- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
تقرير منتدى قضايا الأمة تموز/يوليو 2022م
"نُذُر انهيار الدولة السودانية.. حتمية إقامة الخلافة"
بالرغم من إغلاق الطرق والكباري، والانتشار الكثيف للجنود في العاصمة الخرطوم، وبتفاصيل عميقة، ومعالجات ناجعة، وبنظرة مستنيرة للأحداث، أقام المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان منتدى قضايا الأمة الشهري يوم السبت 2022/7/2م الذي جاء بعنوان: "نُذُر انهيار الدولة السودانية.. حتمية إقامة الخلافة"، وقد تحدث فيه كل من المحامي والمستشار القانوني الأستاذ حاتم جعفر أبو أواب – عضو حزب التحرير، والأستاذ أحمد الخطيب – عضو حزب التحرير. وكان ضابط المنصة الأستاذ إبراهيم مشرف – عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان.
المتحدث الأول الأستاذ حاتم جعفر (أبو أواب) قدم ورقة بعنوان: "عوامل انهيار الدولة السودانية"، بين فيها أن من أبجديات الفكر السياسي الراقي أن الدول إنما تنشأ على الأفكار، ويتحول السلطان فيها بتحول هذه الأفكار، وضرب مثالا لعدد من الدول قامت على أفكار؛ حيث نشأت الدولة الإسلامية في المدينة المنورة على عقيدة الإسلام، والدول الأوروبية نشأت على عقيدة فصل الدين عن الدولة في النظام الرأسمالي الديمقراطي العلماني.
وبين أبو أبواب أن نشوء السودان بوصفه دولة وطنية كان على يد المستعمر الإنجليزي الذي خط حدوده بوصفه دولة مستعمرة يديرها عملاؤه الذين صنعهم على عين وبصيرة.
وبين الأستاذ حاتم أن عوامل الضعف التي تنذر بانهيار الدولة السودانية هي عشرة كاملة صنفها إلى قسمين:
أما القسم الأول فهي العوامل التي زرعها الكافر المستعمر بنفسه، وأشرف عليها وتعهدها، قبل أن يخرج بجيوشه فيما يعرف استحماراً بالاستقلال وهي:
1- تأسيس السودان على أساس مبدأ المستعمر.. على أساس فصل الدين عن الحياة ومنه فصل الدين عن الدولة فجعل ذلك في التشريعات والقوانين ومناهج التعليم والإعلام بل وحتى خطاب بعض المساجد يركز لحضارة الغرب المستعمر.
2- وضع الإدارات الأهلية وزعماء القبائل والعشائر بوصفهم من جهاز الدولة المناط به رعاية الشؤون.
3- تقسيم الأراضي بما فيها من أحراش غابات ومراعٍ على أساس القبيلة، بما يعرف بـ(الحواكير)
4- صناعة أحزاب وطنية تتبنى مشاريع الكافر المستعمر.
5- الحركات المسلحة المتمردة على كيان الدولة.
وفي القسم الثاني بين الأستاذ حاتم أن عوامل القسم الثاني هي العوامل التي أفرزها الصراع الدولي على النفوذ في السودان، فقد ظهرت بعد الحرب العالمية الثانية أمريكا كدولة تزاحم أوروبا في الصراع الدولي على المستعمرات، ساعدهم في ذلك عمالة وخيانة السياسيين والحكام، فقد صنع المستعمرون أدوات لهذا الصراع من أحزاب وقوى سياسية وقيادات عسكرية، كل ذلك أضاف خمسة عناصر لانهيار الدولة:
1- تبني الفيدرالية والحكم الذاتي، لأقاليم البلاد المختلفة، وقد وصل الأمر إلى تقرير المصير الذي أفضى إلى فصل الجنوب.
2- لعنة الثروة؛ حيث تحولت الثروة إلى لعنة وذلك لأنه ليس هناك كيان قوي يمنع الأيادي العابثة بثروات البلاد. فهجرت القرى وقتل الناس لأن أراضيهم غنية بالثروات.
3- الخطاب السياسي العنصري البغيض الذي ينشر العداوة بين أهل البلد، الذي يقدمه أهل الريب من السياسيين والقادة زوار السفارات الأجنبية وعملاء المستعمرين.
4- إثارة الجهويات والعرقيات والقبليات، وجعلها أساساً للعمل السياسي.
5- جعلُ سبيلٍ للغرب الكافر على المسلمين، وتحكيمه في كل قضايا البلاد، حيث تدخلت الدول الاستعمارية ومنظماتها في شؤون البلاد مثل السفراء والمبعوثين الأمريكان والبريطانيين، بعثة الأمم المتحدة اليونيتامس، والاتحاد الأفريقي، وصندوق النقد والبنك الدوليين... إلخ التي تحكمت في العباد والبلاد وأوصلت البلاد إلى هذه الحالة من الفوضى والفراغ السياسي والأمني مع الانهيار الاقتصادي.
وقال الأستاذ حاتم إن هذه العشرة كفيلة بانهيار الدولة في السودان، ولا يختلف العملاء الذين قاموا بهذا التدمير سواء أكانوا مدنيين أم عسكريين، فلا فرق بين برهان الذي صافح نتنياهو التي تقطر يداه بدماء المسلمين وبين حمدوك الذي مكن للدول الأوروبية وسمح لبعثة الأمم المتحدة للتحكم في شأن البلاد، فكلاهما في الجرم سواء.
أما المتحدث الثاني الأستاذ أحمد الخطيب، فقد قدم الورقة الثانية بعنوان: "حتمية إقامة الخلافة"، بين فيها نقاطاً مهمة لإقامة دولة قوية:
1- أن الإسلام هو المبدأ الوحيد القادر على معالجة انهيار الدولة لأن الأصل في الدولة إنما تقوم على مبدأ، والإسلام مبدأ شامل لكل تفاصيل الحياة.
2- عدم إعطاء القبائل نصيباً في الحكم أو الإدارة فلا يوجد نظام للإدارة الأهلية في الإسلام.
3- منع الخطاب العنصري فإن الإسلام يحرم ذلك ويمنعه.
4- الأحزاب السياسية في دولة الخلافة تقوم على أساس العقيدة الإسلامية لا على الأساس الجهوي أو أي فكرة تخالف الإسلام مثل الديمقراطية وغيرها.
5- نظام الحكم في الإسلام هو نظام وحدة وليس نظاما اتحاديا.
6- يحرم ويمنع منعاً باتاً تدخل الأجنبي في شؤون المسلمين.. مستدلاً بقول الله تعالى: ﴿وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً﴾.
وبين أن دولة الإسلام الخلافة الراشدة على منهاج النبوة قادرة على معالجة مشاكل السودان بما فيها من تشريعات وأحكام واضحة، وأن السودان غني بالثروات إذا أحسنت إدارتها وأعيدت إلى أهلها حسب أحكام الشرع.
فقرة التفاعلات:
شارك عدد من السياسيين والإعلاميين بالمداخلات والنقاشات، وقد أجاب المتحدثان عن الأسئلة وردوا على المداخلات والاستفسارات بشكل جميل وراق.
وفي ختام المنتدى شكر ضابط المنصة الأستاذ إبراهيم مشرف الحضور الكريم على المشاركة وحسن الاستماع.
مندوب المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
في ولاية السودان