نواصل حديثنا في العقد المتعلقة بمفهوم الهدى والضلال:
لكنّ الشيطانَ بمكره وكيدِه، يزيّنُ للإنسانِ بما يوافقُ أهواءَه، وشهواتِه، ودوافعَه الغريزيةَ، ويسعى إلى إضلالِهِ، ويعطيه من الحججِ الواهية ما يحاولُ أن يقنعَ بها نفسه، ليضعَ المسؤوليةَ على الله تعالى، ويضعَ المسؤوليةَ على غيرِهِ، جرياً على عادةِ الإنسان في الدفاعِ عن نفسِه والهروب من تحمّلِ مسؤولية نفسه، فيبحث عن المبررات ليبرر بها ضعفَ نفسِهِ، وضعفَ قرارِه، مع أنه لو عاد إلى نفسه قليلاً لوجد أن الضعف يتطرق إليه في المواضع التي يزيّنُ له الشيطانُ فيها، ولكنه في أمور أخرى تجدُه قوياً مبدعاً، فلو أنصف الإنسانَ لأدركَ أنَّ الكرةَ في ملعبِهِ، وأنّ عليه أن يختارَ الصراطَ المستقيم، والطريق السويّ، ويجبرَ نفسَهُ على اتباعهِ وسلوكِه، لينجوَ بنفسه من شقاء محقق في الدنيا، وعذاب أليم في الآخرة.