُ تَعَالَى فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ إِمَامٌ عَدْلٌ، وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ اللَّهِ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسَاجِدِ، وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِياً فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ». رواه البخاري ومسلم.

 

لذلك على شباب الأمة أن لا يحيدوا عن الطريق المستقيم وأن يفهموا دورهم العظيم في هذه الحياة فهم جند الخلافة الراشدة القائمة قريبا بإذن الله، فعندما يدركون هذه الحقيقة يلتصقون بهويتهم الإسلامية ويعملون لإعزاز دينهم وإيجاد الدولة الإسلامية التي تُطبق الإسلام كاملاً. إن ما يبحث عنه شباب الأمة وما ينقصهم هو الوعي السياسي الصحيح والموجه المخلص في الطريق المستقيم، وهذا يجدونه في الحزب السياسي المبدئي؛ حزب التحرير الذي يمد يده إليهم ليأخذ بأيديهم فيعملوا معه لإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، فتستأنف الحياة الإسلامية ويحصل التوافق بين البيت والمجتمع والدولة فينعم الناس بالطمأنينة والرخاء.

 

 

===

 

المساعدات المالية

سبب في زيادة المجاعة والارتهان للغرب

 

انتهى مؤتمر للدول المانحة لليمن نظمته السويد وسويسرا بالتعاون مع الأمم المتحدة في جنيف يوم الاثنين 26 شباط/فبراير، بتعهد من 31 دولة ومنظمة دولية توفير مساعدات بقيمة 1.2 مليار دولار، توظف لدرء خطر المجاعة وإيصال مساعدات لملايين اليمنيين شردتهم الحرب وأنهكهم الجوع والمرض في غياب أي أمل على قرب نهاية حرب تدمر البلاد منذ عام 2014.

 

وفي هذا الصد قال بيان صحفي أصدره المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية اليمن: لقد خلفت الحرب في اليمن التي تقودها أمريكا وبريطانيا كل أنواع الأمراض والأوبئة؛ من سوء تغذية ومجاعة يعاني من آثارها أربعمائة ألف طفل ضمن 21 مليون شخص لا يجدون ما يكفيهم من طعام وشراب ورعاية طبية، ثم تأتي الأمم المتحدة صانعة الداء ومفتعلة الدواء إلى العزف على وتر الجانب الإنساني لتحقيق ما يريده رعاة وصانعو هذه المنظمة التي تعمل في حقيقة الأمر لمصالح الغرب الكافر الذي أنشأها ويحقق مصالحه من خلالها، مع أن هذه المؤتمرات وأمثالها لا يربطها بالجانب الإنساني أي صلة، فالغاية من هذه الأعمال هي استعمارية لبقاء النفوذ على اليمن للدول التي تتصارع عليه، بالإضافة إلى نهب ثروات اليمن التي تكفي أهله وزيادة، لولا وجود الحكام العملاء الذين مكنوا أمريكا وبريطانيا من نهب تلك الثروات في شمال اليمن وجنوبه...

 

وخلص البيان إلى القول: إن المساعدات هي بعينها استعمار اقتصادي لا يختلف كثيراً عن الاستعمار السياسي والعسكري، لأن النتيجة واحدة، وهي زيادة الارتهان للغرب وتكبيل الشعوب لتأجيل التغيير الصحيح على أساس الإسلام. ولن يتم انعتاق الأمة مما أحاط بها من قيود إلا بإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة التي يعمل لها حزب التحرير، والتي قد آن أوانها بعد أن اقترب الحكم الجبري من زواله وخلع نظامه.

 

 

===

 

لماذا يسارع الحكام في تطبيق العلمانية والروشتات الكارثية

 

تحت عنوان: "لماذا يسارع الحكام في تطبيق العلمانية والروشتات الكارثية؟" أقام المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان، منتدى قضايا الأمة لشهر آذار/مارس السبت 2023/3/4م، وكان ضابط المنصة الأستاذ خالد عبد الله.

 

تحدث أولا المهندس أحمد جعفر، موضحا أن العلمانية تعني فصل الدين عن الدولة وهي تخالف الإسلام جملة وتفصيلاً، وأنها هي سبب الصراع في السودان، وأنها تسمح لتدخل الكافرين ودولهم الاستعمارية واستباحة البلاد ونهب ثرواتها بعمالة وتواطؤ السياسيين، وأعطى مثالاً بأن بعثة اليونيتامس هي الحاكم الفعلي اليوم في السودان. وأن النظام الوحيد الذي يحل المشاكل ويوافق أهل السودان هو نظام الإسلام ودولته الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، وهو النظام الذي يكون فيه استقرار سياسي، وفوق ذلك كله المحافظة على وحدة البلاد وحمايتها من التمزيق بإزالة نفوذ الكافر المستعمر.

 

أما الدكتور محمد عبد الرحمن فقد تحدث عن الروشتات الكارثية مؤكدا أن آثار تطبيق الأنظمة العلمانية واضحة للعيان خاصة في الجانب الاقتصادي التي منها: الركود الاقتصادي، والغلاء الفاحش الذي جعل أكثر من 60% من أهل السودان فقراء.

 

كما أكد أن أحكام الإسلام وحدها بتفاصيلها هي التي توقف الانهيار الاقتصادي بإيقاف مصدر السموم التي هي روشتات الدول الاستعمارية وهيمنتها الكارثية، وذلك بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.

 

وفي فقرة التفاعل، شارك بالنقاش والمداخلات والتعقيبات عدد من السياسيين والعلماء والإعلاميين والمهتمين بالشأن العام، وكان ضمن المشاركين الإعلامي والكاتب الصحفي الأستاذ محمد مبروك، والمهندس حيدر يوسف، الوكيل السابق لوزارة الري والموارد المائية، والأستاذ مكيم أقوير والأستاذ آدم تياب، من نداء أبناء الوطن الأحرار لوحدة السودان، والأستاذ إبراهيم حسن محمد القيادي بحزب الأمة.

 

 

===

 

ما ينتظر العالم تحت حكم الخلافة القادمة شيء يفوق الوصف

 

إن ما ينتظر العالم تحت حكم الخلافة القادمة شيء يفوق الوصف، ويتعدى كل توقع، فماذا تنتظرون من دولة قامت بنصر من الله، وتنفيذا لوعده عز وجل وبشرى نبيه؟ هل تنتظرون منها إلا أن تكون راشدة ثانية على منهاج النبوة، يحكمها رجالٌ صنوُ أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وحولهم بطانة يشبهون طلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وسعيد بن زيد، وأبا عبيدة بن الجراح وأمثالَهم، وقادةُ جندها رجالٌ كخالد بن الوليد والقعقاع بن عمرو وأبي دجانة وصلاح الدين وقطز وغيرهم؟ دولة تعيد سيرة العبادلة الأربعة وأمثالهم من الصحابة الأفذاذ، وتستنسخ علماء ربانيين كقتادة ومجاهد والسدي والنخعي والشعبي وجعفر الصادق وأبي حنيفة ومالك والشافعي وابن حنبل وأمثالهم، دولة تقام بها الحدود، ويقسم بها الفيء، وتأمن بها السبل، وتصان بها الأعراض، دولة يقاتَل بها العدو، وتُحفظ بها هيبة الأمة، دولة تحقق النهضة الحقيقية والتقدم العلمي والرقي الفكري والسلوكي، وتسعى لنقله دوما من علي إلى أعلى في كل مناحي الحياة، دولة تؤسس الأبنية وفق أعلى المعايير الشرعية والهندسية، وتستعد دوما للكوارث والجوائح، بل وتعين الأمم الأخرى عندما تتعرض لمثل ذلك. يروى أنه في مدة صلح الحديبية يبلغ النبيَّ ﷺ أن قريشا أصابتهم جائحة، فأرسل عليه الصلاة والسلام لأبي سفيان زعيم الشرك في مكة خمسمائة دينار ليشتري بها قمحا، ويوزعها على فقراء قريش. دولة تعد العدة والقوة وفق أقصى الاستطاعة لإرهاب العدو، وكسر الحواجز المادية التي تقف أمام نشر الإسلام في العالم، فتُنصر بالرعب مسيرة شهر. دولة تسوق الناس إلى الجنة، وتبعدهم عن النار ما استطاعت إلى ذلك سبيلا، دولة رعاية لا دولة جباية، يبكي أمير المؤمنين فيها إذا قصر في الرعاية، ويعقد بينه وبين الناس عقودا يبرئ بها ذمته أمام الله، ويوصي أن توضع معه في قبره. دولة يجمع أمير الجهاد فيها غبارَ المعارك التي خاضها في سبيل الله ويخلطها بماء زمزم ويجعلها طوبة صغيرة يوصي بوضعها تحت رأسه في قبره بعد موته لأنه يعتقد بأنه لا يجتمع غبار جهادٍ في سبيل الله مع دخان جهنم. دولة يوصي مجاهد فيها أن يدفن معه سيفه في قبره بعد موته ليشهد له جهاده في سبيل الله وهو يشدخ به رؤوس الكفار المعاندين.

 

 

===

 

المصدر: جريدة الراية

 

 

 

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع