الأحد، 27 صَفر 1446هـ| 2024/09/01م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

Al Raya sahafa

 

2023-05-24

 

 

جريدة الراية:  متفرقات الراية – العدد 444

 

 

إنه لن يخرج أمريكا وبريطانيا من اليمن ومن كل بلاد المسلمين، ويزيل حدود سايكس وبيكو، ويعيد للأمة لُحمتها وعزتها سوى دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة التي يعمل لها حزب التحرير، الذي يدعو الأمة ليل نهار أن لا يفوتها هذا الخير العظيم والشرف الرفيع في الدنيا والآخرة. قال تعالى: ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾.

 

 

===

 

قانون الضمان الاجتماعي

مهلكة لأهل فلسطين

 

أفاد بيان صحفي صادر عن المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة فلسطين أنه بمكرٍ وخداع، تسعى السلطة الفلسطينية في هذه الأيام لإحياء قانون الضمان الاجتماعي سيئ الذكر، الذي وقف الناس ضده وقفة قوية قبل سنوات، رافضين ما تضمنه من اعتداء على أرزاقهم وثمار جهودهم ولقمة عيشهم بحجة "ضمانهم!"، وها هي اليوم تعمل على إعادة الكرة مرة أخرى بتعديلات شكلية لا تغير من جوهر النسخة السابقة أو آثارها السيئة إلا تلبيساً، لتوجد للناس مهلكة جديدة في الاقتصاد بما يعرف بقانون "الضمان الاجتماعي".

 

وقال البيان الصحفي: أما أنه مهلكة جديدة تضيفها السلطة، فذلك أن ما سيلمسه الناس من تطبيق هذا القانون ليس إلا آثاره الاقتصادية السيئة، والمغارم دون المغانم، حيث لا مغانم؛ ذلك أن الأجور الحالية لا تحصل الكفاية بها لأصحابها أصلا قبل الاقتطاع، عوضا عن أن يُقتطع منها، خصوصا في ظل التآكل الكبير للأجور نظرا لارتفاع الأسعار، وأما الأسواق فإن اقتطاع الأموال من الأجور وسحبها من دورة الإنفاق لن يضيف للركود الحاصل فيها إلا ركودا، وخصوصا مع ما يجري فيها من قلة الأموال واقتطاعات الرواتب التي تقوم بها السلطة والأداء الضعيف في ظل حصار كيان يهود، وأما الأعمال والمصالح والمؤسسات التي تعاني هي الأخرى مما يعانيه السوق فلن يزيدها تطبيق القانون إلا أعباء وتكاليف، ولن تجد هذه التكاليف المضافة طريقا لها إلا أن تضاف إلى أثمان السلع والخدمات المقدمة للناس فتزيد الغلاء غلاء، وإلا فإغلاق العديد منها أو الهروب من بيئة تطرد الاستثمار ولا تصنعه...

 

وتابع البيان مبينا الغاية من هذا القانون وأمثاله: إن الغرض من مثل هذه الصناديق ليس حماية العمال أو أرباب العمل أو تأمين العيش الكريم للناس، فالسلطة أبعد ما تكون عن ذلك، بل إن الأمر لا يعدو عن أن يكون محاولة من السلطة للسطو على موارد جديدة لتمول بها نفسها، حيث لا مقومات لها دائمة ولا مصادر إلا جيوب الناس، وتمول كذلك عجزها عن الإنفاق على مشروعها الفاشل الذي يستهلك الموارد، ذلك المشروع الذي لم يكن جوهره ووظيفته إلا حماية كيان يهود وأمنه، وذلك حين ضخمت لهذا الغرض أجهزة أمنية أفلست الخزائن وأكلت الأخضر واليابس، وها هي تريد أن تجعل من اقتطاعات أجور العمال تمويلا لكل ذلك، وما شعارات الضمان إلا خداعا وذرا للرماد في العيون، وكأنها تملك كسلطة تحت الاحتلال من أمرها شيئا أو تستطيع أن تضمن ولو شيئا واحدا.

 

وختم البيان الصحفي بالقول: لقد اعتادت السلطة أن تغطي تشريعاتها باعتماد ما يسمى قرارات بقوانين، وهكذا فإنها بجرة قلم لـ"قرار بقانون" تشرع لنفسها السطو على أموال الناس والمغامرة بها أو أكلها بالباطل، وهي بهذه الطريقة تكون أول من يعطي سببا "لانعدام الضمان" لهذه الأموال لجرة القلم ذاتها أيضا بالتغيير في القوانين أو التعديل، ومن هنا فقد وجب على الناس، والحال كذلك من عبثٍ بأموالهم ونخرٍ في صمودهم، أن يقفوا في وجه هذه السلطة وقوانينها، التي تقودهم من قاع إلى قاع ومن مهلكة إلى أخرى، وتزيد من عيشهم ضنكا فوق ما هم فيه من تسلط لكيان يهود.

 

 

===

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

نعي وتعزية أمير حزب التحرير بوفاة المهندس إسماعيل الوحواح (أبو أنس)

 

﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ

وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً

 

ينعى أمير حزب التحرير إلى المسلمين بعامة وإلى شباب حزب التحرير بخاصة الأخ الكريم الذي افتقدناه فجر الخميس 2023/5/18 في أستراليا...

 

لقد كان رحمه الله ركيزة من ركائز الحزب، فكان عضواً في مكتب الأمير، ذا باعٍ طويل في مقاومة الظلم والثبات على الحق، دون أن تهزه الصعاب والمحن ولا سجون الطواغيت وملاحقاتهم، بل يزداد قوة على قوة، عاملاً بصدقٍ وإخلاص بإذن الله...

 

ترنو عيناه في الدنيا إلى راية رسول الله ﷺ ترتفع من شاهقٍ إلى شاهق... وفي الآخرة كما قال سبحانه: ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ﴾.

 

رحم الله أخانا وأدخله فسيح جناته، وحشره مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا... سائلين الله سبحانه لنا ولأهله وللمسلمين أن نكون كما قال الرحمن الرحيم: ﴿الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾.

 

رحمك الله يا أبا أنس رحمة واسعة... ولا نقول إلا كما قال صلوات الله وسلامه عليه عندما فقد ابنه وقرة عينه إبراهيم عليه السلام: «إِنَّ الْعَيْنَ تَدْمَعُ وَالْقَلْبَ يَحْزَنُ وَلَا نَقُولُ إِلَّا مَا يَرْضَى رَبُّنَا وَإِنَّا بِفِرَاقِكَ يَا إِبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُون».

 

رحمك الله يا أبا أنس.. يا صاحبنا ورفيق دربنا.. وإنا لله وإنا إليه راجعون.

 

 

28 من شوال 1444هـ                 أخوك ورفيق دربك عطاء بن خليل أبو الرشتة

الموافق 2023/5/18م                                                أمير حزب التحرير

 

 

 

===

 

مظاهرات تعم الشمال السوري

رفضا للتطبيع مع الطاغية وممارسات هيئة تحرير الشام

 

 

شهدت معظم مدن وبلدات الشمال السوري، يوم الجمعة، مظاهرات رفضاً لمسار التطبيع الذي اتخذته الدول العربية مؤخراً مع نظام أسد المجرم، ورفضا لممارسات مخابرات هيئة تحرير الشام، وخرج المئات في مظاهرات عقب صلاة الجمعة، ضدّ التطبيع العربي والتركي مع نظام أسد. وشملت المظاهرات كلاً من مدن إعزاز وعفرين وأخترين ومارع بريف حلب الشمالي، ومدينة الباب بريف حلب الشرقي، إضافة إلى مدينة دير الزور. في السياق خرجت مظاهرات في أرياف حلب وإدلب أمس في جمعة "لبيك يا أختاه" وذلك ضد الممارسات القمعية لمخابرات هيئة تحرير الشام عقب حملة اعتقالات واسعة تخللها اقتحام للمنازل وترويع للنساء والأطفال وكشف للعورات، وضد التطبيع مع النظام المجرم، وانطلقت المظاهرات بعد صلاة الجمعة في بلدات كللي ومخيمات أطمة بريف إدلب، والسحارة وبابكة وصوران بريف حلب، كما خرجت مظاهرات ليلية في بلدات أطمة وبابكة وكفرة والأتارب في ريفي حلب وإدلب.

 

 

===

 

قمة رويبضات العرب في جدة

ترسل برقيات طمأنة لكيان يهود

 

اختتمت في مدينة جدة السعودية أعمال القمة العربية الـ32 بإعلان موافقة المشاركين على البيان الختامي للقمة، ومما تضمنه الإعلان: الترحيب بالقرار الصادر عن مجلس الجامعة، الذي تضمن استئناف مشاركة وفود النظام السوري في اجتماعات الجامعة، آملا أن يسهم ذلك في دعم استقرار سوريا، ويحافظ على وحدة أراضيها، واستئناف دورها الطبيعي في الوطن العربي، وأهمية مواصلة الجهود العربية الرامية إلى مساعدة سوريا على تجاوز أزمتها. كما جدد الإعلان، التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية، وأهمية تكثيف الجهود للتوصل إلى تسوية شاملة وعادلة، وإيجاد أفق لتحقيق السلام على أساس حل الدولتين، وفقاً للمرجعيات الدولية والمبادرة العربية للسلام، بما يضمن إقامة الدولة الفلسطينية، بحدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. من جانبه اعتبر تعليق صحفي للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة فلسطين: أنه كالعادة وكما هو متوقع، اجتمع أكابر المجرمين من حكام العرب، ومعهم هذه المرة جزار الشام، بشار، ليؤكدوا على المعزوفة المشروخة التي باتت وصمة عار على جبينهم. فقد أكدوا على تمسكهم بمبادرة السلام العربية التي تمكن يهود من ثلاثة أرباع فلسطين مقابل دويلة هزيلة للسلطة الفلسطينية وتطبيع عربي شامل مع الكيان الغاصب، وأكدوا على التمسك بالقرارات الدولية ذات الصلة والتي ترسخ الاحتلال وتثبت أركانه في الأرض المباركة فلسطين. وهذه القمة أتت في ظل ذروة الاستفزازات والغطرسة التي يتصرف بها كيان يهود، ومع ذلك لم يصدر عن القمة شيء يُذكر تجاه هذه الغطرسة، ليطمئنوا بذلك قادة الاحتلال بأن لديهم الضوء الأخضر لفعل المزيد. وأضاف التعليق: حقا إن مصابنا عظيم، ومصيبتنا كبيرة في حكامنا العملاء المجرمين، فهم من مكنوا يهود من احتلال فلسطين، وهم من حفظوا أمنه وحدوده، وهم من يطمئنون قادته بعد كل جريمة وغطرسة. وختم التعليق بالقول: آن للأمة الإسلامية أن تدرك أن أولى أولوياتها هو الإطاحة بالحكام وتحطيم عروشهم، فهم من أذلوا الأمة ومكنوا الاستعمار من أرضنا ورقابنا وديننا.

 

===

 

لا تحرير للعراق إلا بقلع المحتل وجذوره

عسكريّاً وسياسيّاً واقتصاديّاً وثقافيّاً

 

أكد بيان صحفي أصدره المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية العراق أنه منذ احتلال القوات الأمريكية للعراق عام 2003م حتى الآن وهي تمسك بزمام الأمن والاقتصاد فيه من خلال أمرين اثنين:

 

الأول: قرار 13303 الخاص بالعراق في عام 2003م، وهو مرسوم يمدد من خلاله حالة الطوارئ الوطنية، المتعلقة بالأوضاع في العراق، ويكون التمديد سنوياً، ولكن اللافت هو إعلان الرئيس الأمريكي بايدن هذا التمديد، الذي كان في السابق تمديداً سنوياً روتينياً.

 

والثاني: بعثة الأمم المتحدة في العراق المعروفة اختصارا بـ"يونامي" التي أُنشئت بموجب قرار مجلس الأمن رقم 1500 في آب 2003م، ومنذ ذلك الحين، يجدد مجلس الأمن الدولي كل عام ولاية بعثة يونامي وصولاً إلى القرار 2631 في أيار الماضي الذي جدد فيه مجلس الأمن ولاية البعثة حتى نهاية أيار 2023، وهذا ما نلاحظه في الدور السياسي الذي تلعبه جينين بلاسخارت الممثلة الدبلوماسية لهذه البعثة، وتكثيفها النشاط السياسي واللقاءات مع مختلف الكتل السياسية حتى الأحزاب التي تمتلك فصائل مسلحة.

 

وخاطب البيان أهل العراق بقوله: اعلموا أنَّه لا تحرير للبلاد إلا بقلع المحتل وجذوره: عسكريّاً وسياسيّاً واقتصاديّاً وثقافيّاً؛ فقد حرَّم الشرع أن يكون للكافر على المؤمن سبيل، قال تعالى: ﴿وَلَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً﴾؛ لذلك فإنَّ الواجب الشرعي يحتم العمل الجاد وإعداد العدة لإسقاط هذه المنظومة السياسية التي فرضها المحتل الأمريكي، والعودة إلى الهوية الإسلامية، فلا عزَّ لنا ولا سيادة ولا أمان إلا بالحكم بما أنزل الله بإقامة الخلافة على منهاج النبوة، ويومئذٍ تُقطع أيدي وأرجل الغزاة، فيتحرر البلد وتتحقق السيادة.

 

===

 

التغيير المقصود

 

إن الدعوات للتغيير التي يدعو لها أهل الباطل تخرج كلها من مشكاة واحدة، ولا علاقة لها بالتغيير المقصود، فهي دعوات لتغييرات شكلية ضمن منظومة هذه الأنظمة الوضعية السائدة منذ الاستعمار حتى الآن، ولا جديد فيها، لا في الأساس الذي تقوم عليه، ولا في معالجاتها، فهي تقوم على العقيدة الرأسمالية أي عقيدة فصل الدين عن الحياة، وعلى المعالجات الفاشلة نفسها التي طبقت في بلادنا عقودا من الزمان حتى أوصلتنا إلى شفير الهاوية.

 

- إن التغيير المقصود هو تغيير الأوضاع الحالية السائدة في البلاد الإسلامية من أنظمة علمانية، وأفكار وأذواق غربية فاسدة، وحكام عملاء لدول الغرب الاستعمارية الكافرة.

 

- إن التغيير المقصود هو إنقاذ الأمة الإسلامية من حال التفرقة والإذلال المفروض عليها من الدول الاستعمارية الكافرة، ومن حال الضياع والتيه والتبعية لتلك الدول المتكالبة عليها.

 

- التغيير المقصود هو إعادة ثروات المسلمين التي تنهبها الدول الاستعمارية وتتمتع بها وتتركهم في الفقر المدقع يرزحون تحت وطأة مليارات الديون لهذه الدول الجشعة.

 

- التغيير المقصود يكون بنهضة الأمة الإسلامية على أساس الإسلام، ونبذ كل فكر ليس من الإسلام، وذلك يكون بإزالة أنظمة الكفر وإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة التي تحكم بما أنزل الله، وتوحد الأمة الإسلامية بقيادة خليفة واحد وتحت راية واحدة وتحمل رسالة الإسلام للعالم.

 

هذا هو التغيير المقصود الذي يقتلع نفوذ الكافر المستعمر ويوجد الحياة الكريمة ويقضي على هذه الفوضى التي تضرب بأطنابها أرجاء البلاد وتقضي على العباد.

 

 

===

 

كيف تعود الأمة الإسلامية

خير أمة أخرجت للناس؟

 

يقول عزّ وجلّ: ﴿إِنَّ اللهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ﴾ فالتّغيير إذاً سنّة ثابتة ولا بدّ أن نبدأ من أنفسنا. علينا أن نغيّر هذا المفهوم المدمّر عن الحياة وأن لا نجعلها أكبر همّنا وفي أعلى سلّم اهتماماتنا، وأن نجتثّ كذلك كلّ المفاهيم الفاسدة التي ابتلانا بها النّظام الرّأسماليّ، ونعيد الفهم الصّحيح للحياة وننهل من مفاهيم ديننا السّويّة التي فيها خلاصنا ونجاتنا ومرضاة ربّنا عنّا. لا بدّ من أن نغيّر معصيتنا وابتعادنا عن أحكام الله وشرعه بالقرب منها والعمل بما جاء فيها ونتوب إلى الله حتّى يغيّر الله ما نحن فيه من ذلّ وهوان. والطّريق الوحيد لذلك هو العودة إلى دين الله وجعله منهاجا نسير عليه ونبراسا نستضيء بنوره. يقول ابن القيم: "من العجيب علم العبد بذلك مشاهدةً في نفسه وغيره، وسماعاً لما غاب عنه من أخبار من أزيلت نعم الله عنهم بمعاصيه، وهو مقيم على معصية الله كأنّه مستثنى من هذه الجملة أو مخصوص من هذا العموم، وكأنّ هذا الأمر جارٍ على النّاس لا عليه، وواصل إلى الخلق لا إليه، فأيّ جهل أبلغ من هذا؟ وأيّ ظلم للنّفس فوق هذا؟ فالحكم لله العليّ الكبير".

 

فإن أرادت الأمّة أن تسترجع سلطانها فعليها:

 

- أن تتيقّن أنّ الله خلقها واصطفاها لتقوم بدور سامٍ وهدف نبيل ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ وأنّها خير أمّة أخرجت للنّاس ومسؤولة عن إنارة طريقهم بهدي الله ورسوله.

 

- أن تنزع عنها ثوب الخوف والجبن وكراهية الموت وتوقن أنّ الأرزاق بيد الله خلقها وتكفل بإيصالها ويسوقها لعباده.

 

- أن تتحرّر من حبّ الدّنيا والرّكض وراء ملذّاتها وأن تجعل أمانة رسولها ﷺ شغلها الشّاغل وتعمل على نشر هذا الدّين وإصلاح النّاس وهدايتهم.

 

- أن تتأكّد بأنّ الإسلام دين العزّة والكرامة ﴿وَللهِ الْعِزَّةُ وِلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾. وعليها أن تعمل على أن يسود العالم ويحكمه ولا ينتابها يأس ولا قنوط من أنّ الله سيمكّنها في الأرض ﴿وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ...﴾.

 

فيا خير أمّة: سارعي إلى العمل مع المخلصين من أبنائك وانصريهم حتّى تستعيدي سلطانك المسلوب وتبايعي إماما مخلصا يحكم فيك بما أنزل الله ويكون لك جُنّة تتّقين به فيقيك شرّ الوقوع في المعاصي ويسير بك في الطّريق المستقيم الذي يرضي ربّك وينشر الخير في العالمين.

 

 

===

 

﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِه

 

إن قضايا المسلمين على تنوعها واختلافها سواء أكانت قضية النهضة، أو قضايا الاستقلال والسيادة والتحرير، أو مشكلات الاقتصاد والاجتماع، لا تحتاج إلا لنظام الإسلام بمنهجه الواضح وحلوله الناجعة الصحيحة، ولعقيدة الإسلام التي لا تزال هي الدافع الأول المحرك لأبناء المسلمين ولرابطة الإسلام التي تشرك كافة أبناء الأمة الإسلامية وقواها في قضايا الأمة، وهي أبعد ما يكون عن الحاجة لما يسمى بالقومية العربية وأفكارها العلمانية ونماذج حكمها التي لم تزد الشعوب إلا مزيدا من البؤس والتسلط والتخلف.

 

وإن محاولات الجمع بين تيارات قومية وإسلامية والمزج بين رؤى القوميين والإسلاميين كما يجري أحيانا إنما هي محاولات مخفقة لا معنى لها، وإن تقاطع بعض القضايا لا يعني اتفاق المناهج ولا وحدة الغايات، بل إن جعل ما يطلق عليه "المقاومة" هو نقطة الالتقاء ليس في واقعه إلا التقاء مصلحيا اقتضاه التوظيف السياسي لأنظمة حاكمة.

 

﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾.

 

 

===

 

هلمّ إلى ما فيه عزّ الدنيا والفلاح في الآخرة

 

يجب أن لا تغيب عن أذهاننا مآسي أمتنا الإسلامية لأنّ انطباع الألم في نفوسنا سيدفعنا إلى تجديد العهد مع الله سبحانه وتعالى كلما ضعفنا أو أصابنا الوهن واليأس، إذ سيكون حاضرا في مخيلتنا دائما ذلك المشهد المهيب لإخواننا المكلومين وهم بين يدي الله عز وجل يوم القيامة يشكون تقاعسنا عن نصرتهم وخذلاننا لهم، فمن ذا الذي سينجينا حينها من غضب الله العزيز الجبار؟!

 

لقد أوضح الله تبارك وتعالى لنا التجارة التي ستنجينا من عذابه يومئذ في هذه الدنيا إذ قال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُون﴾.

 

فالمطلوب منا جميعا أيها المسلمون هو جهاد النفس والمجاهدة بالغالي والنفيس في سبيل دين الله تعالى حتّى ننجو، ولا مناص لنا إلا بذل أموالنا وأنفسنا في درب الحقّ والسعي جاهدين في ذلك الدرب رغم وعورته ومشقته لتتوفر فينا صفات المؤمنين الصادقين حقا الذين يستوفون شروط نصر الله والوعد بالاستخلاف والتمكين بعد الضعف والهوان. قال تعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً﴾.

 

يجب على كل مسلم أن يستشعر أنّه فرد من أمَّة اصطفاها الله، لها تاريخ عريق يحمل أروع صفحات المجد والعزة، أمة القرآن والإسلام العظيم، أمّة لا يليق بها ما وصلت إليه من تشرذم وذل وهوان، وأنّ مفتاح النهضة ما زال بفضل الله بأيدينا، وأنّنا قادرون على إعادة هذا التاريخ المشرف ليرى رأي العين، وأننّا قادرون على وضع حدّ لمآسي المسلمين إذا قمنا قومة رجل واحد بإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة حافظة الإسلام والمسلمين والتي ستردّ كيد المعتدين إلى نحورهم بإذن الله.

 

 

===

 

المصدر: جريدة الراية

 

 

 

 

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع