السبت، 14 محرّم 1446هـ| 2024/07/20م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الأمة الإسلامية أمة الخير، والمزايدة والمزايدون

 

عليها من الزبد الذي مآله الجفاء

 

 

لطالما افتخرنا بأننا جزء من أمة الإسلام، ولا زلنا نتذكر أمجاد الأمة الماضية ونعتز بكوننا أحفاد من كانوا قادة الدنيا، ونأسف لما وصلنا له من حال في أيامنا الحاضرة بعد أن تآمر المتآمرون على دولتنا حتى هدموها، فبغيابها أصبحنا أشلاء ممزقة واختفى ذاك الجسد الواحد القوي ذو الإنجازات العظيمة، وأصبحنا نرى تكالب الأمم علينا واستهدافنا على شتى الصُعد لكي لا تقوم لنا قائمة، وبتنا نرى الغرب يهاجم عقيدتنا وثقافتنا وكل فكرة فيها نهضتنا ويجنّد منا أتباعا له يبثون بيننا أفكاره الخبيثة ويحاولون جاهدين الفتّ في عضدنا نحن المسلمين، فيتوجهون لنا بالخطاب المحبط المذلّ المُقعد عن النهضة، يلقون اللوم على الأمة جمعاء ويجرحونها بالكلام ويحطون من قدرها ويضعونها في موضع المقارنة مع تلك الأمم المخمورة الغارقة في الحرام لأذنيها.

 

خطاب أتوجه به لكل مسلم يعتلي منبرا ويبدي رأيا ويبث فكرا، بأن ترفّقوا بأمة محمد خير الأمم!.

 

نسمع بين الفينة والأخرى ممن يسمون أنفسهم دعاة وعلماء ومن غيرهم أيضا أقوالا يتوجهون بها لعامة الناس مرسلين رسائل انهزامية يتجلى فيها الانكسار واليأس، متبعين نهج المغالطات في وصف الأحداث ومعالجاتها وكأنها مشكلات فردية حلّها بيد الأشخاص وهي موجودة لتقصيرنا أو خلل فينا نحن؛ صارفة النظر عن الأنظمة القائمة في بلادنا المرسخة للمفاهيم الغربية والمطبقة لنظامه والمحاربة لكل محاولات عودة النظام الإسلامي للوجود، فنسمع مثلا من يقول:

"ماذا صنعتم لغزة..؟"

 

عجبا.! وهل عامة الناس العُزّل من السلاح يا هذا هم من يستطيع تحرير غزة وفلسطين، وأبناؤنا في الجيوش المدججة بالسلاح تقف متفرجة!

 

والبعض الآخر يذهب لبلدان الغرب ويقوم بتصوير التطور المدني والعمراني، ثم يبدأ بمقارنة ما وصل له الغرب مع ما آلت له بلادنا الإسلامية من التقهقر المدني، موجها "خواطره!" كرسالة ملغومة باليأس المُذل مع مزيج من النظرات الآملة للخلاص من الرجعية على يد هذا الغرب المتطور والمتقدم، ثم ينتقي مواسم الطاعة الجماعية التي تذكرنا أننا أمة من دون الناس، كموسم رمضان ليبث برامجه فتصلنا رسالة أننا أمة بائسة لن يكتب لها النصر إلا إذا اقتدت بالغرب فالحل إذا الانسلاخ عن هذه الأمة والتزلف للغرب لنصل إلى ما وصلوا إليه.

 

وبعضهم يختار وسائل التواصل الإلكتروني للتهجم على الأمة والانتقاص من شأنها بتنميق العبارات التي تبدأ بحكمة اليوم أو سُئل حكيم أو قيل قديما أو حتى ينسب مقالات للصحابة الكرام وعلماء المسلمين الأجلاء أو يأخذ المقالات ويجرّدها عن واقعها الذي قيلت له ويضعها في غير مناسبتها متخذا من اسم الصحابي أو العالم الجليل مجنّا يصد فيه كل انتقاد لاذع يطال جُرم حقيقة قوله وما يرمي له، ثم يطلب من متابعيه تداول ما نشر ليعمّ الأجر حسب ادعائه.

ومثالها مقولة استفزتني لكتابة هذا الموضوع ألا وهي:

 

" قيل أنَّ المرأة العربيَّة والمسلمة كانت قديماً عندما تريد أن ترضع طفلها 


تسمِّي الله بنية أن يكون طفلُها ذا شأن عظيم عندما يكبر . فارساً، أو عالماً، أو قائداً،  أو، أو....الخ، لهٰذا  كان أجدادنا عظماء. أمَّا اليوم فنساؤنا، بدون استثناء، إلَّا مَنْ رحم ربِّي تُرضع طفلها بنيَّةِ أن ينام.

 

لذلك الأُمَّةُ كُلُّها نيام ولا نيَّة للصَّحوة."

 

يتهمون الأمة بالنوم وأن نساءها لا يربين أولادهن ليكونوا رجالا يأخذون بيدها نحو المعالي.!

 

وا عجبي.! أما ترون كم خنساء في الشام وفي فلسطين وغيرهما؟ أما ترون أهلنا في بورما كم يقاسون لا لشيء إلا لدينهم؟ أما ترون كم امتلأت سجون بلادنا بالعلماء الربانيينّ ومن حملة الدعوة المخلصين الذين جهروا ويجهرون بالحق في وجه حُكامنا المفروضين علينا بالحديد والنار والذين طالما أُخذنا بجريرة أفعالهم التي نحن منها براء.!

 

أما ترون كم من شهيد قدمت أمتنا؟! وكم هم الشباب المخلصين الذين يتمنون أن تفتح أبواب الجهاد  ليجاهدوا في سبيل الله لينالوا إحدى الحسنيين؟

 

أما ترون تضحيات الأمة وجروحها النازفة من الشام وبورما وإفريقيا الوسطى وكشمير والشيشان وفلسطين وغيرها؟

 

أما ترون تكالب الأعداء عليها؟! هل لو كانت نائمة هل تكالب أحد عليها أو أقام لها وزنا أو عمل لها حسابا؟

 

إذا، فلماذا هذا الجلد المحبط!؟

 

ننسى أننا جزء من أمة محمد وما يجري عليها يجري علينا، ونمتهن الأمة ونحن أول المُمتَهنين!

 

أيها المسلمون، أذكركم أن الله عز وجل وصف أمتنا بالخيرية والوسط، ووسط الشيء أفضله.


والرسول عليه الصلاة والسلام قال: "إِذَا قَالَ الرَّجُلُ: هَلَكَ النَّاسُ فَهُوَ أَهْلَكُهُمْ" أي: أشدهم هلاكاً، وهو الهالك وحده.

 

وفي رواية الثانية: "فَهو أهلكَهُم" أي هو الذي تسبب لهم بالهلاك.

 

وقال: "الْخَيْرُ فِيَّ وَفي أُمَّتِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ "

 

وقال: "أُمَّتِي كالمطر، لا يُدْرَى أَوَّلُها خير أَو آخِرُها"

 

إخوتي أخواتي، يرحمني وإياكم الله، لا تصطفوا بجانب الأعداء في استهداف أمتكم والنيل منها، ولا تكونوا عونا لأولئك المضبوعين بالغرب، لا تحبطوها وتنشروا اليأس في نفوس أبنائها. بل خذوا بيدها نحو النهضة دون التقليل من شأنها، فانتقوا أفضل الكلمات عندما تتوجهون لها بالكلام، فأمتنا تسير نحو النصر، نحو الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي وعد بها رب العالمين، فلا تسخروا منها كما سخر أصحاب نوح من سفينته، وكونوا سدا منيعا يحول بين الأمة وانتكاستها التي يتمناها أعداؤها وكل حاقد!

وأخيرا..


أمة محمد كالماء، في عز غليانه وتبخر بعض جزيئاته واضطراب أخرى.. يستطيع إطفاء النار التي هي سبب غليانه لو أهرق عليها، لذلك فإن الغرب يخافها رغم قمعه وإنهاكه لها ورغم حكامنا المكبلين لنا والمفروضين علينا من قبله! فلا يضر هذه الأمة العظيمة وأبناءها الأوفياء شؤم المتشائمين، ولا تخذيل المأجورين، ولا حقد الحاقدين.

 

آلاء محمد النادي (أم خليل مولود)

البرازيل

آخر تعديل علىالخميس, 14 أيلول/سبتمبر 2017

وسائط

4 تعليقات

  •  Mouna belhaj
    Mouna belhaj الإثنين، 11 أيلول/سبتمبر 2017م 12:42 تعليق

    بارك الله جهودكم الطيبة

  • سفينة النجاة
    سفينة النجاة الإثنين، 11 أيلول/سبتمبر 2017م 00:43 تعليق

    بارك الله فيكم

  • نسائم الخﻻفة
    نسائم الخﻻفة السبت، 09 أيلول/سبتمبر 2017م 21:57 تعليق

    بارك الله فيكم

  • إبتهال
    إبتهال السبت، 09 أيلول/سبتمبر 2017م 20:24 تعليق

    بارك الله فيك أختي

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع