قصة توبة أبي لبابة رضي الله عنه
- نشر في من الصحابة والسلف
- قيم الموضوع
- قراءة: 796 مرات
التقى الجنرال كياني بعد عودته من بروكسل بعدة كُتّاب صحفيين، وأخبرهم عن حجم التضحيات التي يقدمها الجيش الباكستاني فيما يسمى بالحرب على الإرهاب. وفيما بعد تم الكشف عن تفاصيل تلك التضحيات للإعلام من خلال قسم العلاقات العامة في القوات المسلحة الباكستانية. وقد ورد في تلك التفاصيل أنّه قُتل وجُرح 30,452 منذ 11/9 لغاية اليوم في باكستان. من بين هؤلاء 8,785 من المؤسسة العسكرية والباقون أي 21,673 من المدنيين. وبالطبع فإنّ هذه الإحصائيات لا تشمل آلاف الضحايا من الذين لا يتم الإعلان عنهم رسمياً. وبحسب إحصائيات قسم العلاقات العامة في القوات المسلحة الباكستانية فإنّ 2,273 جندي ومن ضمنهم ضباطاً كبار فقدوا حياتهم، بينما جُرح أكثر من 6,512. بالمقابل فإنّ الجنود الأمريكان وقوات الناتو قُتل منهم لغاية الآن فقط 1582، ومعدل خسارتهم 10 جنود يومياً بين قتيل وجريح في عام 2009.
جاء في التقرير أنّ باكستان وضعت 821 نقطة تفتيش على الحدود الباكستانية الأفغانية، لمنع المقاتلين من التنقل عبر الحدود، بينما لم تضع قوات تحالف 43 بلد من الناتو سوى 112 نقطة فقط. وقد أفصح التقرير عن أنّ باكستان اعتقلت أكثر من 17,742 "إرهابي" لغاية اليوم، وقام الجيش الباكستاني ب209 عملية عسكرية على مستوى لواء، بينما لم تكمل القوات الأمريكية أكثر من 10 عمليات. وبحسب التقرير فإنّ 73 من جهاز الاستخبارات قُتلوا إلى جانب 264 جريح، بينما لم يخسر جهاز الاستخبارات المركزي الأمريكي ال CIA إلا 11 عميلاً. إلا أنّ أكبر ما كشف عنه كياني وأخرجه عن صمته هو الكشف عن زيادة أعداد الجنود في هذه الفترة من 90,000 إلى 147,000، بينما لم تتجاوز قوات 43 بلد من التحالف على الجانب الأخر من الحدود ال 100,000، ولا يفوتنا هنا أن نذكر بأنّ باكستان خسرت أكثر من 35 بليون دولار في هذه الحرب كما ورد في الميزانية المُعلن عنها، إضافة إلى توقع خسارة 10 بلايين دولار في هذا العام.
هذا هو الثمن الذي تدفعه باكستان لمشاركة حكامنا أمريكا في حربها، في الوقت الذي لا يولي فيه حكام باكستان أي اهتمام بمصالح باكستان، علاوة على عدم اكتراثهم بالإسلام والمسلمين. وهذا الثمن الذي ندفعه لم يسبق أن دفعناه منذ إعلان "استقلال" باكستان، حتى في حربي عام 1965 بين الهند وباكستان وحرب كارجل مجتمعين.
وقبل اجتماع كياني بالصحفيين الباكستانيين، كان قد التقى بالصحفيين الأجانب وأخبرهم عن الثوابت الخمسة، والتي هي أسسه ألاستراتيجيه: إيجاد رأي عام، والدعم الإعلامي، والقدرات العسكرية وتصميم العسكر، وتبني هذه الحرب على أنّها حرب باكستان وليست حرب أمريكا، وتبني إستراتيجية بناء شاملة على مراحل أربع: الوضوح والصمود والبناء والترحيل.
على أية حال فإنّ الغريب في هذه الإستراتيجية جزئية إيجاد الرأي العام على العمليات العسكرية من خلال القيام بعمليات تفجيرية في الأماكن العامة، وهذا الذي روجت له وسائل الإعلام محاولةً إلصاق تلك العمليات بالمقاومة، عوضاً عن فضح العمليات العسكرية الدموية التي هجرت الملايين في فصل البرد القارس وفصل الحر الشديد. وقد نشرت تصريحات لرئيس الأركان كياني في الصحف فيما بعد بالقول أنّ عملياتنا العسكرية هي التي قللت من حجم هجمات قوات الناتو من الجانب الأخر عبر الحدود، وبمعنى أخر فإنّ هذا التصريح هو كشف عن حقيقة وغاية العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش الباكستاني.
من هنا، فإنّ حكام باكستان الخونة هم من يزود الغزاة الصليبيين بالدعم الحيوي للبقاء في أفغانستان من خلال "تأجير جيش المسلمين" ومن خلال تمكين أمريكا من استخدام الطرق اللوجستية.
ولو كانت هناك خلافة في باكستان لما كان هناك وجود لأمريكا في المنطقة بمجرد قيامها بأول عملية، والله سبحانه وتعالى يعلم كم سيكون هناك أسرى من القوات الأمريكية وقوات الناتو حال قيام الخلافة في باكستان، وإنّ غدا لناظره قريب.
تكمن أهمية اليمن في كونه بلداً غنياً بالثروات، كالنفط والغاز والثروة السمكية والعسل والتمور والثروة الزراعية والمياه، وكونه يتحكم بواحد من أهم المضايق في العالم وهو مضيق باب المندب، والذي يمر من خلالِه 10% من التجارة العالمية، وكونه الدولة الإقليمية الأكثر من غيرها القادرة على التأثير على أمن واستقرار السعودية.
وليس من الغريب أن تواجه اليمن الشقاء والقلاقل نتيجة للسياسات الظالمة التي تمارسها الحكومة على أبناء شعبها. فالظلم المتراكم والفساد الإداري والسياسي والتهميش وعدم الاستماع أو الاكتراث لمشاكل الشعب والسجن والاعتقال والفقر- يعيش 42% من سكان اليمن البالغ عددهم 23 مليون نسمة على أقل من دولارين في اليوم- والبطالة- نسبة البطالة في اليمن 35%، الأردن 13%، مصر 9%- والجهل واضطراب الأمن وارتكاب الجرائم وغلاء المعيشة- نسبة التضخم في اليمن 19%، الإمارات 16%، الأردن 15%، مصر 18%- وغلاء تكاليف التطبيب والتعليم وانطفاء الكهرباء المتكررة يوميا وجفاف المياه واستنزاف الثروات (النفط والغاز) وانتشار الرذيلة وغصب الأراضي والأموال والإقصاء من الوظائف العليا وعدم توفر الحاجات الأساسية من المأكل والملبس والمسكن بشكل لائق للغالبية العظمى من الناس، لكفيل بتفسير ما يحدث هذه الأيام على أرض اليمن، خاصة إذا ما استغل من قبل الدول الغربية الطامعة.
ومنذ استقلال اليمن عن الاستعمار البريطاني والصراع على أشده بين بريطانيا وأمريكيا، فظلت الحروب بين شطري اليمن والانقلابات العسكرية والاغتيالات للرؤساء تنفذها دوائر المخابرات الغربية وعملاؤها الإقليميون، حتى تم توحيد اليمن- الجمهورية العربية اليمنية في الشمال وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في الجنوب- تم توحيدهما في 1990م تحت اسم الجمهورية اليمنية. ولكن في عام 1994 نشبت حرب بين طرفي الوحدة، انتهت الحرب بانتصار القوات المؤيدة للرئيس واستمرار الوحدة بين شطري اليمن.
إلاّ أن أميركا لم تُسلم للإنجليز في اليمن، ولم تعدم الوسيلة، فقامت وتقوم بالضغط على حكام اليمن بأساليب متنوعة وأشكال كثيرة تحقيقا لمصالحها، منها:
- خفض المساعدات المالية السنوية الأمريكية لليمن من 50 مليون دولار إلى 3 ملايين دولار فقط بحجة وقوف اليمن إلى جانب العراق في حرب الخليج، وللحجة نفسها قامت السعودية بطرد معظم العمال اليمنيين من أماكن عملهم فيها.
- طلب صندوق النقد الدولي من الحكومة اليمنية بأن ترفع أسعار الطحين والخبز والوقود تحت طائلة حرمان اليمن من المساعدات الاقتصادية الدولية إن هو لم يستجب لطلب الصندوق. واضطرت الحكومة اليمنية إلى الرضوخ لصندوق النقد -تحت وطأة الحاجة- ورفعت الأسعار فأثارت عاصفة هوجاء في الشارع اليمني، واندلعت على إثر ذلك المظاهرات العنيفة والاشتباكات الدموية بين المواطنين والقبائل من جهة وبين قوات الحكومة من جهة أخرى، واستمرت هذه الصدامات لفترة طويلة لم تحسن الحكومة تقديرها.
- تزويد الحكومة السعودية أيام فهد بعض القبائل اليمنية بالمال والسلاح للوقوف في وجه الحكومة اليمنية ولإثارة القلاقل والبلبلة في صفوف اليمنيين، ثم تبنت دعم حركة ((موج)) اليمنية المعارضة بزعامة عبد الرحمن الجفري بشكل سافر ومكشوف.
- احتلال أرتيريا لجزيرة حنيش وطرد اليمنيين منها.
- استغلال مهاجمة السفينة الأمريكية يو إس إس كول عام 2000 لإحراج اليمن.
- امتعاض أمريكا على لسان (غوردون دوغيد) المتحدث باسم الخارجية الأميركية بشأن تأجيل الإنتخابات اليمنية، حيث قال:" نحن نعرب عن قلق الولايات المتحدة "العميق" و"خيبة أملها" من اتفاق الأحزاب (الحاكم والمعارضة) في اليمن على تمديد فترة البرلمان اليمني وتأجيل الانتخابات التشريعية لمدة عامين وأضاف "من الصعب إن نرى كيف سيخدم التأجيل لهذه المدة مصالح الشعب اليمني أو قضية الديمقراطية اليمنية ".
وكانت آخر الأساليب التي عملت بها أمريكا للضغط على اليمن هي إثارة الحراك الجنوبي، ودعم إيران للحوثيين، وتخويف الحكومة بالإرهاب والقاعدة.
فلقد استغل السفير الأمريكي فساد النظام اليمني وظلمه وسوء الرعاية للشعب اليمني بكامله وخاصة في الجنوب ليحرض على انفصال الجنوب عن الشمال، والتصريح المشهور الذي تحدثت عنه الصحف للسفير الأمريكي الأسبق " أدموند هول " في المكلا، "أن حضرموت تمتلك مقومات الدولة"، لأوضح دليل على توجهات الأمريكان تجاه الجنوب، وإذا أضيف إلى ذلك التقارير الأمريكية التي تحدثت عن وجوب التخلي عن المركزية في الحكم و إتباع اللامركزية، وتنبأت باحتمال قيام " تمرد من طراز فدائي في الجنوب من شأنه أن يحطم الاقتصاد بسرعة " ومن ذلك، التقرير الصادر عن مؤسستي هيرتيدج فاونديشن وول ستريت جرنال الأمريكيتين ونشرته صحيفة الوسط اليمنية في عددها 181 بتاريخ 30 يناير 2008م حيث ذكر في التقرير " ...... ربما يكون أحد عواقبه خلق تمرد شعبي واسع مرجعا ذلك إلى تفاقم عدد الفقراء، الأمر الذي قد يفضي إلى انفلات أمني والسعي لتكوين دويلات مستقلة ربما يصل للاستقلال الكامل خاصة في المناطق المنتجة للثروات النفطية "، وذُكر في تقرير لهيومان رايتس وتش "إن الانفصال حق مكفول دوليا، وان رفع الأعلام الانفصالية حق مكفول دوليا أيضا، وإن ذات السؤال توجه إلى المنظمة عن أحداث أنجولا، وهل يحق للأنجوليين المتمردين الانفصال، وكان الرد من المنظمة أنه يحق لهم ذلك، وأضاف أنه قبل عام 1989م كان حق الوحدة والمطالبة به مكفولاً دوليا في اليمن، فكذلك حق الانفصال"!! كل هذا، رغم أن أمريكا تدرك أن علي صالح لم يُبقِ سياسياً قادراً على الوصول إلى الحكم، فقد قَتل واعتقل ونفى كل سياسي من جنسٍ آخر...، ولذلك فإن أمريكا تحرك بعض السياسيين الصغار في الجنوب (تدريباً لهم) على السلطة السياسية مستقبلاً.
في سلسلتنا نبحث دوما عن النصائح المباشرة للآباء والأبناء، لكننا المرة أحببنا أن نطرح لماذا يجب أن نستقي هذه النصائح ونحرص على أن تتهندم بزي الإسلام؟ مع العلم أن مستمعينا ممن انعم الله عليهم بالإسلام .!
صدقا ظننا انه حان الأوان لطرح معنى التربية
لان الهدف ،ينصب على جمع اكبر عدد من النصائح الإسلامية لصبغ أبناءنا بألوان التربية الإسلامية الصحيحة
فما معنى كلمة التربية حسب القواعد الإسلامية ؟
التربية الإسلامية تعني تنمية فكر الإنسان وتنظيم سلوكه وعواطفه على أساس الدين الإسلامي .و النظرة الإسلامية لوجود الإنسان في الكون هي عبادة الله حسبما يشاء عز وجل والخضوع والامتثال لجملة أوامره ونواهيه سبحانه وتعالى في خلافة الأرض
و قد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عندما يسمع الآية
الثامنة من سورة الشمس " فألهمها فجورها وتقواها " يقول " اللهم آت نفسي تقواها أنت وليها ومولاها وأنت خير من زكاها ".والله يهدي من يشاء الهداية والهداية كامنة في إتباع أوامر ه والاقتداء بنبيه صلى الله عليه وسلم و على المربي أن يصر على شحن الهمم بالمزيد من المعلومات و الأفكار والوقائع التي تزيد في همته ينهلها من كتاب الله وسنة حبيبه صلى الله عليه وسلم بشكل متواصل ولا يسمح لليأس من سوء أحوال المسلمين أن يثنيه بل عليه أن يجعل من عامل غياب الراعي لأمور المسلمين معول بناء وشاحن همم فهذا وقت العمل لا وقت حصي النكبات والخسائر وجمع أخبار الهزائم.
بل ويجب عليه إظهار الثقة من أظهار أمر دينه والتمكين لدين الله مهما طال الأمد وكبرت الجراح في جسد هذه الأمة، و عليه العمل لنشر بذور عودة عز الإسلام في صدور براعم النشء العامل لإعادة الخلافة التواق لرؤية رايات العقاب ترفرف في أرجاء بلاد الإسلام فعليه أن يمثل دور الناصح الأمين المذكر لأوامر الله المصر على ترسيخ قيم وثقافة الدين الإسلامي في نفوس براعمنا.
وعلى المربي أن يعود لهذه الأبيات لعلها تكون تقريعا لكل مربي ينسى انه أهم قدوة في حياة هذا الجيل فعلى تصرفاته أن تكون تبعا لنصائحه وتوجيهاته التي يلقيها على مسامع أبنائنا .
يا أيها الرجل المعلم غيره هلا لنفسك كان ذا التعليمُ
تصف الدواء لذي السقام وذي الضنى كيما يَِصِحُ به وأنت سقيمُ
إبدأ بنفسكَ فانهها عن غيها فإذا انتهت عنهُ فأنت حكيمُ
فهناك يقبلُ ما وعظتَ و يقتدى بالعلم منك وُينفَعُ التعليمُ
وعلى المربي أيا كان ولي أمر أم مربي أجيال أم إماما في المساجد ، أن لا يربي أبناءنا مستقيا كل أفكاره من مصادر الشريعة الإسلامية وحسب بل عليه أيضا أن يعلم أبناءنا مصادر الإسلام : القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة .
لأنها أساس التربية الإسلامية ومنها نبع المفاهيم الإسلامية وهي بمثابة السلاح لأهل الحق .
فالقرآن الكريم هو المنهج الرباني لكل ما يلزم من عبادة الله، وفيه شرح لأصل الإنسان ووظيفته في هذه الدنيا، وفيه القصص والعبر، وفيه أخبار الحق ، وفيه لفت لمظاهر الواقع المحسوس من سماء، ونبات ،وجبال، وقدرات إلهية عظيمة، وشواهد تجعل الغافل يرجف، من أمثال الصواعق والأعاصير والزلازل، التي تحث النفس على التفكير والإنابة إلى خالقها ولو كانت الإنابة بدءٌ من باب الخوف من الخالق رب العالمين فالأصل أن تبدأ الإنابة بمشاعر الخوف كما حصل مع حبيب الله (صلى الله عليه وسلم) وتنتهي بحب الله والعمل الدءوب على التقرب منه ونيل رضاه عز وجل .وكلنا يعلم قصة بدء نزول الوحي عليه... (صلى الله عليه وسلم ).وكم تثير المخاوف عالم التساؤلات والبحث وما قصة البحث والتساؤلات التي عرضها القرآن الكريم لإبراهيم الخليل عليه السلام ،بغريبة عنا أيضا ،واجزم أن العديد من المربيين قد تعرضوا لأسئلة تشابهت بالطرح من أسئلة الخليل في أثناء بحثه عن الخالق لهذا الكون سبحانه وتعالى، وخاصة من قبل الأطفال .
بل وأعظم من كل هذا ، ينبغي تعلم القرآن لان خلق مختار الله صلى الله عليه وسلم ~القرآن~ كما وصفت حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ،أمنا عائشة رضي الله عنها . بل إن شهادة الحق جل جلاله تفوق كل شهادة حيث يقول المولى عز وجل في الآية الرابعة من سورة القلم : " وانك لعلى خلق عظيم ".
كما أن القرآن الكريم يمتاز بأسلوب تربوي رائع وقد لفتت أنظار المربيين المهتمين بسلوكيات الإنسان ففي القرآن الكريم مثلا : يستعمل أسلوب الاستفهام, للتقريع مرة، ومرة أخرى للتنبيه وأخرى للترغيب والتذكير بالجميل،و مثلٌ على ذلك سورة الرحمن،
ولا نستطيع أن نتغافل عن فن لغة الحوار في القرآن الكريم هذه اللغة التي تمتاز بالنفوذ إلى أعماق النفس البشرية ولا تكتفي بالحجة العقلية وحسب بل وتقترن الحجة بالفطرية ، فهي تقر ما بفطرة الإنسان .
ونجد أن أدلة القرآن الكريم تملأ العقل قناعة والقلب طمأنينة.وهنالك العديد من صور الحوار في القران منها ما هو حول الغيبيات ومنها ما هو حول الصراعات الفكرية الخ..................
ولا ننسى كذلك أن أول سورة في القرآن، نزلت لتشير إلى خلق الإنسان لأنه محور التبليغ ولان عليه تأدية الأمانة .
ودون قراءة منا أو تعلم لا تتم عملية تبليغ هذه الأمانة لأن إعجاز القرآن في بيانه وبما أن كتاب الله أول كلماته كانت وستكون اقرأ أي أمر لرسول الله بان يقرا كما ورد في سورة العلق: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ وقد أوضح القرطبي في تفسيره معاني الآيات :أي ،اقرأ يا محمد ما انزل من القرآن مفتتحا باسم الله والله يعينك ويفهمك وان كنت غير القارئ فنحن امة النبي الأمي صلى الله عليه وسلم . أما نحن، معشر المسلمين فعلينا بالقراءة أو التلقين والتعلم والبحث عن الحق وفهم كلام الله من كتابه، هذا الكتاب الذي وصفه ربنا في محكم كتابه في الآية الثانية من سورة البقرة " ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ " وما أعظمه من بلاغ.
أما المصدر الثاني وهو السنة النبوية الشريفة : وهي، كل ما صدر عن الرسول صلى الله عليه وسلم غير القرآن، من قول أو فعل أو تقرير.
والسنة هي الدليل الثاني بعد القرآن الكريم ، والقرآن الكريم والسنة وحي من الله ونحن مأمورون بإتباع ما انزل الله سواء أكان المنزل قرآنا أم سنة .وقد جاءت السنة لتبين القرآن الكريم ويتجلى هذا المعنى من الآية (44) من سورة النحل بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ
وقد ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم : " إلا واني أوتيت القران ومثله معه " .
أما فوائد السنة للمربيين فهي إيضاح المنهج التربوي الإسلامي المتكامل الوارد في القران الكريم وبيان التفاصيل التي لم ترد في القران الكريم .
واستنباط لأساليب التربية المستقاة من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، مع أصحابه ،ودراسة لأساليب معاملته الأولاد ، وطرق غرسه الإيمان في النفوس صغيرة كانت أم كبيرة بل وحديثة العهد بدنيا أو إسلام.
ومما يميز التربية الإسلامية عن غيرها من أساليب التربية أنها ربانية وشمولية ومتوازنة حيث يقول المولى في سورة القصص الآية (77) وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ وتتميز التربية الإسلامية أيضا بالايجابية والواقعية ففيها تركيز على جميع جوانب الشخصية اجتماعية ،اقتصادية ،نفسية .
وفيها كل ما يعود على النفس البشرية من نفع وخدمة لمصالحها .
وهل هنالك من برهان أقوى على منفعتها من كونها من رب البرية
لكل البرية حيث يقول المولى عز و جل في سورة الملك الآية أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ .ومن يزهد عنها أنما يهلك نفسه أو يشقيها .ونثبت هذه الأفكار في أذهاننا من خلال ذكر لهذه الآيات
أولى هذه الآيات الآية السابعة من سورة الانفطار . الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ
والآية الثانية هي الآية 19 من سورة إبراهيم . أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ
والآية الثالثة هي الآية 35 من سورة الطور . أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ
هذه الآيات وغيرها كثير يعلن الله فيها انه الصمد وأننا المخلوقات أي أننا العبيد له عز وجل .
ومختصر الحديث أن التربية حسب المنظور الإسلامي تعمل من اجل إعداد مسلم صالح
واع مدرك لواقع أمته مميز للحق كاره للباطل .يتمتع بالقدرة على التمييز ما هو من إسلامنا وما هو معارض لثقافتنا .