تهنئة وكلمة بمناسبة عيد الفطر- أحد أبناء الأمة الإسلامية
- نشر في نبض الأمّة
- قيم الموضوع
- قراءة: 1065 مرات
ذكر الإمام ابن القيم رحمه الله أن محاسبة النفس تكون كالتالي:
أولاً: البدء بالفرائض، فإذا رأى فيها نقصاً تداركه.
ثانياً: ثم المناهي، فإذا عرف أنه ارتكب منها شيئاً تداركه بالتوبة والاستغفار والحسنات الماحية.
ثالثاً: محاسبة النفس على الغفلة ويتدارك ذلك بالذكر والإقبال على الله.
رابعاً: محاسبة النفس على حركات الجوارح، كلام اللسان، ومشي الرجلين، وبطش اليدين، ونظر العينين، وسماع الأذنين، ماذا أردت بهذا؟ ولمن فعلته؟ وعلى أي وجه فعلته.
إن المؤمنين قوم أوقفهم القرآن، وحال بينهم وبين هلكتهم.
إن المؤمن أسير في الدنيا يسعى في فكاك رقبته، لا يأمن شيئاً حتى يلقى الله، يعلم أنه مأخوذ عليه في سمعه وفي بصره، وفي لسانه وفي جوارحه، مأخوذ عليه في ذلك كله.
عَنْ جَرِيرٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ( مَنْ يُحْرَمْ الرِّفْقَ يُحْرَمْ الْخَيْرَ )
جاءَ في صحيحِ مسلمٍ بشرحِ النّوويِّ
قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ يُحْرَمْ الرِّفْقَ يُحْرَمْ الْخَيْرَ )
وَفِي رِوَايَةٍ ( إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ , وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لَا يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ , وَمَا لَا يُعْطِي عَلَى سِوَاهُ ) وَفِي رِوَايَة : ( لَا يَكُونُ الرِّفْقُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ , وَلَا يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ ) وَفِي رِوَايَة ( عَلَيْكَ بِالرِّفْقِ ). وَفِي هَذِهِ الْأَحَادِيثِ فَضْلُ الرِّفْقِ وَالْحَثُّ عَلَى التَّخَلُّقِ , وَذَمُّ الْعُنْفِ , وَالرِّفْقُ سَبَبُ كُلِّ خَيْرٍ .
يؤكّدُ هذا الحديثُ الشريفُ ما يجبُ أنْ يكونَ عليه المسلم ُبشكلٍ عامّ، وحاملُ الدعوةِ بشكلٍ خاصّ، عند التّفاعُلِ مع الناس. فالأصلُ كَسْبُ القُلوب، لا كسبَ النِّقاش. فقد يكسِبُ أحَدُنا النِّقاشَ بالحُجّةِ والأدلّةِ القويّة، ولكنْ يخسَرُ القلوب، وإنّ خُسرانَ القلوبِ لهو الخُسران. فالرِّفْقَ الرِّفْقَ عبادَ الله.
قال تعالى على لِسانِ إبراهيمَ عليه السلام: واجعلْ لِيْ لِسانَ صِدْقٍ في الآخِرِينَ
ويقولُ تعالى عن موسى عليه السلام: وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّيْ
ويقولُ صلى اللهُ عليه وسلم: المُؤمنُ كالنَّحْلَةِ تأكُلُ طَيِّباً، وتَضَعُ طَيِّباً، وإذا وَقَعَتْ على عُودٍ، لم تَكْسِرْه.