- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
جواب سؤال
أمريكا واستبدال عملائها في باكستان
السؤال:
(أدى يلاول بوتو زرداري نجل رئيسة الوزراء الباكستانية الراحلة بينظير بوتو - اليوم الأربعاء - اليمين الدستورية وزيرا للخارجية في حكومة رئيس الوزراء شهباز شريف التي تشكلت بعد حجب الثقة عن عمران خان. ويرأس بوتو زرداري (33 عاما) حزب الشعب الباكستاني... الجزيرة 2022/4/27) وكانت حكومة شهباز شريف الذي خلف أخاه نواز في رئاسة حزب الرابطة قد أدت اليمين الدستورية في 2022/4/19، أي بعد أكثر من أسبوع على سحب الثقة من عمران خان، والسؤال هو ما سبب هذا التغيير؟ علماً بأن البرلمان بدعم من الجيش كان قد أعطى الثقة لعمران عند تعيينه، وكان الحزبان الرابطة والشعب حينها مغضوباً عليهما من الجيش، فما الذي استجد؟ ثم هل لأمريكا يد في الموضوع علماً بأنها وراء الحكم في باكستان منذ سنوات؟
الجواب:
لكي يتضح الجواب على هذه التساؤلات نستعرض الأمور التالية:
أولاً: كيف وصل عمران خان إلى الحكم:
1- إن الجيش هو الذي منح خان الحكم، وأدار خان حكومة خاضعة لا مثيل لها للجنرالات. فقد تم انتقاد خان لكونه قريباً جداً من الجيش منذ أن وعد بتأسيس "باكستان الجديدة" للتخلص من الفساد والمحسوبية بعد فوزه في انتخابات 2018. وحتى فترة قريبة كان يوصف عمران خان بأنه من أكثر رؤساء الحكومات في باكستان تحالفاً مع العسكريين بل يتهم بالتبعية لهم. ولولا دعم الجيش له لما نال الثقة! فهو قد أعلن في عام 1996 تشكيل حزبه السياسي المسمى "تحريك إنصاف باكستان (PTI)"، وفي عام 1997 فشل خان في الفوز ولو بمقعد واحد في الجمعية الوطنية خلال الانتخابات العامة. وفي عام 2013 فقط تمكن حزبه من إحداث تأثير في السياسة الباكستانية بسبب دعم الجيش الباكستاني له. واستطاع حزبه الفوز بـ30 مقعداً في الجمعية الوطنية، فكان ثالث أكبر حزب معارض بعد حزبي الرابطة الإسلامية الباكستانية والشعب الباكستاني. ثم اختار الجيش منح خان فرصة للفوز في انتخابات 2018، ولكن كان ذلك بعد موافقة خان على طاقم رئيس الجيش قمر باجوا لإدارة الانتخابات العامة.
2- عمل الجيش وجهاز الاستخبارات تحت إشراف الفريق فايز حميد بلا هوادة لتحسين الآفاق السياسية لخان، وساعدت المخابرات الباكستانية في ترتيب تجمعاته في جميع أنحاء البلاد وجعلته مرشحاً فائزاً، وأقنع الجيش السياسيين من الأحزاب الأخرى بالانشقاق عن أحزابهم والانضمام إلى حزب عمران خان مع ناخبيهم، وقام الجيش بتخويف الصحافة لتقديم تغطية إيجابية لحزب إنصاف أثناء مهاجمته لحزب الرابطة الإسلامية، حيث قامت الأجهزة الأمنية باعتقال واحتجاز ومضايقة العاملين في حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية - جناح نواز، وعمل الجيش وراء الكواليس لحرمان مرشحي الرابطة من الترشح...
3- وعلى الرغم من أن حزب خان حصل على 149 مقعداً في الجمعية الوطنية، إلا أنه كان لا يزال أقل من 172 مقعداً المطلوبة لتشكيل حكومة أغلبية، لكنه تمكن من ذلك بترتيب من الجيش لتشكيل حكومة ائتلافية. وكانت الحكومة الائتلافية هي خطة الجيش الباكستاني لضمان خط رجعة في حال غيّر خان رأيه وعمل ضد الجيش. كما نجح جهاز الاستخبارات في استمالة أعضاء من حزب الشعب الباكستاني لحكومة خان. وبالتالي تم تعيين ما مجموعه 17 عضواً من فريق خان بتأثير وكالة الاستخبارات الباكستانية، وثلاثة أعضاء فقط في مجلس الوزراء هم من أنصار حركة إنصاف الذين لم ينضموا أبداً إلى أي حزب آخر!
ثانياً: بعد وصول عمران إلى رئاسة الوزراء قدم كثيراً من الخدمات لأمريكا:
1- نقلت قناة جيو تي في الباكستانية عن خان قوله إنه ("تسلم خطابا من الرئيس الأمريكي ترامب في وقت سابق من اليوم 2018/12/3، طلب فيه من باكستان لعب دور في محادثات السلام الأفغانية، والمساعدة في جلب حركة طالبان إلى طاولة المفاوضات"... سبوتنيك الروسية 2018/12/3)، ومن ثم يلتقي خان بعد يومين بالمبعوث الأمريكي الخاص خليل زادة في إسلام أباد مؤكداً سير باكستان في الخطة الأمريكية في أفغانستان!
2- لقد أكد وزير الدفاع الباكستاني السابق خواجة آصف خيانة حكام الباكستان وهو منهم إذ كتب يوم 2018/11/19 على حسابه بموقع تويتر "إن الباكستان ما زالت تبذل دماء من أجل أمريكا بسبب خوضنا حروبا ليست حروبنا. أهدرنا قيم ديننا لجعله يتناسب مع المصالح الأمريكية ودمرنا روحنا السمحة واستبدلنا بها التعصب وعدم التسامح". فلا يوجد أكثر صراحة من هذا الكلام: خاضت الباكستان حربا ليست حربها... وأراقت دماء من أبناء المسلمين لأجل أمريكا... وأهدرت قيم دينها الإسلامي من أجل خدمة المصالح الأمريكية...
3- وكذلك الوضع بالنسبة للهند فقد تخاذل أمامها وسكت عن ضمها لكشمير إلا بأعمال تشبه الألعاب النارية، فقلنا في جواب سؤال بتاريخ 2019/8/18 (وعندما أعلنت الهند عن قرارها الأخير بإلغاء الوضع الخاص بكشمير كان موقف الباكستان متخاذلاً أيضاً فلم يتعدَّ التنديد لرفع العتب، فقد أصدرت الخارجية الباكستانية بيانا قالت فيه: "تندد الباكستان بشدة وترفض الإعلان الصادر يوم الاثنين 2019/8/5 من نيودلهي، وأنه لا يمكن لأي إجراء أحادي الجانب من الحكومة الهندية أن يغير الوضع المتنازع عليه وكجزء من هذا النزاع الدولي ستفعل الباكستان كل ما بوسعها للتصدي للإجراءات غير الشرعية"... أ ف ب 2019/8/5"... أي تماماً كما تفعل سلطة عباس والدول العربية حولها حيث ينددون ويحتجون على انتهاكات دولة يهود للقدس في الأرض المباركة فلسطين دون تحريك الجيوش للقتال، وباكستان تكرر الدور نفسه فتندد دون تحريك الجيش للقتال!)
4- تعامل مع صندوق البنك الدولي، وهذا الصندوق واقع تحت هيمنة أمريكا، وينفذ سياساتها، وذلك بعد أن صرح ضد التعامل معه في حملته الانتخابية فقد كان قد صرح بأنه (سيقتل نفسه قبل أن يأخذ قرضاً من صندوق النقد الدولي) ثم عاد لنقض ما وعد! وبدأ المفاوضات مع صندوق النقد الدولي. وفي الثالث من تموز/يوليو 2019، وافق صندوق النقد الدولي لباكستان على ترتيب قرض بقيمة 6 مليارات دولار بموجب تسهيل الصندوق الممدد والتابع للمنظمة لمدة 39 شهراً...
5- صرح رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان مذكراً بخدماتهم لأمريكا في مقابلة مع قناة فوكس نيوز الاثنين 2019/7/22: (أن الاستخبارات الباكستانية قدمت لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي أيه) المعلومات التي سمحت لها بالعثور على مؤسس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وقتله. وهذه أول زيارة لبطل الكريكيت السابق إلى البيت الأبيض منذ انتخابه قبل عام في باكستان حيث التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأحد... القدس العربي، 2019/07/23م)
ثالثاً: توتر العلاقة بين عمران وبين قيادة الجيش ومن ثم أمريكا:
لقد استمر عمران خان خاضعاً لقيادة الجيش ومن ورائه أمريكا نحو ثلاث سنوات من حكمه، وفي أواخر السنة الثالثة توترت العلاقة بينه وبين قائد الجيش باجوا ومن ثم مع أمريكا لدعمها موقف الجيش... فقد رفض عمران الموافقة على مرشح الجيش لمنصب رئيس الاستخبارات العسكرية الفريق أنجوم نديم وعطل الترشيح لفترة طويلة، وهذا أدى لعدم ارتياح في أوساط الجيش... (وسيتولى أنجوم منصبه الجديد بدءا من 20 نوفمبر. وفي 6 أكتوبر الحالي، عين باجوا أنجوم ليحل محل رئيس جهاز الاستخبارات الباكستانية الليفتنانت جنرال فايز حميد. كان أنجوم يشغل منصب قائد فيلق الجيش في مدينة كراتشي الساحلية الجنوبية، وعين باجوا حميد قائدا للفيلق في مدينة بيشاور هذا الشهر. موقع قناة المنار، 2021/10/27). وكان عمران خان يصرح بشكل علني تأييده لقيادة فايز حميد للأمن الداخلي. وهكذا شابت علاقة حكومة عمران بالجيش توترات على إثر تعيين أنجوم مكان فايز حميد خاصة وأن ثمة تكهنات واسعة النطاق بأن خان كان سيُرشِّح حميد ليحل محل قمر جاويد باجوا الذي تنتهي فترته الثانية في منصبه في 2022. وبطبيعة الحال فإن أمريكا هي وراء قائد الجيش ومن ثم كان القرار بالتمهيد لسحب الثقة من عمران خان والبحث عن بديل له. لقد وصلت لعمران خان بعض تلك المعلومات فحاول إصلاح الأمر مع قيادة الجيش فوافق على تعيين أنجوم مكان صديقه فايز حميد، ولكن قيادة الجيش أصرت بدعم أمريكي على إزاحته من رئاسة الوزراء وتعيين غيره! فقد خشي الجيش وأمريكا أن تكون تلك المخالفة لقرار الجيش بادرة تفلت من قرارات الجيش المدعومة من أمريكا، ومن ثم كان الإصرار على إزاحته...
رابعاً: لقد انفعل عمران خان وخاصة أنه قدم خدمات كبيرة لأمريكا كما ذكرنا، وكذلك كان طوع بنان قيادة الجيش... وكأنه استبعد أن يعمل الجيش وأمريكا على عزله بعد تلك الخدمات التي قدمها لهم ونسي أو تناسى أن الدول الكافرة لا تسمح لعميلها أن يتنفس خارج هوائها! على كل هو انزعج من ذلك وأطلق تصريحات تجاه أمريكا ولكن بعد فوات الأوان! ومن التصريحات:
1- (قال رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان اليوم السبت لمجموعة من الصحفيين الأجانب "التحرك للإطاحة بي هو تدخل سافر من الولايات المتحدة في السياسة الداخلية". يورو نيوز عربية، 2022/4/2). وذكرت وسائل إعلام محلية (أن خان تلقى رسالة من سفير إسلام آباد في واشنطن تتضمن تسجيلاً قال فيه مسؤول أمريكي رفيع المستوى "قيل إنه مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون جنوب ووسط آسيا دونالد لو" إن الولايات المتحدة تشعر بأن العلاقات يمكن أن تكون أفضل إذا غادر خان السلطة. عربي بوست، 2022/4/3).
2- في موقف مغاير لموقف واشنطن من روسيا حول هجومها على أوكرانيا، فقد رفض إدانة الهجوم بل وزار موسكو، وظهر بجانب الرئيس الروسي بوتين 2022/2/24 أي في اليوم الأول من بدء روسيا حربها على أوكرانيا، في حين إن قائد الجيش الباكستاني باجوا أدان الهجوم مؤيداً المواقف الأمريكية بشكل صريح، ويخالف تصريحات خان الأخيرة (انتقد قائد الجيش الباكستاني الحرب الروسية على أوكرانيا، داعيا إلى الوقف الفوري لما وصفه بـ"مأساة كبيرة" يتعرض لها بلد أصغر. اللافت، أن انتقاد الجنرال قمر جاويد باجوا، لموسكو، مخالف لما وجهه رئيس وزراء بلاده، عمران خان، الذي دافع عن ضرورة حياد إسلام أباد، تجاه ما يحدث في أوكرانيا، ورفض انتقاد تصرفات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. الحرة، 2022/4/2).
3- في موقف آخر، قال عمران خان: ("لقد كتب سفراء الاتحاد الأوروبي رسالة تطالبنا بإدانة العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا... أريد أن أسأل عما إذا كنتم قد وجهتم أي رسالة من هذا القبيل إلى الهند". وأضاف: "هل نحن عبيدكم.. نفعل أي شيء تقولونه"؟ وتابع المسؤول الباكستاني قائلاً: "عندما انتهكت الهند القوانين الدولية في كشمير المحتلة، هل قطع أحد منكم العلاقات مع الهند أو أوقف التجارة"؟ العربي الجديد، 2022/3/7).
خامساً: وكما قلنا آنفاً فلم يتوقع عمران خان أن تكون كل خدماته للجيش ومن ورائه أمريكا لن تجدي له نفعاً! وكأنه لم يدرك أن من يصل للحكم بدعم الكفار المستعمرين عميلاً لهم فإنه يصبح عندهم كحجر الشطرنج يحركونه كما يشاءون، بل يسقطونه كما يشاءون إذا لم يحقق لهم مصالحهم دون حيد، وهذا ما كان مع عمران خان! فقد ألغت المحكمة العليا في الباكستان يوم 2022/4/7 قرار نائب رئيس البرلمان رفض التصويت على مقترح المعارضة بشأن حجب الثقة على حكومة عمران خان كما ألغت قرار رئيس الجمهورية حل البرلمان يوم 2022/4/3 والتوجه نحو إجراء انتخابات مبكرة بناء على نصيحة رئيس الوزراء عمران خان له، واعتبرت المحكمة ذلك مخالفا للدستور وأن الخطوة ملغاة وباطلة. وطلبت من رئيس البرلمان عقد جلسة للبرلمان يوم 2022/4/10، والتي صوت فيها البرلمان الباكستاني المؤلف من 342 مقعدا بأغلبية 174 صوتا لحجب الثقة عن عمران خان... ومن الواضح أنه في هذه الأحداث، كان الجيش هو الذي يدير الأمور من وراء الكواليس، فلا يتخذ كبار القضاة مثل هذا القرار دون الدعم الكامل من قائد الجيش...
سادساً: في اليوم التالي 2022/4/11 اختار البرلمان شهباز شريف رئيساً للوزراء حتى موعد الانتخابات العامة في آب 2023، وشهباز، هو الأخ الأصغر لنواز شريف الذي كان رئيس وزراء باكستان سابقاً، وقد كان شهباز زعيم المعارضة في الجمعية الوطنية الباكستانية منذ عام 2018، وقد تولى شهباز زعامة حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية بعد شقيقه نواز الذي أسس الحزب. والتزاماً من شهباز بأن يكون طوع بنان الجيش وأمريكا... ومن ثم دعموه في الانتخاب مكان عمران خان، عليه فقد قام بما يلي:
1- بدأ شهباز سياسته وفق ما تريده أمريكا... بدأ بلهجة تصالحية مع الهند وأنه مستعد للحوار بدلا من المواجهة. وفي خطابه الأول قال شهباز شريف: ("إن الباكستان تريد علاقة أفضل مع الهند. ولكن لن يكون هناك سلام دائم دون تسوية وضع كشمير. على رئيس وزراء الهند السماح لنا بحل قضية كشمير وتكريس طاقاتنا لازدهار بلدينا"... سكاي نيوز 2022/4/14). وتجاوب معه رئيس وزراء الهند مودي على حسابه في تويتر قائلا: ("أهنئ شهباز شريف على انتخابه رئيسا لوزراء باكستان. إن الهند ترغب في السلام والاستقرار وفي منطقة خالية من الإرهاب، حتى نتمكن من التركيز على التنمية لدينا وضمان رفاهية وازدهار شعبنا"). علما بأن رئيس الوزراء الهندي حاقد على الإسلام والمسلمين، ويحرض أتباعه الهندوس على المسلمين في الهند ويقوم بالتضييق عليهم وعدم قبول إقامة المسلمين في بلدهم الهند والتضييق على بناتهم في المدارس في موضوع اللباس الشرعي.
2- تذكر الأخبار أن شهباز شريف عرض العمل مع الجنرالات إذا تم انتخابه وذكر أن البلاد في حاجة إلى المضي قدماً وتجاوز الخلافات مع الجيش، وكان من قبل قد انتقد الجيش في انقلابه على شقيقه الأكبر رئيس الوزراء الأسبق نواز شريف عام 1999. وخاض شهباز شريف الانتخابات فخسرها أمام عمران خان. وفي كانون أول 2019 جمد ديوان المحاسبة 23 عقارا مملوكا للشقيقين ووجهت إليهما تهم بغسل الأموال، وفي أيلول 2020 ألقي القبض على شهباز بتهم التورط بغسل الأموال وقد أطلق سراحه في نيسان 2021 بكفالة. فتصالحه مع الجيش أحد العوامل التي جعلته يصل إلى الحكم.
3- وإذا أشرنا إلى مسارعة أمريكا بتهنئة شهباز شريف حيث قال وزير خارجيتها بلينكن: "إن الولايات المتحدة تهنئ رئيس الوزراء الباكستاني المنتخب حديثا شهباز شريف، ونحن نتطلع لمواصلة تعاوننا القديم مع الحكومة الباكستانية" (سكاي نيوز 2022/4/14) فهذا يؤكد أن أمريكا قد قبلت منه تصالحه مع الجيش وتعهده بتنفيذ سياستها ووافقت على ترتيب فوزه في الوصول إلى الحكم بعد أن كانت قد ضيقت عليه وعلى أخيه نواز والآن وافقت بعدما استعد للعمل معها بشكل تام وتصالح مع الجيش الموالي لها!
4- أعلنت الحكومة الجديدة يوم 2022/4/12 أنها "ستشارك بشكل بناء وإيجابي مع الولايات المتحدة لتعزيز الأهداف المشتركة للسلام والأمن والتنمية في المنطقة" وأكد مكتب شهباز شريف علاقاته مع أمريكا فقال بيان المكتب: "نرحب بإعادة تأكيد الولايات المتحدة للعلاقات طويلة الأمد مع الباكستان... نتطلع إلى تعميق هذه العلاقة المهمة على أساس مبادئ المساواة والمصالح المشتركة والمنفعة المتبادلة"... وقالت بساكي "إن إدارة بايدن تدعم التمسك السلمي بالمبادئ الديمقراطية الدستورية ولا تدعم حزبا سياسيا على حساب آخر في الباكستان.. نحن نقدر تعاوننا الطويل الأمد مع باكستان وننظر دائما إلى باكستان المزدهرة والديمقراطية على أنها حيوية لمصالح الولايات المتحدة.. وإن العلاقات الطويلة والقوية والدائمة ستستمر في ظل الزعماء الجدد في إسلام أباد (صوت أمريكا 2022/4/12).
وهذا يؤكد أن أمريكا كانت من وراء سقوط عميلها السابق عمران خان والإتيان بشهباز شريف الذي يعلن بكل صراحة استعداده للعمل مع أمريكا بهمة ونشاط فوق ما كان عليه عمران خان!
سابعاً: إن هؤلاء العملاء لا يتعظون ولا يعقلون فإذا أسقطت أمريكا أحدهم فيتسارعون لخطب ودها والاستعداد لتقديم الخدمات لها حتى يصلوا الحكم، فهم لا يتخلون عنها بل يسارعون فيها لتعيدهم مرة أخرى إلى الحكم إذا أسقطتهم! فهي تعرفهم بأنهم أقل من أن يكونوا قادة سياسيين عقائديين بحق، فهم طلاب مناصب لا أكثر. فلم يتعظ شهباز شريف كيف أن أمريكا أسقطت شقيقه أكثر من مرة ومن ثم عوقب هو وإياه بالنفي. فالأمة تحتاج إلى سياسيين عقائديين أصحاب مبدأ، وهو مبدأ الأمة، الإسلام الذي يعالج الأمور كافة بشكل جذري وصحيح، وهم الذين سينقذون الأمة وينهضون بها ويجعلونها دولة عظمى لا دولة خاضعة لأمريكا. والباكستان مؤهلة لتكون نقطة ارتكاز لهذه الدولة العظمى دولة الخلافة الراشدة بإذن الله.
﴿إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغاً لِقَوْمٍ عَابِدِينَ﴾
الخامس من شوال 1443هـ
2022/05/05م