الأحد، 22 محرّم 1446هـ| 2024/07/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

Al Raya sahafa

 

2023-09-06

 

جريدة الراية: متفرقات الراية – العدد 459

 

إن الغرب يتكالب على أمة الإسلام وينشر سمومه بمساعدة من العملاء في بلاد المسلمين فيجب الوقوف وقفة الرجال المؤمنين الصادقين لنصرة الدين بتطبيقه شاملا كاملا غير منقوص، فالعاقبة للمؤمنين، وهذه سنة الله في أرضه، وإننا في حزب التحرير ندعوكم للعمل معنا لإقامة دولة الإسلام التي تطبقه في الداخل وتحمله رسالة هدى ونور للعالم. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا للهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾.

 

===

 

«مَنْ ‌حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلَاحَ

فَلَيْسَ مِنَّا»

 

أقدمت السلطة الفلسطينية صباح الأربعاء الماضي على جريمة قتل الشاب عبد القادر زقدح بعد تعرضه لإصابة خلال اقتحام أجهزتها لمخيم طولكرم، وكذلك إصابة آخرين.

وإزاء هذه الجريمة النكراء قال بيان صحفي للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة فلسطين: يأتي اقتحامها هذا بدعوى إزالة "التعديات" على الشارع العام وهي الذريعة نفسها التي تستخدمها في كل مرة (كما فعلت في مخيم بلاطة في نابلس) لإزالة المتاريس التي وضعها الشباب لعرقلة اقتحام قوات الاحتلال، لتسهل بذلك اقتحامها للمخيمات!

 

وأضاف البيان: يأتي هذا الاقتحام وهذا العدوان الهمجيان ليسفر الصبح لكل ذي عينين عن المشروع المسمى "وطنياً" والمتمثل بالسلطة ويؤكد المؤكد بأنه ليس في حقيقته إلا مشروعاً أمنياً لخدمة كيان يهود، وقوة تنفيذية تخدمه ضد أهل فلسطين، وأنه مشروع لم يقم به ولا يقوم عليه إلا من خان الله ورسوله وخان أهله وأمته.

 

وتابع البيان: إن ما قامت به السلطة في مخيم طولكرم اليوم، ليس بمعزل عن دورها منذ أول يوم لها، وليس بمعزل عما تقوم به في الآونة الأخيرة من ممارسات في جنين ومخيمها وفي نابلس ومخيماتها، فهو من جنس ما يقوم به الاحتلال بالضبط من اعتقال ومطاردة، وقتل إذا استلزم الأمر، وليس بمعزل كذلك عن اللقاءات والقمم في العقبة وشرم الشيخ، وكل ذلك لغرض خنق وتصفية كل نفس وصوت مجاهد لأهل فلسطين، وإن التذرع بذرائع إزالة التعديات بالاستعمال المفرط، بل المجرم للقوة، لا يغطي حقيقة الجريمة، بل ويطرح السؤال الطبيعي المتكرر: أين كانت تلك الأجهزة خلال تعديات قوات كيان يهود على أهل المخيم وهي تعيث فيه قتلا وخرابا وتدميرا؟! وماذا أعدت من تدابير لحماية الناس ورفع أذى وعدوان يهود عنهم؟! وهل إزالة "تعديات المكعبات الإسمنتية" تستلزم القتل؟! أم أنها الرسالة الموجهة إلى أهل فلسطين أن السلطة لن تتردد في إطلاق النار عليهم وقتلهم وأنها لا تولي "السلم الأهلي" أي اعتبار، وأن الدماء ليست خطوطا حمراء؟! أم هي إشارة إلى طبيعة دورها القادم وما ينتظر أهل فلسطين منها إن هم سكتوا عنها وعن إجرامها بحقهم؟

 

ومخاطبا أهل فلسطين قال البيان: إن السلطة بجرائمها وتنسيقها مع الاحتلال تدفع بكم وبالمجاهدين لاستهداف عناصر الأجهزة الأمنية بالقتل دفاعاً عن أنفسهم، وهذا ستكون له تداعيات جسيمة عليكم، وهذا ينسجم مع ما يسعى إليه المستوطنون من فرض وقائع جديدة في الضفة الغربية، فالسلطة الخائنة تلاحق المجاهدين وتنفذ سياسات أمريكا وأعداء الإسلام لجعلكم لقمة سائغة لكيان يهود، وأنتم تدركون أن ما حققه المستوطنون في الضفة الغربية ما كان لهم أن يحققوه لولا تآمر السلطة وتوفيرها الغطاء لعدد من سماسرة الأراضي الذين يسربون العقارات والأراضي للمستوطنين.

 

إن الخطر الحقيقي الذي يهدد بقاءكم هو أن تقوم السلطة الفلسطينية بالتعاون مع الاحتلال على إشعال نار الفتنة والاقتتال بينكم، وهذا ما يسعى إليه كيان يهود فأنتم في نظره أناس إما أن يقتلوا أو يرحلوا أو يعيشوا في ذل تحت حرابه لا يحركون ساكنا.

 

وختاما وجه البيان الصحفي نداءه للمسلمين كافة قائلا: إن حل قضية فلسطين، ورفع الظلم عن أهلها إنما يتمثل بحل واحد فقط، وهو قلع كيان يهود من جذوره، ونبذ كل ما ارتبط به من أوضاع وأدوات ومشاريع "وطنية" أو "دولية"، أو حلول لا تعمل إلا على تثبيته وتقويته وتأمينه، فقضيتنا مرتبطة بالإسلام وبكم وعلى هذا الأساس يجب أن تحل.

 

 

===

 

أيها الثائرون الصادقون في أرض الشام

 

أمام المكر الذي يحاك لثورة الشام المباركة فلا بد للثورة ولحراكها المتجدد حتى تنجو مما يحاك لها من مؤامرات، أن تتمسك بثوابتها والتي أهمها:

 

1- مواصلة الثورة حتى إسقاط نظام الإجرام وإقامة حكم الإسلام على أنقاضه، وليس الاكتفاء بتغييرات شكلية خادعة.

 

2- كف أيدي الدول المتآمرة عن ثورة الشام وقطع العلاقات معها ورفض كل أشكال الدعم منها، فقد رأينا كيف أن دعم هذه الدول وسياساتها التآمرية قد أوردت أهل الشام المهالك وأورثتهم الخسران والخذلان بعد أن كادت الثورة تقضي على النظام المجرم الذي أصبح محاصرا في دمشق.

 

3- اتخاذ قيادة سياسية صادقة وواعية ممن أثبتت المواقف والمحن صدقهم وثباتهم واستقلاليتهم، ورفض كل القيادات المصنّعة، والتي ارتبطت بالمشاريع الدولية والأجندات التآمرية الخارجية، ورضيت بالتمسك بحبائل المتآمرين، وتسلطت على أهل ثورة الشام، وتاجرت بتضحياتهم.

 

4- التوحّد حول مشروعٍ واضحٍ جامعٍ منبثقٍ من العقيدة الإسلامية، فاعتصموا بحبل ربكم واقطعوا حبائل من سواه، وتوكلوا فيه على الله وحده لتكونوا في رعايته ومعيته، فالنصر بيده وحده عزّ وجلّ، يتنزّل به على الصادقين من عباده. وقد أخبرنا جلّ في علاه بقول: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾.

 

أيها الثائرون الصادقون في أرض الشام: لقد أثبتت سنوات الثورة الطوال أن ثورة الشام عصية على كل المؤامرات مهما عظمت، وأن جمر الثورة لا يزال مُتّقدا في نفوس أبنائها، وأنكم إن تمسكتم بثوابتكم، وصدقتم الله في مواقفكم، فلن يخذلكم الله، وستكون معيته معكم ونصره لكم إن شاء الله.

 

فلتمضوا على بصيرة متوكلين على الله وحده حتى إسقاط نظام الإجرام بدستوره بكافة أركانه ورموزه لإقامة حكم الإسلام في ظلال الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، تنقذ العباد، وتُسعدهم في الدنيا والآخرة، وتُرضي ربَّ العباد، القائل في محكم تنزيله: ﴿إِن يَنْصُرْكُمُ اللهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾.

 

 

===

 

أهل ليبيا يرفضون التطبيع مع كيان يهود

ويتشوقون لتحرير الأرض المباركة

 

شهدت العاصمة الليبية طرابلس وعدد من المدن والمناطق، غربي البلاد، احتجاجات واسعة تنديداً بلقاء وزيرة خارجية حكومة الوحدة الوطنية نجلاء المنقوش بنظيرها في كيان يهود إيلي كوهين في العاصمة الإيطالية روما، والذي كشفت عنه وزارة خارجية كيان يهود.

 

وخارج طرابلس، تجمع عشرات المحتجين في الميادين العامة في مدن مصراته والخمس وزليتن والقربولي ومسلاته، شرقي العاصمة، وفي مدن غدامس والزاوية والعجيلات وصرمان صبراته وزوارة والزنتان، في غربها، للتعبير عن رفضهم للقاء المنقوش بوزير كيان يهود.

 

من جهته قال المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة فلسطين: إن حدود سايكس بيكو المصطنعة التي قسمت الأمة سياسيا لم تستطع أن تقسمها فكريا ومشاعريا فهي أمة واحدة من دون الأمم.

 

إن تحرك أهل ليبيا الكرام رفضا للتطبيع ليس غريبا على أمة الإسلام التي ينتمي لها أهل ليبيا، فرفضهم للتطبيع والخيانة هو التعبير الصادق عن توجه الأمة تجاه قضية فلسطين التي لا حل لها إلا بتحريك جيوش الأمة لتحريرها كما حررها صلاح الدين من قبل.

 

وعلى الأمة الإسلامية في ليبيا وفي كل مكان أن لا تكتفي برفض هذه الخيانة وهذا التطبيع فقط بل وأن تسعى لخلع هذه الأنظمة العميلة للغرب من جذورها واستعادة دولة الأمة الجامعة الخلافة على منهاج النبوة لتستعيد الأمة إرادتها السياسية فتعود الدولة الأولى في العالم تحرر أرضها ومقدساتها وتحمل الإسلام رسالة نور وعدل ورحمة للعالمين وهذا ما يليق بأهل ليبيا الشجعان وبقية المسلمين في كافة أرجاء المعمورة.

 

===

 

العمل الصحيح في إصلاح المجتمعات

يكون بضرب الأعراف الفاسدة والسعي لتغييرها

 

إننا إذا ما دققنا في حديث رسول الله ﷺ: «يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ، خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ وَأَعُوذُ بِاللهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ؛ لَمْ تَظْهَرْ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلَّا فَشَا فِيهِمْ الطَّاعُونُ وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمْ الَّذِينَ مَضَوْا، وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلَّا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ وَشِدَّةِ الْمَئُونَةِ وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنْ السَّمَاءِ وَلَوْلَا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا، وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلَّا سَلَّطَ اللهُ عَلَيْهِمْ عَدُوّاً مِنْ غَيْرِهِمْ فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ، وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللهِ وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللهُ إِلَّا جَعَلَ اللهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ» رواه ابن ماجه في سننه، وتدبرنا في قوله «حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا»، بمعنى أن الفاحشة صارت عرفا عاما سائدا في المجتمع، ونتيجة هذا العرف العام الفاسد، يحل العذاب والعقوبات والأمراض والبلاء، لذلك كان العمل الصحيح في إصلاح المجتمعات، هو ضرب هذه الأعراف الفاسدة، والعمل على تغييرها، وإنه من المعلوم أن من سيتصدى لهذه الأعراف الفاسدة لضربها ثم لتغييرها، سيلقى ردة فعل عنيفة من المجتمع على هذا العمل، لكن يجب أن لا يمنع الخوف من ردة الفعل عدم القيام بذلك، فكل دعوات الأنبياء، كانت تقوم على ضرب الأعراف الفاسدة، وما وجد القوم عليه آباءهم من أعراف فاسدة، فرسول الله ﷺ يخاطب قريشاً بقوله تعالى: ﴿إنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ﴾، فيهاجم عبادة الأصنام وهي عرف عام فاسد سائد، وكذلك يهاجم وأد البنات وتطفيف الميزان، وكذلك فَعَلَ إخوته من الأنبياء، ويجب على المسلمين أن يدركوا أن هذا العمل هو أفضل الأعمال هذه الأيام، بغض النظر عن قبول الناس وتأييدهم له، وتأكيدا على ذلك قول رسول الله ﷺ: «إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوا الظَّالِمَ فَلَمْ يَأْخُذُوا عَلَى يَدَيْهِ أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللهُ بِعِقَابٍ مِنْهُ» رواه أَبُو داود والترمذي والنسائي بأسانيد صحيحة. ونحن نعيش في أجواء تفشت فيها أعراف فاسدة، وسنن الغرب، فيجب تذكير المسلمين وحضهم على الدوام، أن سكوتهم على مصيبة تغييب شرع الله كارثة وإثم عظيم، وأن المنفعة الطاغية في المجتمع ليست هي المقياس الحقيقي لتقييم شرعية الدول، بل قيامها بأوامر الله وتطبيقها لشرعه، هو الذي يعطيها الشرعية.

 

 

===

 

المخرج الوحيد للمصائب

التي تكالبت على الأمة من كل حَدَبٍ وصوب

 

أيها المسلمون: إنكم ترون ما يحدث لأمتكم من مصائب نتيجة غياب الخلافة وهيمنة الكفار المستعمرين. وإن المخرج الوحيد من هذه المصائب هو إقامة الخلافة التي وصفها الرسول ﷺ بالجُنَّة في قوله: «إِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ، يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ، وَيُتَّقَى بِهِ»، والتي ستقوم قريبا على منهاج النبوة بوعد الله جل جلاله وبشرى رسوله صلى الله عليه وآله وسلم بعد الأنظمة الجبرية التي نصطلي بنارها حاليا، قال تعالى: ﴿وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «ثُمَّ تَكُونُ مُلْكاً جَبْرِيَّةً فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا اللهُ، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ نُبُوَّةٍ».

 

لهذا فإنه يتوجب عليكم أيها المسلمون أن تعملوا بجد وإخلاص مع حزب التحرير لهدم الأنظمة الجبرية وإقامة الخلافة على منهاج النبوة حتى تفوزوا بخيري الدنيا والآخرة. قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾.

 

===

 

آن الأوان لإقامتها راشدة على منهاج النبوة

 

أيها المسلمون: إن وقت إقامة دولة الخلافة قد حان، وهذا هو الوقت لإزالة الظلم وإقالة الإثم عنكم وقد سكتم أكثر من مائة عام على هدم دولتكم وتحكُّم الكفار بكم وبمقدّراتكم، ونحثكم على العزم والاستعانة بالله وحده، وأن تحرموا على أنفسكم ما حرمه الله سبحانه وتعالى عليكم من الاستعانة بالغرب الرأسمالي الكافر، وإننا نعلن أمام الله ابتغاء لرضوانه، ثم أمامكم أننا نريدها ونسعى لإقامتها ونعلنها خالصة لله وحده: «خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ»، فهي بشرى رسول الله ﷺ. وإنه لشرف لنا أن نكون أول دعاتها، فهي كما ذكر النبي ﷺ آذنة بنهاية الحكم الجبري الذي نشهد جميعُنا علامات أفوله، وهذا ما يجعلنا نمضي أكثر وأكثر في هذا السبيل.

 

نعم إن من يريد أن يقيمَ الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة عليه أن يؤمن بالله وحده، ولا يستمد العون إلا منه، وأن لا يخشى إلا الله سبحانه، فلا يخشى أمريكا، ولا أوروبا، ولا أحداً إلا الله وحده. وإن من يريد النصر فالنصر من الله تعالى، قال تعالى: ﴿وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللهِ﴾، ولذلك فإننا نطلبه منه سبحانه، ونعلم أنه لا يؤتيه إلا لمن نصره. قال تعالى: ﴿إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾.

 

 

===

 

الواقع الذي تعيشه الأمة الإسلامية اليوم

لا يليق بخير أمة أُخرجت للناس

 

أيها المسلمون: لقد كشّر الكفر عن أنيابه، وأعلنوا حربهم على الإسلام والمسلمين صراحة، وقد بدت البغضاء من أفواههم، وما تخفي صدورهم أكبر، وقد أعانهم بعض بني جلدتنا ممَّن يُسمون أنفسهم مسلمين، وسخروا بعضاً ممَّن ينتسبون إلى الجهاد زوراً وبهتاناً، كما هو حاصل في الشام الأبية، الذين صار همهم ملاحقة حملة الدعوة واعتقالهم، وترويع أهاليهم من النساء والأطفال، وإخراجهم من بيوتهم، وقاموا بأفعال لم يفعلها كفار قريش مع المسلمين الأوائل.

 

أيها المسلمون: لا شك أنَّ هذا الواقع لا يليق بأمَّة جعلها الله خير أمة أُخرجت للناس، أمة وسطاً شاهدة على الأمم، حكمت العالم طوال ثلاثة عشر قرناً، فحري بها أن تعود لرشدها وتستجيب لنداء ربها، بالعمل لتحكيم شرعه بنصرة العاملين لإقامة الخلافة على منهاج النبوة، فتفوز برضا ربها، وتنال سعادة الدنيا والآخرة.

 

فإلى خير الدنيا والآخرة ندعوكم أيها المسلمون، لتكونوا مع العاملين المخلصين لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾.

 

 

===

 

المصدر: جريدة الراية

 

 

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع