الأحد، 02 صَفر 1447هـ| 2025/07/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

مقالة يذهب رئيس ويأتي رئيس ومصر لا تزال تحت الهيمنة الأمريكية

  • نشر في أخرى
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 802 مرات

 

حاول حكام الانقلاب العسكري، وعلى رأسهم السيسي ومن عينهم، بتصوير حركتهم الانقلابية تلك على أنها حركة وطنية خالصة، بعيدة عن أي تأثير غربي وخصوصا التأثير الأمريكي فادّعوا أنهم قضوا على حكم الإخوان الذين رهنوا البلاد لأمريكا، وراهنوا عليها في استمرار حكمهم لمصر، ومن ثم حاولوا أن يظهروا في ثوب من يحارب النفوذ الأمريكي في البلاد، ولكنهم لم يستطيعوا أن يستمروا طويلا على هذه الرواية الهزلية، فقد ظهر بشكل واضح ليس فقط الرضا الأمريكي بتلك الحركة الانقلابية، بل الترتيب والتنسيق لها منذ شهور مضت، ثم ما لبثنا أن رأينا هذا التنسيق الأمني المهم مع كيان يهود الذي سمح بتحركات عسكرية مصرية في سيناء، ناهيك عن الزيارة التي أعلن عنها راديو (إسرائيل) وقام بها البرادعي وبعض القادة العسكريين لكيان يهود، والتي سارعت الرئاسة بنفي حصولها على لسان مصطفى حجازي المستشار السياسي للرئيس المؤقت، وهذا النفي لم يرد على لسان البرادعي نفسه، كما أنه جاء في صورة التصورات وليس النفي القاطع، فالسيد حجازي يقول: "لا أتصور أن يكون ما نشرته الصحف صحيحاً"، ونحن لا نستغرب حصول مثل هذه الزيارة في هذا الوقت بالذات، فالبرادعي من النوع الذي لا يُستبعد عليه أن يقوم بمثل هذه الزيارة، فضلا عن أن الإعلان عن هذه الزيارة كان يوم الاثنين 15-7 حيث تبعها مباشرة فجر يوم الثلاثاء 16-7 موافقة (إسرائيل) على السماح لمصر بنشر كتيبتين من القوات المسلحة بسيناء. حيث عبرت نحو 20 عربة مدرعة ومجنزرة وحاملات جنود قناة السويس، ترافقها جرافات ومعدات حفر و6 حافلات تحمل عددا من طواقم العربات المدرعة إلى مدينة العريش، وأشارت مصادر أمنية بشمال سيناء إلى أن التعزيزات الجديدة سيتم نشرها في مناطق جنوبي الشيخ زويد ومنطقة بغداد في القطاع الأوسط من سيناء لتطويق العناصر والجماعات الجهادية.


وكان وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون قال للإذاعة العامة الإسرائيلية أن مصر «قدمت لنا عدة طلبات في الأيام الأخيرة للسماح بإدخال تعزيزات إضافية مصرية من أجل محاربة الإرهاب» وأضاف: «طالما أن هذه القوات تشارك في مكافحة الإرهاب وتتم استشارتنا بالإضافة إلى عدم تقويض معاهدة السلام بين البلدين، فنحن موافقون على طلبهم من أجل مكافحة تحدي الإرهاب في سيناء». وتابع: »عند هزيمة الإرهابيين سيعود الوضع إلى ما كان عليه«.


إذًا، فالحديث عن تحرر مصر من الهيمنة الأمريكية بعد عزل مرسي، حديث من يريد أن يظهر في صورة البطل، بينما هو في الحقيقة كذّاب، وسنبين فيما يلي مدى ارتباط الانقلابيين وتبعيتهم لأمريكا:


1- ذكر موقع "حركة مصر المدنية" وهو موقع علماني في 22/4/2013 تحت عنوان «شروط أمريكا للموافقة على تدخل الجيش بشكل لا يظهر فيه أنه انقلاب عسكري!» أن جون كيري تحدث عن دور مهم للجيش المصري في السيطرة على الأحداث لحظة نزول الشعب للميادين والحيلولة دون نشوب حرب أهلية بين التيارات المختلفة، ثم أضاف كيري قائلا: إنه صدم من ضعف قدرات الإخوان، واضطراب حديثهم، وأكد أنه يثق في الوقت المناسب بأن الجيش سيقوم بدوره.


2- نقلت رويترز عن بيان البيت الأبيض في 2/7/2013: تأكيد أوباما على أن "الأزمة الحالية يمكن فقط أن تحل عبر عملية سياسية". وأنه يطلب من الرئيس مرسي الاستجابة لمطالب المتظاهرين الذين كانوا يطالبون بإسقاط الرئيس! وعند حصول الانقلاب أعلن عن اجتماع الرئيس الأمريكي أوباما مع كبار مستشاريه في البيت الأبيض بخصوص ما حصل في مصر، وقد قال بعد ذلك: "إن القوات المسلحة المصرية ينبغي أن تتحرك بسرعة وبمسؤولية لإعادة السلطة الكاملة لحكومة مدنية في أقرب وقت ممكن".


3- نقلت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية الثلاثاء 17-7 في تقرير أوردته على موقعها الإلكترونى عن بيرنز قوله لعدد من الصحفيين عقب يوم حافل بالاجتماعات مع أعضاء الحكومة الانتقالية الجديدة، ومن بينهم القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع عبد الفتاح السيسي "إن الولايات المتحدة ملتزمة بمساعدة مصر في إنجاح الثورة الثانية وتحقيق مطالبها .وأضاف بيرنز "لست ساذجا. أعلم أن بعض المصريين لديهم شكوك حيال الولايات المتحدة، وأعلم أن الأمر ليس سهلا" وقالت الصحيفة: "يبدو أن لهجة بيرنز تؤكد تحول الموقف من قبل الإدارة الأمريكية في التعامل مع الوضع الراهن في مصر خلال الأسبوعين الماضيين، من توجيه تحذير ضد خلع رئيس منتخب ديمقراطيا إلى الوقوف بكل ثقلها وراء مؤيدي الثورة".


وكان وليام بيرنز قد قال في مؤتمر صحفي عقده الاثنين 16-7 بالقاهرة إن لدى المصريين فرصة ثانية لتصحيح أخطاء السنتين الماضيتين، مما يعكس دعم واشنطن للحكام الجدد وانزعاجها من نظام الرئيس المعزول.


4- من يتصور أن الفريق السيسي قد قام بهذه الخطوة بقرار منفرد بعيدا عن التنسيق، أو أنه لم يأخذ الضوء الأخضر من أمريكا، التي تخلت عن مرسي بعدما تبين لها عدم قدرته على إحداث استقرار في مصر الذي تسعى له أمريكا، لتحفظ مصالحها في مصر والمنطقة، من يتصور ذلك فليبكِ على عقله، فقرار بهذه الخطورة لا يمكن أن تتفاجأ به أمريكا وتقرأه في الصحف، فتهتف قائلة يا للهول لقد فعلها السيسي!


5- الفريق السيسي حاصل على زمالة كلية الحرب العليا الأمريكية عام 2006م، وقد توثقت علاقة الجيش الأمريكي بالسيسي منذ أكثر من ثلاثين عاما، بعد دورة تدريبية في جورجيا عام 1981م، كان أصغر أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة سنًا قبل اختياره لمنصبه، في 12 أغسطس 2012م، حيث أصدر الرئيس محمد مرسي قرارًا بترقيته من رتبة لواء إلى رتبة فريق أول وبتعيينه وزيرًا للدفاع وقائدًا عامًا للقوات المسلحة، خلفًا للمشير محمد حسين طنطاوي، وكان قبلها يشغل منصب رئيس المخابرات الحربية والاستطلاع .وفي 5-8-2012م تم قتل ستة عشر عنصرا من قوات الأمن المصري وجُرح سبعةٌ آخرون في هجوم شنه مسلحون يستقلون سياراتِ دفع رباعي على حاجزٍ أمني في منطقة الماسورة بمدخل مدينة رفح المصرية، وحينها كان اللواء السيسي هو رئيس المخابرات الحربية والاستطلاع، أي المسئول الأول عما حدث! فكيف يقع مثل هذا العمل الإجرامي الفظيع والمخابرات العسكرية وقوى الاستطلاع الحربية تفاجأ به هكذا وهي غائبة عنه تماما؟! أليس هذا فشلاً مخابراتياً بامتياز؟ وعلى إثر هذا الحادث تم عزل المشير طنطاوي وترقية اللواء السيسي إلى رتبة فريق ومن ثم وزيرا للدفاع، فإن كان السيسي لا يعلم من قام بذلك العمل الإجرامي فتلك مصيبة، وإن كان يعلم -وهذا ما يفترض فيه- فالمصيبة أعظمُ! فالسيسي لم يتكلم حتى الآن، بل لم يطالبه أحد، لا وقتها ولا بعدها ولا حتى الآن، أن يدلي بما يعرفه من معلومات عن تلك الحادثة، وهذه مصيبة أعظم من الأولى وتحتاج إلى تفسير.


6- قالت صحيفة وول ستريت جورنال في عددها الصادر يوم السبت 13-7 أن وزارة الخارجية الأمريكية ترى في الجنرال السيسي، نقطة ارتكاز هامة في العلاقات بين البلدين، وأضافت الصحيفة أن وزير الدفاع الأمريكي هاجل يريد دفع العلاقة بين واشنطن والجيش المصري، فقام بإرسال أربع طائرات إف 16 المقاتلة إلى مصر في الأسبوع الماضي.


7- في الأيام التي سبقت عزل مرسي، تمت عدة مكالمات بين السيسي وهاجل، ونقلت الصحيفة سابقة الذكر، أن إحدى هذه المكالمات استمرت أكثر من ساعتين، كما نقلت عن مسئول أمريكي كبير في وزارة الدفاع الأمريكية قوله: "إن الفريق السيسي مباشر جدا وصريح مما يسهل على الإدارة الأمريكية التعامل معه."
8- الدكتور البرادعي كشف في حديث له لصحيفة نيويورك تايمز أنه اتصل بجون كيري وزير الخارجية الأمريكي وكاترين آشتون مفوضة الشئون الخارجية في الاتحاد الأوروبي من أجل تأييد الانقلاب العسكري.


هؤلاء هم أدعياء الإخلاص وعدم التبعية لأمريكا، الذين أرادوا خداع البسطاء بما يسمونه بوطنيتهم وحرصهم على مصلحة الوطن، وأنهم الأبطال الذين سيمنعون التدخل الأمريكي في مصر الذي كان حاصلا في عهد مبارك ومن بعده مرسي، يقومون بالاتصال المباشر وغير المباشر مع أمريكا، ينسقون معها للانقلاب ولما بعده، ولا يخطون خطوة ولا يتخذون قرارا إلا بعد أخذ الرضا الأمريكي عليه، فهل سيستمر هذا الهُراء طويلًا؟ يُخلع رئيس ويُعزل رئيس ويأتي رئيس مؤقت، ثم رئيس آخر جديد... والتبعية والارتهان لعدوة الأمة الأولى دولة الظلم والطغيان أمريكا قائم كما هو! فهل كُتب علينا أن تحركنا أمريكا كيفما تشاء ونحن لا حول لنا ولا قوة؟، بل أكثر من ذلك نجد فريقا يهلل للقادم، وفريقا يبكي على من زال ملكه، ولكن الفريقين لا ينشغلان كثيرا بقطع يد أمريكا عن التدخل السافر في شئوننا.


فمن لها سوى دولة الخلافة، سوى خليفة تقي نقي يُقاتل من ورائه ويُتقى به! فيقطع اليد الأمريكية اللعينة التي هي وراء كل بلاء يصيب الأمة الإسلامية في أي بقعة من بقاعها.


((وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيبًا))

 

 


شريف زايد
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية مصر

إقرأ المزيد...

متى تنتصر الثورة في سوريا ج2

  • نشر في أخرى
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 764 مرات

 

وهنا يمكننا الجزم بأن خفوت صوت هذا الفريق الثاني رغم الدعم الدولي الكبير الذي يتلقاه عبر أموال وإعلام ودعم سياسي هو شرط لتمكين الثورة من السير بطريقها الطبيعي. لكن الأهم هو أن تسير القوى الرئيسية في الثورة في طريقها الطبيعي الشرعي أي طلب النصرة ورفض إنهاء الثورة بالحوار أو مشاركة النظام حكومة انتقالية أو غير ذلك مما يحاك، دون الالتفات إلى الفريق الثاني الذي لا يكل الإعلام الرخيص عن تقديمه ممثلاً للثورة، أي يسير الفريق الأول بثبات رغم نباح الفريق الثاني المأجور.


وإبصار الطريق المؤدي إلى النصر والقناعة الراسخة للسير به شرط آخر لتحقيق النصر. وهنا مسألة عظيمة الأهمية، إذ ليس من شروط النصر أن تبصره خلف الجبل، وذلك إن النصر من الغيبيات ولا يمكن إبصاره على الإطلاق، إنما يمكن الثقة المطلقة بالوصول إليه عن طريق السير على طريقه.


ولتوضيح ذلك، نضرب بعض الأمثلة من تاريخ الإسلام وتاريخ أمم أخرى. فالرسول الكريم محمد عليه السلام لم يبصر النصر بعقله البشري ولم يكن الله قد أطلعه على موعد النصر، فكان عند عودته غير المظفرة من طلب النصرة في الطائف لا يرى أي قوى ذات بال يمكن أن تقيم الإسلام في جزيرة العرب، وقد ظهر في حالة استيئاس في دعائه المشهور " اللهم إليك أشكو ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين، أنت ربي ورب المستضعفين ، إلى من تكلني، إلى عدو يتجهمني، أو إلى قريب ملكته أمري، إن لم يكن بك علي فلا أبالي، غير أن عافيتك أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، أن تنزل بي غضبك، أو يحل علي سخطك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك" رواه الطبراني.


وهذا الحديث مؤشر أن الرسول الكريم لم يكن يبصر مخرجاً، فأرسل الله له بعد ذلك وفد يثرب لتبدأ عملية تشكيل الأنصار الذين بايعوا الرسول الكريم على نصرة الإسلام، وهكذا ودون مؤشرات تحققت للرسول عليه السلام النصرة وبنيت بعد فترة وجيزة الدولة الإسلامية الأولى وسادت الأرض.


وفي روسيا قام لينين بثورة فاشلة في أيار سنة 1917، ويروِ تاريخ الحزب الشيوعي السوفييتي أن لينين كان يقدر إمكانية الثورة القادمة على قيصر روسيا بعد 3 سنوات، فإذا برئيس وزراء القيصر يتصل به وينسق معه وأعطاه سراً مفاتيح كثيرة للدولة القيصرية فكانت ثورة الحزب الشيوعي الروسي ظافرة في تشرين ثاني من نفس العام، وبنيت دولة الاتحاد السوفييتي العتيدة. وفي الصين حاربت دولة الصين الوطنية الحزب الشيوعي الصيني حرباً ضروساً وبقيت تطارده مسيرة الألف ميل، وخلال تلك المسيرة الدموية فقد تناقص عدد الحزب الشيوعي من مليون عضو مقاتل إلى عشرة آلاف، وحينها دب اليأس في نفوس أتباع ماوتسي تونغ الذين سألوه عن المستقبل، فأجابهم بأن الحزب سيستعيد قواه ويتهيأ للثورة مجدداً بعد 5 سنوات، ولم يكن ماوتسي تونغ ولا حزبه يدرك ما يدور في أروقة السياسة الأمريكية، فقد كانت أمريكا تبحث عن سياسات استراتيجية لضرب روسيا الشيوعية، وأخيراً استقر الرأي في أمريكا على دعم بناء الصين دولة شيوعية لتقف على قدميها وتناهض روسيا، وفعلاً أخذت المساعدات الأمريكية تتدفق سراً على الحزب الشيوعي الصيني لدرجة أثارت حكومة الصين الوطنية التي صرحت بأن أمريكا لا تفهم ما تقوم به، فهي تناهض الشيوعية وتدعم الحزب الشيوعي الصيني، فكيف ذلك؟ وهكذا أضعفت السياسة الأمريكية المندفعة وقتها حكومة الصين وعملت على تقوية الحزب الشيوعي ليستطيع ماوتسي تونغ القيام بالثورة في فترة لم تتعد العام ويسيطر على مقاليد الحكم في بكين ويصبح عدواً لدوداً لروسيا وشيوعيتها الماركسية وكذلك للرأسمالية وأمريكا، ومن الجدير التنويه إليه بأن أمريكا لم تدعمه ليكون عميلاً لها، فهذا غير ممكن وهي تعرف ذلك، وإنما اكتفت من الأهداف بوضعه داخل المعسكر الاشتراكي زعيماً قوياً معادياً لروسيا.


هذه أمثلة كبرى على حصول النصر دون توقعه أو رؤية إرهاصاته وقد تغيرت مع هذه الأمثلة حياة أمم وشعوب عبر قرون، ناهيك عن الكثير من الأمثلة اليومية على تحقق النصر في معارك محدودة دون توفر عوامله لخلل لم يكن في الحسبان عند الطرف القوي. وكل هذه القراءات للأمثلة عبر التاريخ تؤكد بأن هناك قوة غير مرئية هي التي تمنح النصر وتحجبه، وإذا كنا لا نرى هذه القوة فإننا كمسلمين نجزم بأنها هي قوة الله تعالى لأنه قد أخبرنا بذلك "وما النصر إلا من عند الله".
وإذا كنا غير معنيين بالتفكير كثيراً بفلسفة النصر عند الأمم الكافرة وكيفية حدوثه، فإننا نعلم يقيناً بأن الكثير من مفكري الغرب وقادته عبر التاريخ يؤمنون بقوة غير مرئية تحقق النصر وقد كان الشيوعيون يسمونها "قوى مادية داخلية تدفع بالمجتمع إلى وضع حتمي جديد"، إلا أننا كمسلمين معنيين وبقوة بمعرفة ذلك من ديننا. فربنا يقول "إن تنصروا الله ينصركم" وهذا هو الشرط الخاص بنا، وهو متحقق قطعاً بغض النظر عن تسليح أمريكا للثورة أو عدمه، فهو شرط وإخبار من رب العزة القوي الجبار بأن النصر بيده، وما علينا إلا أن ننصره حتى ينصرنا.


وإذا كنا نجزم بتحقق النصر، فلنعلم بأن من شروطه الثبات. وإذا كان الله قد حقق لنبيه محمد عليه السلام النصر بعد الثبات وكان تعالى قادراً على تحقيقه لنبيه قبل الثبات ولم يحصل، فإنه من باب أولى أنه لا نصر لنا إلا بعد الثبات، فالثبات هو حالة الفريق الذي يتحقق النصر على يديه. وإذا كنا قادرين على هز أركان الحكم الجبري وهذا حاصل وبقوة الآن، فإن انجاز النصر قريب حتى ولو لم نكن نبصره، ولسنا نعلم أي الثغرات تتجهز الآن لتفتح لننفذ منها ويتحقق النصر، ولسنا نعلم الآن أي القيادات المعادية لا تعرف النوم من الأرق، وهي تبحث عن سبيل الهروب، وعندما تهرب تحصل الثغرة الكبرى التي ننفذ منها ويتحقق النصر، بل ولسنا نعلم الآن أي القيادات التي نعدها معادية قد أخذ يدب فيها إيمان بالله وخوف من لقائه وهي ربما في وضع البحث عنا لتمكيننا من تحقيق النصر.


لكن الذي نجزم به، أن بشارة محمد عليه السلام بتحقيق الخلافة على منهاج النبوة هذا وقتها بعد الحكم الجبري وبعد أن أخذ يهتز وبقوة لدخول المرحلة التالية والتي هي مرحلة الخلافة على منهاج النبوة، ومن مجمل أحاديث المصطفى عليه السلام الخاصة بفضائل الشام نرى بأن الخلافة على منهاج النبوة ستكون الشام موطنها، ونسأل الله أن نكون أهلاً لهذا النصر العظيم الذي سيقلب العالم رأساً على عقب.


بقيت مسألتان: الأولى أن السلاح والذي هو مظنة تحقيق النصر ليس بالضرورة سبباً أكيدا للنصر، فلا نلهث وراء وعود كثيرها كاذب بأن السلاح سيتدفق على الثورة من أمريكا وأوروبا وقطر والسعودية وتركيا، هذا فخ للثورة ومن لم يعط السلاح طوال 30 شهراً لن يعطيه الآن، بل إن أوباما وفي معرض تبريره لعدم الوفاء بوعود التسليح قال:" إن بعضاً من أكثر المقاتلين أو الجماعات المقاتلة نجاعةً على الأرض في سوريا تكن عداءً شديداً للولايات المتحدة" العربية 26/6/2013، وبعد ذلك بيوم حسمت فرنسا موقفها أمام اللاهثين "بأن فرنسا لن تقدم أي سلاح للثورة السورية" بسبب كثافة المتطرفين في الثورة على حد زعمها. ولو كان السلاح سبباً للنصر فهل كان بإمكان المقاومة العراقية وهي تتسلح بالقنابل والأسلحة الخفيفة أن تمرغ عظمة أمريكا في تراب العراق، ولولا دهاء أمريكا باستخدام المال وإيجاد الصحوات لكانت هزيمة أمريكا كبرى ومدويةً في العراق، على الرغم من امتلاك الجيش الأمريكي لأكثر أنواع الأسلحة تقدماً في العالم، فكانت أمريكا ومنذ 2003 وحتى 2008 تصيح على أمل أن تجد لنفسها مخرجاً من العراق.


وأما المسألة الثانية فهي الأخذ بالأسباب، فإن مسألة توكيل النصر لله تعالى وهذا حقيقة وعقيدة، لا يعني أبداً عدم الأخذ بالأسباب، فإن المسلم عامل نشط على تحقيق أسباب النصر الدنيوية ولا يألو جهداً إلا ويقوم به من أجل تحقيق النصر، فإن نصر الله لا يأتي للنائمين وإنما يأتي للواقفين الصامدين المتواجدين بثبات في ساحات العمل لتحقيق النصر، بل لا ينظر أحد في الدنيا للنائمين أو المتواكلين وإنما يوكل الناس قيادتهم للواقفين بصلابة العاملين بأسباب النصر وينتظرون نصر الله مع العمل، وهذه هي فلسفة الثبات، فالثبات ليس الإتكال إلى الراحة وانتظار الأقدار تتحكم بمصائر الناس، بل الثبات هو السير على الطريق وعدم الابتعاد عنه لا لراحة ولا لفخ قد نصب، وإنما التفتيش عن أهل القوة والاتصال بهم ودعوتهم لنصرة الدين والضعفاء واتخاذ كل ما يلزم للوصول إلى ذلك.


على هؤلاء الثابتين ينزل نصر الله الذي نسأله تعالى أن يجعله قريباً وأن ينقي ما في نفوسنا حتى يجعلنا أهلاً له إن شاء الله، حينها تعلو راية العقاب ولواء رسول الله فوق دمشق وحلب وغيرها من مدن الشام، ويبدأ المسلمون في سوريا وخارج سوريا عصر جديد، عصر الخلافة الإسلامية الثانية.


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 


محمد عايد

إقرأ المزيد...

أفريقيا بين نور الإسلام وظلام الرأسمالية 2 الجمهورية الفاشلة في الصومال

  • نشر في أخرى
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 931 مرات


ذكر أمير الرحالين القاضي والفقيه المغربي محمد بن عبد الله بن محمد الطنجي الشهير بابن بَـطُّوطَة في رحلته المعروفة "تحفة النظار": أنه وصل إلى مقديشو في 1331م وهي مدينة متناهية في الكبر ومليئة بالتجار الأغنياء، ومعروفة بالسلع ذات الجودة العالية التي تصدّر إلى دول أخرى بما فيها مصر. ويصف الاستقبال والحفاوة التي لقيها: "إنه لما صعد الشبان المركب الذي كنت فيه جاء إليَّ بعضهم، فقال له أصحابي: هذا ليس بتاجر وإنما هو فقيه؛ فصاح بأصحابه، وقال لهم: نزيل القاضي! وقالوا لي: إن العادة هي أن الفقيه أو الشريف أو الرجل الصالح لا ينزل حتى يرى السلطان، فذهبت معه إليه كما طلبوا..."، وأكرموه لمدة ثلاثة أيام. ويقول ابن بطوطة: لما كان اليوم الرابع جاءني الأقاضي والطلبة وأحد وزراء الشيخ (السلطان) وأتوني بكسوة، وكسوتهم فوطة خِزّ يشدها الإنسان في وسطه وذراعه من المقطع المصري مغلقة وفرجية مبطنة وعمامة مصرية، كما أتوا لأصحابي بكساء، ثم أتينا الجامع، فسلمت على السلطان، ثم قال باللسان العربي: قدمت خير مقدم، وشرفت بلادنا، وآنستنا".

 

عُرفت مقديشو بمدينة الإسلام، مدينة زاهية بهية يعمها الرخاء والسلام وانشغل أهلها بحماية ثغور المسلمين في الجنوب وحمل الإسلام إلى الساحل الشرقي الأفريقي، مدينة تحتفي بالعلم والعلماء وتغدق عليهم ويقصدها طلبة العلم من الساحل الشرقي لأفريقيا. كانت الصومال ملتقى القوافل وطرق الملاحة البحرية ومركز تجاري هام ووسط بين شبه القارة الهندية وأوروبا من جهة والجزيرة العربية والساحل الأفريقي من جهة أخرى. انتشرت الموانئ في الصومال كونها تمتلك أطول ساحل على المحيط الهندي فأصبحت نقطة امتزاج لعادات وثقافات مختلفة ووصلت للصومال منتجات من إندونيسيا والشرق الأدنى وكانت مقصد للتجار من شبه الجزيرة الهندية لما تميزت به من موارد طبيعية غنية واشتهرت بجودة وتنوع منتجاتها، واستمر هذا الحال إلى عهد قريب. ذكرت صحيفة الحياة في 30 تموز 2012 أن أهل الصومال استفتوا قبل 120 عام عن جواز إعطائهم أموال الزكاة لأهل نجد بعد أن ألمت بهم مجاعة، وهذا موثق في مخطوط موجود في العاصمة الصومالية. كان هذا حال الصومال في عصور مضت. أما حالها اليوم فلا يخفى على أحد، لقد أتت على الصومال بعد هذا الرخاء سنون عجاف كأنها قرون، أتى من بعد الرخاء ضنك ومن بعد السعة فقر مدقع حتى بات الصائم يخشى من وصل الصوم لأنه لا يجد ما يفطر عليه. وأتى بعد الأمن والسلام قتل وتشريد وترويع، هذه المدينة الزاهية أصبحت شبح مدينة يعلوها صوت الموت والدمار.

 

تصدرت الصومال قائمة الدول الفاشلة الذي أصدرتها مجلة السياسة الخارجية الأمريكية أخيراً في حزيران 2013م ولم يستغرب أحد أن تكون الدولة الأفشل من أصل 178 دولة ضمها التقرير وبالرغم من استناد التقرير لإثني عشر مؤشراً اجتماعياً، اقتصادياً، سياسياً وعسكرياً إلا أن بعض هذه المؤشرات ليست عالمية (زج بها لفرض النظرة الغربية والحكم بمقاييس منافية لحضارة الأمة الإسلامية مثل ازدياد عدد السكان وسوء توزيعهم والحركة السلبية للهجرات واللجوء) وبغض النظر عن المؤشرات والأرقام فالفشل ظاهر للعيان ولا يحتاج لمثل هذه التقارير حتى أن الصومال أصبحت مضرباُ للمثل في فشل الدولة والكل ينادي في ثوراتهم "لن نصبح مثل الصومال" فأصبح النموذج الصومالي يلخص كل ما هو سلبي وأصبحت الصورة الأبرز عن الصومال هي الحرب الأهلية والاقتتال القبلي والقرصنة والمجاعة والدمار العمراني والاقتصادي والحكومات المتتالية التي تسيطر عليها المليشيات. وتركزت هذه الصورة في الأذهان في العقدين الماضيين حتى أنها محت أي ذكر وأثر لما سواها فأصبحت الصومال رديف الفشل وبات الغرب يعقد المؤتمر تلو المؤتمر لينقذ هذه الدولة وأهلها من هذا المصير المظلم ويهدي لهم النموذج الليبرالي الديمقراطي الذي يصوره على أنه الدواء والشفاء.

 

الدولة الصومالية كان رديفها الفشل من قبل أن يتم إنشاؤها حين قسم مؤتمر برلين عام 1885 الصومال إلى ثلاثة أقاليم، وزعت على ثلاث دول أوروبية استعمارية حيث مُنح الصومال الفرنسي جيبوتي حالياً لفرنسا، والصومال الجنوبي لإيطاليا، والصومال الشمالي أرض الصومال لبريطانيا وحصلت بريطانيا أيضاً على الصومال الغربي أوجادين والصومال الجنوبي الشرقي "إن إف دي" ووهبتهم بريطانيا لاحقاً لكل من كينيا وإثيوبيا متبعة بذلك سياسة فرق تسد للبقاء على صراعات بين الصومال وجيرانه ركز تقسيم البلاد لفجوة داخلية بين شمال الصومال وجنوبه لم تنمحي آثارها ليومنا هذا وبالرغم من العلم الواحد ومظاهر الوحدة بعد الاستقلال الرسمي عام 1960 لم يكن المجتمع نسيج متجانس. كيف يكون الصومال نسيجا متجانسا وقوى الإحتلال قسمت البلاد وحرصت على بث النعرات العنصرية وزرع الفرقة بين القبائل لتكسر شوكة أي معارضة للإحتلال فقربت زعماء القبائل لها كل على حدى وكسبت ولاء بعضهم ليصوروا المستعمر على أنه الأمان والدرع الواقي وواصلت هذه السياسة لما بعد الإستقلال المزعوم.

 

وبالرغم من هذا الماضي الأسود يصر الغرب وأبواقه ليومنا هذا على أن الديمقراطية والنموذج الليبرالي الغربي سيخلق المناخ المناسب لتحقيق توازن قبلي في الصومال بحيث تتوافق القبائل على نظام معين. الغريب في هذه الأطروحة الغربية أنها تفترض أن القبلية هي أساس النزاع في الصومال وما هذا إلا ذر للرماد في العيون وأكذوبة تم تداولها إعلامياً. القبلية موجودة منذ الأزل ولم تضعف المجتمع الصومالي في السابق بل كانت عنصر قوة في المجتمع الصومالي حين نظر لها الناس من منظور إسلامي ووظفها المجتمع في إطار التعارف والتكاتف وصلة الرحم وتفاخرت القبائل بقيم الإسلام والتقرب لله بكل ما يرضيه وكان أكرمهم أتقاهم. القبلية أصبحت سلاح للتقاتل حينما انتشر الفساد واتبع النظام الجمهوري بقيادة محمد سياد بري سياسة الإقصاء والحرمان لكل أعدائه وكثرت المزايدات القبلية من جميع الأطراف مستغلين سياسة المصالح والتوازن الإقليمي التي فرضتها القوى الاستعمارية على المنطقة. القبلية لم تكن السبب في الحرب الأهلية ولا العامل المحرك لها بل كانت أداة من ضمن الأدوات، والسبب الرئيسي في الحرب الأهلية وفشل الدولة الصومالية هو هشاشة النظام الجمهوري وعجزه عن أن يلم شعث دولة صنعها الاستعمار الغربي على عُجالة ووضع لبنة الفرقة بينها بخبث ومكر. دولة افتقرت منذ البداية لمقومات النجاح من فكرة مبدئية تصهر الشعوب وتتوافق مع عقيدتهم ورابطة صحيحة توحد الناس على ما فيه صلاح دينهم ودنياهم ولأنظمة تعالج مشاكل المجتمع وتوفر رؤية ثاقبة لعلاقات الناس السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

 

هذا التكوين السياسي الهش كان له أثر على كل مناحي الحياة وأبرزها النظام الاقتصادي الذي تعرض للمشاريع الغربية التخريبية عبر تدخل صندوق النقد الدولي وبرنامج إعادة الهيكلة الاقتصادية التي حولت مسار الاقتصاد لتجعل من الصومال الذي كان يحقق الاكتفاء الذاتي من الغلال حتى السبعينات من القرن الماضي إلى دولة تعتمد على غيرها. تحول الصومال في عقد من الزمان عبر مغامرات اقتصادية عبثية خبيثة من دولة مصدرة ذات اقتصاد نشط إلى دولة تعتمد على المعونات. ظلت الحكومة الصومالية تلهث وراء مقترحات وأوامر صندوق النقد الدولي من تطبيق سياسات التقشف إلى تخفيض قيمة العملة المحلية (الشلن) مقابل الدولار في 1981 إلى رفع الدعم عن الوقود والسلع الأساسية وإهمال الثروة الحيوانية الغنية مقابل التركيز على زرع الثمار التجارية المرغوبة في الأسواق العالمية وغيرها من السياسات التخريبية. هذا التدمير الممنهج للاقتصاد تبعته سياسة الدول المانحة التي أتت من أزمة الغذاء في الصومال وارتكزت على توزيع المعونات على شكل غلال لتنشر اتكالية وخمول اقتصادي حول الأرض الخصبة لبوار بينما يتفرج عليها المزارعون في حسرة وكمد. بل إن الحال وصل ببعض الهيئات التي تدعي الإنسانية مثل برنامج الأغذية العالمي بأن حاربت المزارعين الصوماليين في قوتهم وقوت عيالهم باستيراد وتوزيع معونات غذائية في موسم الحصاد عام 2011 ليضيع بذلك جهد المزارعين الساعين لإحياء الأرض والعمل على الاكتفاء الغذائي والاستغناء عن المعونات الغربية. لو أرادت هذه الهيئات مساعدة الاقتصاد الصومالي لاشترت الغلال من المزارعين المحليين وقامت بتوزيعها ولكنها هيئات مسيسة. خلاصة القول أن فشل الدولة الصومالية صنع في الغرب وتمت حياكته بعناية ومهارة عبر سياسات أدت لازدياد الفقر والاقتتال على الفتات وكثرة الموت والدمار. كلما زادت مظاهر الفشل كلما تركزت الفكرة في أذهان الجميع "لن نسمح بأن تتكرر تجربة الصومال في أرضنا" .. ولعل مسببات هذا الفشل الذريع لا تخص الصومال وحده. حقاً، الصومال عبرة ومثال لدولة خُلقت لتكون فاشلة، مثال لمؤامرات المستعمر ومكره، مثال على مغبات تطبيق النموذج الديمقراطي الجمهوري مثال على حتمية التحرير الحقيقي من الاستعمار وخيوطه وأذنابه.. أفلا نتعظ !!


( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَتَّقُوا اللَّـهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْ‌قَانًا وَيُكَفِّرْ‌عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ‌لَكُمْ ۗ وَاللَّـهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴿٢٩﴾ وَإِذْ يَمْكُرُ‌بِكَ الَّذِينَ كَفَرُ‌وا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِ‌جُوكَ ۚ وَيَمْكُرُ‌ونَ وَيَمْكُرُ‌اللَّـهُ ۖ وَاللَّـهُ خَيْرُ‌الْمَاكِرِ‌ينَ ﴿٣٠﴾ )

 

 


كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أم يحيى بنت محمد

إقرأ المزيد...

من أروقة الصحافة بوتين : التطرف هو البديل لنظام الأسد في سوريا

  • نشر في أخرى
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 981 مرات

 

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لصحيفة إسرائيلية تصدرها حركة "حباد" اليهودية إن البديل لنظام بشار الأسد في سورية هو الفوضى وحكم راديكالي متطرف.


ونقلت صحيفة "هَموديّاع"، التي تصدر في القدس الغربية، عن بوتين قوله خلال زيارة لمتحف يهودي في موسكو، إن "البديل لنظام الأسد هو الفوضى التي ستسود في المنطقة وهذا أمر ليس جيدا لإسرائيل ولا للعالم".


وأضاف بوتين، الذي قالت الصحيفة إنه تحدث إلى موفدها إلى موسكو، أن "الأفضل لإسرائيل أن يكون لديها عنوان في الشمال من أن تسود حالة فوضى وانتقال الحكم إلى راديكاليين متطرفين.


===================


لا يختلف اثنان على حقيقة أن الهاجس الأمني قد رافق كيان يهود في فلسطين منذ نشأته، فقياداته تدرك أن كيانهم لا أصل له ولا فصل، وأن زراعته كوباء مستشر، تمت بمؤامرة أممية شاركت فيها القوى الكبرى، وهي من يقوم على رعايته والوقوف بجانبه ومده بسبل الحياة كي يستطيع العيش داخل الجسد الإسلامي الذي شابه مرض عضال إبان فقدانه لقلبه النابض المتمثل بدولته الإسلامية، مما أدى حينها إلى وقف ضخ الإسلام كطراز عيش في شرايين الأمة، فهانت وضعفت وفقدت مناعتها في سحق الأمراض والجراثيم المغروسة في جسدها.


إلا أن الحال تغيرت والأمور تبدلت، وبدأت الأمة تستعيد عافيتها وأصبح قلبها ينبض ثانية بأحكام الإسلام العظيم، ويضخ هذه الأحكام في شرايين الأمة، حتى ظهرت علامات تعافيها وتململ المارد داخلها وهبت تحاسب حكامها الخونة المتآمرين مع أعدائها، وكسرت حاجز الخوف وألقت ثوب الاستكانة عن كاهلها، لدرجة أرعبت قوى الشر العالمي من مستقبل دامس ينتظرهم.


إن تحذيرات بوتين هذه لكيان يهود تندرج ضمن إطار الرعب المسيطر على قوى الشر الدولية، فهم يرون بثورة الشام قلبا نابضا بالإسلام، يغذي جسد الأمة بأفكار الوحدة السياسية والاقتصادية والعسكرية، وحكم الإسلام بظل دولة الخلافة، والتحرر والانعتاق من هيمنة الدول الاستعمارية، وتحرير كافة الأراضي الإسلامية المحتلة وعلى رأسها الأرض المباركة واقتلاع الداء السرطاني منها المسمى (دولة إسرائيل)، فكل هذه الطروحات لثورة الشام بعرف محور الشر الروسي الغربي الاستعماري تسمى (تطرف وراديكالية)، وهو ما يحذر منه بوتين، وهو في الوقت نفسه يطمئن يهود من النظام الحاكم في دمشق وإن باعته روسيا صواريخ متقدمة، فهي لقتل الشعب وليست لقتال يهود، ولا داعي لمعارضة هذا الكيان لعقد هذه الصفقات بحسب بوتين.


حقا إن ثورة الشام هي تاج الثورات، وأم الثورات، ففيها ميز الله الخبيث من الطيب بأمور كثيرة، وفيها تكشفت الأقنعة، وعلى صخرتها تكسرت المؤامرات، فكانت ثورة تحمل مشاعل النور للذين آمنوا، ولهيب النار للاستعمار وأذنابه، فنورها بنور الإسلام العظيم وهو سر قوتها، تضيء درب الثورات وتعطيها خير الأمثلة على الثبات على الحق، حتى يأتي أمر الله، لتكون عقر دار الإسلام في الشام.


اللهم اجعله قريبا

 

 


أبو باسل

إقرأ المزيد...

حديث الصيام الحلقة الخامسة والعشرون الخلافة؛ ما هي وما هو دليل وجوبها (1)

  • نشر في أخرى
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1728 مرات

المحاضر: علي العبد الله (الكويت)
الاثنين، 13 رمضان المبارك 1434هـ الموافق 22 تموز/يوليو 2013م

 

 

 




"حديث الصيام" سلسلة من الحلقات الرمضانية اليومية من إنتاج إعلاميات حزب التحرير بمناسبة شهر رمضان المبارك لعام 1434هـ

إقرأ المزيد...

حديث الصيام الحلقة الرابعة والعشرون رمضان شهر النصر والتمكين

  • نشر في أخرى
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1848 مرات

الاثنين، 13 رمضان المبارك 1434هـ الموافق 22 تموز/يوليو 2013م

 

 

 

 



"حديث الصيام" سلسلة من الحلقات الرمضانية اليومية من إنتاج إعلاميات حزب التحرير بمناسبة شهر رمضان المبارك لعام 1434هـ

 

إقرأ المزيد...

حديث الصيام الحلقة الثالثة والعشرون وجوب رفض مسابقة ملكة جمال العالم المزمع عقدها في إندونيسيا

  • نشر في أخرى
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1676 مرات

المحاضر: ديدي تيسشا
الاثنين، 13 رمضان المبارك 1434هـ الموافق 22 تموز/يوليو 2013م

 

 

 

 


"حديث الصيام" سلسلة من الحلقات الرمضانية اليومية من إنتاج إعلاميات حزب التحرير بمناسبة شهر رمضان المبارك لعام 1434هـ

إقرأ المزيد...
الاشتراك في هذه خدمة RSS

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع