الأحد، 22 محرّم 1446هـ| 2024/07/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

Al Raya sahafa

 

2023-07-05

 

 

جريدة الراية: متفرقات الراية – العدد 450

 

إن السودان بلد إسلامي، ولن يخلصه من أمريكا ورجالها أو من بريطانيا وأتباعها إلا دولة مبدئية تقوم على أساس عقيدة الإسلام العظيم، عقيدة الأمة الإسلامية، الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي توحد بلاد المسلمين وتقطع دابر الكافرين وأذنابهم وتعيد للأمة عزتها وكرامتها وخيريتها، ﴿وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيباً﴾.

 

===

 

نتنياهو: لا دولة فلسطينية

ونريد السلطة كمرتزقة

 

قال رئيس وزراء يهود نتنياهو إنه يجب العمل على اجتثاث فكرة إقامة الدولة الفلسطينية، وقطع الطريق على تطلعات الفلسطينيين لإقامة دولة مستقلة لهم، وكذلك نقلت إذاعة يهود الرسمية قوله خلال جلسة مغلقة للجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست "إن (إسرائيل) تريد بقاء السلطة الفلسطينية، وهي غير معنية بانهيارها ولكنها على استعداد لدعمها ماليا، قائلا إن من مصلحة (إسرائيل) وجود هذه السلطة ومواصلة عملها".

 

وقد عقب على ذلك المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة فلسطين في تعليق صحفي مفاده أن نتنياهو أراد بتصريحاته الواضحة هذه أن يقول للعالم أجمع إن مشروع الدولتين أصبح من الماضي، وأن الفكرة ذاتها ستُجتث كما اجتث الواقع الذي كان من المفترض أن تقوم عليه الدولة الفلسطينية. وهكذا قطعت جهينة قول كل خطيب، ولم يبقَ مجال للتحليل والتحايل من أنصار مشروع الدولتين والداعين له من الحكام العملاء والأوساط السياسية المنبطحة، وكل كلام عن هذا المشروع أصبح بحكم الميت سياسيا وواقعيا بل إن كيان يهود يسعى الآن لتجاوزه سياسيا بعد أن تجاوزه على أرض الواقع ويريد للعالم أن يقبل بهذا التجاوز السياسي بحيث تبحث الدول الكبرى وعملاؤها عن حل بعيد عن مشروع الدولتين وعن الأرض المباركة، فهي بنظره أصبحت خالصة له.

 

وقال التعليق: إن ما يجنيه كيان يهود من مكاسب هي ثمار لخيانة السلطة والأنظمة العميلة التي جمدت القتال وأشغلت الشعوب بالحديث عن السلام المزعوم ومشروع الدولتين، فكان ذلك السلام وذلك المشروع هدية لكيان يهود أقر له بثلثي الأرض المباركة ووفر له فرصة ذهبية ليتوسع ويتمدد بأقل التكاليف السياسية والعسكرية وليبتلع ما تبقى من الأرض، وهكذا لم تجلب السلطة للأرض المباركة إلا الدمار والخراب خدمة للغرب ويهود. وكيان يهود عبر تصريحات نتنياهو هذه يريدها وبشكل رسمي أن تتحول من سلطة لمشروع سياسي - مهما كان حجمه أو اسمه - إلى مرتزقة تقدم الخدمات الأمنية والمدنية كما تفعل الشركات الأمنية الخاصة.

 

وأضاف: فهل تتوقف السلطة عن خيانتها وخدماتها ليهود من التنسيق الأمني إلى محاربة أهل فلسطين في رزقهم ودينهم وعرضهم؟! وهل تصارح الأمة أنها ارتكبت خيانة عظمى بمشاركة الحكام العملاء في التنازل عن فلسطين؟! أم أنها ستمضي في الطريق إلى نهايته فتتحول لمرتزقة وتستمر في تقديم الخدمات له؟

 

وتابع: إن أهل فلسطين رأوا بأم أعينهم إلى أين أوصلت منظمة التحرير والسلطة وأنظمة العمالة القضية، وها هم الآن مشغولون بجمع ما تبقى من ثروات وأموال بينما كيان يهود مشغول بتفعيل سياسة الضم بفرض هستيري للوقائع، ويخطط لما هو أبعد من ذلك ويتوعد ويهدد كما فعل نتنياهو حيث قال "استخدام الطائرات بدون طيار في عمليات الضفة مؤشر على ما هو آت".

 

وختم التعليق الصحفي: إن الوضع خطير وهذا يوجب على الأمة إدراك حجم المؤامرة على أهل فلسطين وأن تلعن السلام، الذي لم يكن سوى فرصة لكيان يهود لينقض على ما تبقى من الأرض المباركة، وأن الخيار الصحيح والوحيد لوقف ذلك هو إعلان الحرب، التي أصبحت بحكم الواقع، ناهيك عن كونها بالأصل حكماً شرعياً تأخر تنفيذه، فتتحرك لتحرير الأرض المباركة واقتلاع كيان يهود من جذوره، وأن ما عدا ذلك من تعويل على الدول الكبرى ومشاريعها ومؤسساتها وخاصة الأمم المتحدة هو خيانة عظمى وانتحار سياسي.

 

 

===

 

يجب على الأمة الإسلامية أن تغذ الخطا

للعمل مع حزب التحرير

 

إن العمل لإقامة الخلافة لا يكون بشكل فردي أو عشوائي وإنما يكون بالعمل المنظم ضمن كتلة سياسية واعية مخلصة مبدئية قادرة على استلام الحكم وتطبيق الإسلام حال استلامه وقيادة دفة الدولة بسياسة واعية مبصرة دون تخبط وتردد، والناظر بعمق ووعي إلى واقع الأمة الإسلامية يجد أن حزب التحرير هو الحزب الوحيد الذي كان واضحاً في برنامجه السياسي منذ البداية، فحدد غايته وبين طريقته وقدم التفصيلات في كل ما يلزم لإقامة الدولة وجهز مشروع دستور فصل فيه نظام الحكم وهيكليته وفصل فيه النظام الاجتماعي والاقتصادي وبين سياسة الدولة الخارجية وسياسة التعليم، وأثبت للأمة خلال عقود من الصراع الفكري لمفاهيم الغرب من ديمقراطية وعلمانية وحرية وليبرالية وشيوعية مدى وعيه الفكري على مفاهيم الإسلام وقدرته على التصدي للغزو الثقافي الغربي وصَرْع الفكر الغربي، وفي المقابل عرض مفاهيم الإسلام وأفكاره بشكل واضح ومبلور ونقي، وعمل على تنقية فكر الأمة من كل ما يعلق به من شوائب غربية دخيلة، وبين كذلك بأنه الرائد الذي لا يكذب أهله من خلال كشفه خيانات حكام المسلمين وتآمرهم على قضايا الأمة وتصديه لهم دون مداهنة أو تزلف أو خوف من بطشهم، وأظهر قدرته على الكفاح السياسي بكشفه لخطط الاستعمار في فلسطين والشام والعراق وباكستان والقفقاس واليمن والخليج العربي وفي كل بلاد المسلمين بشكل أظهر مدى وعيه السياسي وقدرته على الكفاح السياسي وكشف خطط الاستعمار بوعي سياسي كبير، كل ذلك وهو كتلة بلا دولة، فكيف إن تجسد في دولة قوية متمكنة؟ والحزب منذ اللحظة الأولى جاهز بقيادته وأميره لقيادة الأمة في إقامة دولة الخلافة وقيادة الدولة نحو التمكين في الأرض فور تسلمه الحكم، وهذا يوجب على الأمة مسارعة الخطا للعمل مع حزب التحرير الذي لا يبحث عن منصب أو جاه وإنما يريد إيصال الإسلام إلى الحكم إرضاءً لله تعالى، وعلى أبناء الأمة التكتل حول مشروع الخلافة بوعي وبصيرة، وعلى أبنائها من أهل النصرة في الجيوش من ضباط وقادة وألوية وعسكريين إعطاء النصرة للحزب كما فعل الأنصار في عهد الرسول ﷺ فكان قيام الدولة في المدينة ورضي عنهم ساكن الأرض والسماء حتى قال فيهم رسول الله ﷺ: «اللَّهمَّ ارحَمْ الأنصارَ، وأبناءَ الأنصارِ، وأبناءَ أبناءِ الأنصارِ».

 

===

 

مظاهرات بريفي حلب وإدلب رفضا لأفعال مخابرات الجولاني

وتنديدا بحرق المصحف في السويد

 

وفقا لنشرة أخبار يوم الجمعة 2023/6/30م من إذاعة حزب التحرير في ولاية سوريا خرجت يوم الجمعة مظاهرات تحت عنوان "منتهك الحرمات لن يفتح الجبهات"، وذلك تنديدا بممارسات مخابرات هيئة تحرير الشام، وتنديدا كذلك بإحراق المصحف الشريف في السويد، وانطلقت المظاهرات بعد صلاة الجمعة في مدينة الباب وصوران إعزاز، والسحارة بريف حلب، ومخيمات أطمة الغربية بريف إدلب، وندد المتظاهرون بصمت قادة الفصائل على مجازر النظام وطالبوا بإطلاق سراح المعتقلين، كما أكدوا أن حرق المصحف الشريف لم يكن ليتم لو كان في حكام المسلمين العملاء رجل واحد،. في السياق تواصلت أمس في ثاني أيام عيد الأضحى المبارك، لليوم الثالث والخمسين على التوالي، الفعاليات الشعبية ضد ممارسات مخابرات هيئة تحرير الشام. فقد خرجت مظاهرات مسائية في مدن وبلدات سلقين وأطمة وكفر تخاريم، وترمانين وكللي ومخيمات دير حسان ومخيمات ريف حلب الجنوبي ومخيمات تجمع الكرامة بريف إدلب ومدن وبلدات الأتارب والسحارة والباب وإعزاز وصوران وكفرة بريف حلب.

 

===

 

المبدئية إخلاص واستقامة على صراط الإسلام المستقيم

 

أخي المسلم: اعلم أن عقيدتك هي نور هديك وعنوان مبدئيتك ومخ عقلك وروح فكرك وثقافتك، وقلب نفسيتك وأمشاج شخصيتك وجوهر تقواك وأساس استقامتك. وأن هذا الكفر المتأسلم وهذه العلمانية الكافرة المتلفعة بخمار الإسلام هو الكمين الذي نصب لك لنسف دينك والخطر الماحق الذي يتهدد عاجلتك وآجلتك. وخطورة هذا الكمين تكمن في الأدوات التي تكفلت بسوقه لك من معلمني الدار من بني جلدتك، وأخطرهم نكاية المحسوبون على دائرة الإسلام جماعات وأفرادا أصحاب دعوة وساسة، ففعلهم في الناس أشد نكاية وفتكا، والذي زاد من شر نكايتهم أن مظاهرهم وألقابهم وسيماتهم المطبوعة والمصبوغة بالكهنوت ألبستهم ثقة الناس، فنفوا بها ريب قلوبهم وصدقوهم فيما يأفكون، وما أمر جماعات الإسلام المعتدل وتدرّكها نحو القاع العلماني وعلمانية أردوغان المتلفعة بالكهنوت إلا أصدق شاهد وخير دليل!

 

فاعلم يرحمك الله أن المبدئية إخلاص واستقامة على صراط الإسلام المستقيم وفيها النجاة والفوز بمرضاة رب العالمين، والميوعة انحراف وتفرق سبل وتيه في متاهات الغاوين وبها والعياذ بالله الخسران المبين ومجلبة لغضب وسخط رب العالمين.

 

﴿أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾.

 

===

 

دوافع حملة الاعتقالات التي قامت بها هيئة تحرير الشام

لشباب حزب التحرير والصادعين بالحق

 

أكد تعليق نشره موقع المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا: بأن حملة الاعتقالات التي قامت بها مخابرات هيئة تحرير الشام للصادعين بالحق، إنما هي تمهيد لجريمة كبرى بحق أهل ثورة الشام، سيقوم بها نظام الإجرام الأسدي مع صديقه التركي، ويترجمها أدواتهم على الأرض من القادة المرتبطين وعلى رأسهم الجولاني. وأضاف التعليق: أن الهدف من الاعتقالات هو إسكات كل صوت يطالب بفتح الجبهات ويسعى لإسقاط النظام المجرم، ويعمل على تجميع القوى لكي يكونوا مستعدين للتصدي لمؤامرة نظام الإجرام بعيدا عن قادة هذه الفصائل الذين أوكلوا أمرهم للداعم وأصبح همهم تنفيذ ما يمليه عليهم سيدهم التركي. وتابع أن: القضية باتت واضحة، فلنا في عام 2019 عبرة عندما تم اختطاف وجهاء في المحرر كانوا في اجتماع لبحث سبل دفع الخطر عن المنطقة، وتجميع القوى لدحر نظام الإجرام، وتم الخطف بالطريقة ذاتها وتم تسليم المنطقة بالكامل ومعظم الشباب كانوا في السجون. وختاما أكد التعليق: اليوم قامت الهيئة بالعمل نفسه، فهذا إنذار عظيم يدل على شيء تريد الهيئة تنفيذه خدمة لسيدها التركي، فأدركوا ثورتكم وأنقذوا أعراضكم وأنقذوا أطفالكم من القتل، وأسقطوا هذه الطغمة الفاسدة وكونوا أنتم أصحاب القرار بالرد الحقيقي على من يقتلنا لأن الجولاني أصبح رده كرد النظام على كيان يهود.

 

===

 

﴿إِنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ

 

يا أمة الإسلام: إن سنة الله في التغيير أنه لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، قال تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ﴾ فالله جل وعلا لن ينزل لنا نصرا من عنده حتى ننصره ونعمل نحن لتغيير ما بنا من ظلم وتفرق وتمزق وغياب لأحكام الإسلام، ألم يقل جل وعلا: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً﴾؟ وكذلك اليوم نحن نكتوي في ضنك العيش لابتعادنا عن ذكر الله الذي أنزله على محمد ﷺ، فالله أمرنا أن نحتكم إليه ونحن لا زلنا نحتكم إلى الدساتير الوضعية وقد حذرنا الله ذلك فقال سبحانه: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً﴾. وقال تعالى: ﴿فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً﴾.

 

هكذا أمرنا الله، فهلّا عدنا يا أمة الإسلام إلى دين الله والعمل الجاد مع العاملين لإقامة دولة الإسلام؛ الخلافة الثانية على منهاج النبوة كما بشر بها ﷺ حين قال: «... ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ».

 

===

 

يجب على الأمة الإسلامية

إدراك حجم مسؤوليتها تجاه البشرية

 

إن ما يقاسيه العالم اليوم من ويلات وأزمات خاصة في بلاد المسلمين يوجب على أمة الإسلام أن تدرك حجم المسؤولية الملقاة على عاتقها فهي الوحيدة التي تملك البديل الحضاري القادر على إعادة الطمأنينة للبشرية جمعاء وتخليصها مما هي فيه من ويلات وضنك عيش سببه النظام الرأسمالي الجشع، وهذا واجب شرعي قبل أن يكون سياسيا، فالله جعل شأن أمة الإسلام، أمة محمد ﷺ، بين الأمم كشأن الرسول في قومه، قال تعالى: ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ أي كما أن الرسل هم شهداء الله على أقوامهم فإن الله جعل أمة محمد ﷺ شاهدة على الأمم كلها، وهذا يوجب على المسلمين في كل مكان إدراك ما فرضه الله عليهم من فروضٍ جعل العلماء الربانيون تاجَها العملَ لإعادة دولة الخلافة لأنه بها يطبق الإسلام.

 

 

===

 

حال الأمة البائس لا يغيره إلا نصرة أهل القوة والمنعة

 

لقد بات واضحا وضوح الشمس في رابعة النهار أن حال الأمة البائس لا يغيره إلا نصرة أهل القوة والمنعة، وقد طالبت الأمة مرارا وتكرارا بتحكيم شرع الله، وخرجت إلى الشوارع بصدور عارية مطالبة بخلع الأنظمة الكافرة وإقامة حكم الإسلام على أنقاضها، لكنّ الوحيدين الذين خذلوا الأمة وهم جزء منها ومن أبنائها، هم ضباط المسلمين وقادة جندهم وقوتهم، على الرغم من أن الأمة قد أنفقت عليهم من قوت عيالها، لذلك يحمل ضباط المسلمين اليوم وزرَ حكام المسلمين الظالمين العملاء، وهم في العذاب سواء، حيث قال الله تعالى: ﴿إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ﴾ ومعنى خاطئين آثمين، فرأس الكفر فرعون ووزيره هامان آثمان على السواء وكذلك جنودهما. فلا يجوز لأي جندي أو ضابط تبرئة نفسه من ظلم الحاكم وكفره، والادّعاء بأنه ليس مسؤولا عن ظلم الحاكم وحكمه بالكفر وعمالته وفسقه وفجوره، وقد تبرأ الرسول ﷺ من أعوان الظلمة كما جاء في الحديث الذي رواه الترمذي والنسائي وأحمد في المسند عن كعب بن عجرة رضي الله عنه قال: خرج إلينا رسول الله ﷺ فقال: «اسْمَعُوا، إنَّهُ سَيَكُونُ بَعْدِي أُمَرَاءُ، فَمَنْ دَخَلَ عَلَيْهِمْ فَصَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ وَأَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ فَلَيْسَ مِنِّي، وَلَسْتُ مِنْهُ، وَلَيْسَ بِوَارِدٍ عَلَيَّ الْحَوْضَ...»؛ لذلك يجب على الضباط العقلاء المؤمنين بالله وباليوم الآخر في جيوش المسلمين أن يتداركوا أمرهم، وذلك بإعطاء النصرة لحزب التحرير لإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة التي بشّر بإقامتها رسول الله ﷺ، فإن فعلوا فقد فازوا في الدارين، وإن ركنوا إلى الدنيا فقد خسروا الدار الباقية وذكرتهم الأمة كما تذكر جنود فرعون وهامان.

                   

===

 

المصدر: جريدة الراية

 

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع