الإثنين، 23 محرّم 1446هـ| 2024/07/29م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

Al Raya sahafa

 

 

2023-10-18

 

 

جريدة الراية: حقارة كيان يهود وزلزلة داخله

هي السبب في تهافت دول الغرب لإسناده!

 

 

سيذكر التاريخ طوفان الأقصى فالملاحم لا تمحى ولا تنسى، سيذكر التاريخ أنهم فتية آمنوا بربهم واستمسكوا واعتصموا بحبله، فما وهنوا من ضعف الوسيلة وشح المدد وقلة العدد والعدة، وما ضعفوا عن عدوهم رغم كيد ومكر الغرب وتآمر خونة الدار عملاء الاستعمار، وما استكانوا لتهديدات عدوهم وخيانات حكامهم... بل بادروا وجعلوا من ضعف الوسيلة آية في الإبداع، ومن قلة العدد آية في العزم، ومن قلة العدة آية في التصميم والتخطيط، فصنعوا من طوفان الأقصى ملحمة من ملاحم المسلمين ويوما مشهودا من أيام الله.

 

فطوفان الأقصى الذي انطلق من غزة العزة فجر السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، كان زلزالا عسكريا واستخباراتيا واستراتيجيا وسياسيا لكيان يهود، تحطمت معه كل أبجديات الدولة في فشلها الذريع على المستوى العسكري والاستخباراتي والاستراتيجي والسياسي، فثلة من المجاهدين الأخيار الأغيار الذين ليس لهم من عتاد وعدة وموارد الجيش النظامي معشار العشر، بضع مئات من المجاهدين الأبطال يقتحمون عشرات المستعمرات الصهيونية ويحكمون القبضة عليها ويضربون طوقا محكما على 20 منها من مجموع 50 مستعمرة بغلاف غزة، مع السيطرة على القواعد العسكرية ونقاط المراقبة المنتشرة على طول حدود القطاع البالغة نحو 65 كيلومترا.

 

ثم إن عملية طوفان الأقصى أدت إلى انهيار ميداني لعساكر يهود وأجهزتهم الأمنية، والأنكى أنهم من نخبة عساكرهم كلواء (عوز) ووحدة (اليمَّام)، وفوقها فشل فاضح لاستخبارات يهود، التي تكاد تكون غزة ملفها الأثقل وشغلها الشاغل على مدار اليوم والساعة، فقد شكل طوفان الأقصى زلزالا للكيان لن تنمحي آثاره.

 

فطوفان الأقصى صحح المعادلة الاستراتيجية لقضية فلسطين، التي اختلت بفعل تطبيع الخونة وسياسة الاستسلام التي فرضها الغرب كنهج سياسي لقضية فلسطين، وأعاد الأمر إلى نصابه بأن قضية فلسطين تحل وتحسم بالجهاد، يبقى السؤال في استيفاء شروطه وليس تجاوزه، وما كانت تلك الشروط إلا بتحرير القرار السياسي من قبضة الاستعمار بقلع أنظمة العمالة والخيانة وإقامة خلافة الإسلام وتحريك جيوش المسلمين واجتثاث الكيان المسخ. فقد نجحت وأبهرت ثلة مؤمنة لا تتجاوز بضع مئات عن طريق الجهاد في تكبيد كيان يهود خسائر على مستوى عساكره وقطعان مستعمريه فاقت ضعفي مجمل خسائره في حرب 1967!

 

فطوفان الأقصى عرّى حقارة الكيان وفضحه، فقد سبب هول الصدمة شلل القيادة العسكرية والسياسية وكشف زيف تلك الدعاية الكاذبة بالجاهزية التامة والسيطرة الاستخباراتية لمواجهة كل الطوارئ والاحتمالات والقدرة على الحشد لمواجهة أي هجوم خلال ساعات من وقوعه، اتضح أن كل هذا الهراء هو للاستهلاك الداخلي لمعالجة الفزع الصهيوني وعقدة الجبن والخور المتجذرة في يهود، بل فشل الكيان وحقارته وجبن وخور عساكره ترجمتها الوقائع على الأرض، فقد فشلت نخب عساكره في حماية أهم قواعده العسكرية بل أخزى منها سقط كبار ضباطه قتلى وعساكرهم أسرى، وتفاقمت معضلة الكيان في عجزه التام عن المواجهة الميدانية وخارت وانهارت عساكره بالميدان، وصال المجاهدون الأبطال وجالوا واستمروا في إذلال الكيان وجيشه لأيام. ولقد كانت الفوضى والارتباك سمة القيادة السياسية والعسكرية الصهيونية فترة هجوم المجاهدين، أما الفزع والهلع فكانا سيديْ الموقف داخل الكيان وفرار قطعان الصهاينة وهروبهم من الكيان كان عنوان المرحلة.

 

فطوفان الأقصى شكل حالة فزع هستيرية في الداخل الصهيوني، غيرت نظرة الصهاينة للدولة وعسكريتها وفقد الثقة بالمؤسسة العسكرية والأمنية، فقد كتب أحد الصحفيين الصهاينة معلقا على طوفان الأقصى "هو أحلك الأيام في تاريخ البلاد سيغير كل شيء" وأضاف "لن يعود أي شيء كما كان"، وأما الفضيحة الكبرى فهي على مستوى العالم فقد عرى طوفان الأقصى وكشف مدى حقارة وهوان الكيان وتعاسة بنيانه وهشاشة أركانه، حتى عنونت أبرز صحف الصهاينة مقالا يتناول طوفان الأقصى وتبعاته على الكيان بعنوان: "7 أكتوبر 2023 سيبقى عارا على (الكيان)".

 

فكيان يهود هو صناعة غربية خالصة نشأ حقيرا بقرار غربي تام وإسناد ودعم وحراسة وحماية من عملاء الاستعمار المحليين، فمن البديهيات السياسية التي تم طمسها وطمرها تحت ركام كثيف من التضليل أن الغرب الذي قضى على دولة الخلافة هو العدو الأصيل للإسلام وأهله، وأن صليبيته الحاقدة التي كانت تحرك همج ملوك أوروبا قديما هي نفسها المحرك لدول الغرب العلمانية اليوم في حربهم الحضارية الصليبية، وإنشاء الكيان كان جزءا من تلك الحرب الصليبية الغربية ومخططا غربيا خبيثا في التخلص من يهود عبر زرعهم كجرثومة في قلب بلاد المسلمين.

 

فحقارة الكيان فاقت كل كوابيس الغرب فهرع بمجموعه لإسناد قاعدته، فطارت على عجل رئيسة المفوضية الأوروبية فون دير لاين ومعها رئيسة البرلمان الأوروبي إلى الكيان للوقوف على الأعطاب القاتلة التي أصابت القاعدة والتخفيف من حدة الصدمة التي أصيب بها الكيان، وكانت كذلك زيارة وزيرة الخارجية الألمانية التي قدمت دولتها طائرتين مسيرتين للكيان، كما أفاد وزير الدفاع الألماني أنه بصدد مناقشة طلبات مبدئية للحصول على ذخيرة للسفن الحربية. ثم كان الإسناد البريطاني عبر تصريح مكتب رئيس الوزراء البريطاني "إن لندن سترسل سفينتين تابعتين للبحرية البريطانية وطائرات هليكوبتر ومراقبة للكيان". عطفا على العملاء الخونة ووظيفتهم في الإسناد والدعم والحماية للكيان، فقد نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن البنتاغون أن سربا من طائرات A-10 وصل لقاعدة الظفرة بالإمارات لدعم الكيان، وقس على ذلك القواعد الأمريكية المنتشرة في المنطقة ودورها في الإمداد والإسناد والدعم لحروب الغرب ضد المسلمين.

 

فحقارة الكيان هي ما يفسر هذه المسارعة الغربية في إسناده سياسيا وعسكريا، علما أن في ذلك فضحاً لحقارته وكشفاً لحقيقة وظيفته وتعرية للمسئول الغربي عنه، ولكن لا مناص غربيا من ذلك للحفاظ على القاعدة الصليبية المتقدمة، خشية أن تؤدي صدمة طوفان الأقصى إلى تفكك الداخل الصهيوني وتداعياته على القاعدة الكيان، فمعضلة الكيان المدمرة القاتلة هي في إنسانه؛ فاليهودي أجوف بطبعه، فهواء رئتيه الخوف، ودم قلبه الفزع، والخوف من الموت منتهى فزعه، وذلك مناقض للجندية والقيادة السياسية بل لأبسط أبجديات الدولة؛ القوة والسلطان، وطوفان الأقصى شكل أفزع كوابيس الكيان وتهديدا بالغ الخطورة لوظيفته ما استدعى هذا التدخل الصليبي السافر للغرب دفاعا عن قاعدته التي تزلزلت.

 

فالغرب هو الغرب لم يتغير عداؤه وحقده الصليبي ولم تتغير طبيعته الاستعمارية، والذي استجد هو تطويره لأساليب ووسائل استعماره، وأخبثها وسائل الداخل؛ هذه الدول الوطنية العميلة للاستعمار التي أقامها في بلاد المسلمين لحراسة الأوضاع الاستعمارية وتنفيذ سياسات المستعمر وتحقيق مصالحه على حساب الأمة وقضاياها المصيرية ومصالحها الاستراتيجية، ومن جنسها كيان يهود فهو صنو لها في الوظيفة الاستعمارية.

 

واليوم تعرف الجغرافية الإسلامية رجّات كبرى وتصدعات فارقة في البناء الاستعماري الغربي، فالكيانات الوظيفية القائمة تعرف هزات كبرى دفعت بالغرب لرفع منسوب وحشيتها وخيانتها ولم يبق سوى الوحشية والقمع سبيلا لبقائها، وها هو كيانه القاعدة يدخل دوامتها من الباب العريض، بل وفي حقارته وهوانه بضع مئات من خيار هذه الأمة تكفلوا بمهمة فضحه وتعريته.

 

والبديهية السياسية أن مشكلتنا الأصلية مع الغرب، وما الأنظمة العميلة وكيان يهود إلا فرع عنها، والحل الجذري لهذه المشكلة هو في تحرير بلاد المسلمين بالإسلام من الهيمنة الغربية باقتلاع أنظمة العمالة وإعادة الحكم بالإسلام واستئناف حياتنا الإسلامية وتحريك الجيوش لاجتثاث جرثومة يهود.

 

فحقيقتنا الاستراتيجية وقضيتنا المصيرية هي في الحكم بما أنزل الله عن طريق الخلافة لتحرير قرارنا السياسي وتحريك قوانا الضاربة، لاقتلاع هذا الكيان الحقير من جذوره في ساعة من نهار، وذلك على يد جيش عقائدي مؤمن، وهو أمر يسير، وتاريخنا في سحق الجبابرة عريق، فكيف بكيان خور يهود المسخ الحقير؟!

 

 

بقلم: الأستاذ مناجي محمد

 

 

المصدر:جريدة الراية

 

 

 

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع