الثلاثاء، 08 جمادى الثانية 1446هـ| 2024/12/10م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

سلسلة أجوبة العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة أمير حزب التحرير

على أسئلة رواد صفحته على الفيسبوك "فقهي"

 

جواب سؤال

حكم التداوي

 

إلى أبو حنيفة فوالحة

 

السؤال:

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

 

الأمير الجليل أستميحكم عذراً إن كان في السؤال إثقال عليكم؛ لما في وقتكم من جهد حثيث لطلب الخير لهذه الأمة المنكوبة... ولكن أمراً لم أقدر على لملمة أطرافه، وهو هل التداوي واجب أم مندوب، أم غير ذلك؟... أرجو الإفادة، وبارك الله بكم، وفتح كل خير على أيديكم.

 

الجواب:

 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،

 

إن الجواب عن سؤالك موجود في كتيب الاستنساخ، وأنقل لك ما جاء فيه حول حكم التداوي صفحة 30-32 ملف الوورد:

 

[... حتى نأخذ الحكم عن بيّنة لا بد من استعراض الأدلة الواردة في التداوي. روى البخاري من طريق أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «مَا أَنْزَلَ اللَّهُ دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً» وروى مسلم عن جابر بن عبد الله عن النبي ﷺ قال: «لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ، فَإِذَا أُصِيبَ دَوَاءُ الدَّاءِ بَرَأَ بِإِذْنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ» وفي المسند لأحمد من حديث ابن مسعود يرفعه «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يُنْزِلْ دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً، عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ».

 

فهذه الأحاديث الثلاثة، فيها إخبار بأن الله سبحانه أنزل الداء، وأنزل الدواء، وأن لكل داء دواء، وأن الدواء إذا اهتُدِيَ إليه برئ الداء بإذن الله تعالى، علم ذلك من علمه، وجهله من جهله. وهذه الأحاديث فيها إرشاد بأن لكل داء دواءً يشفيه، ليكون ذلك حاثاً على السعي لحصول التداوي الذي يؤدي إلى شفاء الداء بإذن الله سبحانه، فالداء منه، والدواء منه، والشفاء بإذنه وليس من الدواء، وإنما جعل في الدواء خاصية الشفاء إذا لامس الداء. وهذا إرشاد وليس إيجاباً.

 

روى أحمد عن أنس قال: إن رسول الله ﷺ قال: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَيْثُ خَلَقَ الدَّاءَ خَلَقَ الدَّوَاءَ فَتَدَاوَوْا» وروى أبو داود وابن ماجه عن أسامة بن شريك قال: كنت عند النبي ﷺ وجاءت الأعراب، فقالوا: يا رسول الله أنتداوى فقال: «نَعَمْ، يَا عِبَادَ اللَّهِ تَدَاوَوْا، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلَّا وَضَعَ لَهُ شِفَاءً...». ففي الحديث الأول أمر بالتداوي، وفي هذا الحديث إجابةٌ للأعراب بالتداوي، ومخاطبة للعباد بأن يتداووا، فإن الله ما وضع داءً إلاّ وضع له شفاءً. وقد جاءَت المخاطبة في الحديثين بصيغة الأمر، والأمر يفيد مطلق الطلب، ولا يفيد الوجوب إلاّ إذا كان أمراً جازماً، والجزم يحتاج إلى قرينة تدل عليه، ولا تُوجد في الحديثين أية قرينة تدل على الوجوب، والأحاديث الثلاثة السابقة، ليست إلاّ مجرد إخبار وإرشاد، مما يجعل طلب التداوي في هذين الحديثين ليس للوجوب. إضافة إلى أنه وردت أحاديث تدل على جواز ترك التداوي، ما ينفي عن هذين الحديثين إفادة الوجوب. فقد روى مسلم عن عمران بن حصين أن النبي ﷺ قال: «يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ، قَالُوا: مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: هُمْ الَّذِينَ لَا يَسْتَرْقُونَ، وَلَا يَتَطَيَّرُونَ، وَلَا يَكْتَوُونَ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ» وروى البخاري عن ابن عباس قال: "هذه المرأة السوداء أتت النبي ﷺ فقالت: إني أُصرَع، وإني أتكشّف، فادْعُ اللهَ لي، قال: «إِنْ شِئْتِ صَبَرْتِ وَلَكِ الْجَنَّةُ، وَإِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَكِ»، فقالت: أصبر، فقالت: إني أتكشّف، فادْعُ الله أن لا أتكشّف، فدعا لها" فهذان الحديثان يدلان على جواز ترك التداوي. ففي الحديث الأول وصف الذين يدخلون الجنة بغير حساب بأنهم لا يستَرْقون، ولا يكتوون، أي لا يتداوون، بل يتركون الأمر لربهم، ويتوكلون عليه في كل أمورهم. والرُّقْية والكَيُّ من التداوي. وقد حث الرسول ﷺ على التداوي بالرقية، وقد رقاه جبريل، كما أنه قال: «الشِّفَاءُ فِي ثَلَاثَةٍ: فِي شَرْطَةِ مِحْجَمٍ، أَوْ شَرْبَةِ عَسَلٍ، أَوْ كَيَّةٍ بِنَارٍ، وَأَنْهَى أُمَّتِي عَنْ الْكَيِّ» رواه البخاري من طريق ابن عباس. وفي الحديث الثاني، خيّر الرسول ﷺ المرأة السوداء بين الصبر على الصَّرْع الموجود عندها ولها الجنة، وبين أن يدعو الله لها أن يعافيها من صرعها، ما يدل على جواز ترك التداوي. وبذلك يكون هذان الحديثان صارفين للأمر بالتداوي الوارد في حديث إجابته للأعراب، وفي الحديث الذي قبله عن الوجوب، ولشدة حث الرسول ﷺ على التداوي، يكون الأمر بالتداوي الوارد في الأحاديث للندب] انتهى.

 

أخوكم عطاء بن خليل أبو الرشتة

 

23 شوال 1442هـ

الموافق 2021/06/04م

 

رابط الجواب من صفحة الأمير (حفظه الله) على الفيسبوك

رابط الجواب من صفحة الأمير (حفظه الله) ويب

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع