الأربعاء، 30 صَفر 1446هـ| 2024/09/04م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

نفائس الثمرات الْغَيْرَةُ

  • نشر في من حضارتنا
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1268 مرات

 

الغيرةُ غيرتان‏:‏ غيرةٌ على الشيء، وغيرةٌ من الشيء، فالغيرةُ على المحبوب حرصُكَ عليه، والغيرةُ من المكروه أن يزاحمك عليه، فالغيرةُ على المحبوبِ لا تتمُّ إلا بالغيرة من المزاحم ، وهذه تُحمدُ حيث يكونُ المحبوبُ تُقْبَحُ المشاركةُ في حبه كالمخلوق‏ .‏

وأما من تُحسنُ المشاركةُ في حبه سبحانه فلا يُتَصَوَّرُ غيرةُ المزاحمةِ عليه بل هو حسد، والغيرةُ المحمودةُ في حقه أن يغارَ المحبُّ على محبته له أن يصرفَها إلى غيره، أو يغارَ عليها أن يطلع عليها الغيرُ فيفسدها عليه، أو يغارَ على أعماله أن يكونَ فيها شيءٌ لغير محبوبه، أو يغارَ عليها أن يشوبها ما يكرهُ محبوبُهُ من رياء أو إعجاب أو محبة لإشراف غيره عليها أو غيبتهِ عن شهود منته عليه فيها‏.‏

وبالجملة‏:‏ فغيرته تقتضي أن تكون أحواله وأعماله وأفعاله كلها لله، وكذلك يغارُ على أوقاته أن يذهب منها وقتٌ في غير رضا محبوبه، فهذه الغيرةُ من جهة العبد، وهي غيرة من المزاحم له المعوقُ القاطعُ له عن مرضاة محبوبه‏.‏ وأما غيرةُ محبوبه عليه فهي كراهيةُ أن ينصرف قلبُهُ عن محبته إلى محبة غيره بحيث يشاركُهُ في حبه، ولهذا كانت غيرةُ الله أن يأتي العبدُ ما حرم عليه، ولأجل غيرته سبحانه حرم الفاحشة ما ظهر وما بطن؛ لأن الخلق عبيدُهُ وإماؤه فهو يغار على إمائه كما يغار السيد على جواريه- ولله المثل الأعلى- ويغار على عبيده أن تكون محبتُهم لغيره بحيث تحملهم تلك المحبةُ على عشق الصور ونيل الفاحشة منها‏.‏

كتاب الفوائد لابن القيم

إقرأ المزيد...

مع الحديث الشريف  حِرْصُ الْمَرْءِ عَلَى الْمَالِ وَالشَّرَفِ لِدِينِهِ

  • نشر في من السّنة الشريفة
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1017 مرات

 

عَنْ‏ ‏ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيِّ ‏‏عَنْ‏ ‏أَبِيهِ  ‏قَالَ: ‏قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:(‏ ‏مَا ذِئْبَانِ جَائِعَانِ أُرْسِلَا فِي غَنَمٍ بِأَفْسَدَ لَهَا مِنْ حِرْصِ الْمَرْءِ عَلَى الْمَالِ وَالشَّرَفِ لِدِينِه ِ ) . رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح.

قال ابن تيمية رحمه الله تعالى: ( ذم النبي صلى الله عليه وسلم الحرص على المال والشرف وهو الرياسة والسلطان وأخبر أن ذلك فوق إفساد الذئبين الجائعين لزريبة الغنم وذلك إذا أدّيا بصاحبهما إلى الإبطاء عن طاعة الله ومحبته وإتباع هواه فيما أتاه الله، والنكول حال الحرب والقتال في سبيل الله فبهذه الخِصال يكتسب المهانة والذم في الدنيا والآخرة، أمّا إذا ابتغى بالمال والسلطان وجه الله والقيام بالحق والدار الآخرة والاستعانة بهما على طاعة الله والجهاد في سبيله فهذا من أكبر نعم الله تعالى على عباده )

إن حال الأمة اليوم هو كحال حظيرة الغنم التي دخلت إليها الذئاب الجائعة وهم الحكام فهم ذئاب مسعورة تؤذي وتقتل وتعيث الفساد في الأرض تهلك الحرث والنسل، فاستولوا على مال الأمة وثرواتها وألغوا سلطانها ورفضوا إتباع منهج الله تعالى وتحكيم شرعه وعطّلوا الجهاد في سبيله امتثالاً لأمر أسيادهم المستعمرين فأحاط بهم الذل والمهانة إحاطة السوار بالمعصم، ولكي تستريح الأمة وتأمن على دينها ودنياها لا بد من الخلاص من تلك الذئاب، لا بد من قلع تلك الفئة العفنة من الحكام من جذورهم، وهذا لن يكون ألاّ بالعمل الجاد لإقامة دولة الخلافة الراشدة وبتحرك مراكز القوة في الأمة، فيهوي سيف الخلافة على تلك الرقاب فيقطعها فتُذَل في الدنيا وفي الآخرة عذاب عظيم، فتخلوا ساحة الأمة من الذئاب ولا تبقى إلاّ الأسود تصول وتجول حماية لدين الله وحمله إلى العالم.

إقرأ المزيد...
الاشتراك في هذه خدمة RSS

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع