- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
2023-04-26
جريدة الراية: التطبيع مع يهود على طاولة نظام آل سعود
بالتزامن مع استقباله وفودا من السلطة وحماس!
"لقد قلت للسعودية إننا نريد تطوير علاقاتنا ويجب أن نفعل ذلك بطريقة تُطمئن أصدقاءنا في (إسرائيل)"، وتابع "أود أن أساعد الرئيس بايدن وقلت لولي العهد السعودي إن الوقت الأمثل لتطوير علاقتنا هو الآن، وأن الرئيس بايدن مهتم للغاية بتطبيع العلاقات مع السعودية بمقابل أن تعترف السعودية بالدولة اليهودية الوحيدة، وأنا كجمهوري يمكنني المساعدة بالتوصل إلى ذلك وسأقوم بذلك، وأعتقد أن الحزب الجمهوري عامة سيكون سعيداً بالعمل مع الرئيس بايدن لتغيير العلاقة بين أمريكا والسعودية، وهو ما سينتج عنه لاحقاً اعتراف الحكومة السعودية بـ (إسرائيل)، ولذلك أنا هنا وهذا الأمر سيتطلب جهوداً كبيرة لكنه يستحق المحاولة حيث إن تطبيع العلاقات مع السعودية سيكون له "نتائج هائلة" على الصعيدين الإقليمي والدولي". هذا ما صرح به السيناتور الجمهوري، ليندسي غراهام في اجتماع أجراه مع رئيس وزراء يهود، بنيامين نتنياهو حسب مقطع فيديو نشره عبر صفحته الرسمية على موقع تويتر.
بالمقابل، قال نتنياهو: "نحن نريد تطبيع العلاقات والسلام مع السعودية وننظر إلى ذلك على أنه القفزة الكبرى لإنهاء الصراع العربي (الإسرائيلي)، ويمكن لهذه الاتفاقية أن تحمل نتائج هائلة بالنسبة (لإسرائيل) والسعودية والمنطقة والعالم، لذلك فنحن نرحب بالمشاركة الأمريكية من جانب الرئيس بايدن إلى جانب الدعم الذي يقدمه طرفا الكونغرس".
تأتي هذه التصريحات وهذا الاجتماع مع نتنياهو بعد أيام من لقاء جمع السيناتور غراهام بولي العهد السعودي خلال زيارته إلى المملكة الأربعاء قبل الماضي، وقد وصف غراهام اللقاء بأنه كان مثمراً وعبّر عن تطلعه لنقل العلاقات الأمريكية السعودية إلى مستوى جديد، وأعقب تلك الزيارة وبشكل مباشر سماح النظام السعودي لوفد من حركة حماس بالقدوم إلى المملكة بذريعة أداء العمرة بعد سنوات من القطيعة، وكذلك إعلان وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية عن وصول الرئيس محمود عباس إلى مدينة جدة بدعوة رسمية من المملكة للقاء ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يوم الثلاثاء قبل الماضي، لتكتمل الصورة بشكل واضح ويظهر الموقف الحقيقي للنظام السعودي وما يريده من السلطة والفصائل وما تريده أمريكا منه.
إن أمريكا هي من تدير المنطقة وتوزع الأدوار وفق مصالحها السياسية والمتغيرات التي تقتضي حالياً حالة من الهدوء النسبي في منطقة الشرق الأوسط للتفرغ للملف الروسي والصيني، فهي من سمحت بالتقارب السعودي الإيراني وأصبح هو المطلوب والعنوان المرحلي للنظامين بعد أن كانت سابقاً وخاصة في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تعمل على إيجاد معسكر سني يكون كيان يهود جزءاً منه بحجة العداء لإيران ومعسكر شيعي بقيادة إيران بذريعة الموت لـ"أمريكا و(إسرائيل)"، وقد بلغ الخطاب الطائفي آنذاك مستوى عالياً وأطلق على ذلك المخطط الجزء الإقليمي لصفقة القرن، وكانت كل الأعمال السياسية في المنطقة تتناسب مع ذلك المخطط الشيطاني لتدمير المنطقة وإيجاد حدود بالدم واستنزاف الأمة الإسلامية ضمن صراع طائفي مقيت، وقد كان كيان يهود يتحرك منتشياً بذلك المخطط الأمريكي للانخراط في المنطقة وتوجيه ضربة قاضية للبرنامج النووي الإيراني، وهو الذي يقف حالياً مذهولاً ضمن حالة من الصدمة السياسية والعسكرية أمام هذا التقارب الذي قطع الطريق عليه للانخراط في المنطقة وتوجيه ضربة لإيران، وأمريكا هي القادرة على تخفيف أثر تلك الصفعة على وجه نتنياهو بتمنيته بتطبيع مع النظام السعودي كما هو واضح من زيارة غراهام للرياض ومن ثم التوجه إلى كيان يهود، وهي القادرة على تحديد موعد ووقت التطبيع العلني، وهي التي تبين ليهود أن قرار التطبيع بيدها إن سار وفق رغبتها وما تقتضيه مصالحها الحالية في المنطقة، والنظام السعودي يتحرك ضمن تلك التوجيهات للولايات المتحدة بشكل عام وللحزب الجمهوري بشكل خاص.
إن النظام السعودي أداة من أدوات أمريكا في المنطقة وموضوع التطبيع العلني مع كيان يهود محسوم عنده، ولكن الإشكالية في التوقيت والترتيبات اللازمة قبل إعلانه وهو يمهد الظروف لذلك، وما استقباله لرئيس السلطة وسماحه لوفد حماس بالقدوم للحجاز إلا ضمن ذلك الدور المتآمر على الأرض المباركة وأهلها، والنظام السعودي يتحرك ضمن الرغبة الأمريكية بإعادة صياغة العلاقات في المنطقة بالتقارب مع إيران وإعادة العلاقات مع نظام الأسد الدموي المجرم، حيث استقبل طاغية الشام وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان في أول زيارة منذ 12 عاماً دون الالتفات لجرائم ودماء ودمار وأعراض انتهكت، كيف لا وهو كان شريك في إجهاض الثورة ويأتي أيضاً ضمن تلك الترتيبات والعلاقات العلاقة مع كيان يهود.
إن قضية فلسطين باتت تشكو كثرة المتآمرين عليها والمتاجرين بها ولم يبق لها من بعد الله إلا أبناء أمتها مدنيين وعسكرين ليقوموا على تلك الأنظمة الخائنة فيسقطوها وينصبوا قيادة مخلصة تقودهم جيوشاً ومجاهدين لعز الدنيا والآخرة وإلى تطهير هذه الأرض المباركة من كيان يهود كما طهرها صلاح الدين وقطز، ففي التاريخ عبرة ودروس ووقائع، وفي الحاضر شواهد وأدلة وحقائق.
بقلم: د. إبراهيم التميمي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة (فلسطين)
المصدر: جريدة الراية