الثلاثاء، 01 ذو القعدة 1446هـ| 2025/04/29م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

ذكرى هدم الخلافة - كلمة الأستاذ أبي إبراهيم

  • نشر في أخرى
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 706 مرات

 الحمد لله رب الأرباب، منزل الكتاب، ومذلل الصعاب، ومسبب الأسباب، ومجري السحاب وهازم الأحزاب.
الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين، ومن تبعه وسار على دربه، ونهج نهجه واقتفى أثره إلى يوم الدين، واجعلنا معهم واحشرنا في زمرنهم برحمتك يا أرحم الراحمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
قال الله تعالى في محكم كتابه وهو أصدق القائلين: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون}.
أيها المسلمون:-
في الثالث من آذار سنة ألف وتسعمائة وأربع وعشرين ميلادية سقطت دولة الخلافة، حيث تآمر الإنجليز وعملاؤهم من العرب واليهود وعلى رأسهم مصطفى كمال وأسقطوا دولة الخلافة العثمانية، بعد أن بقيت فترةً طويلة توصف بأنها الرجل المريض، بسبب بعدها التدريجي عن منهج الإسلام دون أن ينتبه لها أهلها، فأجهز عليها ومزقت بلاد المسلمين مزقاً مزقا، فكان للإنجليز والصليبيين معهم واليهود ما أرادوا، ففعلوا فعلتهم والمسلمون في سبات... نيام... فكان أن تمكنوا من رقابنا، ومن أعراضنا، ومن مقدساتنا، وعاثوا في بلادنا الفساد. ثلاثة أرباع القرن مضت على هذه الجريمة. هذه الجريمة التي آن لنا أن ننهيها، وآن للأمة أن تصحو من سباتها الطويل، أن تنفض غبار الذل وأن تنفض غبار اليأس والتردي عن كاهلها، وأن تضع يدها في يد المسلمين المخلصين لتسير معهم لتصحيح الوضع الذي آلت إليه الأمور لتسقط الثمار المتعفنة التي أثمرها ذلك اليوم، ويعود المسلمون قوةً يحسب لها حساب، ليعود المسلمون وقد أرضوا ربهم سبحانه وتعالى بعد أن أغضبوه بسكوتهم على أهل الكفر والضلال، وبقبولهم هذا الحال المذل الذي لا يرضاه عاقل، ولا يرضاه من في قلبه ذرة من تقوى.
أيها المسلمون:-
اسمعوا واعلموا أن هذا سينتهي ولن يدوم طويلاً وأن الله سبحانه قد وعد بالوحي لنبيه صلى الله عليه وسلم في أكثر من حديث، اسمعوا ماذا قال حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة راشدة على منهاج النبوة، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكاً عاضاً، فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكاً جبرياً، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة" ثم سكت. وهذا الحديث رواه البزار والطبراني في الأوسط ورجاله ثقات.
وكذلك ورد في تاريخ ابن عساكر حديث آخر عن يونس بن ميسرة بن حلبسة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"هذا الأمر -يعني بذلك الخلافة- كائن بعدي بالمدينة، ثم بالشام، ثم بالجزيرة، ثم بالعراق، ثم بالمدينة، ثم ببيت المقدس، فإذا كان ببيت المقدس فثم عقر دارها، ولن يخرجها قوم فتعود إليهم أبداً" وهذا حديث مرسل رجاله ثقات.
هذا يعني أن الخلافة ستعود رغم ما يفعله أهل الكفر والضلال من ذبح للمسلمين في كل مكان، من بطش في فلسطين، وفي بلاد الشيشان، وفي بلاد كشمير، ومن تمزيق لهم في إندونيسيا وغيرها، في الجزائر وفي نيجيريا.
هكذا آل حالنا أيتام على مآدب اللئام، في غياب من يذود عنا... في غياب أمنا الرؤوم... في غياب سيف حقنا -الذي كان بتاراً على رقاب وأعناق أعداء الله. رغم كل هذا الليل ستعود الخلافة بإذن الله على أيدي الشرفاء، على أيدي الأتقياء، على أيدي الضعفاء، رغم أنف كل قوى البطش والغطرسة في الأرض فإن الله سبحانه وتعالى بالغ أمره والله وعد ووعده الحق وقال نبيه ونبيه قوله قول صدق، ونحن على يقين بأن الله سبحانه يمحص المسلمين ليعلم الذين صبروا ويعلم الذين عملوا ويعلم الذين تخاذلوا وتنازلوا وفرطوا بحقوق الأمة. وستكون دولة كبرى بإذن الله، دولة عزة كما كانت، بل ستكون أكبر وأقوى مما كانت بإذن الله العظيم لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لقد زوى الله لي الأرض فنظرت مشارقها ومغاربها وسيبلغ ملك أمتي ما زوي لي منها" وقد زويت كلها لأنه قال "زوى لي الأرض" فهذا يعني أن الدولة القادمة ستمتد في الكرة كلها من مشارقها إلى مغاربها ومن شمالها إلى جنوبها لتحكم روما، بإذن الله، بالإسلام بعد أن تفتحها جيوش الفتح القادمة وتفتح أيضاً لندن وباريس رغم بطشهم ورغم كبرهم وظلمهم وقوتهم التي أغرتهم وأعمت أبصارهم، وأما بلاد الأميركان الذين يعتبرون أرض المسلمين مزرعةً لهم ستهاجمهم يوماً من الأيام جيوش الخلافة التي لا يريدونها أن تعود.
فأذكركم أيها الاخوة في ذكرى هدمها أنها ستعود وما علينا إلا أن نجدّ العمل ونجدّ المسير، وما عليكم إلا أن تضعوا أيديكم في أيدي العاملين الصادقين المخلصين السائرين على طريق النبي محمد صلى الله عليه وسلم ليعود لنا عزنا من جديد، ولتعود لنا كرامتنا، وليعود لنا مجدنا التليد الذي اغتاله كفار الأرض.
أيها الاخوة واعلموا أن أجر العاملين في هذه الأيام أجر عظيم وأجر كبير. فقد قال عمر رضي الله عنه: " كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال أنبئوني من هم أعظم أهل الإيمان إيماناً، قلنا الملائكة، قال: هم كذلك وقد أنزلهم الله هذه المنزلة، قلنا إذن الشهداء الذين استشهدوا مع الأنبياء، قال هم كذلك، فقد أنزلهم الله منزلة الشهادة، قلنا فمن؟ قال: أقوام في أصلاب الرجال يأتون بعدي، يؤمنون بي ولم يروني، ويصدقون بي ولم يروني، يأتون إلى الورق المعلق فيقبلون عليه يتعلمونه ويعلمونه الناس، هؤلاء هم أعظم أهل الإيمان إيماناً " أو كما قال صلى الله عليه وسلم . هؤلاء هم أعظم أهل الإيمان إيماناً، هؤلاء الذين يغبطهم الأنبياء الملائكة يوم القيامة من شدة حب الله لهم لأنهم قبضوا على دينهم كالقابض على الجمر، لأنهم صبروا، تحملوا الأذى في سبيل الله، تحملوا أن ينفوا من الأرض، أن يقتلوا، أن يسجنوا، أن يعذبوا وهم أهل فكر وهم أهل رأي على طريق محمد صلى الله عليه وسلم. وستكون لهم الغلبة بإذن الله ويكون لهم النصر وتكون على أيديهم عزة وشرف عظيم يحققه الله الذي لا إله إلا هو.
اللهم يا رب الأرض والسماء نسألك في ذكرى هدم دولة الإسلام أن تعيد هذا التاريخ وهذه الذكرى وقد أقمت لنا دولة الإسلام وأعنتنا على أن نقيمها دولة قوية... دولة عظيمة... نقهر بها أعدائك يا رب نقهر بها أعدائك يا مولانا وأعداء المسلمين ونحتفل بعدها بها، بذكرى قيامها حتى قيام الساعة رافعين الهامات رافعين الرؤوس معتزين بنصرك يا عزيز يا من بيدك العزة يا من بيدك النصر عجل لنا بالنصر يا ذا الجلال والإكرام استجب لنا وفرّج كربنا واهزم خصمنا ووحد صفنا. اللهم ارحم ضعفنا واجبر كسرنا يا مولانا وكن معنا ولا تكن علينا.
وصلى الله على نبينا المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كتبه الأستاذ أبو إبراهيم

إقرأ المزيد...

ذكرى هدم الخلافة - كلمة الأستاذ أبي أيمن

  • نشر في أخرى
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1292 مرات

 منذ إن انبثق فجر الإسلام والصراع دائر على أشده بين أفكار الإسلام وأفكار الكفر وقد كان هذا الصراع فكرياً ومادياً دمياً وسيستمر على هذه الطريق حتى قيام الساعة ما وجد في الدنيا إسلام وكفر ومسلمون وكفار.
وقد كان هم الكفار منذ اللحظة لوجود الدولة الإسلامية هو إزالة هذه الدولة من الوجود الدولي وإزالة الإسلام كله من معترك الحياة يقتلعون به جذور الدولة الإسلامية من أساسها حتى لا يبقى لها اثر ولا يبقى منها جذر واحد ينبت, ويقتلعون الإسلام من نفوس المسلمين حتى لا يبقى منه سوى طقوس كهنوتية وشعائر روحية.
وقد سلك الكفار لتحقيق هذه الأهداف عدة طرق, فقد اثأروا في البلدان النعرات القومية والنزعات الاستقلالية وحركوا أهل البلاد على الدولة الإسلامية واخذوا يمدونهم بالسلاح والمال للثورة عليها وركزت على العرب والأتراك بشكل خاص, وأثارت النعرات القومية وظهر ذلك بشكل خاص في بغداد دمشق والقاهرة.
وفي الثامن والعشرين من شهر رجب لسنة 1342هـ الموافق للثالث من آذار السنة 1924م وقعت اكبر جريمة في حق المسلمين حيث تمكنت الدول الأوروبية بقيادة بريطانيا من إلغاء دول الخلافة الإسلامية وإقامة الجمهورية العلمانية على أنقاضها وإخراج الخليفة من البلاد فهذا الحدث العظيم الجسيم وهو هدم الخلافة يعتبر منعطفاً خطيراً في الحياة الأمة الإسلامية,وهي منذ ذلك اليوم لم تذق يوماً طعماً للعزة والكرامة, وإنما تجرعت كؤوس الذلة والمهانة ببعد الإسلام عن الحكم والتطبيق, وانه لمن المؤسف حقاً أنه مازال من أبناء الأمة من لم يع بعد عظم هذا الفرض عند الله وهو إقامة الخلافة الراشدة وحاجة الأمة الإسلامية الماسة بل وحاجة البشرية جمعاء إليه وقد حل بها ما حل من فساد في ظل الرأسمالية العفنة، لذلك كانت هذه المناسبة الحزينة جديرة بالتأمل لخطورتها على مستقبل الأمة الإسلامية ولاتخاذ العبر منها فهي إذن ذكرى حزينة وأليمة لأنها تتعلق بسقوط أعظم دولة عرفتها البشرية، وبسقوطها سقطت المفاهيم الدولية المبنية على المبادئ والقيم الرفيعة وحلت محلها المفاهيم الدولية المبنية على المصالح والأهواء والماديات، وبسقوط الدولة الإسلامية لم يبق للأمة الإسلامية دولة حقيقية تمثلهم، ولم يعودوا يحيون في جماعة إسلامية يقودها خليفة مبايع شرعاً على العمل بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وبفقدان دولة الخلافة فقدت الأمة حظيرة الإسلام ومحيط دائرته ومربع رعاياه، ومرتع سائمته التي بها يحفظ الدين ويحمى، وبها تصان بيضة الإسلام وتسكن الدهماء وتقام الحدود فتمنع المحارم عن الانتهاك وتصان الأنساب عن الاختلاط وتحصن الثغور فلا تطرق.
أيها المسلمون: في ذكرى هدم الخلافة لا نريد أن نقف في هذه اللحظة نندب حظنا ونتأسى على ما هذه الفاجعة العظيمة أو نتأوه عليها ونتمنى عودة ماضيها المشرق فقط ولكن نريد أن ندرك أموراً تبعث الأمل في النفوس وتحيي الهمم الميتة، وتدفع الهمم الضعيفة قدماً للأمام وذلك بذكر حقائق عن موعود الله عز وجل عن الخلافة الراشدة الموعودة بعد قيامها وتحققها في أرض الواقع، فالخلافة الراشدة الموعودة أصبحت بإذن الله حقيقة واقعة وأصبحت كل مقومات قيامها موجودة بحمد الله في أرض الواقع ولم يبق إلا إذن الله عز وجل بقيامها في بقعة من الأرض هو أعلم بها.
أيها المسلمون: إن ما تحياه الأمة هو معركة حقيقة أطرافها
أ‌- الكفار ومن تبعهم، فهم يحملون مشروعا استعماريا لإبقاء هيمنتهم على الأمة ومشروعهم هذا أخذ أسماء متعددة وأشكالاً مختلفة، أسماء كالاستقلال والحرية والديمقراطية والشرق الأوسط الكبير وأشكالاً كالاحتلال المباشر وفرض التوصيات الاقتصادية والسياسية على المنطقة.
ب‌- والطرف الآخر في هذه المعركة هم الساعون للتغيير ومن سار معهم والتف حول دعوتهم، وفي خضم هذه المعركة استطاع الطرف الأول وهم الكفار وبمكر خبيث أن يدخلوا اليأس والإحباط لدى بعض المسلمين عبر التشكيك بإمكانية نجاح هذا المشروع من جديد وإمكانية كسب هذه المعركة وفق المعطيات الحالية، والحقيقة التي لا يمكن لمبصر أن يتغاضى عنها أن الأمور تسير على غير ما يهوى الكفار وأن سحرهم قد بطل وكيدهم قد فشل وفألهم قد خاب وأن ما تحياه الأمة لخير شاهد على ذلك.
فقبل هدم الخلافة حدد الكفار غايتهم في صراعهم مع المسلمين في أمرين اثنين:
أولهما: العمل على ضرب الفكرة الإسلامية ومحاولة إدخال المفاهيم المغلوطة عليها واستبدالها بمفاهيم غربية.
وثانيهما: هو هدم الخلافة فعلى صعيد حرب الفكرة الإسلامية عمد الكفار إلى إرسال الحملات التبشيرية لزعزعة أفكار وعقائد المسلمين وسعوا إلى حرب اللغة العربية باعتبارها لغة القرآن، وإلى إدخال مفاهيم غربية بدعوى أنها لا تعارض الإسلام أو هي من الإسلام وجندوا لذلك علماء ومشايخ وحركات وجمعيات وأحزاب ووسائل إعلام من فضائيات وإذاعات وصحف وكتب ومفكرين ووضعت مناهج لتعليم لأجل هذا الغرض.
أما على صعيد العمل على هدم الخلافة فقد استطاع الكفار هدمها منذ أكثر من ثمانين عاماً بعد حالة الضعف التي عاشتها الخلافة وقد قاموا بخطوات عدة منها:"
1- وضعوا في ذاكرة المسلمين أن الخلافة جائرة ظالمة وخاصة العرب مستغلين بعض التصرفات الخاطئة من بعض المسؤولين.
2- عملوا على تمزيق الأمة الإسلامية إلى دويلات متصارعة ومتناحرة.
3- نشروا فكرة القومية والوطنية والقبلية والجهوية بين أبناء الأمة.
4- جعلوا من الدول الكرتونية التي أقاموها حارساً لهم على الأمة خشية أن تتحرك نحو الإسلام السياسي ونحو الخلافة.
5- أوجدوا عشرات الآلاف من الجمعيات التي تهدف لضرب مشروع نهضة الأمة مثل جمعيات حقوق المرأة وحقوق الطفل وحقوق الحيوانات.
وكان الطرف الآخر الذي يعمل لإنهاض الأمة ليس له من الوسائل عشر ما يملكه الطرف الأول، إنهم لا يملكون مؤسسات ولا جمعيات ولا دول، وهم لا يملكون سوى المنهج والكلمة لا يملكون سوى إيمانهم بهذا المبدأ العظيم وبصيرتهم بالحق وسيرهم على خطى سيدهم محمد صلى الله عليه وسلم، وهم بالرغم من الجهود الجبارة التي بذلت من قبل الكافر ما عادت تقبل عن الإسلام بديلاً ولا عادت تقبل الإسلام المداهن للحكام ولا الإسلام الأمريكي والأوروبي أو الإسلام المعاصر، أو الإسلام الوسطي وهي لا ترضى إلا بالإسلام النقي بديلاً عما سواه، حتى أصبحت دعوة الخلافة هي البضاعة والصناعة للأمة وأصبحت محط أنظارها وأملها في الخلاص، بل إن وعي الأمة على دينها وعلى الخلافة يزداد يوماً بعد يوم، ورأيها العام أصبح رأياً منبثقاً عن وعي عام على الإسلام.
أيها المسلمون: إن الكفار قد أجمعوا كيدهم صفا لحربكم ولحرب عقيدتكم وخلافتكم المنشودة رمز عزتكم ونهضتكم، وها هم يقاتلونكم في آخر الخنادق، فالمعركة خطيرة جداً والظرف حاسم فلا يؤتين من قبلكم فسارعوا قبل فوات الأوان للعمل مع من نصبوا نحورهم وأنفسهم لأجل نهضتكم وعزتكم حتى تسرعوا عجلة التغيير وتحققوا مشروع النهضة فتفوزوا بالنصر والتمكين في الدنيا والآخرة.
أيها المسلمون: لقد تداعت عليكم الأمم بعد زوال الخلافة وأصبحتم نهباً لكل طامع، وأصبحت بلادنا ميداناً لكل متصارع، وأصبح المسلم غريباً في وطنه يلاحق ويعتقل ويضيق عليه في معاشه، وصارت الدعوة للخلافة جريمة كبرى تلاحق في بلاد المسلمين وفي غير بلاد المسلمين.
أيها المسلمون:
هذا هو حالكم بعد زوال الخلافة ذل وهوان وتداع للأمم عليكم وهذا هو حال العاملين لإعادة الخلافة، يلاحقهم الكفار والمنافقون في الشرق والغرب، وذلك لأنهم يعلمون ما هي الخلافة وماذا تشكل لهم من خطر ماحق صاعق نتيجة طغيانهم وفسادهم وإفسادهم فاثبتوا على عقيدتكم فأنتم خير أمة أخرجت للناس وأنتم أتباع محمد صلى الله عليه وسلم وأجدادكم هم الخلفاء الراشدون، والقادة الفاتحون أنتم أحفاد الأتقياء الأنقياء الأقوياء، أحفاد فاتحي الأندلس وناشري الحضارة فيها أحفاد المعتصم الذي قاد جيشاً كبيراً لإغاثة امرأة ظلمها رومي فقالت وامعتصماه، أنتم أحفاد الرشيد الذي كان يخاطب السحاب أمطري حيث شئت أيتها الغيمة سيأتيني خراجك، أنتم أحفاد الناصر صلاح الدين قاهر الصليبين، أنتم أحفاد محمد الفاتح الذي فتح القسطنطينية والذي شرفه الله بمدح رسوله له "نعم الأمير أميرها ونعم الجيش جيشها" أنتم أحفاد عبد الحميد الذي لم تغره الملايين الذهبية التي عرضها عليه اليهود لخزينة الدولة في وقت كان أحوج ما يكون إليها حيث قال قولته المشهورة "إن عمل المبضع في بدني لأهون علي من أن أرى فلسطين قد بترت من دولة الإسلام".
أيها المسلمون: إن حزب التحرير يعاهد الله ورسوله والمؤمنين أنه مستمر في عمله لإقامة الخلافة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قد بشركم بعودتها خلافة راشدة والحزب مطمئن بإقامتها، فشاركوه إقامتها تنالوا الخير والأجر معه، فالمشاركة في إقامة الخلافة ليست كالتصفيق لها بعد قيامها ولا يفوتنكم ذلك اليوم المشهود، فالعمل مع الحزب قبله ليس كالعمل معه بعده {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ ....}الأنفال24.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبو أيمن

إقرأ المزيد...

ذكرى هدم الخلافة - كلمة الاستاذ أبي شهاب

  • نشر في أخرى
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 765 مرات

 الصلاة والسلام على نبينا الأمين وعلى آله  صحبه أجمعين, وعلى من سار على دربه بوعي وإخلاص إلى يوم الدين.

{ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا و هب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب}

أيها المسلمون: أحييكم بتحية الإسلام: السلام عليكم و رحمة الله و بركاته, و بعد
فإني و الله لست من أرباب الخطب و لا من أصحاب الكلام رغبة في الكلام, و لكنها أمانة التذكير و التبليغ، حيث يقول رب العزة: ((فذكر إنما أنت مذكر))، و يقول: {إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا}.

تمر علينا هذه الأيام ذكرى أليمة حزينة, هي ذكرى هدم دولة الإسلام, دولة الخلافة, بعد تكالب دول الكفر عليها و قد جندوا لهذه المهمة من هم من أبناء جلدتنا, من خونة العرب و الترك فهوت صريعة لا حراك فيها, فتشفى بها أعداؤها و قالوا للمسلمين متحدين: لقد ذبحت لكم دولتكم فهل من منازع؟ فوصل المسلمون إلى الحضيض في الهبوط الروحي و التخلف المادي و التأخر الفكري و الانحطاط السياسي و دمرت العلاقات الإسلامية في المجتمع و حلت محلها العلاقات الرأسمالية و الروابط القومية, أي روابط العصبية القبلية و الوطنية, و لم يبق من أفكار الإسلام إلا أحكام العبادات, و من المشاعر الإسلامية إلا المشاعر الكهنوتية.

و هذا كله وعى عليه الكافر المستعمر أكثر من أبناء المسلمين, فشارفت الأمة على الانقراض, فمحيت سيماها المميزة و دمرت فضائلها الخاصة و انعدمت من جرائه نفسيتها الخيرة و ذابت منها شخصيتها الإسلامية فمات الشعور بمرارة الهزيمة أمام الكفار و لم يعد يحس بها إلا القليل ممن لا يؤثرون كثيرا في سير الحياة.

أما كيف تعيد الأمة مكانتها القديمة و تعود خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف و تنهى عن المنكر؛ فإن ذلك لا يتأتى إلا برجوعها إلى النقطة الأولى التي بدأ منها الانزلاق، فيرجعوا إلى دينهم و يشمروا عن ساعد العمل المخلص و الواعي إلى أن يعودوا إلى مكان الصدارة بين الأمم.

فالمسلمون لا يزالون مسلمين, رغم كل ما هم عليه؛ فلا تزال عقيدتهم عقيدة إسلامية, و الإسلام لا يزال في أصوله: الكتاب و السنة كما كان في أيام الرسول عليه الصلاة و السلام.

و لا يزال استنباط الأحكام الشرعية ممكنا و كذلك كيفية الاستنباط. فليس هناك نقص في اعتقاد المسلمين بالإسلام و لا هناك تغير في الإسلام و إنما هناك فقط زعزعة في الثقة بالأفكار و الأحكام المنبثقة عن العقيدة الإسلامية, ترتب عليها إيجاد خلل في كيان الأمة مما جعلها على حافة الهاوية تشرف على خطر الفناء.

فالعلاج إنما يكون بعلاج الزعزعة التي حصلت في الثقة بالأفكار و الأحكام المنبثقة عن العقيدة الإسلامية.

و الغاية من العلاج هي: إنهاض الأمة و إعادة الدولة لاستئناف الحياة الإسلامية و حمل الدعوة الإسلامية رسالة هدى و نور إلى العالم. و هذا هو بيت القصيد. فلا بد أن تكون الخطوة الأولى في إعادة الثقة بالإسلام من أجل إنهاض الأمة و إقامة الدولة حتى تنطق الوقائع الملموسة و الحوادث الجارية بصحة أفكار الإسلام و أحكامه حتى يوجد البرهان العقلي و الشعوري الذي يوجد القناعة بهذه الصحة, و هذا لا يتأتى إلا بحمل الدعوة الإسلامية بالطريق السياسي, أي بالعمل لإقامة الدولة الإسلامية عن طريق الأفكار الإسلامية الملموسة في واقع الحياة.

أيها المسلمون: إننا منكوبون ببلائين: أحدهما أن حكامنا عملاء للكفار المستعمرين, و ثانيهما أننا نحكم بغير ما أنزل الله أي بأنظمة الكفر . فالفرض عليكم أن تكافحوا العملاء لكشفهم و فضح أعمالهم و كذلك مكافحة نظام الكفر لإزالته و إقامة سلطان الإسلام و حكم القرآن. و بهذا أتوجه إليكم أيها المسلمون جميعا أن ارجعوا إلى لله و قووا صلتكم به و استمدوا العون منه و توكلوا على الله حق التوكل و اجعلوا نوال رضوان الله تعالى المثل الأعلى في الحياة. فإن إنقاذ أمتكم إنما هو من أجل نشر دين الله و إعلاء كلمته و إيصال الرحمة لخلق الله, و جلب السعادة لعباد الله و هو يعني أن يشدخ نافوخ الكفر, و أن يحطم رأس الطاغوت و يسحق الضلال و الإلحاد, و هذا لا يتم إلا بكفاح مرير بسلاح الفكر المستنير و من ثم بجهاد صادق لإعلاء كلمة الله.

كما أتوجه إلى العلماء المسلمين فأقول لهم: كونوا حقا ورثة الأنبياء و سيذكركم التاريخ بالتكريم و العرفان إن كنتكم عند حسن ظن أمتكم بكم و قلتم الحق عند سلطان جائر و إلا سينساكم التاريخ و تطويكم السنون. فلا تسكتوا عن حق وجبت إذاعته ولا تكتموا حكما شرعيا في قضية أو مشكلة خاصة إذا تعلقت بتصرفات الحكام. و أذكركم بقول الله تعالى: {إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله و يلعنهم اللاعنون}. كما أتوجه إلى أهل القوة من المسلمين أن هبوا لنصرة الإسلام و أبعدوا عنكم الخوف و الجبن, فهاهم حكامنا مشغولون بكراسيهم و بولاية عروشهم ويحاولون شراء ذمتكم لتكونوا عونا لهم و تحاربوا حملة الدعوة و تتجسسوا عليهم ....فالعمر قصير و الرزق محدود فكونوا أنصار الله، { يا أيها الذين امنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى ابن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله فآمنت طائفة من بني إسرائيل و كفرت طائفة فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين}.

و في ختام كلمتي هذه أذكر المسلمين بأنهم مسؤولون عن حمل رسالة الإسلام و تبليغها للناس كافة و سيكونون شهداء عليهم يوم القيامة. { و كذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس و يكون الرسول عليكم شهيدا}.

و الأمة الوسط هي أعلى الأمم و أعدلها و أرقاها. و حتى تكون الأمة الإسلامية شاهدة على الأمم لا بد لها أن تطبق الإسلام كاملا على نفسها أولا, و هذا لا يكون إلا بوجود دولة لهم ؛ ففيها حياتهم { يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله و الرسول إذا دعاكم لما يحييكم} و يقول كذلك: { أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس, كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها, كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون} صدق الله العظيم.

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أبو شهاب

 

إقرأ المزيد...

ذكرى هدم الخلافة - كلمة الاستاذ ابي العبد الثابت

  • نشر في أخرى
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 876 مرات

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم وسار على دربهم بإحسان إلى يوم الدين.

نذهب على هدم الخلافة سنة بعد سنة, والنفس تزداد شوقا, والعزم توكلا على الله؛ لإعادتها خلافة راشدة على منهاج النبوة, إحقاقا لحق الله تعالى وحده في التشريع والحكم والعبادة.
ونحن إذا كنا نعتبر أن تاريخ هدمها كان في الثامن والعشرين من شهر رجب عام 1342هـ , فإن لها تاريخا آخر موافقا ً هو الثالث من آذار عام 1924م.
ولا يسعنا عند مرور هذه الذكرى في التاريخ الميلادي إلا أن نذكرها, فإنها في قلوبنا, وتشغل عقولنا, وتستغرق اهتمامنا في كل لحظة, كيف لا, وعبادة الله الحق لا تتحقق إلا َّ بوسطاتها.
وهذه صرخة من الأعماق للأمة لتكون معنا في همنا واهتمامنا: يا أيها الذين آمنوا كونوا معنا لنحكم الإسلام في حياتنا كلها. كونوا معنا لنتعاون على القيام بهذا الواجب الذي فرضه الله علينا. كونوا معنا لإقامة الخلافة طاعة لأمر نبينا الحبيب صلى الله عليه وسلم.

• الخلافة أيها الإخوة المؤمنون،هي تاج الفروض, وهي جامع الأحكام, وبها يقوم الدين ويظهر على الدين كله, وبها نملك الدنيا, وتأتينا صاغرة, وبها نتوسط الأمم كما تتوسط الجوهرة العقد, وكما يتوسط العمود الخيمة.

• فبالخلافة نحيا في ظل النظام الأهدى والأقوم, فتحفظ حقوق الرعية رجالا ً ونساءً, مسلمين وأهل ذمة, بل وحقوق الحيوان وحق البيئة.

• وبالخلافة نقضي على منكرات الحكم, ومنكرات السوق, ومنكرات الشوارع, ومنكرات الأفراد.

• وبالخلافة سيقف المسلمون في وجه الاستكبار العالمي المتمثـل بدول الغرب الرأسمالية الكافرة وعلى رأسهم أمريكا نـُصرة ً للشعوب المستضعفة.

• وبالخلافة نعود أمة واحدة فتلغى الحدود والحواجز. قال تعالى: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ } ( الأنبياء 92 )

• وبالخلافة يزول التشرذم والفرقة وحكم الرويبضات, ويُرفع عنا الذل والهوان.

• وبالخلافة لن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا ً.

• وبالخلافة يتوقف الاعتداء على المسجد الأقصى وما حوله, وتعود إليهما البركة, ويتوقف يهود وأميركا عن استباحة الدم والمال والعرض.

• وبالخلافة يتمكن طالبو الشهادة في سبيل الله من القيام بالجهاد.

• وبالخلافة تقام الحدود التي شرعها الله تعالى لعباده.

• وبالخلافة سنتمكن من امتلاك قرارنا السياسي وإرادتنا الحرة, فدولتنا يقطنها مليارٌ ونصفٌ من الناس أو يزيد, ولها موقع استراتيجي, وتمتلك مقدرات هائلة وطاقات فذة, ولها تاريخٌ واحدٌ, ودينٌ واحدٌ, وقرآنٌ واحدٌ, ورسولٌ واحد.

• وفي ظل الخلافة ستقوم أحزاب وجماعات وهيئات للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتحثنا على تنفيذ أوامر الله. وهذا سيفتح المجال واسعا ً لمحاسبة من يريد ظلما ً, أو فسقا ً, أو فجورا ً للمسلمين.

• وبالخلافة تعود المرأة المسلمة إنسانة لا سلعة.

• وبالخلافة لن تكون هناك ديموقراطية, ولا علمانية, ولا ليبرالية, ولا اشتراكية, ولا قوميات, ولا عصبيات, أو من يبغي إشاعة المنكرات, أو نشر الرذيلة.

• وبالخلافة سيتمكن طالبو الحج من تأدية هذا الركن دون ضريبة ولا رسوم, وسيتمكن المسلمون من الصوم دون شك ولا تشكيك بين الحكومات من رؤية الهلال أو عدمه.

• وبالخلافة يرفع عن كواهلنا ما أثـقلها من ضرائب ومكوس.

•وبالخلافة تلغى دوائر المباحث والمخابرات والأمن السياسي وجهاز أمن الدولة الجاثمة على صدورنا, قال تعالى : { وَلَا تَجَسَّسُوا} ( الحجرات 12)

• وبالخلافة نضمن مناهج تعليم إسلامية حقة, وبها نضمن اللحاق بركب التكنولوجيا, وبها نلغي البيروقراطية والرشوة والفساد الإداري.

• وبالخلافة نحفظ الأمة من فساد الفضائيات التي ترعاها حكومات الرويبضات اليوم.

• وبالخلافة تحفظ الأمة من نهب البنوك الربوية وتطفأ حربها مع الله.

• وبالخلافة يَضْمَنَ كلُّ مسلمٍ حاجاته الضرورية, ويتوفر للمسلمين حاجاتهم الأساسية.

• وبالخلافة لا يبقى للدولار تحكم باقتصادنا, ولن يكون لمجلس الأمن الدولي دَورٌ في مصيرنا, ولن يتدخل البنك الدولي في شؤوننا.

• وبالخلافة يعود النفط نعمة ً للمسلمين جميعا ً, ولن يكون المال دُولة ً بين الأغنياء فقط.

• وبالخلافة ستسهل، طريق التصنيع، ثقيلة ً وَمُتوسطة ً وخفيفة.

• وبالخلافة ستجذب الأموال التي هاجرت, وستشجع عودة الأدمغة التي هُجِّرت, وإليها ستعود القوة العاملة التي اضطرت للسفر غربا ً.

• وبالخلافة سننمي بذرة الصناعة والزراعة, وسيجتمع المال مع الخبرة, وسيقضى على الحواجز الجمركية, وتفتح أبواب الأسواق الإسلامية على بعضها.

يا أيها الذين آمنوا كونوا معنا, واعملوا معنا لإقامة الخلافة كما كانت زمن الخلفاء الراشدين المهديين. فلنعمل معا اعتصاما بحبل الله.

قال تعالى: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }. ( آل عمران 103 )

فالاعتصام بحبل الله فرض علينا جميعا, أي فرض على كل واحدٍ منا, وهو نعمة ٌ تبعدنا عن شفا حفرة النار, وعن الفرقة والتشرذم والعداوة, ولا يضمن ذلك إلا الخلافة.
فإلى العمل معنا لإقامة الخلافة تاج الفروض وجامع الأحكام, ندعوكم, ففيه عز الدنيا وكرامة الآخرة.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

إقرأ المزيد...

ذكرى هدم الخلافة - كلمة الاستاذ أبي بكر

  • نشر في أخرى
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 760 مرات

 منذ ثمانية وثمانين عاماً حدث أعظم حدث في تاريخ الإسلام الحديث، حدثٌ كان له ما بعده، حدثٌ قسم المسلمين لدويلات عديدة، وعبدهم الطواغيت الرأسمالية، هذا الحدث هو نجاح دول الكفر مجتمعة وبمعاونة من فئة خائنة مجرمة من أبناء جلدتنا من إسقاط دولة الخلافة وإبعاد الإسلام عن تسيير أمور الحياة والحكم والاستماتة في خلع الإسلام من جذوره ومن قلوب معتنقيه.
أيها السادة: لم أكتب هذا المقال لأندب كما يندب النادبون، ولا أذكر هذه الذكرى الأليمة جرياً على عادة ما يفعله البعض من تذكر أمر مضى لإراحة النفس من هم كبير بالتنفيس عن عواطف حبيسة، وأحزان مكبوته ولأقنع نفسي بأنني فعلت ما يجب علي فعله. إنني أكتب أيها السادة ليعلم الجميع ويحس الجميع بفظاعة الحدث، وليعلم الجميع أيضاً أن الندب ليس بكاف، بلا لا بد من أخذ العبر لنحقق القول المشهور: السعيد من وعظ بغيره، والشقي من وعظ بنفسه.
أيها السادة: لقد كان سقوط الخلافة جريمة ما بعدها جريمة كما كان حصاد عمل امتد قرونا عديدة، أحبك فيها أعداء الإسلام عناصر وخيوط الجريمة إذ أيقن الكفار المستعمرون أنهم وحدهم لن يستطيعوا إسقاط الخلافة، ولهذا عملوا دون كلل أو ملل على إيجاد طابور خامس متمثلاً بفئة مارقة منافقة محسوبة على المسلمين ليتولوا جميعاً كبر هذا العمل الفظيع، ولهذا سهر الكفار المستعمرون على زرع هؤلاء العملاء في كل جهاز من أجهزة حكم الدولة الإسلامية وكل ناحية من نواحي الحياة وكل ركن من أركان الدولة وكان من الترهات التي زرعوها في أذهان المسلمين أن الإسلام هو سبب تأخر المسلمين، وأن الإسلام عاجز عن حل مشاكل المسلمين، وأن الإسلام لا يستطيع مجاراة العصر الحديث، وانطلت هذه المقولات الكاذبة على المسلمين، ففقدوا ثقتهم بدينهم وبالتالي فقدوا ثقتهم بأنفسهم وبقدراتهم فران العجز والكسل على كثير من النفوس واستسلم المسلمون للقدرية الغيبية التي نهينا عنها فأصبح المسلمون تبعاً لذلك يطلبون الخلاص والنجاة والرفعة والتقدم من غير الإسلام، وأيم الله إنها كانت طامة كبرى كان لها ما بعدها، إذ أخذ المسلمون يعتقدون أن الكفار لا يريدون بهم الشر وإنما يبغون لهم الخير والعز والتقدم، تماماً كما فعلت أمريكا وغيرها من أعداء المسلمين في الوقت الحاضر عندما غزت بلادهم لتحريرهم وليس لاستعبادهم ونشر الأفكار الديمقراطية الراقية على زعمهم فاستأنس العملاء بأعدائهم واستوحشوا من إخوانهم فكانت النتيجة كما ترون.
أيها السادة: ليست الفظاعة ما يدبره لنا الكفار المستعمرون فهم أعداء وليس هذا بمستغرب منهم ولكن الفظاعة كل الفظاعة والجسامة كل والجسامة أن تتولى فئة مارقة خائنة مجرمة من أبناء جلدتنا كبر ما يخططه لها أسيادها الكفار المستعمرون، ولقد ولغت هذه الفئة الخائنة في الخيانة والنذالة حتى النخاع، وقد أدرك بعضهم بعد فوات الأوان فظاعة أفعاله، وصرح البعض بذلك، إذ صرح بعض أركان جمعية الإتحاد والترقي كأنور باشا وطلعت باشا أنهم كانوا ضحايا لمكائد ومؤامرات أعداء الإسلام كالدول المستعمرة الكافرة الخبيثة وبعض الجمعيات الخبيثة كالماسونية وغيرها، ولكن العجب كل العجب أن يبقى عدداً كبيراً من هؤلاء العملاء يحمدون فعالهم الخبيثة بل ويحتفلون بسقوط الخلافة ويعتبرونه مجداً وثورة كبرى يجب أن يحتفل بها وخاصة من يدعون كذباًَ وزوراً رفعة في النسب ومجداً كانوا أهله! عجباً لهؤلاء كيف قبلوا ويقبلون الآن أن يسموا بأسمائهم وأن يعتبروا أنفسهم رجالاً وبشراً، فلقد وصلوا في الخيانة مدى بعيداً ووصلوا في النذالة درجة تترفع عنها الكلاب والخنازير وإنني أعجب كيف يرضى أبناؤهم الانتساب إليهم بعد أن انكشف المستور وسقط القناع والنقاب عن هذه الوجوه النجسة وسيأتي اليوم العظيم إن شاء الذي سيتبرأ هؤلاء وأولادهم من فعالهم الخسيسة وأفعالهم الدنيئة.
أيها السادة: لقد كان فظاعة عمل العملاء مذهلة ولكن الأشد منه فظاعة عدم اتخاذ العلماء المخلصين والمثقفين الواعين وأغلب أفراد الأمة الإجراء المناسب لإحباط مكائد المستعمرين والعملاء هذا الإجراء الذي كان يجب أن يصل إلى حد الحياة أو الموت فكيف انطلى هذا التضليل على المخلصين من أبناء الأمة؟ وكيف قبل المسلمون أن تقسم ديارهم وتحتل أوطانهم؟ بل كيف قبلوا أن يوضع الإسلام على الرف، ويبعد الإسلام عن تسيير دفة أمور الحياة والحكم؟ بل كيف قبلوا أن يحكموا بأحكام الطاغوت أحكام القانون الوضعي الفرنسي والبلجيكي والإنجليزي؟ بل كيف قبلوا أن تلغى الخلافة التي كانت تجمع شملهم وتلم شعثهم؟
أيها السادة: إن ضياع الخلافة كان أمرا جللا وكان مما لا يحتمل وقوعه ومما لا يصدق حدوثه، لقد ذهل المسلمون في الماضي بعد سقوط الخلافة العباسية على يد التتار ولم يصدقوا ما حدث، ولهذا فسرعان ما أعاد المماليك في مصر قيام الخلافة من جديد.
أيها السادة: أقول هذا بعد بحث كبير واستقراء للتاريخ عظيم إن الفقهاء المسلمين لم يجتهدوا الاجتهاد المطلوب في إيجاد آلية لإعادة الخلافة من جديد ليس لقصور منهم أو لجهل منهم وإنما لم يفعلوا ذلك لأن الاجتهاد يكون في المسائل العملية وليس في المسائل النظرية أو المفترضة ولم يكن متصوراً أيها السادة أن تلغى الخلافة أو أن يعيش المسلمون بدون خليفة فتصوروا فظاعة أن يعيش المسلمون دون خلافة وأن يرضى المسلمون أن يتحاكموا إلى الطاغوت. لقد سعى أسلافنا المماليك لسحق التتار وإعادة الخلافة واتخذوا القاهرة عاصمة للخلافة، ثم سلم المماليك الراية للدولة العثمانية بعد أن تولت الدولة العثمانية توحيد بلاد المسلمين.
بقيت مسألتان أيها السادة أما أولاهما فهي النتائج الكارثية المذهلة لإلغاء الخلافة، والثانية ما هو واجبنا في الوقت الحاضر بعد جريمة إلغاء الخلافة عام 1924م.
أما الأولى: فكانت غياب الإسلام عن الحكم وإدارة شؤون الحياة وخضوع المسلمين لحكم الطاغوت مهما كان نوعه وأيا كان مصدره.
وأما النتيجة الثانية: فكانت تمزيق أوصال المسلمين وقيام دويلات متعادية متدابرة تخدم الكافر المستعمر وتركز الحواجز الفكرية والمادية بين المسلمين للحيلولة دون عودتهم من جديد لتولي قيادة العالم وإنقاذ البشرية فرسمت الحدود ومنع المسلمون من التنقل ووضع المسلمون في كل دويلة في سجن كبير وكانت هذه هي المرة الأولى التي يمنع المسلمون فيها من التنقل والتواصل فضاقت الأرض بالمسلمين المخلصين على سعتها ووضعت قوانين الجنسية والإقامة والجمارك وغيرها فأصبح الأخ في دولة والأخ الآخر في دولة أخرى وأصبح العم في دولة وابن الأخ في دولة أخرى والأب في دولة والأبناء في دولة أخرى وأصبح سكان مدينة مفطرين وجيرانهم من دويلة أخرى صائمين التزاماً وطاعة لأمراء السوء ودول الضرار التي تحكمهم، وحدث من المضحكات المبكيات ما يستحق أن يكون مما يتندر به ولم يكتف أمراء السوء وأسيادهم المستعمرون فجلبوا لنا شذاذ الآفاق من اليهود وأقاموا دولتهم المسماة بإسرائيل ويحاولون الآن إجبار المسلمين في أنحاء الأرض على الاعتراف بها والتعايش والتطبيع معها، هذا غيض من فيض النتائج الكارثية التي كانت بركة من بركات أهل الخيانة والنذالة وأسيادهم المستعمرين، أما والحالة هذه، فما هو واجبنا اليوم؟ هل نرضى أيها السادة بغضب الله سبحانه ولمقته؟ هل نرضى ونعطي الدنية؟ هل نرضى أن نبقى كرة تتقاذفها أرجل أعدائنا؟ وهل نرضى أن يستنسر البغاة بأرضنا؟ هل نرضى أن نحكم بغير الإسلام، وأن نبقى أمة متعادية متدابرة طمعاً للآخرين، وميداناً لتجربة أسلحة الآخرين، ومثل سوء لكل ناعق في هذا العالم؟ هل نبقى أن نحكم لغير دولة الإسلام التي تطبق علينا شرع الله وتلبسنا ثوب العز والشرف.
لا أيها السادة وألف لا، الرجال الشرفاء لا يقبلون ذلك، الرجال الشرفاء لا يقبلون معصية الله ولا يقبلون الذل والهوان ولا يرضون بالهوان والغبن والخسران والإذلال.
الرجال الشرفاء أهل للمروءة والمجد أهل للعز والفخار يحتذون بأفعالهم حذو أسلافهم من الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين، يحتذون دروب الفاتحين الفرسان والمجاهدين فمن لإرجاع الخلافة إلى الحكم إلا نحن؟ فمن لإنقاذ البلاد والعباد إلا نحن؟ نحن الذين بايعنا الله ورسوله وأميرنا على العمل الجاد وبذل الوسع لإعادة الإسلام إلى الحياة وذلك باستئناف الحياة الإسلامية بإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية، فإلى هذا العمل الشريف إلى هذا العمل العظيم ندعوكم أيها المسلمون: {يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم وأعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وإنه إليه تحشرون}.
الله اجعلنا مع العاملين لإقامة دولتك وإعلاء راية دينك وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أبو بكر

إقرأ المزيد...

ذكرى هدم الخلافة- كلمة الأستاذ أبي معاذ

  • نشر في أخرى
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 719 مرات

 الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه أجمعين وعلى من سار على دربهم واقتفى أثرهم إلى يوم الدين وبعد،
أيها المسلمون:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تمر علينا هذه الأيام ذكرى أليمة وهي ذكرى هدم الخلافة التي كانت ناصرة الدين وحامية ديار المسلمين وأموالهم وأعراضهم.
وعلى أثر ذلك تعرض المسلمون لشتى صنوف الإذلال والهوان على أيدي الكفار المستعمرين وأعوانهم الذين نصبوهم نواطير على دويلات تحفظ مصالح المستعمرين الكفرة.
وللتذكير لعل الذكرى تنفع المؤمنين فإن الخلافة هي رئاسة عامة للمسلمين جميعاً في الدنيا، لتنفيذ أحكام الشرع الإسلامي في الداخل وحمل الدعوة الإسلامية إلى بقية شعوب العالم بعد إزالة الحواجز المادية التي كانت تحول دون وصول الدعوى إلى هذه الشعوب.
وتنصيب خليفة واحد فرض على جميع المسلمين في كل بقاع الأرض والقيام بهذا الفرض كالقيام بأي فرض من الفروض التي فرضها الله على المسلمين لا هوادة فيه ولا تخيير، والتقصير في القيام به معصية من أكبر المعاصي يعذب الله عليها أشد العذاب.
أما الدليل على وجوب تنصيب خليفة على جميع المسلمين فنستقرؤه من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، ومن إجماع الصحابة رضي الله عنهم أجمعين.
فقد أمر الله سبحانه وتعالى سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم أن يحكم بين الناس بما أنزله الله عليه، وكان أمره له بشكل جازم قال تعالى: {وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ...}المائدة49، وخطاب الرسول خطاب لأمته أما الدليل من السنة الشريفة فقد قال صلى الله عليه وسلم: «من خلع يداً من طاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة فقد مات ميتة جاهلية».
فالنبي صلى الله عليه وسلم فرض على كل مسلم أن تكون في عنقه بيعة، ووصف من يموت وليس في عنقه بيعة أنه مات ميتة جاهلية والبيعة لا تكون إلا للخليفة فوجب على كل مسلم أن تكون في عنقه بيعة لخليفة، ووجود الخليفة هو الذي يوجد في عنق كل مسلم بيعة، أما إجماع الصحابة رضوان الله تعالى عليهم أجمعين فإنهم أجمعوا على وجوب إقامة خليفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعد موته وانشغلوا عند دفنه ليلتين حتى تم انتخاب خليفة له.
كذلك أجمعوا على إقامة خليفة لأبي بكر ثم لعمر ثم لعثمان بعد وفاة كل واحد منهم.
وقد ظهر إجماع الصحابة على إقامة خليفة، من تأخيرهم دفن أكرم خلق الله رسول الله صلى الله عليه وسلم عقب وفاته واشتغلوا بنصب خليفة له مع أن دفن الميت بعد وفاته فرض وإن إكرام الميت تعجيل دفنه، فكان هذا العمل من الصحابة إجماعاً على الاشتغال له بنصب الخليفة عن دفن أكرم خلق الله ولا يكون ذلك إلا إذا كان نصب الخليفة أوجب من دفن الميت.
على أن إقامة الدين وتنفيذ أحكام الشرع في جميع مناحي الحياة فرض على جميع المسلمين، ولا يتم ذلك إلا بوجود الحاكم والقاعدة الشرعية تنص "ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب" والقعود عن إقامة خليفة للمسلمين يعد من أكبر المعاصي لأنه قعود عن القيام بفرض من أهم فروض الإسلام، بل هو تاج الفروض لأنه يتوقف عليه إقامة أحكام الدين ووجود الإسلام في معترك الحياة والمسلمون اليوم آثمون بسبب قعودهم عن إقامة خليفة للمسلمين، ولا يسقط هذا الفرض إلا عن العاملين لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة الدولة الإسلامية وتنصيب خليفة يرأسها لتطبيق شرع الله في الأرض على رعايا الدولة الإسلامية ومن ثم إزالة الحواجز المادية التي تحول دون وصول الإسلام إلى كافة شعوب الأرض لتهتدي بهدي الله وهدي رسوله صلى الله عليه وسلم.
إن من ينظر إلى العالم اليوم يجد أنه بأمس الحاجة إلى إعلاء كلمة الله بتطبيق شرع الله في أصقاع الأرض لنشر العدل وإزالة الظلم بمحو الشرك ورفع كلمة التوحيد في ظل دولة الخلافة الراشدة التي بشر بها نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ونحن نعلم أن هذا سيتم بإذن الله في الزمان والمكان اللذين يشاء الله أن يتمه فيه قال تعالى: {يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ }التوبة32، وقال عز وجل: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً }الفتح28، وقال تبارك وتعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }النور55 ، وقال صلى الله عليه وسلم: «ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل عزا يعز به الإسلام وذلا يذل به الكفر» وقال صلى الله عليه وسلم : «إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وأن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها».
وسوف يعم الإسلام ويدخل كل بيت -عن المقداد بين الأسود رضي الله عنه قال: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا يبقى على وجه الأرض بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله كلمة الإسلام بعز عزيز وذل ذليل إما يعزهم الله عز وجل فيجعلهم من أهلها أو يذلهم فيدينون لها»".
أيها المسلمون:
لقد آن أوان التخلص من الخوف وإعلان صيحات الخلاص وإنارة الأرض بنور الإسلام وهديه.
لقد آن أوان إقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة بعون الله وتوفيقه تحقيقاً لوعد الله بالاستخلاف بالأرض وتحقيق بشرى رسوله صلى الله عليه وسلم بعودة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة.لتعود أمة الإسلام الكريمة التي أوذيت في ربها وكتابها ورسولها ودينها وعرضها وشبابها لتعود أمة الإسلام خير أمة أخرجت للناس.
لقد آن أوان إعزاز الحق بقيادة الخليفة الراشدة الذي يتقى به ويقاتل من ورائه وما ذلك على الله بعزيز، قال تعالى: {....وكان حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ }الروم47، وقال جل وعلا: {... وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ }يوسف21
أيها المسلمون:
إن دولة الخلافة قادمة لا محالة بإذن الله شاء من شاء وأبى من أبى قادمة بوعد من الله تعالى الذي لا يخلف الميعاد فقد قال عز وجل: {....وكان حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ }الروم47، قادمة إن شاء الله بنا أو بغيرنا في زماننا أو زمان غيرنا وما علينا إلا الأخذ بأسباب النصر وإتباع طريقة المصطفى صلى الله عليه وسلم فالله نسأل أن نكون من جنودها وشهودها العاملين لإقامتها حتى نلقى الله تعالى وقد أبرأنا ذمتنا واعتقنا أعناقنا بمبايعة خليفة المسلمين ونسأل الله تعالى أن نكون من أفضل أهل الإيمان الذين ذكرهم رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم .
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «أتدرون أي أهل الإيمان أفضل إيماناً؟ قالوا: الملائكة قال هم كذلك ويحق لهم ذلك، وما عليهم وقد أنزلهم الله المنزلة التي أنزلهم بها، بل غيرهم، قالوا: يا رسول الله فالأنبياء الذين أكرمهم الله تعالى بالنبوة والرسالة قال: هم كذلك ويحق لهم ذلك وما يمنعهم وقد أنزلهم الله المنزلة التي أنزلهم بل غيرهم، قلنا فمن هم يا رسول الله؟ قال: أقوام يأتون من بعدي في أصلاب الرجال فيؤمنون بي ولم يروني ويجدون الورق المعلق فيعملون بما فيه فهؤلاء أفضل أهل الإيمان. (والورق المعلق كناية عن الكتاب والسنة).
لكن إرادة الله لن تتحقق إلا على يد العاملين المخلصين الذين باعوا أنفسهم لله طمعاً بنيل رضوانه ودخول جنته ومن هذا المنبر أناشد أهل القوة والمنعة والنصرة أن يبادروا إلى جنة عرضها السموات والأرض سبقهم إليها الأوس والخزرج أناشدهم نصر دعوة الحق والمبايعة على بيع الأنفس والنفيس وإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبو معاذ

إقرأ المزيد...
الاشتراك في هذه خدمة RSS

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع