«رضا بلحاج - حزب التحرير»: العلمانية جريمة وخيانة لا يمكن السكوت عنهما
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
17/03/2013
أكد اليوم «رضا بلحاج» الناطق الرسمي باسم حزب «التحرير» بتونس خلال ندوة صحفية نظمها الحزب بقصر بلدية ولاية بن عروس،أن فصل الدين عن الحياة يعتبر «جريمة وخيانة علمانية لا يمكن السكوت عنها» -حسب قوله-، موضحا أن حزبه سيعمل في قادم الأيام في إطار عنوان كبير بارز ألا وهو «تحريم وتجريم الارتهان للغرب والتشنيع بكل مرتهن للكافر الأجنبي المستعمر»، كما بيّن «بلحاج» أنه «كان أولى بالشباب التونسي الذي سافر إلى سوريا للمشاركة في الحرب أن يبقى في تونس للمشاركة في الكفاح السياسي وأن الذي «هبّ لمساندة إخوته في سوريا لا يمكن منعه عن ذلك لأن الثورة في سوريا ثورة مسلمين وإخواننا السوريين في أمس الحاجة إلى المساعدة»-حسب قوله دائما-.
ووصف «بلحاج» المرحلة التي تمر بها البلاد بـ«المنعرج التاريخي الهام»، متابعا بالقول: «أصبحت السياسة تاريخا والتاريخ يتجلى في الوقائع السياسية... نحن أمام جهد جهيد وأمام عمل دؤوب وحرص شديد وأمام تثبيت للخطى لأن الأمر لا يحتمل الخطأ أو التباطؤ».
واتهم «بلحاج» أطرافا عدة ببذل الجهد لمنع هذه الثورات العربية من أن تؤول إلى مآلها الطبيعي ألا وهو «الحكم بما أنزل الله» -برأيه-، مضيفا: «لقد خصصوا لذلك ما خصصوا من مراكز دراسات ومراكز مخابرات وأعمال دؤوبة.. كل ذلك لمنع استئناف الحياة الإسلامية ولكن في الجهة الثانية أي في صف المسلمين للأسف نلحظ تراخيا وترهلا وترددا بل وأكثر من ذلك خيانة وجريمة نتحدث عنها اليوم وهي جريمة فصل الدين عن الحياة».
وقال «بلحاج»: «نحن في «حزب التحرير» بإذن الله سندخل في قادم الأيام تحت عنوان نشتغل عليه في الوسط الإعلامي والسياسي ألا وهو تحريم وتجريم كل ارتهان للأجنبي في العمل السياسي لأن هذه الثورة نعمة من الله يبتلينا فيها وقد تألب علينا المتألّبون أعداء هذه الأمة، لذلك فإن ردّنا سيكون بتحريم وتجريم الارتهان والتشنيع بكلّ المرتهنين بالغرب الأجنبي الكافر المستعمر».
أدعياء الحداثة «جبناء»
وأكد «بلحاج» أن الكثير من أدعياء الحداثة «على درجة عالية من الجبن»-حسب قوله-، مبشرا أبناء الصحوة الإسلامية بنصر قريب «خاصة أن العناوين الصحيحة للثورة لم ولن يقدر عليها الجبناء هي لكم وهذه واحدة منها: المكابرة والمعاندة أمام الكافر الغربي المستعمر فلا خوف من عدوان منهم وإن كان غيلة واغتيالا» مضيفا: «فالثورة الحقيقية لا يقدر عليها إلا الذين لا يبدلون تبديلا، ومن الخزي والعار أن يطلب الإنسان الاستعباد وقد تحرر ولكم على ذلك أن مسؤولا حزبيا يقول بأن قيادية معه في حزبه تزور إسرائيل والسيد رئيس المجلس الوطني التأسيسي يقول أن التطبيع مع إسرائيل ممكن بل وأولى وأن من يعارض ذلك هم قلة من المسلمين وصفهم بالشرذمة» -على حد تعبيره-.
«الثورة السورية»
وبخصوص الثورة السورية، قال «بلحاج» اأنها «ثورة المسلمين»، مواصلا بالقول: «إنها تعلن الفشل الذريع والإجرام الشنيع والفظيع للعلمانية في عقر دار المسلمين والعلمانية ليس لها من وجاهة إلا زعمها وجوب فصل الدين عن الحياة ولو كان ذلك عن طريق الإبعاد القسري والإزاحة في ظرف وجدت فيه الأمة نفسها أمام القضايا الحقيقية التي لا يمكن إصلاحها إلا بالإسلام».
وأضاف «بلحاج»: «عندما جد الجد وطلب أهلنا في الشام يد المساعدة لرد المظلمة التي يرتكبها ضدهم الحكم العلماني الظالم الذي فصل الدين عن الحياة وحكمهم عقودا كالدواب، فإن أدعياء الحداثة سقطوا في هذا الامتحان، فالبارحة مثلا خرج عدد منهم في شارع الحبيب بورقيبة متغنين ببشار وهذا خزي وعار».
كما شدد «بلحاج» على أن فصل الدين عن الحياة «جريمة وخيانة» وأن كل من يتبنى هذه الفكرة "مجرم خائن بامتياز"، من دون أن يخفي تفاؤله بأن المشروع العلماني سيتهاوى، مردفا: «لم يبق للعلمانيين في تونس تحديدا إلا حقد على الإسلام لا غير بلا فكر ولا مشروع ولا رؤية».
من الدفاع إلى الهجوم !
وتوجه «بلحاج» إلى أنصار حزب «التحرير» خلال هذه الندوة بالدعوة إلى العمل على ضرب «العلمانية»، مطالبا بإرساء «عرف عام» غير قابل للنقاش مفاده أن «الإسلام عقيدة عقلية ينبثق عنها النظام».
وطالب «بلحاج» أيضا أنصار حزبه بـ«الانتقال من طور الدفاع إلى طور الهجوم» -حسب قوله- ، مشيرا إلى ما تقتضيه المرحلة من ضرورة إيجاد حركة فكرية دؤوبة تقدم الإسلام نزيها.
مواكبة: فؤاد فراحتية
المصدر : جريدة التونسية