الخميس، 09 رجب 1446هـ| 2025/01/09م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

 الحديث السياسي - حقيقة البعد الإسلامي المُغيّب في الصراع الدولي على القوقاز

  • نشر في سياسية
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1517 مرات

 

       بينما يجري صراع  دولي محموم على القوقاز بين روسيا من جهة و بين أمريكا وحلفها الأطلسي من جهة ثانية، يُغيّب العالم الإسلامي عن هذا الصراع  تغييبا ً تاما ًبحيث يبدو وكأنّه لا علاقة له به لا من قريب ولا من بعيد، مع أنّ منطقة القوقاز برمتها هي بلاد إسلامية أصيلة، كانت جزءاً أساسيا ً من دار الإسلام لقرون طويلة. فلقد غُزيت تلك البلاد في وقت مبكر من تاريخ الدولة الإسلامية الأولى وذلك في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه في العام 22 للهجرة الموافق للعام 642 للميلاد على يد والي الخليفة في الكوفة المغيرة بن شعبة حيث قام بتجهيز جيش من ولايته، ووجّهه إلى منطقة القوقاز، فغزا أذربيجان وأرمينيا وبلاد الكرج (التي تُعرف اليوم باسم جورجيا) ، و خضعت المنطقة منذ ذلك الوقت لحكم المسلمين في العصور الأموية والعباسية والعثمانية إلى أن تمكنت روسيا القيصرية في العام 1722 للميلاد من السيطرة عليها وسلخها من جسم العالم الإسلامي بعد ضعف الدولة العثمانية وإستقواء الدول الاستعمارية عليها.

          وتقع منطقة القوقاز جغرافيا بين البحر الأسود وبحر قزوين ( الخزر ) ، وتعتبر حلقة وصل مهمة بين إيران وتركيا في الجنوب وبين روسيا وأوروبا في الشمال، وتتكوّن من قسمين هما :

  • 1- القسم الشمالي ويحتوي على مناطق إسلامية خالصة كالشيشان والداغستان والأنجوش وبلاد الشركس. وجميعها اليوم مناطق حكم ذاتي تخضع لروسيا وتعتبر دوليا ً جزءاً من دولة روسيا الاتحادية.
  • 2- القسم الجنوبي ويتكون من ثلاث جمهوريات وهي جورجيا وأرمينيا وأذربيجان. وتعتبر أذربيجان من بين هذه الجمهوريات الثلاث الأكثر أهمية لكونها تملك احتياطيات هائلة من النفط والغاز الطبيعي وتستطيع تأمين معظم احتياجات أوروبا منهما.

لقد قامت الشركات الأميركية والغربية النفطية العملاقة بالاستحواذ على حقول النفط والغاز الغنية في أذربيجان أيام حكم يلتسين في تسعينات القرن الماضي عندما كانت روسيا في أضعف أحوالها، وتحاول تلك الشركات اليوم  استكمال سيطرتها على مصادر الطاقة الأذرية بمد خطوط  النفط والغاز إلى أوروبا عبر جورجيا دون المرور في الأراضي الروسية.

وتستطيع أذربيجان ضخ 20 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي من حوالي 55 حقلا ً غنيا ً بالغاز، إضافة إلى قدرتها الضخمة المعروفة على توريد النفط، وأما جورجيا فتكمن أهميتها فقط في كونها ممرا ً لا غنى عنه لأنابيب وخطوط النفط والغاز القادمة من أذربيجان والمتجهة نحو أوروبا عبر تركيا. وعلى سبيل المثال فخط باكو- تبليسي- جيهان هو مجرد باكورة أولى للخطوط المستقبلية الكثيرة التي تحاول الشركات النفطية الغربية مدها لاستغلال ونهب خيرات المسلمين الوفيرة الموجودة  في أذربيجان ولاحتكار السيطرة عليها ولإبعاد روسيا عنها.

          ومن هنا كانت الحرب الأخيرة في جورجيا وإن تغلفت بالبعد السياسي إلا ّ أنها في جوهرها كانت حربا ً اقتصادية نفطية بامتياز، والجولات القادمة منها أكثر بكثير مما شوهد منها حتى الآن.

وتريد أميركا وشركائها عزل روسيا وإبعادها عن تلك الخطوط، ومن ثم استغناء الدول الأوروبية عن الحاجة إلى النفط والغاز الروسيين التي تستورد 40 % من حاجتها إليه.

وتقاوم روسيا هذا التوجه الغربي بكل إمكاناتها ولو أدّى بها الأمر إلى خسارتها لبعض الامتيازات والاستثمارات الرأسمالية، لأن سلخ منطقة القوقاز عنها يعني تجريدها من أهم أسباب قوتها.

ولكن أمريكا لا تريد الاكتفاء بمعاقبة روسيا من خلال سحب تلك المنافع الرأسمالية البسيطة منها وحسب، بل إنها تريد إضافة إلى ذلك طردها من مجموعة الثمانية الكبار والحيلولة دون ضمها لمنظمة التجارة الدولية.

          إن هذا الصراع الروسي الغربي يدور على أراض إسلامية، وعلى ثروات إسلامية، بينما تتغيب عنه كل البلدان الإسلامية. فإيران وتركيا على سبيل المثال هما الدولتان المسلمتان الأقرب إلى منطقة القوقاز، ولا يُرى لهما أي دور فاعل فيها مع أنهما جزء من المنطقة الإقليمية المتصارع عليها، وكانت البلدان القوقازية تتبعهما في حقب تاريخية طويلة.

          إن غياب دولة حقيقية للمسلمين هو الذي غيّب  دور العالم الإسلامي عن منطقة من أهم مناطقه، فواجب على المسلمين أن لا يتجاهلوا هذه المنطقة المغتصبة من بلادهم، وعليهم أن يعملوا على تحريرها واستعادتها من الروس والأميركيين بالجهاد والقتال مهما كانت التضحيات، فلا يجوز بحال من الأحوال التفريط بأي بقعة إسلامية محتلة، وعليهم أن يكونوا جزءا ً من الصراع الدولي في بلدانهم  على الأقل بدلا ً من يظلوا متفرجين لا يحسب لهم أحد حسابا ً.

أحمد الخطواني            

إقرأ المزيد...

  نفائس الثمرات - فَضْلُ السُّحُورِ

  • نشر في من السّنة الشريفة
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1380 مرات

 

وردت في فضل السُّحور عدة أحاديث منها :

 

- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم :" تسحَّروا  فإن في السَّحور بركة ". رواه البخاري ( 1923 ) ومسلم والنَّسائي والترمذي وابن ماجة والدارمي .

 - عن عبد الله بن الحارث ، يحدِّث عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم  قال:" دخلتُ على النبي صلى الله عليه وسلم وهو متسحِّر ، فقال : إنها بركة أعطاكم الله إياها ، فلا تدَعُوه " رواه النَّسائي ( 2162 ) وأحمد .

 - عن المقدام بن مَعْدِ يكَرِب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" عليكم بغداء السُّحور فإنه هو الغداء المبارك " رواه أحمد (  17324 ) والنَّسائي ، وسنده صحيح  - عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إن الله وملائكته يصلُّون على المتسحِّرين " رواه ابن حِبَّان (  3468  ) بسند صحيح . ورواه أبو نُعَيم والطبراني في المعجم الأوسط . ورواه أحمد من طريق أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه .

 

 فالسحور بركة أعطانا الله إياها ، والله وملائكته يصلَّون علينا ونحن نتسحَّر ، ويُفضَّل السُّحور بالرُّطبِ وإلا فبالتمر وتحصل بَرَكة السُّحور بجرعة من ماء . والسُّحور هو فصلُ ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب ، ولو لم يكن من فضلٍ للسُّحور إلا صلاة اللهِ سبحانه وملائكتِهِ على المتسحرين لكفى . وقد روى أحمد فضائل السُّحور في حديث واحد من طريق أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه (  11102  ) قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {  السَّحور أكلُهُ بركةٌ فلا تَدَعوه ولو أن يجرع أحدُكم جُرعةً من ماء فإن الله عزَّ وجلَّ وملائكته يصلُّون على المتسحِّرين  "  فليحرص الصائم على تناول طعام السحور ليحصِّل هذه الفضائل .

إقرأ المزيد...

  مع القرآن الكريم - الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ

  • نشر في من القرآن الكريم
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1581 مرات

 

قال تعالى: { الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمْ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا * وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا } 139-140النساء

يحذر الله في هذه الآيات الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين، متحجّجين بالحجج الواهية لتبرير ودّهم وموالاتهم للكافرين وابتغائهم العزّة عندهم ويردّ عليهم بقوله: { أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمْ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا }، أي من يفعل ذلك ينبغي العزّة من غير موضعها، فالعزّة لا تبتغي ولا تنال من الكافرين، بل من الواحد الأحد الذي لا شريك له فاطر السماوات والأرض، { مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا }، { وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لاَ يَعْلَمُونَ } وفي هذه الآية وصف الله من يبتغي العزّة من غير الله ورسوله والمؤمنين بالمنافق. «والمقصود من هذا، التهييج على طلب العزّة من جانب الله والإقبال على عبوديته والانتظام في جملة عباده المؤمنين الذين لهم النصرة في هذه الحياة ويوم يقوم الأشهاد. ويناسب هنا أن نذكر الحديث الذي رواه الإمام أحمد عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال: «من انتسب إلى تسعة آباء كفار يريد بهم عزاً وفخراً فهو عاشرهم في النار» (تفسير ابن كثير ج1/580).

 

]وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ[، «أي أنكم إذا ارتكبتم النهي بعد وصله إليكم ورضيتم بالجلوس معهم في المكان الذي يكفر فيه بآيات الله ويستهزأ وينتقص بها وأقررتموهم على ذلك فقد شاركتموهم في الذي هم فيه فلهذا قال تعالى: { إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ } في المأثم.. وقوله: { إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا } أي كما أشركوهم في الكفر كذلك يشارك الله بينهم في الخلود في نار جهنم أبداً ويجمع بينهم في دار العقوبة والنكال والقيود والأغلال وشراب الحميم والغسلين لا الزلال» (تفسير ابن كثير ج1).

 

فكيف بأولئك الذين يشاركون الحكام الذين يحكمون بالكفر، من خلال مشاركتهم في المناصب الحكومية. وكيف بأولئك الذين يوادّون حكّام ويوالونهم لقاء حفنة من المنافق. متحججين بقاعدة غربيّة أنّ «الغاية تبرّر الوسيلة». من دون أن يدركوا أن الإسلام فكرة وطريقة فكما أن الإسلام قد حدّد لنا العقيدة الإسلامية ومعالجاتها وحملها للآخرين، حدّد لنا العقيدة الإسلامية ومعالجاتها وحملها للآخرين، حدّد لنا كيفية المحافظة عليها بأحكام شرعية واضحة ومستقيمة. فلسنا بحاجة، بل ويحرم علينا، أن ننفذ أفكارنا الإسلامية بغير الطرق الشرعية التي حدّدها لنا الشارع. فكما أنّ أفكارنا الإسلامية هي وحيٌ من عند الله فكذلك طريقة تنفيذ هذه الأفكار هي وحيٌ من عند الله وهي إسلامية من جنس الفكرة وليس كما قال ميكافيلي «الغاية تبرّر الوسيلة».

 

قال الإمام علي عليه السلام: «وما أعمال البِرّ كلُّها والجهادُ في سبيل الله عند الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا كَنَفْثَةٍ في بحرٍ لُجِيٍّ، وإن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يُقَرِّبان مِنْ أَجَلٍ، ولا يَنْقُصان من رزق. وأفضلُ من ذلك كُلَهِ كلمةُ عدْل عند إمامٍ جائر». نهج البلاغة ج4/ ص89.

إقرأ المزيد...
الاشتراك في هذه خدمة RSS

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع