الخميس، 19 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/21م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

جواب سؤال


أزمة الغاز شرق المتوسط

 


السؤال:

 

نشر موقع مصر العربي في 2019/8/28: (أعمال المسح والتنقيب جارية بوتيرة عالية، ليس بإمكان احد ان يعيق عملنا حاضراً ومستقبلاً... هكذا قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان منذ يومين عن اعمال التنقيب عن الغاز شرق البحر المتوسط في تحدٍّ جديد لكل من مصر وقبرص وعقوبات الاتحاد الأوروبي.)، فهل يعني هذا أن هناك صراعاً على غاز البحر المتوسط بين هذه الدول الأربع؟ وهل كميات الغاز في شرق المتوسط كبيرة لدرجة حدوث صراع بين الدول من أجلها؟ وجزاك الله خيرا.


الجواب:

 

نعم إن الكميات كبيرة بدرجة مؤثرة وذات أهمية بسبب منطقة الشرق الأوسط التي تقع هذه الكميات فيها، والصراع حولها ليس بين هذه الدول الأربع (تركيا، قبرص، الاتحاد الأوروبي ومصر) بل كذلك هناك أمريكا وروسيا ودولة يهود المغتصبة للأرض المباركة فلسطين... كما أن الدول الكبرى المؤثرة دولياً تستغل الغاز في صراعها اقتصادياً وسياسياً... ولتوضيح ذلك نستعرض ما يلي:


أولاً: اكتشاف غاز شرق المتوسط وأهميته:


1- اكتشاف حقول الغاز في منطقة شرق البحر المتوسط:


بدأ هذا الاكتشاف عام 2000، عندما اكتشفت شركة "بريتش غاز"، التابعة لشركة "بريتش بتروليوم"، حقل "غزة مارين" على مسافة 36 كم من شواطئ قطاع غزة، حيث يقدر إجمالي المخزون الاحتياطي للحقل بما يقارب تريليون قدم مكعبة من الغاز... وفي كانون الثاني/يناير 2009، تم اكتشاف حقل "تمارا"، الذي يبلغ إجمالي المخزون الاحتياطي به، وفقا للمسوح الجيولوجية، ما يقارب 10 تريليونات قدم مكعبة، ويقع الحقل على مسافة 90 كم من شواطئ شمالي فلسطين المحتلة، وعلى مسافة 1650 متراً تحت سطح البحر... كما شهد العام ذاته، اكتشاف حقل "أفروديت" على بعد 180 كم من الشاطئ الجنوبي الغربي لقبرص، وبعمق 1700 متر تحت سطح البحر، ويقدر إجمالي المخزون الاحتياطي لـ"أفروديت" بما يقارب 9 تريليونات قدم مكعبة من الغاز الطبيعي... في عام 2012، تم اكتشاف حقل "ليفياثان" الذي بلغ احتياطي الغاز فيه 17 تريليون قدم مكعبة، ويقع على مسافة 135 كم من شواطئ شمالي فلسطين المحتلة بالقرب من مدينة حيفا، وذلك بعمق 1600 متر تحت سطح البحر.


وفي عام 2015، تم اكتشاف حقل "ظهر" قرب السواحل المصرية، الذي اكتشفته شركة "إيني" الإيطالية والذي يعد أكبر حقل غاز في البحر المتوسط. ويبعد الحقل عن شواطئ مدينة بور سعيد المصرية نحو 200 كم، ويبلغ الاحتياطي المؤكد فيه 30 تريليون قدم مكعب من الغاز. وطبقاً لتقديرات "إيني"، فإنها سوف تستخرج 2.5 مليار قدم مكعبة بالسنة في العام الحالي 2019، وهذا الإنتاج سيشكل نحو 40% من إنتاج مصر من الغاز. وبعد حقل ظهر، أعلنت شركة إيني الإيطالية في بدايات العام الحالي، عن اكتشاف غازي جديد قرب السواحل المصرية، وهو حقل "نور"، الذي يقع في البحر المتوسط على بعد حوالي 50 كيلو مترا شمال سيناء. وكذلك فإنه وفق تقدير هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية في عام 2010 فإن هناك احتمال وجود ما يقرب من 122 تريليون م3 (متر مكعب) من مصادر الغاز غير المكتشفة في حوض شرق المتوسط قبالة سواحل سوريا ولبنان وكيان يهود ومصر وقبرص، بالإضافة إلى ما يقارب 107 مليارات برميل من النفط القابل للاستخراج.


وكما ترى فإن الثروة هي كبيرة فعلاً.


2- أهمية الثروة الغازيَّة في شرق المتوسط


إن هذه الأهمية ليست آتية من أهمية اكتشاف الغاز فحسب بل كذلك من الأهمية الجيوبوليتيكية للمنطقة الأوسع التي يقع فيها وهي منطقة الشرق الأوسط التي تضم حوالي 47% من احتياطي النفط و41% من احتياطي الغاز في العالم. وزاد من أهميتها انفتاح البحر المتوسط على تقاطع آسيا وأوروبا وأفريقيا، واتصاله بطرق التجارة العالمية عبر مضائق السويس والبوسفور وجبل طارق. ومع توالي الاكتشافات، فقد رفعت هذه التقديرات آمال دول شرق البحر المتوسط، وفتحت شهية شركات النفط والغاز، وألهبت التنافس الإقليمي على الموارد، وجذبت انتباه القوى الدولية إلى ثروة إضافية وبؤرة صراع محتملة.


ثانياً: الدول المتصارعة حول غاز شرق المتوسط:


1- الدول المشاطئة للمتوسط


أ- قبرص التركية-قبرص اليونانية: تعتبر قبرص التركية أن ثروات الجزيرة هي ملك لجميع أبنائها، ولا يجوز استغلالها بمعزل عن الطرف الآخر، لكن قبرص اليونانية تجاهلت هذا الأمر وقامت بالانتهاء من ترسيم حدود منطقة اقتصادية خالصة لها (Exclusive Economic Zone EEZ) مكنتها من استغلال ثروة الغاز بشكل أحادي في العام 2010 مما دفع قبرص التركية للرد بخطوة مماثلة، فقامت بتحديد حدودها البحرية، (وقعت تركيا اتفاقا لترسيم الجرف القاري مع شمال قبرص في 2011/9/15... موقع أحوال تركية في 2018/11/8) ونتيجة لهذه الإجراءات، أصبح هناك تداخل بين المناطق المحددة من قبل الطرفين القبرصيين "التركي واليوناني". (ولذلك تطالب جمهورية شمال قبرص بحقها في مناطق عدة قامت قبرص اليونانية بترسيمها عام 2010... ترك برس في 2019/7/11)


ب- الاتحاد الأوروبي: أولويته تعزيز أمن الطاقة لتنويع مصادر الواردات وكذلك تنويع طرق التوريد لا سيما مع تدهور العلاقات الأوروبية-الروسية وتحت ضغوط العقوبات الأمريكية خلال السنوات الأخيرة. وفي هذا السياق، يسهم غاز شرق المتوسط في تحقيق هذه المعادلة ويخفف من الاعتماد شبه الكلي على الغاز الروسي لا سيما بالنسبة إلى دول شرق وجنوب أوروبا... وهكذا فإن الاتحاد الأوروبي يبدو حاضرا في المعادلة من خلال بعض الدول التي تنتمي إليه مثل قبرص اليونانية واليونان، ومن خلال شركات التنقيب عن النفط والغاز.


ج- تركيا: تركيا ليست عضوا في معاهدة الأمم المتحدة لقانون البحار التي تتيح تحديد المناطق البحرية، وأحد أسباب ذلك هو نزاعها مع اليونان في بحر إيجه. إن تركيا تعتبر أن المنطقة الاقتصادية الخالصة التي حددتها قبرص اليونانية تتداخل مع الجرف القاري التركي ومع المنطقة الاقتصادية الخالصة التابعة لها مع أنه لم يتم الإعلان عنها رسميا... واستنادا إلى هذه المطالب، لا تعترف تركيا بالاتفاقات التي أقامتها قبرص (اليونانية) لترسيم منطقتها الاقتصادية الخالصة مع كل من مصر ودولة يهود ولبنان، وترى أن إرساء المناقصات على الشركات الأجنبية للبحث والتنقيب على الغاز في هذه المنطقة غير قانوني، لأنه ينتهك حقوق أنقرة... وقد قال أردوغان في كلمة وجهها لأنصار حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا والذي يتزعمه في إطار فعاليات الذكرى السنوية الـ18 لتأسيسه المقامة في العاصمة أنقرة ("نحن موجودون في شرق المتوسط عبر السفن التركية والقوات البحرية تحمي تلك السفن" وشدد اردوغان على مواصلة تركيا انشطة التنقيب في المنطقة "المرخص لها من جمهورية شمال قبرص التركية"... صوت الإمارات في 2019/8/24).


د- دولة يهود المغتصبة لفلسطين: تساعد الاكتشافات المتزايدة للغاز كيان اليهود على الانعتاق من الاعتماد الذي كان قائما على مصر كما تسد فجوة كبيرة في قطاع الطاقة لديها، ولا تكتفي بذلك فقط، فالغاز في الحسابات الاحتلالية تحول إلى رافعة سياسية وأمنية، وسلاح سياسي فعال للتطبيع مع عدد من الدول العربية في الجوار الإقليمي ولا سيما مصر ولبنان والسلطة الفلسطينية والأردن. وأيضاً (توصلت "إسرائيل" إلى اتفاق مع اليونان وقبرص وإيطاليا لمد خط أنابيب بتكلفة ستة مليارات يورو "6.8" مليار دولار لنقل الغاز من "إسرائيل إلى الدول الثلاث... الشروق نيوز في 2018/11/25)، وكل ذلك لأن أوروبا تسعى إلى تنويع مصادر الطاقة لديها.


ه- مصر: لا يحمل الغاز قيمة اقتصادية فقط بالنسبة إلى النظام المصري، بل الأهم أنه يعتبر أداة من أدوات تثبيت نظام الحكم والحصول على الشرعية الإقليمية والدولية المطلوبة في ظل غياب شرعية داخلية تتيح للشعب المصري الاستفادة المثلى من ثروات البلاد. وقد أعلنت أوائل هذه السنة كل من مصر ودولة يهود وقبرص واليونان وإيطاليا والأردن وفلسطين، "منتدى غاز شرق المتوسط"، (وفي يناير الجاري أعلنت كل من مصر "وإسرائيل" وقبرص واليونان وإيطاليا والأردن وفلسطين من القاهرة إنشاء ما يعرف بـ"منتدى غاز شرق المتوسط"، واستثنى المنتدى دول تركيا ولبنان وسوريا وشمال قبرص التركية من عضويته عند إنشائه، رغم أنها دول تطل على حوض شرق البحر المتوسط... الخليج أون لاين في 2019/1/15).


و- وهناك دول مشاطئة للبحر المتوسط ولكنها ليست ذات أثر أو تأثير (سوريا في الوضع الحالي... لبنان مع أنها وقعت اتفاقيات مع شركات فرنسية وإيطالية وروسية ولكن لم تبدأ بعد وقد يتأخر بدؤها بسبب تدخل دولة يهود... ثم السلطة!)


2- الدول غير المشاطئة للمتوسط


أ- أمريكا: تنظر إلى المنطقة من خلال إطار أوسع يتعلق بأولوياتها في الشرق الأوسط وترتبط غالبا بضمان تدفق الطاقة وحماية كيان يهود. إن الولايات المتحدة حاضرة في منطقة شرق البحر المتوسط من خلال شركاتها ومن خلال عملائها في المنطقة. كما أن صادراتها من الغاز المسال إلى أوروبا آخذة في الازدياد، وقد يؤثِّر ذلك في نظرتها إلى غاز المنطقة مستقبلاً.


ب- روسيا: بالرغم من أن الغاز في شرق البحر المتوسط لا يشكل بديلا عن الغاز الروسي ولا يزاحمه، إلا أن موسكو تريد أن تضمن احتكارها السوق الأوروبية من خلال حضورها أيضاً في أي مشاريع غاز مكملة أو بديلة بحيث لا يؤثر ذلك سلبا عليها، وهذا هو ما تفعله بالتحديد... إن موسكو حاضرة في الصراع على الغاز في شرق البحر المتوسط من خلال شركات التنقيب عن الغاز (حالة لبنان)، ومن خلال التمويل المالي (حالة قبرص اليونانية واليونان)، ومن خلال الوجود العسكري والاتفاقات الثنائية (حالة سوريا).


ثالثاً: استغلال الغاز في الصراع بين الدول المؤثرة اقتصاديا وسياسياً


1- بالنسبة للاتحاد الاوروبي: في 20 كانون الأول/ديسمبر 2018 أعلنت اليونان وقبرص وكيان يهود أنهم على استعداد للمضي قدما في مشروع خط أنابيب تدعمه الولايات المتحدة لنقل الغاز الطبيعي من شرق البحر المتوسط إلى أوروبا. إن هذا الخط (EastMed) سينقل الغاز من البحر بين فلسطين المحتلة وبين قبرص إلى أسواق الاتحاد الأوروبي عبر اليونان. ومن المتوقع أن ينقل حوالي 10 مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعي إلى الاتحاد الأوروبي عبر اليونان وإيطاليا. إن غرض الاتحاد الأوروبي من ذلك هو تنويع وارداته من الغاز الطبيعي بعيداً عن الغاز الروسي، وسوف يلبي مشروع EastMed ما يقرب من 10-15٪ من احتياجات الاتحاد الأوروبي المتوقعة من الغاز الطبيعي، ومن ثم يتمكن الاتحاد الأوروبي من تنويع مصادر الطاقة، وتفقد روسيا نفوذها المتعلق بأسعار الغاز على الاتحاد الأوروبي... ومن المحتمل أن يحاول الاتحاد الأوروبي خفض أسعار السوق للغاز الذي ارتفع بشكل مطرد خلال السنوات القليلة الماضية...


2- هذا من جهة أوروبا، أما من جهة أمريكا فقد قامت الولايات المتحدة بالضغط على روسيا من خلال فرض عقوبات عليها وعلى حلفائها بالأخص ألمانيا لإيقاف خط أنابيب نورد ستريم-2، زاعمة أن هذا المشروع من شأنه أن يدفع الغاز الروسي إلى عمق أوروبا الغربية ويمكّن روسيا من فرض نفوذ أكبر على السياسة الخارجية الأوروبية، ما يمكنها من استخدام الطاقة كأداة للضغط على أي دولة، وعليه تعمل الولايات المتحدة جاهدة على دفع دول الاتحاد الأوروبي لشراء الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة بدلاً من روسيا باعتباره وسيلة لتنويع وتأمين إمدادات الطاقة، وخلق مناخ تنافسي، وهذا لا شك يؤثر في مشروع "Nord Stream 2" (التيار الشمالي-2): (الذي يتضمن إنشاء خطين للغاز عبر بحر البلطيق إلى ألمانيا بطاقة إجمالية تبلغ 55 مليار متر مكعب من الغاز سنويا، في الوقت الذي تقف فيه عدد من الدول المعارضة لهذا المشروع كأوكرانيا والولايات المتحدة الأمريكية... سبوتنيك نيوز في 2019/4/1).


3- تزايدت المنافسة والصراع بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن إمدادات الغاز الطبيعي، ولأن الاتحاد الأوروبي كقوة عظمى مكونة من 28 دولة بإجمالي عدد سكان يبلغ نحو 512 مليون نسمة، فإنه يعد سوقا مهماً لأكبر مصدري الطاقة في العالم، لا سيما عندما يتعلق الأمر بالغاز الطبيعي. لهذا اهتمت روسيا به منذ زمن فكانت هي المصدر والمورد المهيمن للغاز الطبيعي إلى السوق الأوروبية، والآن دخلت أمريكا على الخط فأصبحت تتطلع إلى تحدي روسيا من خلال زيادة صادراتها من الغاز الطبيعي المسال الأمريكي (LNG) باعتباره أسهل وأكثر أمانا في التخزين والنقل، ولكنه من ناحية أخرى يعد باهظ التكلفة بسبب الجهد المطلوب لتسييله ونقله مقارنة بالغاز المنقول في خطوط الأنابيب ومصادر الطاقة الأخرى. ولكن إذا تم تسعيره على أساس تنافسي، فيمكنه أن يلعب دورا متزايدا في إمدادات الغاز للاتحاد الأوروبي، وهو ما يشكل خطرا محتملا على روسيا... وقد بدأت أمريكا بذلك، فقد بلغ حجم الغاز الطبيعي المسال الذي تم توريده من الولايات المتحدة إلى الاتحاد الأوروبي نحو 24% من إجمالي إنتاج الغاز المسال الأمريكي في تشرين الأول/أكتوبر 2018، وذلك مقارنة بنحو 10% من صادرات الولايات المتحدة التي ذهبت للاتحاد الأوروبي في عام 2017. وهو العام الذي بدأت أمريكا فيه بالظهور كمصدر للغاز لأول مرة. وخلال الأشهر الأولى من عام 2019، بلغت واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز الأمريكي نحو 13% لتصبح بذلك ثالث أكبر مورد للاتحاد الأوروبي. ويرجع ذلك إلى زيادة الإنتاج من حقول الصخر الزيتي في أمريكا.


4- باختصار فإنه مع هيمنة روسيا على إمدادات الغاز للاتحاد الأوروبي والاعتماد عليها بشكل كبير، تتزايد ضرورة تنويع مصادر الطاقة ولذلك يحرص الاتحاد الأوروبي على دعم المشروع EastMed وتنويع وارداته من الغاز الطبيعي بعيداً عن الغاز الروسي الخاضع للعقوبات الشديدة الأمريكية وبخاصة بعد تراجع إنتاج غاز بحر الشمال. وفي الوقت نفسه فإن أمريكا تريد السيطرة على السوق الأوروبية بدفع دول الاتحاد الأوروبي لشراء الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة بدلاً من روسيا ولذلك تعرقل مباشرة مشروع "Nord Stream 2" (التيار الشمالي-2) الذي يربط روسيا بأوروبا عبر بحر البلطيق.


5- وهكذا فإن منطقة الشرق الأوسط، وهي في الأساس منطقة إسلامية، قد حباها الله بالثروات الهائلة من البترول والغاز والمعادن...إلخ ولكن الذي ينهبها ويتنعم بها هم الكفار المستعمرون ومعهم دولة يهود المغتصبة للأرض المباركة فلسطين... وكل هؤلاء يُثرون به اقتصادهم، ويحركون مصانعهم وأسواقهم... ويصل شيء منه للحكام عملائهم يجعلونه مالاً خاصاً لهم مع أن هذه الثروة ملك عام للناس أصحابِه وليس لمغتصبيه! إن الواجب على الأمة أن تتحرك لتغيير هؤلاء الحكام الظلمة الذين يمكنون الكفار المستعمرين من نهب ثرواتنا... ومن ثم تبقى الأمة في ضنك من العيش لا تنتفع بثروتها وهي محيطة بها: كالعيس في البيداء يقتلها الظما والماء فوق ظهورها محمول.


إن السكوت على الظالم وعدم العمل على تغييره بإخلاصٍ لله وصدقٍ مع رسول الله e، هذا السكوت لا يُنجي الساكت من عاقبة الظلم بل تصيب الظالم والساكت عليه ﴿وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾، فتصيب الظالم بظلمه وتصيب الآخرين بسكوتهم على الظالم وعدم العمل على تغييره...


﴿إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغاً لِقَوْمٍ عَابِدِينَ﴾


2 محرم 1441هـ
2019/9/1م

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع