الحوار الحي هل هناك مشكلة مياه في العالم؟ ج2
- نشر في تسجيلات قاعة البث الحي
- قيم الموضوع
- قراءة: 554 مرات
الخبر:
روسيا اليوم - 6/5/2013 أكدت كارلا ديل بونتي العضو في لجنة التحقيق الأممية المنبثقة عن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بشأن جرائم الحرب وانتهاك حقوق الإنسان في سورية، إن المحققين جمعوا شهادات أدلى بها ضحايا وموظفون طبيون، تشير إلى أن مقاتلي المعارضة استخدموا غاز السارين. وقالت ديل بونتي في تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي": "خلال تحقيقاتنا بشأن الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب في سورية، قمنا بجمع بعض الشهادات التي تشير إلى استخدام أسلحة كيميائية، وخاصة غازات الأعصاب. لقد بدا لنا أن هذه الأسلحة قد تم استخدامها من قبل المعارضة، وأعني بذلك المتمردين". قائلة: "لم نجد في المقابل أي أدلة على الإطلاق بشأن استخدام الحكومة السورية للأسلحة الكيميائية".
التعليق :
إن مجلس حقوق الإنسان يفتقر لأية إنسانية ولا يقيم وزنا للإنسان، فهو في حقيقته مجلس للحفاظ على حقوق الوحوش البشرية، همه الوحيد تنفيذ الدور المطلوب منه لخدمة أمريكا والغرب وعملائهم من حكام المنطقة، أي إنه لا يعدو كونه أداة من أدوات الاستعمار حاله كحال حاضنته الأم (هيئة الأمم المتحدة) تستغله الدول الكبرى من أجل قلب الحقائق وتزويرها وإخضاعها لمصالح الإمبرياليين القتلة.
فالشعب السوري يتعرض منذ عامين لأعنف هجمة بربرية عرفها التاريخ الحديث، يقودها طاغية أرعن زنديق يأتمر بأمر أمريكا المتوحشة، وتدعمه قوى الشر العالمي بكل السبل الممكنة، عامان ازداد عدد الشهداء فيهما على مئة ألف شهيد ومئات الألوف من الجرحى وملايين المشردين والمهجرين واللاجئين، إلا أن مجلس حقوق الإنسان لا يرى ذلك كله، ولسان حاله يقول لا أسمع لا أرى لا أتكلم إلا بما تمليه أمريكا المجرمة... فتبا لكم ولمجلسكم المتواطئ.
لم يبق إلا أن يدعي مجلس حقوق الإنسان بأن الشعب السوري هو من يمتلك ترسانة الأسلحة المتطورة وغير التقليدية وصواريخ السكود ومعامل السلاح الكيماوي، وهو الذي يقتل نفسه ويحرق البلد ويدمرها على رؤوس أصحابها، بل ربما يدعي أيضا أن الأسد ونظامه البربري هم الضحية!!
كل ذلك من أجل الحفاظ على أركان النظام العلماني الخائن، وتبرير سبب السكوت عن جرائمه الوحشية، وتأليب الرأي العام على الثوار واتهامهم بالقتل والدمار ومساواتهم بالنظام القاتل، بل اتهامهم بما لم يتهموا النظام فيه، سيما وأن الثورة الشامية هي ثورة إسلامية بامتياز، مما يجعلها لا تروق للغرب الكافر المستعمر، فيعمل على تحريك جميع أدواته لخنقها.
الله الله في ثورة الشام، حقا إنها الكاشفة، فلم تُبق كذابا إلا وفضحته، ولا منافقا إلا وكشفته، لدرجة أن أصبح الموقف من ثورة الشام يميز بين الخبيث والطيب، فهي حقا ثورة تغييرية بكل ما تعنيه الكلمة، تقلب الطاولة على رأس النظام الدولي وأدواته الدولية والإقليمية والمحلية، ثورة تمايز الفسطاطين، الإيمان والكفر، ولا ثالث لهما.
فصبرا أهل الشام، فأنتم طليعة الأمة، فلا تهنوا ولا تحزنوا، فقد أحكمت قوى الشر العالمي الخناق على ثورتكم أملا في تطويعها وحرفها ووأدها، فالبشرى لكم بالفرج، فإن مع العسر يسرا، إن مع العسر يسرا.
اللهم انصرهم بالإسلام وانصر الإسلام بهم.
أبو باسل
الخبر:
تناقلت الصحف العربية والأجنبية نقلاً عن رويتر تصريحات وزير السياحة المصري هشام زعزوع الأحد 5/5/2013 من دبي التي جاء فيها أن إعادة بناء قطاع السياحة يشكل أولوية وطنية لبلاده في الوقت الذي تسعى فيه إلى زيادة عدد السائحين بما لا يقل عن 20 بالمئة هذا العام. وأضاف زعزوع أن الحكومة تتبنى "أهدافا متفائلة" للقطاع مؤكداً باللغة الإنجليزية "البكيني (لباس البحر) مرحب به في مصر والخمور ما زالت تقدم" حسب النص المنشور في صحيفة الجارديان البريطانية. كما أشار الوزير لمحادثات مع الأطراف المعترضة وقال "تحدثنا مع هذه الجماعات السلفية وهي الآن تتفهم أهمية قطاع السياحة ولكن ما زال هناك بعض الأفراد من خارج القيادات يتحدثون عن هذه الأشياء". جدير بالذكر أن هذه التصريحات تبعت تنديد الوزير نفسه من تزايد حالات التحرش على الأجنبيات بعد رصد 150 حالة تحرش و3 حالات اغتصاب لسائحات في شرم الشيخ. وقال الوزير خلال مداخلة هاتفية في برنامج "مصر الجديدة" على فضائية "الحياة2" السبت 4/5/2013 "أن موظفي الفنادق يتحرشون بالسائحات وأن العاملين بالسياحة في شرم الشيخ مسؤولون عن أمن وسلامة السياح"، مؤكدا أنه سيتم إغلاق الفنادق التي تم رصد حالات التحرش بها.
التعليق:
اعتلت هذه الحكومة ذات "الأهداف المتفائلة" سدة الحكم بعد وعود بتطبيق الإسلام وحماية المسلمين ونشر الفضيلة في المجتمع وأقبل عليها الملايين آملين في العيش تحت رحمة الإسلام وعدله، فإذا بها تسير على درب أسلافها وتعيد تطبيق سياساتهم لتثبت أنها جديرة بالحكم. أتت للحكم بدون رؤية واضحة أو تصور لكيفية تطبيق معالجات منبثقة من مبدأ الإسلام في ظل هيمنة اقتصاد عالمي رأسمالي فإذا بها تميل كل الميل وتحيد عن الشرع فتارة تبرر القروض الربوية وتارة تثير جدلاً حول رفع الضريبة على الخمور وتارة تمدد للملاهي الليلية وها هي الآن تصرح بالعري والخمور والعياذ بالله. تُخضع العباد والبلاد في المناطق السياحية رهن السائح الأجنبي وقيمه التي تتعارض جملة وتفصيلاً مع قيم المجتمع وكأن هذه المناطق السياحية مستعمرات ليس لمصر وأهل مصر أي سلطة عليها. والعجب العجاب أن تسمح لهم بالعري ثم تستنكر على المتحرش والمعتدي .. أي منطق هذا!!
أمَا تسْتَحيُونَ من الله يا حكام مصر، ما أهمية قطاع السياحة ليصبح "أولوية وطنية" أم أنكم تتبنون أكاذيب المخلوع وَتخدعون الشعب باقتصاد طفيلي هش يعتمد على المكاسب الآنية وجلب العملة الصعبة بأيسر الطرق بينما الاقتصاد شبه منهار!! ألم يكن شعار مرحلة مبارك أن السياحة "رزقك ورزق أبنائك" فكمم الأفواه بها ونشر السياح الأجانب الفساد وعاثوا في الأرض ويسرت لهم الحكومة السبل بينما ذهبت الأموال خارج البلاد مرة أخرى في قضايا فساد مشهورة. أي سياحة تلك التي تنتظرون أن تنقذ البلاد من أزمة اقتصادية طاحنة وتعولون عليها وتعطونها الأولوية على حساب ديننا!! أترددون هذا في أرض الكنانة والخير؟ أنعصي الله ونتعدى حدوده وهو القائل: (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض).
أما بخصوص تفهم القيادات السلفية لأهمية قطاع السياحة فإن كان حديث الوزير خالياً من الصحة فتلك مصيبة وننتظر تكذيبهم وإن كانت صحيحةً فالمصيبة أعظم ونسأل الله العفو والعافية والنجاة من النار ومن الفتن وعلى الوزير إعلان هذه الأسماء ليأخذ المسلمون الغيورون على دينهم حذرهم منهم.
((إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ))
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير:
أم يحيى بنت محمد
قال رسول اللَّه صلى اللهُ عليه وسلم (إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده فقولوا اللهم ربنا لك الحمد فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه) البخاري ومسلم.
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين). (آل عمران 149)
الحمد لله الذي أنزل القرآن رحمة للعالمين، ومنارا للسالكين، ومنهاجا للمؤمنين، وحجة على الخلق أجمعين. والصلاة والسلام على سيد المرسلين, وآله وصحبه الطيبين الطاهرين, والتابعين له بإحسان إلى يوم الدين, واجعلنا اللهم معهم, واحشرنا في زمرتهم برحمتك يا أرحم الراحمين.
أيها المؤمنون:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد: في هذه الحلقة نصغي وإياكم إلى نداء من نداءات الحق جل وعلا للذين آمنوا, ومع النداء السادس عشر نتناول فيه الآية الكريمة التاسعة والأربعين بعد المائة من سورة آل عمران التي يقول فيها الله تبارك وتعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين). نقول وبالله التوفيق:
يقول صاحب الظلال سيد قطب رحمه الله في تفسير هذه الآية الكريمة: "لقد انتهز الكفار والمنافقون واليهود في المدينة ما أصاب المسلمين من الهزيمة والقتل والقرح في غزوة أحد، ليثبطوا عزائمهم، ويخوفوهم عاقبة السير مع محمد, ويصوروا لهم مخاوف القتال وعواقب الاشتباك مع مشركي قريش وحلفائهم .. وجو الهزيمة هو أصلح الأجواء لبلبلة القلوب، وخلخلة الصفوف، وإشاعة عدم الثقة في القيادة، والتشكيك في جدوى الإصرار على المعركة مع الأقوياء وتزيين الانسحاب منها، ومسالمة المنتصرين فيها! مع إثارة المواجع الشخصية والآلام الفردية وتحويلها كلها لهدم كيان الجماعة، ثم لهدم كيان العقيدة، ثم للاستسلام للأقوياء الغالبين! ومن ثم يحذر الله الذين آمنوا أن يطيعوا الذين كفروا. فطاعة الذين كفروا عاقبتها الخسارة المؤكدة، وليس فيها ربح ولا منفعة، وفيها الانقلاب على الأعقاب إلى الكفر. فالمؤمن إما أن يمضي في طريقه يجاهد الكفر والكفار، ويكافح الباطل والمبطلين، وإما أن يرتد على عقبيه كافرا - والعياذ بالله - ومحال أن يقف سلبيا بين بين، محافظا على موقفه، ومحتفظا بدينه، إنه قد يخيل إليه هذا، يخيل إليه في أعقاب الهزيمة، وتحت وطأة الجرح والقرح، أنه مستطيع أن ينسحب من المعركة مع الأقوياء الغالبين وأن يسالمهم ويطيعهم، وهو مع هذا محتفظ بدينه وعقيدته وإيمانه وكيانه! وهو وهم كبير.
أيها المؤمنون:
فالذي لا يتحرك إلى الأمام في هذا المجال لا بد أن يرتد إلى الوراء، والذي لا يكافح الكفر والشر والضلال والباطل والطغيان، لا بد أن يتخاذل ويتقهقر ويرتد على عقبيه إلى الكفر والشر والضلال والباطل والطغيان! والذي لا تعصمه عقيدته ولا يعصمه إيمانه من طاعة الكافرين، والاستماع إليهم، والثقة بهم يتنازل - في الحقيقة - عن عقيدته وإيمانه منذ اللحظة الأولى .. إنها الهزيمة الروحية أن يركن صاحب العقيدة إلى أعداء عقيدته، وأن يستمع إلى وسوستهم، وأن يطيع توجيهاتهم، الهزيمة بادئ ذي بدء، فلا عاصم له من الهزيمة في النهاية، والارتداد على عقبيه إلى الكفر، ولو لم يحس في خطواته الأولى أنه في طريقه إلى هذا المصير البائس.
أيها المؤمنون:
إن المؤمن يجد في عقيدته، وفي قيادته، غناء عن مشورة أعداء دينه وأعداء قيادته، فإذا استمع إلى هؤلاء مرة فقد سار في طريق الارتداد على الأعقاب .. حقيقة فطرية وحقيقة واقعية، ينبه الله المؤمنين لها، ويحذرهم إياها، وهو يناديهم باسم الإيمان: (يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين) وأية خسارة بعد خسارة الارتداد على الأعقاب من الإيمان إلى الكفر؟ وأي ربح يتحقق بعد خسارة الإيمان؟ وإذا كان مبعث الميل إلى طاعة الذين كفروا هو رجاء الحماية والنصرة عندهم، فهو وهم، يضرب السياق صفحا عنه، ليذكرهم بحقيقة النصرة والحماية: (بل الله مولاكم وهو خير الناصرين). فهذه هي الجهة التي يطلب المؤمنون عندها الولاية، ويطلبون عندها النصرة، ومن كان الله مولاه، فما حاجته بولاية أحد من خلقه؟ ومن كان الله ناصره فما حاجته بنصرة أحد من العبيد؟ ثم يمضي السياق يثبت قلوب المسلمين، ويبشرهم بإلقاء الرعب في قلوب أعدائهم، بسبب إشراكهم بالله ما لم ينزل به سلطانا، ولم يجعل له قوة وقدرة، وذلك فوق عذاب الآخرة المهيأ للظالمين: (سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب بما أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا. ومأواهم النار، وبئس مثوى الظالمين).
أيها المؤمنون:
والوعد من الله الجليل القادر القاهر بإلقاء الرعب في قلوب الذين كفروا، كفيل بنهاية المعركة، وضمان لهزيمة أعدائه ونصر أوليائه، وهو وعد قائم في كل معركة يلتقي فيها الكفر بالإيمان، فما يلقى الذين كفروا الذين آمنوا حتى يخافوهم، ويتحرك الرعب الملقى من الله في قلوبهم، ولكن المهم أن توجد حقيقة الإيمان في قلوب المؤمنين، حقيقة الشعور بولاية الله وحده، والثقة المطلقة بهذه الولاية، والتجرد من كل شائبة من شك في أن جند الله هم الغالبون، وأن الله غالب على أمره، وأن الذين كفروا غير معجزين في الأرض ولا سابقين لله سبحانه! والتعامل مع وعد الله هذا، مهما تكن ظواهر الأمور تخالفه، فوعد الله أصدق مما تراه عيون البشر وتقدره عقولهم! (لم ينته الاقتباس).
أيها المؤمنون:
نكتفي بهذا القدر في هذه الحلقة، موعدنا معكم في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى، فإلى ذلك الحين وإلى أن نلقاكم ودائما، نترككم في عناية الله وحفظه وأمنه، سائلين المولى تبارك وتعالى أن يجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا همومنا وغمومنا، اللهم ذكرنا منه ما نسينا وعلمنا منه ما جهلنا وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيك عنا واجعله حجة لنا لا علينا اللهم آمين آمين يا رب العالمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
محمد احمد النادي
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين، ومن اهتدى بهديه بإحسان وعلى بصيرة وإلى يوم الدين.
أما بعد، فبتحية الإسلام أحييكم مستمعينا الكرام، مستمعي إذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير، وحضورنا الأفاضل، حضور قاعة البث الحي لإذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير ، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ونلتقي بكم مع حلقة جديدة من حلقات:
لماذا حزب التحرير؟
إنها التضحية.
امتازت العقيدةُ الإسلاميةُ بأنها عقيدةُ نضال وكفاحٍ، ترتقي بمعتنقِها مراقيَ الفلاح، يَعْمُرُ الدنيا بتوجيهِ منهجِ اللهِ وشِرْعتِه، ويَهديْ الناسَ فيها إلى الصراطِ المستقيمِ، ويَعْمُرُ الآخرةَ بتقوى اللهِ تعالى واتباعِ أمرِهِ واجتنابِ نهيِهِ، يبتغيْ الآخرةَ فيما آتاهُ اللهُ من الدنيا، ولا ينسى نصيبَهُ منها.
يجعلُ العقيدةَ الإسلاميةَ محورَ حياتِهِ، ومركزَ اهتمامِه، ويقدّمُ نتيجةً لذلك ما يلزمُ من تضحيةٍ في سبيلها، فيضحّيْ بمالِه لنيلِ رضوانِ الله، ويضحّيْ بوظيفتِه إنْ كانَ فيها غضبٌ لله سبحانه، ويُعيدُ ترتيبَ أولوياتِه بحسبِ ما تقتضيهِ العقيدةُ، فيضعُها قبلَ ذاتِه، ويقدّمها على حرّيتِهِ إذا لزمَ، وتسبقُ أباهُ وأمّهُ، وأهلَه وولدَه، وعشيرتَه، ومسكنَه وأرضَه وتجارتَه، وعملَه ووظيفتهَ، (قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ و َإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ).
هكذا تَربّى شبابُ حزبِ التحريرِ وشابّاتِه، وعلى هذا بُنيَتْ شخصياتُهم وتكوّنت، وبهذا تشكّلت قيادتُهم، بدءاً من المؤسسِ الشيخِ تقيِّ الدينِ النبهانيّ رحمه الله، ومروراً بالشيخِ عبدِ القديمِ زلوم رحمه الله، والآنَ معَ العالمِ الجليلِ عطاءِ بنِ خليلٍ أبو الرشتة، شخصياتٌ تَربَّتْ على البذلِ والعطاءِ، والتضحيةِ والفداءِ، ضَحَّوْا بكلِّ ما يملكونَ، قَدّموا أحكامَ اللهِ سبحانه وطاعتَه وطاعةَ رسولِهِ صلى الله عليه وسلم على أنفسِهم وذواتِهم، وأهليهِم، وأولادِهم وبيوتِهم وأعمالِهم وعشائرِهم، فهل يظُنُّ عاقلٌ أنْ يقدّموا مصلحَتَهم الذاتيةَ على مصلحةِ الأمةِ بحسبِ ما يقتضيه شرعُ اللهِ تعالى؟
فيا أمةَ الإسلام:
أسلمي لله أولاً، وفوضي أمرَك إليه، ثم سَلّمي قيادتك لحزب التحرير، فهو القائد الحقيقي، الذي يدركُ مصلحة الأمة بحسب أحكام الإسلام، ويقدّمُ هذه الأحكامَ على مصلحته الشخصية، وكل واحدٍ من شبابِه وشابّاته يفعل ذلك، ولا يقبلُ بغيرِ ذلك، وأميرُ حزب التحرير عطاء بن خليل أبو الرشتة، الرؤوف الرحيم بالرعيةِ، وهو العالم بأحكام الله تعالى، ولعله من أكثرِ الناسِ التزاماً بهذه الأحكام، هكذا عرفناه كما عرفنا شباب حزب التحرير وشابّاته، وعرفنا كيف يقوم حزبُ التحريرِ بتدريسِ شبابِه وشابّاته، وليسَ هناك أسرارٌ، ولا أشياءٌ مخفيةٌ يستحيي حزبُ التحريرِ من إظهارِها، بل إنّ باطنَه كظاهرِه، وسريرتَه كعلانيته، لا يخشى في الله لومةَ لائم. ولا شكّ أن مصلحةَ الأمةِ ستكونُ مقدَّمَةً على مصالحِ أفرادِه، بل إنّ حزبَ التحرير لا ينظرُ إلى هذه المسألةِ أعني مسألةَ المصلحةِ، بل إن الحكمَ الشرعيَّ وحدَه هو مقياسُه. وعلى هذا سار حزبُ التحريرِ أفرادُهُ، وأجهزتُه وقيادتُه.
ألم ترَ الأمةُ كيفَ ضَحّى أفرادُ حزبِ التحريرِ بأوقاتهم ليعيشوا بين الأمةِ ومعها، لتفهيمِها الإسلامَ قضيةً لها؟
ألم ترَ الأمةُ كيف ضحّى أفرادُ حزب التحريرِ بحريّاتهم واقفينَ في وجهِ الأنظمةِ الجائرةِ التي تحكمُ بغيرِ ما أنزلَ الله؟ آثروا التضحيةَ بحرياتهم ليقولوا الحقَّ، ويكشفوا هؤلاء الحكامَ للأمةِ، وأميرُ حزب التحريرِ واحدٌ من أفرادِ حزبِ التحريرِ، ضحّى مرات ومرات بحريته في سجون الظالمين في مختلف بلاد المسلمين.
ألم ترَ الأمةُ كيف ضحّى أفرادُ حزبُ التحريرِ بأموالهم في سبيل هذه الدعوةِ، ولا يألو كلُّ قادرٍ منهم على بذلِ كل ما يلزم مما يستطيع في سبيل هذه الدعوة؟
ألم ترَ الأمةُ كيف ضحّى كثيرٌ من أفراد حزب التحرير بوظائفهم وأعمالهم وتجاراتهم الدنيوية، في سبيل تجارةِ الآخرةِ؟
ألم تر الأمةُ الإسلاميةُ كيف ضحى كثير من أفراد حزب التحرير بأرواحهم، قدموها رخيصة في سبيل حمل هذه الدعوة، فاستشهدوا، منهم من استشهد تحت التعذيب، ومنهم من حكم عليه بالإعدام، في أنظمة الحكم الجائرة في مرحلة الحكم الجبري، رحم الله أموات المسلمين وأمواتنا وأمواتكم.
فيا أيتُها الأمةُ الكريمةُ: أسلمي وجهَك للهِ، وسلمي قيادتَك لحزب التحرير، فهو الناصح الأمين، وهو الرائدُ الذي لا يكذبُ أهله، وهو الذي يضعُ مصلحةَ الأمةِ بحسب أحكام الشرع أمامَ كل مصلحة، وهو الواعي على الإسلام بحق، وهو الواعي على الواقع بحق، وهو المخلص الذي لا يبتغي بكل ما يقوم به إلا وجهَ الله تعالى.
فهل عرفت الأمةُ لماذا حزبُ التحرير؟
إنها التضحية
اللهم نصرَك الذي وعدتَ لهذه الأمة، اللهم مكّن لهذه الأمة في الأرضِ على الأيدي المتوضئة من شباب حزب التحرير وشاباته، ومن أبناء الأمة الإسلامية الواعين المخلصين، وعلى يد أميره عطاء بن خليل أبو الرشتة حفظه الله ورعاه، وثبته على الحق والصدع به، ونصره نصراً مؤزراً.
==========
قدمنا لكم من إذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير، حلقة من حلقات:
لماذا حزب التحرير؟
هذا أبو محمد خليفة يحييكم، وإلى اللقاء في حلقة قادمة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير
http://www.hizb-ut-tahrir.info/info//index.php/radio
وقاعة البث الحي لإذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير.