مائة عام من العزلة عن الإسلام ودولته!
- نشر في المقالات
- كٌن أول من يعلق!
مائة عام وشرع الله مُنحى...
مائة عام وجميع البلدان الإسلامية تخضع للاستعمار...
مائة عام وكيان يهود الظل خنجرٌ في قلب بلاد المسلمين...
مائة عام وشرع الله مُنحى...
مائة عام وجميع البلدان الإسلامية تخضع للاستعمار...
مائة عام وكيان يهود الظل خنجرٌ في قلب بلاد المسلمين...
هب أن خاطبا شديد الفسق أتى يخطب ابنة لجيرانك، وأنت تعلم فسقه وهم لا يعلمون، أفلا يكون سكوتك على أخلاقه وعدم مبادرتك بإعلامهم بما تعلم جريمة في حق المخطوبة وأهلها وخيانة لهم[1]؟ ومع ذلك فإن الخيانة أعظم لو علمت يقينا أن مجرما يخطط للاعتداء على عرضهم بالقوة، ولم تعلمهم بذلك ليحتاطوا!، فإن فعل ووقعت الجريمة فلا شك أن لك في إثمها نصيب لمجرد سكوتك وعدم تحركك[2]!
فكيف كيف لا تكون إقامة الخلافة، أي: تطبيق الشريعة، أوجب الواجبات، وقد نزلت بالأرض كلها طوام الأحكام الوضعية، ودَهَتْهَا دَاهِيِةُ الجَاهِلِيِّةِ، وأُقْصِيَتْ عنها جُلُّ الأحكامِ الشَّرْعِيَّةِ، وهُدِمَتْ دولةُ الحَقِّ، واقْتَحَمَتْ دَوْلَةُ البَاطِلِ العَقَبَةَ، وغَشِيَت الأَرْضَ سنينٌ ذَاتُ مَسْغَبَةٍ، فَرَتَعَ الظَّالِـمُونَ، وأفْسَدَ الـمُفْسِدونَ، وَأَرْجَفَ الـمُرْجِفُونَ، وارْتَقَى الظُّلمُ مُرْتَقًا صعباً، وغُيِّبَ الحقُّ، وغِيْضَ الخَيْرُ، وعَمَّ الشَّرُّ، وَسَالَتِ الدِّمَاءُ أًنْهَارَاً، وَانْتُهِكَتِ الأَعْرَاضُ جهَاراً نَهَاراً، وَأَقْلَعَتِ السَّمَاءُ، وانْتَفَشَ الباطلُ وانْتَفَخَتْ أوْدَاجُهُ، واسْتَنْسَرَ البُغَاثُ بأرضِنا، واشْرَأَبَّ النفاقُ، وفسدت الأخلاقُ.
وقد استنبط العلماء مقاصد ثمانية[2]، ﴿كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ﴾ [البقرة: 213]، ...
والخلافة فوق ذلك تحقق مقاصد الشريعة الكبرى من إقامة القسط، وإنصاف المظلومين، وتطبيق أحكام الله، يقول الجزيري رحمه الله "(اتفق الأئمة رحمهم الله تعالى على أن الإمامة فرض وأنه لا بُدَّ للمسلمين من إمام يقيم شعائر الدين وينصف المظلومين من الظالمين وعلى أنه لا يجوز أن يكون على المسلمين في وقت واحد في جميع الدنيا إمامان، ...
يتساءل كثيرون في هذا العصر عن الخلافة، فمن سائل عنها أهي من أصول الدين؟ أمن العقيدة هي؟ أم من الفروع؟ وهل هي من صنع الصحابة أم أنها من الأحكام الشرعية؟ وأين نجد خبرها والأمر بإقامتها في القرآن والسنة؟ وهل أدلة وجوبها قطعية أم ظنية؟ وهكذا تمضي الأسئلة، وكأن الخلافة لم تكن حاضرة الأمة الإسلامية، ...
إن التغيير سنة الحياة عامة في الكون والمخلوقات؛ فالأرض تحيا بالقطر والغيث بعد موات، والليل والنهار يتعاقبان نور وظلام، وكذلك المجتمعات والأمم والشعوب تنتقل من الانحطاط والتخلف، إلى الازدهار والتقدم، ومن الضعف إلى القوة. كما يحدث التغيير من الازدهار والقوة إلى التخلف والضعف. وقانون التغيير الذي بينه الله عز وجل في كتابة هو سنة ثابتة لا تتغير ولا تتخلف، يقول سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾، ...
ما كان حكام آل سعود من عهد أبيهم وجدهم الهالك عبد العزيز إلى نسله المشؤوم في يوم الناس هذا إلا أعداء شديدي النكاية في الإسلام وأهله، تمسحوا بالإسلام نفاقا وكذبا حينا من الدهر خدمة لسيدهم الكافر المستعمر، فزعموا توحيدا لإخفاء سوأة عمالتهم وخيانتهم لله ورسوله والمسلمين، واستفزوا بادعائهم التوحيد خلقا كثيرا وأَغْوَوْا بتدليسهم جمعا عظيما، فكانوا بحق خنجرا شديد السم أُهلِك به صنف من الناس وخُدر به آخر وشُلَّت به حركة ثالث. وقد صرح صبي سلمان لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية سنة 2018 عن بعض من حقيقة الخديعة قائلا: "إن بلاده نشرت الوهابية بطلب من حلفائها لمواجهة نفوذ الاتحاد السوفيتي"، وما كان حلفاؤهم إلا دول الغرب الكافرة.
في مثل هذه الأيام قبل تسعين عاما هجريا كتب العالم الجليل الشيخ تقي الدين النبهاني "رحمه الله" مؤسس حزب التحرير، مقالة نشرتها جريدة الجامعة الإسلامية في عددها رقم 515 الصادر في 1 محرم 1353هـ الموافق 15 نيسان 1934م. وقد أحببنا نشرها في هذا العدد من جريدة الراية بمناسبة العام الهجري الجديد، وفي إذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير للفائدة.