- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
2023-06-28
جريدة الراية: متفرقات الراية – العدد 449
بمناسبة عيد الأضحى المبارك، نتقدم من أمير حزب التحرير العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة، وجميع حملة الدعوة، والأمة الإسلامية الكريمة جمعاء بالتهنئة الخالصة، سائلين الله تبارك وتعالى أن يتقبل حج الحجيج وأن يجعله حجاً مبروراً وسعياً مشكوراً وذنباً مغفوراً.
كما نسأله تعالى أن يكون هذا العيد فاتحة خير وبركة على المسلمين، فيأتي العيد القادم ونحن نستظل براية الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، راية لا إله إلا الله محمد رسول الله ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللهِ﴾.
===
فوبيا الذكاء الاصطناعي
من وجهة نظر سياسية!
"عند المقارنة بين خطر الذكاء الاصطناعي وبين الأسلحة النووية نجد أن هذه التقنيات الجديدة وعلى عكس التقنيات النووية لن تكون خبيئة مختبرات الحكومات ولكنها ستكون في متناول الجميع" (الجزيرة - ميدان - 2023/5/15)، هكذا عبر جيفري هينتون الذي يلقب "أبو الذكاء الاصطناعي" خلال حديثه لصحيفة نيويورك تايمز عن مدى تخوفه من إطلاق العنان للتطوير السريع للذكاء الاصطناعي، وهو ما أكد عليه جمع من العلماء من خلال دعمهم بياناً نُشر على صفحة الويب الخاصة بمركز "أمان الذكاء الاصطناعي"، قائلين: "ينبغي أن يكون الحد من خطر الانقراض بسبب الذكاء الاصطناعي أولوية عالمية، إلى جانب المخاطر المجتمعية الأخرى كالأوبئة والحروب النووية" (بي بي سي 2023/6/2).
يظهر بوضوح ودون أدنى شك أن هناك إجماعاً دوليّاً وخصوصاً بين الوسط العلمي مفاده وجود خطر حقيقي للذكاء الاصطناعي يهدد الوجود البشري ومستقبله، وهذا الاستشعار بالخطر دفعهم إلى أن يوجهوا دعوة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش للتحرك العاجل، فقال غوتيريش إنّ العلماء والخبراء دعوا للتحرّك في هذا الجانب وأعلنوا أنّ الذّكاء الاصطناعي تهديد وجودي للبشرية لا يقل عن الحرب النووية"، وهنا تبرز أهمية الناحية السياسية والمبدئية في التدخل لتحديد سياسات الدول وتوجيهها في ضبط العلم ضمن إطار لا يسبب ضرراً للبشرية، وهذا مربط الفرس في هذه القضية، وبالوقوف عليه يتبين مدى حجم الخطر وقرب حصوله...
إن خطر الذكاء الاصطناعي ليس قائما بذاته بل هو مرتبط بهيمنة النظام الرأسمالي والشركات الرأسمالية الكبرى التي تدير الدول وتدعم أوساطها السياسية لوضع سياسات الدولة بما يخدم تلك الشركات وتحقيق أرباحها المقدسة وبما لا يعيق منتجاتها التكنولوجية والمادية بمختلف أنواعها وأشكالها، وهو ما يعني إطلاق العنان لتلك الشركات التي لا تقيم وزنا سوى للربح والتنافس في السيطرة على العالم وأسواقه للانطلاق بكل طاقتها وقدرتها، وهذا هو الخطر بعينه. ومن سوء حظ البشرية أن تأتي هذه القفزة في الذكاء الاصطناعي في ظل هيمنة النظام الرأسمالي المتوحش الذي قد يتخذ بعض الإجراءات بخصوص الذكاء الاصطناعي ضمن حد يساعده في إدارة شؤون البشر وليس رعايتهم أو ربما لا يفعل ذلك...
إن المبدأ الوحيد القادر على توظيف كل شيء في خدمة الإنسان هو الإسلام فقط القائم على رعاية الشؤون وليس الربح، والذي يجعل مقياسه في العلم وتطويره هو خدمة الإنسان ورعايته وتسهيل سبل عيشه وحمايته ومنع ما يلحق الضرر به. وبناءً على تلك النظرة الربانية للإنسان وطريقة عيشه تستقر الحياة وتسودها الطمأنينة وتحفظ الخصوصية ويبقى للإنسان دوره المهم... وبناءً على ذلك التوجه يُوَجه العلماء ويقدم لهم الدعم المادي والمعنوي لخدمة بني جلدتهم، وبناءً على ذلك يتم وضع القيود والحدود على الشركات والمصانع وطبيعة المنتجات والبرامج وطرحها في الأسواق وآلية الوصول لها والاستفادة منها. والذي يحرم البشرية من هذا المبدأ العظيم الذي ساد العالم ثلاثة عشر قرناً هو غياب الدولة التي تطبقه وتحمله للعالم الذي ضاق ذرعاً بالرأسمالية وأنظمتها والليبرالية ومفاهيمها الشاذة، وهذا كائن عما قريب بإذن الله؛ دولة خلافة راشدة ثانية على منهاج النبوة رحمة للعالمين.
من مقالة نشرها موقع المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة (فلسطين)
===
أفكار حزب التحرير ومواقفه
بوّأته في الأمة الإسلامية مصداقية كبيرة
إن الأفكار التي تبناها حزب التحرير منذ تأسيسه حتى اليوم قد بوأته في الأمة الإسلامية مصداقية، بما دأب عليه من الصدع بالحق والثباتِ على المواقف، مهما كانت الظروف، والتعلقِ بالأحكام الشرعية وعدمِ التنازل عن الفكرة والطريقة مقدار شعرة وثباتِه في وجوه الظالمين على المبدأ. قد لا يكون حزب التحرير حظي من الأعداد بالملايين، وقد لا يكون حظي بقوة مادية أو إعلامية ما، لكن صراعه الفكري وكفاحه السياسي للكفار المستعمرين ومن أذلوا لهم أعناقهم من الحكام، أثبت كفايته لقيادة الأمة الإسلامية.
وإذا كانت الأمة اليوم تتحدث بالخلافة وقد مر على إسقاطها مائة عام، وإذا كانت تتحدث بأن حل مشاكلها يكمن في إعادة هذه الخلافة، فإن هذا إنما هو نجاح لحزب التحرير، ودلالة كبرى على قيادة حزب التحرير الفعلية للأمة الإسلامية.
إن تغيير المجتمع إنما يكون بالفكر، والفكر الصحيح إنما يحمل إلى سدة الحكم والإدارة بأيادي أصحابه الذين يؤمنون به. وحزب التحرير يضم الفكر الصحيح والكوادر البشرية المناسبة له، وما بقي وراء ذلك فإنما هو المزيد والمزيد من الجهد، والإقامة مع العمل على انتظار وعد الله في ذلك اليوم المبارك. ألا وإن ذلك اليوم لقريب إن شاء الله ﴿أَلا إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيبٌ﴾.
===
شباب حزب التحرير وسط قطاع غزة
يواصلون لقاءاتهم مع الناس رفضاً لقانون حقوق الطفل
يواصل شباب حزب التحرير في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، تفاعلهم مع الناس من خلال زيارات ولقاءات بهدف التحذير من مساعي السلطة في تدمير الأسرة والطفل، ونشر الفاحشة وثقافة التمرد على الأحكام الشرعية، وثقافة الشذوذ عبر سن القوانين المتعلقة بالمرأة والطفل، وتغيير المناهج التعليمية بما يتناسب مع الاتفاقيات الدولية الإجرامية.
وفي مقابل الدعوة لنبذ تلك النفايات الفكرية، ورفض قوانين السلطة المدمرة، يقدم شباب حزب التحرير جرعة من الوعي على الأحكام الشرعية والثقافة الإسلامية الناظمة للمجتمع، التي توفر الاستقرار والأمان في المجتمع، والنظرة الصحيحة للمرأة والعلاقة مع الرجل، ورعاية الأبناء وتربيتهم بما يضمن صلاحهم وخدمتهم لمجتمعهم، وارتباط كل ذلك بوجود دولة الخلافة التي تطبق أحكام الإسلام، وتشكل حصناً ودرعاً يحمي الأمة الإسلامية من أي تلوث فكري فضلاً عن الأذى المادي الذي قد يصيبها من أي جهة كانت، كما تشكل نموذجاً صالحاً للبشرية يقتدى به، ويأخذ بها إلى الخير دوماً.
===
مظاهرات شعبية في ريفي حلب وإدلب
في جمعة (كبروا حتى يسقط الطغاة)
ذكرت نشرة أخبار الجمعة 2023/6/23م من إذاعة حزب التحرير في ولاية سوريا أن مظاهرات شعبية غاضبة خرجت الجمعة في مدن وبلدات السحارة وبابكة وإعزاز والباب وصوران وكفرة ومخيمات أطمة الغربية، بريفي حلب وإدلب؛ وذلك في جمعة أطلق عليها المتظاهرون جمعة (كبروا حتى يزول الطغاة)، وندد المتظاهرون بالأفعال القمعية لمخابرات هيئة تحرير الشام، وطالبوها بإطلاق سراح المعتقلين لديها، وإسقاط القادة المرتبطين، والرد على مجازر النظام بفتح الجبهات، ومتابعة الثورة حتى إسقاط النظام المجرم. فيما خرجت مساء الخميس ولليوم السادس والأربعين على التوالي مظاهرات مسائية في 13 مدينة وبلدة في ريفي إدلب وحلب، رفضا لحملة الاعتقالات التعسفية التي قامت بها مخابرات هيئة تحرير الشام في ريفي حلب وإدلب، وطالت قادة عسكريين ووجهاء، وأعضاء في حزب التحرير، وتخللها انتهاكات واسعة بحق المدنيين واقتحام للبيوت وكشف للعورات.
===
هل تصبح تونس مجرد مركز حدودي
تابع لأوروبا الاستعمارية؟
أيها الأهل في تونس، أيّها المسلمون: إنكم تشهدون كل يوم كيف يتحول بلدكم من دويلة إلى مجرد مركز حدودي تابع لأوروبا المستعمر القديم الجديد، والخطير في المسألة أن هذا الأمر يتم وسط خطابات جوفاء لا تكاد تنقطع عن التحرر والسيادة والاستقلال، فالتغيير الحقيقي لا يكون كلاما دون أفعال، وما نسمعه من الرئيس كلام تنقضه الأفعال والاتفاقيّات، ففي الوقت الذي يتكلم فيه الرئيس عن الاستقلال والسيادة يستقبل قادة أوروبا يكلمونه في شؤون تونس الداخلية ويشركهم في الأمر، بل ما رأيناه في الأسابيع الأخيرة يدل على أن الشأن التونسي قد تحول إلى شأن أوروبي بمشاركة تونس، فما شأن إيطاليا بأزمة تونس المالية؟ أليس الأمر داخليا؟ ومن سوغ لمفوض الاتحاد الأوروبي للاقتصاد باولو جينتيلوني في تصريحات تلفزية نقلتها وكالة نوفا للأنباء يوم الخميس 8 حزيران/يونيو 2023 الحديث عن استقرار تونس وتجنب التخلف عن السداد؟!
ثم أين الاستقلال حين يقول جينتيلوني هذا إن "المفوضية لديها برنامج جاهز سيضاف إلى برنامج صندوق النقد الدولي"، ويقول: "نحن نعمل على تسهيل برنامج جديد لصندوق النقد الدولي"؟ المسؤول الأوروبي يتحدث عن برامج اقتصادية تم وضعها لتونس، منها ما وضعه الصندوق ومنها ما وضعه الاتحاد الأوروبي. ثم ها هو الاتحاد الأوروبي يعين مسؤولا آخر قارا في تونس مهمته الشأن الاقتصادي (مراقبة أم متابعة أم تحكم؟) لا فرق. فأين السيادة؟ لماذا يقرر الأوروبيون مصير تونس؟ أليس هذا عدوانا صريحا على تونس؟
أيها الأهل في تونس، أيها المسلمون: إن أوروبا مستعمر قديم جديد، وقدوم قادتهم ليس إلا عدوانا متواصلا على بلادنا، واستقبالهم وإدخالهم إلى بلادنا هو إدخال عدو يبتغي العدوان، فهل تسكتون؟ ألم تكن ثورتكم من أجل التحرر؟ فما بالنا نسكت وبلادنا تزداد كل يوم تبعية وذلّا؟ ما بالنا نسكت على سلطة هزيلة جعلت من تونس مرتعا لكل عدو؟
نحن مسلمون ولن تكون لنا عزة إلا بالإسلام، وإن ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله، واذكروا إن شئتم قوله تعالى: ﴿وَللهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾.
===
الاستقرار الاقتصادي يقتضي تطبيق الإسلام
في جميع شؤون الحياة
إنّ الطريق إلى الاستقرار الاقتصادي يبدأ من تطبيق الإسلام في جميع شؤون الحياة، بما في ذلك الاقتصاد، ويبدأ باستبدال سياسات الإسلام بالسياسات الاقتصادية الرأسمالية. حيث يفرض الإسلام معيار الذهب والفضة في العملة، ولا ضريبة دخل ومبيعات وعامة، وتمويل بدون ربا، وملكية عامة للممتلكات العامة مثل النفط والغاز، والصناعات الثقيلة التي تقودها الدولة، والاستقلال عن "الاستثمار" الأجنبي، والإسلام وحده سيخلصنا من الدولار والهيمنة الاستعمارية على اقتصادنا، بينما يمنح إغاثة كبيرة للفقراء، ويعزز ويدعم الإنتاج الزراعي والصناعي.
يجب على كل من يريد بصدق أن يسير نحو الاستقلال الاقتصادي أن يعرف أن تطبيق الإسلام في ظل دولة الخلافة هو السبيل الوحيد لإنهاء شقائنا في الدنيا والآخرة. وأنه لا راحة خارج الإسلام، بل المشقة والحياة المرهقة. قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾، فيا أيها المسلمون، اعملوا مع حزب التحرير لإقامة الخلافة على منهاج النبوة.
===
ما زال الإسلام في نفوس المسلمين
قوياً وعصياً على الكسر
إن الصراع مع الغرب صراع وجودي، وهو مستمر ولن يتوقف يوماً واحداً، ولن تنتهي معاناة أمتنا إلا إذا أدركت بما تملكه من إيمان ووعي من هم قادتها الحقيقيون من أبنائها المخلصين الذين يصلون ليلهم بنهارهم لإعادة سلطانها وجعل السيادة للشرع، فيسعد الناس بحكم الإسلام وعدله، وما هي إلا مسألة وقت ليُمكَّن للأمة بعون الله، من جديد في دولة مهيبة عظيمة تعيد سيرة الأولين من الصحب الكرام والمجاهدين العظام. ومع إحساسنا بألم المرحلة وصعوبة الواقع إلا أننا نتلمس اقتراب الأمة من حسم الصراع مع الغرب، ونتيقن بأنها قادرة على حسمه لصالحها بإذن الله تعالى وذلك لأنها اليوم أكثر وعياً على إسلامها، وتريد الحكم بالإسلام فقد عرفت عدوها، وتريد الوحدة، وترفض الفرقة والتشرذم، كما أنها أسقطت الخوف من حساباتها فهي لا تخشى أعداءها.
وفي ظل هذه الظروف الصعبة وُجد من أبناء الأمة وعلمائها ثلة واعية ألا وهو حزب التحرير الذي حمل الدعوة إلى الإسلام، وإلى العمل لإقامة الخلافة، وأعد لتطبيقها دستورا، وتفصيلات في الأنظمة والأجهزة، كما أن الأمة تملك الثروات والقوى البشرية الكافية، كما قام حزب التحرير بالعمل في الأمة ومعها لإعادتها لسابق عهدها خير أمة أخرجت للناس بإقامة الخلافة الثانية على منهاج النبوة، ومع ارتفاع الوعي الإسلامي في الأمة شعر المستعمرون أن المعركة لم تحسم بعد بزوال حكم الإسلام، فما زال الإسلام في نفوس المسلمين قوياً وعصياً على الكسر، وما زالت المحاولات الجادة لإنهاض الأمة الإسلامية قائمة على قدم وساق يقوم عليها ويقودها حزب التحرير، فتجد شبابه في كل ميدان يعيدون الأمل بحكم الإسلام والثقة بأحكامه وأفكاره، وبهدم صروح العلمانية، ويكشفون مؤامرات المستعمرين الأعداء.
وإننا نلمس قرب الأمة من وعد ربها يوم تحسم الصراع مع الغرب لصالحها بعودة الإسلام إلى واقع الحياة، ونلمس اقتراب قيام دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، كما ونتشوق لأن تترعرع في ظلال دوحتها ورعاية وعدل خليفتها. واللهَ نسأل أن يجعل ذلك اليوم قريباً، وما ذلك على الله بعزيز، وما النصر إلا من عند الله، ويومئذ يفرح المؤمنون.
===
الإسلام هو البديل الحضاري
الذي تحتاجه البشرية جمعاء
إن الإسلام هو البديل الحضاري الذي تحتاجه البشرية جمعاء؛ لتخليصها من الصراعات التي أشقت الناس في مشارق الأرض ومغاربها، وعلى الرغم من الصراع الحضاري الذي يخوضه الإسلام وتقوم على أساسه السياسة الخارجية لدولته، دولة الخلافة، إلا أنه صراع من أجل الإنسانية، ورفعة البشر لما يليق بالإنسان من عيش كريم فاضل، وهو بأمرٍ من رب العالمين. ويكفي أن نظرة الإسلام لمعتنقيه نظرة سواسية وإخاء، يقول تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾؛ فالإسلام يصهر معتنقيه في بوتقة أفكاره ومفاهيمه، ويجعلهم سواسية لا فرق بينهم إلا بالتقوى، ثم يفرض عليهم تطبيق شرع الله في دولة تجمعهم بنظام وحدة، ويحرم تنصيب خليفتين، ويوجب وجود إمام واحد، أي دولة واحدة، ويحرم الخروج على الخليفة، ما يحافظ على وحدة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها في دولة واحدة، تحمل دين الله إلى الناس كافة، ويمنع الانشقاقات الداخلية.
===
الكفر ودوله إلى أفول
والمستقبل فقط الإسلام ودولته
إن كل المؤشرات السياسية وكل المعطيات والأحداث العالمية تظهر بأن الرأسمالية إلى أفول وأن أمريكا رأس الشر قد دخلت في نفق مظلم من التشتت والتفرق والانقسام والصراعات، وأن أوروبا عجوز تداوي جراحها وتحاول حفظ اتحادها وأن بريطانيا كسرت أحد جناحيها بخروجها من الاتحاد الأوروبي وبات يصعب عليها التحليق، وأن الصين منشغلة بالتصنيع والتوريد وجني الأرباح منفتحة اقتصادياً متقوقعة سياسياً خلف سورها القديم حالها حال مصنع كبير، وأن الدب الروسي مشغول بمداراة غبائه السياسي واستغلال الدولة الأولى له ويحاول الخروج من مستنقع الشام مرهق مستنزف، وأن العالم أجمع يترقب من يقيم البديل الحضاري، والحقيقة أن الجهة الوحيدة القادرة على تسنم القيادة العالمية وتقديم البديل الحضاري هي أمة الإسلام فهي صاحبة مبدأ ورسالة عظيمة أكرمها بها الله الذي خلق البشر ويعلم ما يصلح حالهم، قال تعالى: ﴿أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾ وعلى أبنائها المسلمين أن يدركوا حجم قوتهم وقدرتهم وواقع بلادهم وما يمتلكونه من مبدأ وقوة بشرية ومادية ومواقع استراتيجية وكل ما يلزمهم للنهوض وقيادة العالم من جديد، وفوق ذلك وقبل كل ذلك لديهم عقيدة تخبرهم أن النصر من عند الله وأن النصر بيد الله وإرادته وأن الله سبحانه وتعالى أخبر أنه يريد أن ينتصر دينه ويظهر على كلّ الأديان والمبادئ. قال تعالى: ﴿يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾ وأنه تعالى وعد المسلمين بالنصر والاستخلاف والتمكين، قال تعالى: ﴿وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ وأن رسول ﷺ بشر بعودة الخلافة على منهاج النبوة بعد الحكم الجبري الذي نعيشه هذه الأيام فقال ﷺ في الحديث الصحيح: «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ» وذلك ليسيروا مطمئنين واثقين بنصر الله لا تحبطهم ظروف ولا يفت في عضدهم تكالب الأعداء واجتماع أمة الكفر على حربهم ومنعهم من النهوض.
===
المصدر: جريدة الراية