الأحد، 22 محرّم 1446هـ| 2024/07/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

Al Raya sahafa

 

 

2023-12-06

 

 

جريدة الراية: حقيقة الدور القطري والمصري

في التوصل لاتفاقيات الهدن في غزة

 

 

تُعتبر الهدن المؤقتة في الحروب أياً كانت ضرورة من الضرورات بشكلٍ عام، وهدفاً جزئياً لإيقاف المعارك لأسباب تكتيكية أو إنسانية لكلا الطرفين المُتقاتليْن، وكذلك في حالة حرب الإبادة العدوانية التي تشنّها دولة يهود على قطاع غزة فإنّ التوصل إلى اتفاقيات الهدن هي أيضاً ضرورة من ضرورات تلك الحرب، ومن هنا يبرز في هذا الصدد أهمّية الأدوار التي يقوم بها الوسطاء والأوصياء الموصلة لتلك الهدن.

 

وعادةً ما تتباهى الدول التي تقوم بدور الوساطات بما قامت به من أعمال سياسية تؤدي إلى التوصل لاتفاقات الهدن، فتعتبرها من أهم إنجازاتها السياسية والاستراتيجية.

 

وفي حرب غزة هذه الأيام تتفاخر كلٌ من قطر ومصر بالدور الذي تقوم به للتوصل إلى اتفاقيات الهدنة بين حماس ودولة يهود، مع أنّ دورهما شكليٌ وخادمٌ وتابعٌ للدور الأمريكي.

 

فأمّا دور قطر فحقيقته أنّه لا يزيد عن كونه دور ساعي البريد الذي يقوم بحمل الرسائل وإيصالها إلى طرفي القتال، وهما أمريكا وكيان يهود من جهة، وحركة حماس من جهةٍ أخرى، فقطر تقوم بدورها هذا مُظهرةً أنّها تقف على الحياد من ناحيةٍ سياسية بين الطرفين، وإنْ كانت من ناحية عاطفية تُظهر أنّها تقف مع أهل غزة، وتتعاطف مع مُصابهم العظيم، ويصف المجتمع الدولي الدولة القطرية بأنّ لها علاقات مُتوازنة مع كلا الطرفين، لذلك كانت دولة يهود تسمح لها بالتواصل مع قادة حماس عبر معابرها، وتسمح لها أيضاً بإدخال الأموال إلى داخل قطاع غزة تحت إشرافها ووفقاً لمصالحها.

 

وأمّا مصر فتوصف كذلك بأنّها تقف على الحياد لكنّها تميل أكثر إلى جانب الدولة اليهودية، وتأكّد ذلك مؤخراً من خلال تصريح مستشار الأمن القومي (الإسرائيلي) تساحي هنغبي، الذي طالب فيه بإصرار بأن تكون مصر وسيطة في التوصل إلى اتفاقات الهدنة بين حماس و(إسرائيل)، وذلك نظراً لأهمية موقعها في إغلاق معبر رفح، ولامتثال قادتها وطاعتهم المُطلقة لأوامر كيان يهود في فتح المعبر وإغلاقه وفقاً للرغبات (الإسرائيلية).

 

وقد أثبتت مصر دائماً أنّها شريك مُخلص لكيان يهود من خلال قيامها بفرض الحصار المُحكم على قطاع غزة لسنوات طويلة. فحقيقة الدور المصري إذاً لا يزيد عن كونه يُشبه دور حرس الحدود، فينحصر عمله فقط بفتح وإغلاق بوابة رفح بأوامر أمريكية أو (إسرائيلية).

 

وأمّا الذي يقوم بدور الوساطة الحقيقية في التوصل إلى الهدن فهم الأمريكان الذين هم أعداء للمقاومة في غزة وأعداء لأهلها وللمسلمين عموماً، ولا يقل عداؤهم عن عداء كيان يهود إنْ لم يزد، وهم يقومون بدورهم الخبيث هذا من خلال مسؤولي وكالة المخابرات الأمريكية ومن خلال مجلس الأمن القومي الأمريكي الذين لا ينفكون عن القيام بجولات وزيارات واتصالات لا تنتهي مع زعماء المنطقة والمؤثّرين فيها، وبالتالي فهم الذين يقرّرون ويضغطون ويُنسّقون ويفرضون الهدن فرضاً على المُتحاربين في الوقت الذي يريدون.

 

وأمّا مصر وقطر فهما مجرد أدوات تُماثل ما يقوم به موظفو هيئة البريد وحرس الحدود ليس إلا، وتستخدمهما أمريكا فقط لتبليغ الرسائل وفتح المعابر.

 

إنّ مُجرد قبول حكام مصر وقطر بالقيام بهذا الدور المُخزي ليؤكّد خيانة هؤلاء الحكام وتبعيتهم لأمريكا وأوروبا وكيان يهود، فبدلاً من أنْ يقوم هؤلاء الحكام بنجدة إخوانهم الملهوفين في غزة، ونصرتهم ضد العدوان الإجرامي الشامل الذي تشنّه عليهم دولة يهود، فإنهم يقومون بأدوار شكلية خادمة لأمريكا وكيان يهود.

 

فتستطيع مصر إن أرادت أنْ تتحكم بمعبر رفح - على الأقل - بدلاً من تحكّم كيان يهود فيه، فهو معبرها أصلاً وليس معبراً لدولة يهود، وتستطيع كذلك أنْ تفرض قرارها عليه دون الحاجة إلى تنسيق مسبق ومُلزم مع أمريكا أو مع كيان يهود، لأنّ حدودها ومعابرها وجوارها من ناحية القانون الدولي تُعتبر جزءاً من أمنها الداخلي، فلا يجوز إشراك أمريكا وكيان يهود في المُشاركة بتقريره، لأنّ لها حق السيادة كاملاً بالإشراف عليه وحدها.

 

هذا على الأقل ما يجب أنْ تفعله مصر إنْ رفضت الدخول في حرب شاملة واجبة لإنقاذ أهل غزة الذين هم جزء من النسيج السكاني لأهل مصر وسيناء نفسها، فضلاً عن كونهم جزءاً من الأمة الإسلامية التي تجمع أهل مصر وأهل غزة وكل الشعوب الإسلامية في أواصرها ورباطها.

 

فقيام حكام مصر بدور الوسيط المُحايد في معركة غزة الحالية، وهي ولا شك معركة فاصلة بين المسلمين المستضعفين وبين أعدائهم، لهو يؤكّد خيانتهم الصريحة، وعمالتهم الأكيدة للكفار أعداء الدين، وهذا يستوجب خلعهم وإزالتهم من الحكم.

 

وكذلك الأمر بالنسبة لحكام قطر؛ فمجرد تعاونهم مع كيان يهود، ومع أعداء المسلمين كدول أمريكا وأوروبا، فهذا يدل على خيانتهم وعمالتهم، وهو ما يقتضي وجوب إسقاطهم واستبدالهم.

 

فهذه الحرب الدائرة في غزة لا يجوز معها الوقوف على الحياد من جانب أي قوة إسلامية مهما كانت صغيرة أو ضعيفة، لأنّها حرب بين المسلمين وأعدائهم، فلا مكان فيها للحياد.

 

أمّا من هم المُحايدون المقبولون في هذه الحرب والمؤهلون للقيام بدور الوساطة فهم القوى التي تكون بلدانهم محكومة بأكثرية من غير المسلمين كالبرازيل أو بوليفيا أو جنوب أفريقيا أو أية بلد غير مُسلم لم يعلن عداءه للمسلمين، أو يُعلن انحيازه لكيان يهود.

 

وبالتالي فجميع البلدان الإسلامية إنْ لم تكن جزءاً من المعركة الدائرة في غزة مع أهل فلسطين ضد كيان يهود، فلا يُقبل منها بتاتاً أنْ تكون طرفاً مُحايداً في هذه المعركة المصيرية، فالمسلمون أمّة واحدة، وقضاياهم واحدة، وحربهم واحدة، وسلمهم واحدة، فلا يجوز مُطلقاً أنْ يقفوا على الحياد في هذا الصراع، وفي أي صراع مع الكفار في أي مكان.

 

بقلم: الأستاذ أحمد الخطواني

 

 

المصدر: جريدة الراية

 

 

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع