الأحد، 22 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

ولاية السودان: منتدى قضايا الأمة "السودان إلى أين؟"

 

2021 07 03 Muntada SDN Pic


هل فعلا السودان يمر بأزمة؟ فإن كان كذلك فما هي جذور هذه الأزمة وما أسبابها؟ وما هو دور الحكومات في السودان؟ وهل تحتاج الأزمة إلى جمع السودانيين والسودانيات لإيجاد الحلول والمعالجات؟ ومن الذي يقف وراء هذه الصراعات في السودان؟ وكيف نوقفها؟ وما هي الحلول الجذرية لهذه الأزمات والصراعات والمخرج من هذا الحال البائس؟


هذه الأسئلة أجاب عنها منتدى قضايا الأمة الدوري الذي أقامه المكتب الإعلامي لحزب التحرير/ ولاية السودان، يوم السبت 2021/7/3م، والذي تم استئنافها بعد انقطاعها بسبب جائحة كورونا، وقد جاء المنتدى تحت عنوان: السودان إلى أين؟ وتحدث فيه:


الأستاذ/ سليمان عبد الحي الدسيس – عضو مجلس الولاية لحزب التحرير/ ولاية السودان، والأستاذ/ إبراهيم عثمان (أبو خليل) الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان.


قدم سليمان الدسيس ورقة بعنوان: (حكومات السودان المتعاقبة واستمرار الفشل)، بيَّن فيها أن السودان يعيش أزمة حادة أكدها رئيس الوزراء في مبادرته في حزيران/يونيو 2021م، وتساءل: ما الأسباب التي أدت إلى هذه الأزمة؟ وما هي الحلول التي تعالجها؟ وقال إن الأزمة لا تحتاج إلى جمع السودانيين، وإن المنهج السليم هو دراسة أسباب الأزمة ووضع المعالجات لها. وأكد أن السودان يُحكم بالأنظمة الوطنية لسبعة عقود، بثمانية دساتير، وثلاث حقب مدنية وعسكرية، وأربع فترات انتقالية، وأن الاتفاقيات التي عُقدت عرضت وحدة البلاد إلى خطر التفتيت، فقد كانت صفقات ومحاصصات، ومساومات بين الحكومات والحركات المسلحة، وأن الاتفاقيات كلها القاسم المشترك بينها واحد وهو تقسيم الثروة والسلطة، أدى إلى انفصال جنوب السودان.


وأوضح أن حقيقة الصراعات هي تصفية حسابات وصراعات على النفوذ وهي لا تخدم أهل السودان ولا تحل مشاكلهم، إنما هي عبارة عن صراعات دولية (أمريكية/ وأوروبية) وأن الحكم في الداخل عبارة عن قطع شطرنج تلجأ للدول الاستعمارية ظناً أنها تجد مخرجا.. وأن أزمة الحكم يتصارع حولها الكل ضد الكل، وأن الحكم عند السياسيين عبارة عن كيكة.


وبيَّن أن الأزمة في الناحية الاقتصادية ملموسة وواضحة للناس، وكذا الناحية الأمنية واضحة في التفلتات وأن البلاد أصبحت مستباحة للمخابرات والسفارات التي تؤجج الصراعات، وتعمل على إثارة النعرات التي تهتك النسيج المجتمعي بعد أن كان أهل السودان متماسكين.


وفي الناحية الاجتماعية أكد أن الحكومة تسعى لتطبيق سيداو التي تلغي الأحكام الشرعية التي تنظم الأسرة والمجتمع مما يؤدي إلى تدمير الأسر والمجتمع.. وفي مجال التعليم أكد أن الأزمة فيه واضحة حتى أصبح لا يستطيع التعلم إلا الأغنياء، وعن الصحة بيَّن الدسيس أن الغني والفقير على حد سواء لا يستطيعان العلاج مع أزمة الدواء وغيرها، وأنها كلها أزمات شديدة جدا وواضحة.


وأوضح الأستاذ/ الدسيس أننا يمكن أن نكتب كتباً في فشل الحكومات التي حكمت السودان وأن كل هذه المشاكل والأزمات ترجع إلى سبب واحد وهو عدم وجود رؤية سياسية مبدئية مبنية على قاعدة فكرية صحيحة مما يدفع الساسة إلى الارتماء في أحضان الغرب، متأسفاً أن الكل يأخذ المعالجات من النظام الرأسمالي، حيث ذكر الأستاذ/ الدسيس عدداً من الشواهد والأمثلة عن فساد الرأسمالية وقال: حتى المظاهرات التي خرجت في بعض الدول الأوروبية تقول: (إن الرأسمالية ليست في أزمة ولكن الرأسمالية هي الأزمة).


وأكد أن فكرة رفع الدعم فكرة خطيرة، لأن من واجب الدولة رعاية مواطنيها، وتعجب الدسيس من وزير المالية جبريل الذي قال: إن (رفع الدعم لا يسقط حتى لو سقطت الحكومة) بالرغم من أن رفع الدعم ما هو إلا روشتة من روشتات صندوق النقد الدولي.. وبيَّن أن الحياة يومياً تزداد شقاءً نتيجة لتطبيق هذه الروشتات، ولا توجد حلول عند الحكومة الانتقالية سواها.. وتساءل: كيف لعاقل أن يصدق أن هذا البلد الغني يكون أهله فقراء، لولا تنفيذ أجندة المستعمرين، مؤكداً أن القرار السياسي والاقتصادي والعسكري ليس بيد هؤلاء الحكام لأن أسيادهم هم من يعطون التعليمات ويضعون الأجندة.


ختاما: قال الأستاذ/ الدسيس، لن يستقيم الظل والعود أعوج، وإن الحل والمخرج ليس في دولة مدنية ولا عسكرية، ولا مشتركة، ولا في تطبيق الوثيقة الدستورية، وليس الحل في المشروع الوطني، مؤكداً أنه لن ينصلح الحال إلا بالرؤية المبدئية الصادقة ألا وهي الإسلام ودولته.


الورقة الثانية قدمها الأستاذ/ إبراهيم عثمان (أبو خليل) الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان التي كانت بعنوان: (لن يُخرج السودان من حالهِ البائس غير الخلافة الراشدة على منهاج النبوة).


وبيَّن الأستاذ/ أبو خليل: أن ما يحدث اليوم ليس جديداً، وإنما هو استمرار للنهج القديم نفسه للحكومات السابقة، ومن الطبيعي أن نصل إلى هذه الحالة المزرية في كل مناحي الحياة نتيجة لتطبيق السياسات والأجندة ذاتها، وأن الحكام لا يرون المخرج في غير الصندوق الذي وضعهم فيه الكافر المستعمر.


وقال: إن المخرج في الإسلام، والطبيعي هو أن من يقود العالم هو نحن المسلمين، لأن الإسلام الذي عندنا هو الحق وهو الخير وفيه المعالجات الحقيقية، وبدل أن نكون نحن القادة أصبحنا مقودين، ولذلك لا مخرج للسودان ولجميع المسلمين بل العالم بأسره إلا بالرجوع إلى منهج الله سبحانه وتعالى، وأن ما وضعه الله تعالى من أحكام لمعالجة مشاكل الحياة هي فعلاً معالجات ولا يتصور أن تكون هناك حياة هانئة إلا بتطبيق هذه الأحكام والمعالجات الشرعية.


وأكد أبو خليل: أن المشاكسات التي تحدث في الحكم اليوم هي نتاج طبيعي للأنظمة المطبقة، لأن هذه الأنظمة من أمزجة وعقول البشر، والذي يصل للسلطة يريد حل مشكلته الخاصة هو ولتحقيق مصلحته هو لا تحقيق العدل بين الناس.. ولكن الله سبحانه عندما يضع تشريعاً فإنه يكون لمعالجة مشاكل الإنسان كما خلقه، مستشهداً بقول الله تعالى: ﴿أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾. فالإسلام وضع نظام الحكم ليحكم الناس شخص واحد، لأنه منفذ لتشريع الله تعالى، وأن الله أنزل تشريعا ونظاما متكاملاً قال تعالى: ﴿مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ﴾.


بين أبو خليل: أن الله جعل في الإسلام تولية أمر الحكم حقاً للأمة، أي أن السلطان للأمة، وأكد أن الإنسان ناقص وعاجز ومحتاج ومتأثر بالبيئة التي يعيش فيها، فكيف له أن يضع نظاما لكل الناس؟.. وأوضح أن مهمة الحكام اليوم ليس التفكير، وإنما تنفيذ ما أنتجته الحضارة الغربية، وأن حكومة اليوم لم تفكر في آثار ونتائج تنفيذ روشتة صندوق النقد الدولي على أهل السودان رغم الآثار الكارثية، وأشار إلى أن الحاكم في الإسلام ليس من حقه أن يشرع، وإنما هو منفذ لتشريع الله سبحانه، والأمة تراقبه وتحاسبه إن حاد عن الطريق.


وقال الأستاذ/ أبو خليل: يجوز للأمة أن يكون فيها أحزاب تقوم على أساس الإسلام، وليس في الإسلام أحزاب تقوم على غير أساس الإسلام، وفي الأصل أن تقدم الأحزاب معالجات للناس ضمن أساس الإسلام.. مهمة الأحزاب في الإسلام أن تسعى للسلطة برؤيتها إن وافق الناس على رؤيتها التي تعرضها عليهم، وأكد كذلك أن مهمة الأحزاب أن تحاسب الحاكم إذا حاد عن الطريق، أو ظلم الرعية.. ولا مراكز قرار متعددة في الإسلام، فالخليفة في الإسلام هو من يضع القرار، وقد أجمع الصحابة على أن أمر الإمام يرفع الخلاف وأمر الإمام نافذٌ ظاهرا وباطناً.


وفي الناحية الاقتصادية: بيَّن أن الإسلام يقوم على معالجة فقر الأفراد، لذا يضمن الإسلام الحاجات الأساسية (المأكل والملبس والمسكن) لكل أفراد المجتمع فرداً فرداَ، وبيَّن أن إشباع الحاجات الأساسية بقدر المستطاع، وأن الدولة في الإسلام ملزمة بأن تشبع الحاجات الأساسية للناس كجماعة والتي هي التعليم، والتطبيب، والأمن، توفرها الدولة للأمة بالمجان، مفرقاً بين نظام الإسلام والنظام الرأسمالي الذي لا يهتم بحل مشاكل الفقراء، مبيناً أن الرأسماليين حاولوا وضع ترقيعات لنظامهم، منها برنامج ثمرات التي تنفذه الحكومة الانتقالية بعد رفع الدعم، وقال أبو خليل: هناك 20 دولة في العالم يمتلكون 70% من ثروات العالم، وبيَّن أن هذا اختلال، مؤكداً أن الإسلام يمنع كنز المال، ويمنع أن يكون المال دولة بين الأغنياء، في الوقت الذي فيه النظام الرأسمالي يصنع الفقر ويقتل الفقراء، وإذا رجعنا إلى تاريخ الدولة الإسلامية لوجدنا كيف أن الدولة توفر الحياة الكريمة لجميع رعاياها، وأن الحاكم في الإسلام هو أول من يجوع إذا جاع الناس، وبيَّن أن نظام الإسلام ليس جمهورية إسلامية ولا مشيخة إسلامية، بل هو خلافة راشدة على منهاج النبوة، وإقامتها فرض على المسلمين، مستشهداً بقول النبي ﷺ: «مَنْ مَاتَ وَلَيْسَ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً»، وأن الخلافة هي بشرى النبي ﷺ القائل: «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ».


فقرة التفاعلات:


شارك عدد من السياسيين والإعلاميين بالمداخلات والنقاشات والتعقيبات، منهم الأستاذ/ محمد مبروك الإعلامي والكاتب الصحفي، والأستاذ/ قرشي الحاج محمد، دراسات عليا في العلوم السياسية. والمجاهد عبد الله، ناشط. والأستاذ/ عبد الله أبو إمام الباحث والمؤلف والكاتب الصحفي، وآخرون امتلأت بهم قاعة منتدى قضايا الأمة في مكتب حزب التحرير/ ولاية السودان. وقد أجاب المتحدثان عن الأسئلة وردوا على المداخلات والاستفسارات بشكل جميل وراق.


وفي ختام المنتدى شكر ضابط المنصة المهندس/ أحمد جعفر، الحضور الكريم على المشاركة وحسن الاستماع.


ويمكن لمن تعذر عليه الحضور أن يتابع المنتدى على الروابط الآتية أدناه:


1/ صفحة الجامعات – حزب التحرير/ ولاية السودان:


https://www.facebook.com/tahrir1953/


2/ صفحة حزب التحرير/ ولاية السودان:


https://www.facebook.com/HTofSUDAN/


قناة الحزب باليوتيوب:


https://www.youtube.com/channel/UCUwZ-FlOIDgnk2Mook_9M-A

 

 

مندوب المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
في ولاية السودان

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع