الخميس، 19 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/21م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 أجوبة أسئلة

العدوان الوحشي للصين على تركستان الشرقية

أنشطة تطوير الصواريخ في شبه القارة الهندية

 

السؤال الأول: (ذكرت الجزيرة نت 2017/3/2 أنباء عن حشود عسكرية صينية كبيرة داخل إقليم تركستان الشرقية "شينجيانغ" غربي الصين وجاء في الخبر "نشرت السلطات الصينية قبل يومين أكثر من عشرة آلاف جندي في مدينة أورومتشي بإقليم شينجيانغ شمال غرب البلاد التي تسكنها قومية الإيغور المسلمة وتشهد توترات متصاعدة منذ سنوات. ونظمت قوات الأمن استعراضا عسكريا شاركت فيه عشرات المدرعات والسيارات المصفحة، وتزامن ذلك مع تحليق مكثف للطائرات المروحية. ويعتبر هذا العرض العسكري هو الأكبر من نوعه في الإقليم الذي شهد خلال العام الحالي ثلاثة استعراضات مماثلة في مناطق هوتان وكاشغر وآكسو). فهل تحضر الصين لمجازر جديدة في هذا الإقليم المسلم؟ ولك الشكر.

 

الجواب: من أجل الكشف عن فحوى النوايا الصينية التي تبيتها للمسلمين في هذا الإقليم لا بد من ذكر مختصر لخلفيات الصراع بين الصين والمسلمين الإيغور في هذا الإقليم:

1- إن الصراع بين الصين والمسلمين في هذا الإقليم ليس جديداً، وبخاصة منذ 1863م، فتركستان الشرقية وهي أقصى طرف للبلاد الإسلامية من جهة الشرق، قد تعرضت لحملات من المذابح الصينية، فقد قتل من الإيغور المسلمين أكثر من مليون مسلم في المواجهات التي تمت في عام 1949م عندما استولى النظام الشيوعي الصيني بقيادة ماو تسي تونج؛ حيث ألغى استقلال الإقليم، وجرى ضمه لجمهورية الصين، وجرى تفريغ الإقليم من سكانه المسلمين وتوزيعهم إلى أقاليم داخلية في الصين. ولكن المسلمين الإيغور قويي الشكيمة لم يستسلموا للصينيين، فكانت ثوراتهم سنة 1933 و1944، والانتفاضات المستمرة في الإقليم ضد الاحتلال الصيني كما كان سنة 2009.

 

2- الإسلام هو السبب الرئيسي لشديد حقد الصينيين على الإيغور المسلمين، فكانت المساجد هي البؤر التي تنفث فيها الصين حقدها على الإسلام، فقد هدمت ما يقدر بـ (25 ألف) مسجد سنة 1949م، ولم يبق في هذا الإقليم الشاسع إلا حوالي 500 مسجد. واليوم وبعد تنصل الصين من نصف شيوعيتها "الاقتصاد" إلا أن ملاحقة أي مظهر من مظاهر التدين، خاصة لدى الشباب، ظلت هي السياسة الفعلية التي تمارسها الصين في الإقليم.

 

3- وبسبب الثروات الطبيعية لا سيما النفط في الإقليم الذي تسميه الصين شينجيانغ، أي المستعمرة الجديدة، فقد عمدت الصين إلى تفريغ الإقليم من سكانه الإيغور والدفع بهم إلى المناطق الداخلية في الصين، والدفع من جهة أخرى بعرقيتها من الهان الصينيين للاستيطان في الإقليم، حتى أصبح الإيغور اليوم (10 ملايين نسمة) يشكلون فقط 40%، من سكانه، ويزيد تركزهم في جنوب الإقليم والمناطق الريفية. ويتميز الإقليم بشدة الفقر خاصة في الجنوب حيث تركيز المسلمين، وكذلك المناطق الريفية التي تقل فيها أو تنعدم عرقية الهان الصينيين.

 

4- وعلى الرغم من كل ذلك فقد استمرت حيوية المسلمين في تركستان الشرقية بشكل مكّن من إعادة المظاهر الإسلامية للحياة خاصة في الأرياف، واستمرت الاضطرابات تعصف بالإقليم بين الحين والآخر، وتجعله إقليماً مميزاً بعدم الاستقرار بسبب التفجيرات وأعمال العنف ضد الدولة وثبات التوجه للانفصال عن الصين، فكان الخاصرة الأضعف للدولة من الداخل. وفي المقابل تراقب الصين تفاصيل الحياة للمسلمين الإيغور، وتمنع الإعلام من رصد عمليات الإعدام والاعتقالات التي تنفذها في ظلمة تفرضها قسراً على الإقليم، وتتعقب المسلمين الإيغور الذين فروا منها وأصبح لهم صوت في الخارج، وتحت ذرائع "الإرهاب" فقد تمكنت من اعتقال الكثير منهم عبر القنوات الأمنية الدولية، لا سيما من بلدان آسيا الوسطى وباكستان.

 

5- ولأن الإسلام حي في قلوب الإيغور فقد أدخل الرعب في قلوب طواغيت الصين ومن ثم أظهرت الصين مخاوفها فقال أكبر مسؤول صيني عن الشؤون الدينية وانغ شوان، رئيس إدارة الشؤون الدينية في الصين، قال للمؤتمر الوطني للرابطة الإسلامية الصينية (إن الفكر المتطرف يتسلل الآن إلى «المناطق الإقليمية الداخلية». وكان الرئيس شي جين بينغ حث المسلمين الصينيين على مقاومة «التسلل» الديني غير المشروع" (المصري اليوم، 2016/11/29 نقلاً عن صحيفة China daily الرسمية). ويؤكد هذه المخاوف ما أوردته روسيا اليوم 2017/3/1 (وحذرت الصين مرارا من أن قوى متطرفة من الخارج تقف وراء فكرة تنفيذ عمليات إرهابية في شينجيانغ وغيرها من مناطق البلاد، ما دفع السلطات إلى شن حملة مداهمات قاسية).

 

6- وأمام همة المسلمين والتي برزت في بناء آلاف المساجد من جديد في الإقليم، وانتشار الأفكار الإسلامية، فقد أخذت الصين تعيد "ثورتها الثقافية" إلى الإقليم، وتشدد في منع المظاهر الإسلامية، وتحضر للقيام بحملة جديدة من الترويع ضد المسلمين، فكانت مظاهر هذه الحملة حتى الآن على النحو التالي:

 

أ- حجز جوازات السفر: فقد ذكرت بي بي سي 2016/11/24 (طلبت السلطات الصينية من كل مواطني إقليم شينجيانغ الشاسع ذي الأغلبية المسلمة الواقع في غرب البلاد تسليم جوازات سفرهم للشرطة،... وقال ستيفان ماكدونيل مراسل بي بي سي في الصين إن طلب تسليم جوازات السفر جاء عبر إعلان رسمي للشرطة على الإنترنت. ويتوجب الآن على كل المواطنين في شينجيانغ تسليم جوازات سفرهم، ثم تحتفظ الشرطة بجوازات السفر في حوزتها. ويعني الأمر أنه من الآن فصاعدا يتعين على كل مواطني الإقليم التقدم بطلب إذا أرادوا السفر...!).

 

ب- التضييق على المسلمين في عباداتهم: فقد ذكرت (France 24) 2016/6/6 (أصدرت السلطات الصينية قرارا الاثنين بمنع موظفي القطاع العام والطلبة من صوم رمضان في منطقة شينجيانغ المسلمة. كما فرضت على المطاعم إبقاء أبوابها مفتوحة). وهو إجراء أخذت الحكومة تتبعه منذ 2015، فقد ذكرت (i24 news) 2015/6/18 (منعت السلطات الصينية الموظفين المدنيين والطلاب والمعلمين في إقليم شينجيانغ من الصيام في شهر رمضان،... وأن "المطاعم ستعمل بدوام طبيعي خلال رمضان". وتم إخطار المسؤولين في مقاطعة بول أنه "خلال رمضان لا تنخرطوا في الصيام والشعائر الدينية الأخرى"، وفقا لتقرير نشر على موقع الحكومة المحلية بعد اجتماع هذا الأسبوع).

 

ج- ملاحقة واعتقال من يظهر المظاهر الإسلامية: فتحت عنوان "الصين تلاحق المسلمين.. إقرار مكافأة مالية لمن يُبلغ عن الملتحين والمنتقبات" نقل موقع صحيفة الديار 2017/2/23 عن صحيفة محلية في الصين (حدَّدت الصين مكافأةً قدرها ألفا يوان (275 يورو) لمن يُبلغ عن شاب ملتح أو امرأة منتقبة في إقليم شينجيانغ، الواقع بشمال غربي البلاد، ويشهد توتراً بين إثنيتي الهانس الصينيين والإيغور المسلمين. وذكرت صحيفة "هوتان" المحلية اليومية، أن سلطات بلدة هوتان، التي شهدت مؤخراً اضطرابات سياسية، خصصت صندوقاً بقيمة 100 مليون يوان (13,7 مليون يورو) لتمويل مكافآت "مكافحة الإرهاب". وأضافت أن المكافآت يمكن أن تصل إلى 5 ملايين يوان، في حال الكشف عن خطة هجوم، أو لمن "يضرب أو يقتل أو يجرح أو يسيطر على مثيري شغب").

 

7- ولكل الأمور المذكورة أعلاه، فإن حملة قمع صينية ضد المسلمين الإيغور في تركستان الشرقية "إقليم شينجيانغ" قد تكون قيد الإعداد والتجهيز، وأن تنفيذها قد يكون في أي لحظة، وتبرير ذلك بأن الإقليم يشهد الكثير من أعمال العنف ضد الدولة التي يمكن للصين أن تتذرع بها للقيام بحملة شاملة، بعد أن حشدت في الإقليم الآلاف من الجنود والمدرعات والسيارات المصفحة والمروحيات، (وقال سكرتير الحزب الشيوعي في شينجيانغ، شين تشوان جو، إن الانتشار العسكري في الإقليم يهدف إلى ضمان الأمن وتثبيت الاستقرار، وذلك بعد الإضرابات الأخيرة التي شهدتها عدة مناطق خلال العام الحالي). (الجزيرة نت،2017/3/2).

 

 8- إن المؤلم هو أن هذه الأعمال الوحشية الصينية ضد المسلمين الإيغور تتم على مرأى ومسمع ملايين المسلمين في العالم دون أن يؤثروا في رفع هذه الأعمال الوحشية، وذلك لأن ملايين المسلمين متناثرون لا تجمعهم دولة الأمة، دولة الإسلام، دولة الخلافة الراشدة المفقودة التي يجب على كل مسلم قادر أن يعمل لإعادتها، ومن ثم إيجاد الخليفة، الإمام، الذي يرعى الشئون بحقها، يتقى به ويقاتل من ورائه كما جاء في صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله e: «وَإِنَّمَا الإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ»، وحينذاك لن تجرؤ الصين وغير الصين أن تؤذي مسلماً لأنها تدرك أن الصاع سيكال لها صاعين، والله قوي عزيز.

 

السؤال الثاني: (في الآونة الأخيرة كانت هناك سلسلة من أنشطة إطلاق الصواريخ في شبه القارة الهندية، وفي الأول من آذار/مارس 2017م اختبرت الهند منظومة صواريخ اعتراضية متقدمة على جزيرة عبد الكريم (قبالة ساحل أوديشا في خليج البنغال). في وقت سابق من هذا العام، اختبرت باكستان نظام صواريخ (أبابيل)، والتي يصل مداها إلى 2200كم، وهي قادرة على حمل رؤوس متعددة. فهل هذه التجارب الصاروخية جزء من سباق تسلح جديد بين الهند وباكستان؟ وما مدى الآثار الإقليمية لهذه التجارب؟). وجزاك الله خيرا.

 

الجواب: إن التجارب الصاروخية في الهند وباكستان هي استمرار لجهود البلدين في تحقيق البقاء النووي من خلال تطوير القدرة على القيام بالضربة الثانية، ولفهم هذا الأمر بشكل أفضل فإنه من الضروري فهم خلاصة سباق التسلح النووي في شبه القارة الهندية.

 

1- تسعى الدول إلى امتلاك الأسلحة النووية لسببين أساسيين؛ الأول: هو مضاعفة التفوق العسكري التقليدي، فمثلا كوريا الشمالية تؤكد هذا التوجه، فهي تعتبر الأسلحة النووية أساسية للتغلب على التفوق العسكري التقليدي لكوريا الجنوبية ومشاكسة أمريكا التي لديها الآلاف من القوات المتمركزة في المنطقة الكورية منزوعة السلاح... الثاني: هو مواجهة الدول المسلحة نوويا، فمثلا عندما فشل الاتحاد السوفيتي في توسيع المظلة النووية لتشمل الصين خلال الحرب الكورية، عمدت الصين للحصول على سلاحها النووي، ما دفع الهند لمواصلة برنامجها النووي، الأمر الذي أدى بدوره لسعي باكستان لإطلاق برنامجها النووي، وهكذا سعت الدول الثلاث للوصول إلى حالة من التكافؤ النووي مع بعضها بعضاً لمنع وقوع هجمات نووية محتملة بينها:Waltz, K. (1981). The Spread of Nuclear Weapons: More May Be Better: Introduction. The Adelphi Papers, 21(171), pp.383-425.

 

2- مع ذلك فإن مجرد حيازة الرؤوس الحربية النووية ليست كافية لردع الخصوم النوويين عن الأعمال القتالية، فحتى تتحقق غاية الردع النووي يجب أن تكون لدى الدول التي تمتلك الرؤوس النووية القدرة على حماية ترسانتها النووية من أي هجوم محتمل. القدرة على إطلاق الرؤوس الحربية النووية وإصابة الأهداف النووية للخصوم تسمى الضربة الأولى، والقدرة على استيعاب الضربة الأولى وإطلاق ضربة نووية انتقامية يعرف باسم الضربة الثانية، أي أنها قادرة على البقاء على قيد الحياة نتيجة الضربة الأولى ولها رؤوس حربية نووية كافية لمواجهة الضربات، وهذا ما يسمى بالثالوث النووي، وهو يوجد عندما تمتلك الدولة غواصات قادرة على إطلاق صواريخ نووية، حيث يصعب اكتشاف الغواصات ولديها القدرة على تسديد ضربة مضادة تشل قدرة الطيران.

 

3- الردع النووي بين الدول النووية يعمل بشكل جيد عندما تمتلك كلتا الدولتين القدرة على الضربة الثانية، وهذا يضمن حصول دمار متبادل لكلا الطرفين، والخوف من هذا يمنع الطرفين من شن الضربة الأولى، والاستراتيجيون النوويون يطلقون على هذه الحالة بالدمار المتبادل المؤكد (MAD). بالتالي خلافاً للأسلحة التقليدية فإن القيمة الحقيقية للأسلحة النووية هي ردع العدو من استخدام سلاحه النووي.

 

4- منذ بدأت الهند وباكستان بالتجارب النووية في عام 1998م، سعى العلماء النوويون والاستراتيجيون والسياسيون لتطبيق نظرية الردع النووي المذكورة أعلاه على أرض الواقع، وبسبب ظاهرة الدمار المتبادل المؤكد (MAD)، يعتقد كلا الجانبين أن السلام النووي موجود على شبه القارة، وهذا هو المحرك الرئيسي وراء التطور السريع لتكنولوجيا الصواريخ، وتصغير الرؤوس النووية لحملها على الصواريخ، وتطوير عمليات الإطلاق. في الوقت نفسه، لا بد من استخدام منظور الردع النووي لفهم التجارب الصاروخية الأخيرة بين الهند وباكستان، على مدى العقد الماضي كان هناك تقدم في تكنولوجيا الصواريخ وحول تأمين خيار الضربة الأولى عند كلا الجانبين، مع ذلك تشير التطورات الأخيرة إلى بذل جهود أكبر للحفاظ على خيار الضربة الثانية، انظر في الأمثلة التالية:

 


أ- غواصات الصواريخ الباليستية (SLBM): في التاسع من كانون الثاني/يناير 2017م، أجرت باكستان تجربة ناجحة لصاروخ (بابور3) من مكان غير معلوم في المحيط الهندي، حيث أطلقت صواريخ كروز من تحت الماء كان مداها 450 كم، وأجريت في البحر لتفادي اكتشافها، وقد قال الجيش الباكستاني إنه كان لتجريب صاروخ (بابور 3) الذي يعطي إسلام أباد القدرة على تسديد "الضربة الثانية": https://www.wsws.org/en/articles/2017/02/28/inpk-f28.html، مع ذلك، فإن باكستان لا تمتلك غواصات نووية وتضطر إلى حمل (بابور3) في غواصات تعمل بالديزل والكهرباء، والتي لديها قدرة محدودة على البقاء تحت الماء. وقد كان (بابور3) الباكستاني رداً على منظومة الصواريخ الهندية (K4) التي تطلق من قبل غواصات الصواريخ الباليستية الهندية (SLBM) والتي تم إطلاقها في شهر 2014/5، ويصل مداها إلى 3000 كم، ويمكن أن تصل إلى باكستان والصين، وهكذا فإن الهند وباكستان تمتلكان القدرة على الضربة الثانية.

 

ب- المركبات متعددة الاستهداف (MIRV): نفذت الهند اختبارات لصاروخين لهما القدرة النووية في كانون الأول/ديسمبر 2016م وكانون الثاني/يناير 2017م. الأول هو (اجنى-V)، وهو صاروخ أرض أرض باليستي يعد تطوراً سريعاً للترسانة النووية. والثاني (اجنى الخامس) الذي يحمل رؤوساً نووية متعددة الأهداف يصل مداها إلى 5000 كم. بالإضافة إلى ذلك، في كانون الثاني/يناير 2017م اختبرت نيودلهي (اجنى الرابع)، وهي المنظومة التي يصل مداها إلى 4000 كم. صاروخ (اجنى الخامس) يعطي إمكانية ضرب الأهداف النووية التي تقع في الصين... وفي هذا العام، اختبرت باكستان نظام صواريخ (أبابيل) التي لديها قدرات (المركبات متعددة الاستهداف MIRV)، وفي بيان صدر عن الجيش الباكستاني ذُكر فيه ما يلي: "أجريت أول عملية ناجحة لاختبار صواريخ (أبابيل) أرض أرض الباليستية التي يصل مداها إلى 2200 كم، وقادرة على حمل رؤوس متعددة، وذلك باستخدام تكنولوجيا (MIRV)، وقادرة على التعامل مع أهداف متعددة عالية الدقة وهزيمة رادارات العدو المعادية": https://www.dawn.com/news/1310630، وتم تصميم صواريخ (أبابيل) باكستان لتطغى على دفاعات الصواريخ الباليستية الهندية للدرع النووي. كما أن الهند تختبر بنشاط صواريخ اعتراضية مثل (Ashvin) لإسقاط صواريخ نووية باكستانية محتملة. من خلال نشر تكنولوجيا (MIRV)، يمكن لصاروخ نووي واحد أن يتحول إلى صواريخ نووية عدة، مما يجعله يبطل قدرة الصواريخ الاعتراضية.

 

5- مما لا شك فيه أن سباق التسلح النووي بين الهند وباكستان هو للتجهيز لخيار الضربة الثانية الذي سيقلب التوازن النووي مع منافسة الهند (أي الصين)، بينما تعمل الصين على الحد الأدنى فقط من مسألة الردع النووي. وتطوير الهند السريع لتكنولوجيا (MIRV) والغواصات التي تحمل الصواريخ قد شجع قادتها، فقد صرح قائد الجيش الهندي (الجنرال بيبين راوات) أن بلاده "مستعدة لخوض حرب على جبهتين" مع باكستان والصين في وقت واحد: http://www.ibtimes.co.uk/india-prepared-

two-front-war-pakistan-china-says-new-army-chief-1599031

 

واختبار صاروخ (اجنى الخامس) الهندي قد أغضب الصين، حيث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية (Chunying): "إن لدى مجلس الأمن للأمم المتحدة لوائح واضحة بشأن ما إذا كان يمكن للهند أن تطور الصواريخ الباليستية القادرة على حمل أسلحة نووية"، وذهبت الوزارة إلى القول بأن طموحات الهند مع (اجنى خمسة) قد يكون المقصود منها مواجهة الصين: http://www.upi.com/Defense-News/2016/12/27/India-tests-Agni-V-ballistic-missile-tensions-with-China-rise/9001482862013/.

 

6- لا يمكن أن تكون الهند قد تبنّت هذه السياسة الاستفزازية دون الدعم الأمريكي عبر اتفاقية (123) التي وقّعت في عام 2005م، والتي مكنتها من الحصول على إمدادات ثابتة من الوقود النووي لمفاعلاتها المدنية، بالتالي استخدام الوقود النووي في البرنامج النووي الهندي، وقد أشارت إدارة ترامب بوضوح أنها تريد البناء على التقدم الذي أحرزته الإدارات الأمريكية السابقة للهند، ففي 8 شباط/فبراير 2017م أشاد وزير الدفاع الأمريكي (الجنرال جيمس ماتيس) في اتصال هاتفي له مع نظيره الهندي (مانوهار باريكار) "بالتقدم الهائل" الذي أحرزته الهند في "السنوات الأخيرة" وأشار إلى "التعاون المشترك بين البلدين في مجال الدفاع"، وقال إن الإدارة الجديدة حريصة على "الحفاظ على الزخم والبناء عليه":

https://www.wsws.org/en/articles/2017/02/15/inus-f15.html.

 

ومن المتوقع أن تواصل أمريكا استغلال سباق التسلح النووي في شبه القارة لتوريط الصين في سباق تسلح نووي، وهدف أمريكا من ذلك هو إبعاد الصين عن النشاط الاقتصادي إلى النشاط العسكري، ليسهُل انهيار الصين، تماماً كما فعلت الولايات المتحدة مع الاتحاد السوفيتي. في الوقت الراهن ما زالت الصين تحافظ على الحد الأدنى للردع النووي وترفض الانجرار إلى سباق التسلح النووي.

 

 

12 جمادى الآخرة 1438هـ

2017/3/11م

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع