الأربعاء، 22 ذو الحجة 1446هـ| 2025/06/18م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

قانتات صغيرات- قصتي مع الحجاب

  • نشر في النظام الاجتماعي
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1280 مرات

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وبعد، فعن أبي ذر رضي الله عنه قال: "أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أصل رحمي وإن أدبرت، وأن أقول الحق وإن كان مرا، وأن لا تأخذني في الله لومة لائم..." (أخرجه الطبراني في الكبير، وأحمد في المسند، وابن حبان في صحيحه، والبزار في المسند).

لذلك فإن الحكمة لا تعني السكوت عن قول الحق بل الحكمة هي قول الحق حين ورود محله ووجوب الصدع به وإن خالفت الناس كلهم أو خالفوك.

وإليكم هذه القصة، قصتي مع الحجاب

أنا فتاة في الحادية عشر من عمري أصبحت مكلفة وملزمة بلبس اللباس الشرعي الذي فرضه الله علينا معشر نساء المسلمين لقوله تعالى: { يا ايها النبي قل لازواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك ادنى ان يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما }(الأحزاب 59) وإذعانا منا لقوله صلى الله عليه وسلم، فعن عائشة رضي الله عنها أن ‏‏أسماء بنت أبي بكر ‏دخلت على رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم ‏‏وعليها ثياب رقاق فأعرض عنها رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏‏وقال يا ‏أسماء ‏‏إن المرأة إذا بلغت المحيض لم تصلح أن يرى منها إلا هذا وهذا وأشار إلى وجهه وكفيه ‏.(رواه أبو داود). فلكوني صغيرة في السن صار الطالبات يضايقونني ودوما ينادونني بالمعلمة ولكن لم أهتم لهم لأني لم أفعل أي خطأ بارتدائي للحجاب وإنما أنا أمة طائعة لله ولرسوله أفعل ما أمرنا به وانتهي عما نهانا عنه والله أسأل أن أكون مخلصة في نيتي هذه له والله ولي التوفيق.

لكن قصتي لم تنته عند ذلك فالبنات عذرهن أنهن صغار لا يفقهون من الحياة شيئا ولكن ماذا نقول بالمعلمة التي يجب أن تكون قدوة لنا لا أن تكون هي المفسدة لنا، فمن أغرب ما حصل معي يوم ارتديت الجلباب هو موقف أحدى المعلمات من ذلك فقد قالت لي أثناء الحصة أنت ما زلت صغيرة على الحجاب وغدا أريدك أن تلبسي زي المدرسة الرسمي الذي كنت تلبسينه من قبل -وللعلم الزي المدرسي هو عبارة عن بلوزة زرقاء وبنطال جينز ومريول للبنات ومن أرادت الحجاب تلبس منديلا فوق الزي المدرسي-. لم أرد عليها ولم أجبها بشيء قلت ستعتاد على ذلك ولتقل ما أرادت فما دمت لم أفعل ما يغضب الله فلا يهمني غضب العباد.

وفي اليوم التالي فوجئت بنفس المعلمة تأتي للصف وتطلب أن أخرج معها لأنها تريد أن تتحدث معي بأمر مهم، خرجت معها فإذا بها تبادرني بنفس الطلب الذي طلبته بالأمس قالت لي: لماذا لم تخلعي الجلباب ؟ فحينئذ قلت لها: أنا لم أعد صغيرة، لقد أصبحت مكلفة وملزمة بارتدائه. فقالت المعلمة: ولماذا لا ترتدي الزي المدرسي الخاص بالبنات؟ فقلت لها: يا معلمتي، أنت مخلوق والله خالق والرسول صلى الله عليه وسلم يقول:" ‏لا طاعة لمخلوق في معصية الله عز وجل" رواه أحمد في مسنده. هكذا انتهى حواري مع المعلمة وبعدها لم تعد تكلمني بأمر الحجاب لأني لم أخضع لها ولن أفعل ذلك بإذن الله وسأقول كما قال جعفر بن أبي طالب عندما طلبهم النجاشي ليقولوا ما عندهم عن عيسى ابن مريم فقال جعفر للصحابة الذين معه: نقول والله فيه ما قال الله، وما جاء به نبينا كائنا في ذلك ما هو كائن.  على فكرة بفعلي هذا كسبت احترام الهيئة التدريسية كلهم لي واحترام طلبة صفي كذلك فلليوم هنالك بعض الطلاب ما زالوا يضايقونني ولكن أجد طلاب صفي هم الذين يتولون الدفاع عني ويبعدون باقي الطلاب الجهلة .

هذا ما حدث معي خلال السنة الماضية، أما الآن فلا مضايقات ولا انتقادات بل هنالك احترام متبادل بيني وبين المعلمين والمعلمات مع وجود بعض الطلاب الجاهلين المشاكسين وهؤلاء لا ألقي لهم بالا فهم لا يفقهون ولا يفهمون ما معنى الالتزام. فانظروا إلى هذا المقياس الذي غفل عنه كثير من الناس في هذا الزمن: " نقول والله فيه ما قال الله، وما جاء به نبينا كائنا في ذلك ما هو كائن"؛ فقد تخلى عنه الناس اليوم وظنوا أن قول غير الحق سيقودهم إلى نصرة الحق، وإن من الناس من يخجل من الحق ويستحي من نشره سدا لذريعة اتهامهم بالتطرف أو خوفا من مواجهة التيار كما يقال، ولكن ما جلبت المداهنة إلا الذلة، وما عادت المداراة على الأمة إلا بالضعف والوهن.

لاحظتم مستمعينا الكرام أن معلمتي هذه تحمل أفكارا غربية غريبة عن ديننا سموم مزينة بالدسم وتسعى بكل جهدها لدسها وبثها فينا على اعتبار أنها قدوة للبنات، ولكن أحمد الله عز وجل أن يسر لي أبوين متفهمين يخافونه ويلتزمان أوامره، فالحمد لله على ذلك، ولا حول ولا قوة إلا بالله وحسبنا الله ونعم الوكيل..

نعم حسبنا الله ونعم الوكيل والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إعداد: إسراء

إقرأ المزيد...

شرح مواد النظام الإقتصادي في الإسلام- شرح المادة (164) ح38

  • نشر في الدستور
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1514 مرات


وبه نستعين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

نص المادة 164:
(توفر الدولة جميع الخدمات الصحية مجانا للجميع ، ولكنها لا تمنع استئجار الأطباء، ولا بيع الأدوية.)


أن الله قد فرض على الخليفة أن يقوم برعاية شؤون المسلمين، برعاية مصالحهم، والإرفاق بهم.
فالمصلحة ما تستعمله الأمة كلها، مثل التعليم وإصلاح الطرق وما شاكل ذلك.
والمرافق هي من الإرفاق، وهو ما يرتفق بها الناس لقضاء مصالحهم، مثل بناء المستشفيات والعيادات لنزول المرضى، وبناء المساجد للمصلين وغير ذلك.
والطب هو من المصالح والمرافق التي لا يستغني عنها الناس، وهو من ضرورياتهم.


والرسول صلى الله عليه وسلم قد أمر بالتداوي، عن أسامة بن شريك قال: ((جاء أعرابي فقال: يا رسول الله أنتداوى؟ قال: نعم، فإن الله لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء، علمه من علمه، وجهله من جهله))، وفي لفظ)): قالت الأعراب يا رسول الله ألا نتداوى؟ قال: نعم عباد الله تداووا، فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء)، وعن ابن عباس رضي الله عنهما: (أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم، وأعطى الحجام أجره واستعط) يعني استعمل السعوط وهو دواء يوضع في الأنف.


وهذا يدل على إباحة التداوي، وبالتداوي جلب منفعة ودرء مضرة، فهو مصلحة، علاوة على أن العيادات والمستشفيات مرافق يرتفق بها المسلمون، في الاستشفاء والتداوي.


فصار الطب من حيث هو من المصالح والمرافق، وواجب على الدولة أن تقوم بها، لأنها مما يجب عليها رعايته، عملا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الإمام راع وهو مسؤول عن رعيته)، وهذا من مسؤولية الرعاية، ولذلك وجب على الدولة توفيره للناس، ووجب عليها أن توفره مجانا، لأنه من النفقات الواجبة على بيت المال على وجه المصلحة والأرفاق دون بدل، ولذلك كان عليها أن توفر جميع الخدمات الصحية دون بدل، وهذا هو الدليل على أن الطب مما يجب أن توفره الدولة للناس بالمجان.


وأما جواز أن يستأجر الطبيب، وتدفع له أجرة، فلأن المداواة مباحة، قال عليه الصلاة والسلام: ( عباد الله تداوو).


ولأنها أي المداواة منفعة يمكن للمستأجر استيفاؤها، فينطبق عليها تعريف الإجارة ولم يرد نهي عنها، وفوق ذلك فقد روى أنس: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم إحتجم، حجمه أبو طبية وأعطاه صاعين وكلم مواليه فخففوا عنه ) والمراد بمواليه سادته، لأنه كان مملوكا لجماعة، كما يدل على ذلك رواية مسلم، عن ابن عباس رضي الله عنه قال: (إحتجم النبي صلى الله عليه وسلم وأعطى الحجام أجره، ولو كان سحتا لم يعطه )، وقد كانت الحجامة من الأدوية التي يتداوى بها في ذلك الوقت.


وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، (أن ناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أتوا على حي من أحياء العرب، فلم يقروهم، فبينما هم كذلك، إذ لدغ سيد أولئك، فقالوا: هل معكم من دواء أو راق؟ فقالوا إنكم لم تقرونا ، ولا نفعل حتى تجعلوا لنا جعلا، فجعلوا لهم قطيعا من الشاء، فجعل يقرأ بأم القرآن ويجمع بزاقه ويتفل، فبرأ، فأتوهم بالشاء، فقالوا لا نأخذه حتى نسأل النبي صلى الله عليه وسلم، فسألوه فضحك وقال: ( وما أدراك أنها رقية، خذوها وأضربوا لي بسهم).


وقد كانت الرقية في ذلك الوقت، وهي- قراءة بعضا من القرآن وبعضا من الأدعية، كانت من الأدوية التي يتطبب بها، فدل أخذ الأجرة عليها، وعلى أخذ الأجرة على الحجامة، على جواز تأجير الطبيب، ومثل أجرة الطبيب بيع الأدوية، لأنها شيء مباح، يشمل عموم قوله تعالى: ( وأحل الله البيع)، ولم يرد نص بتحريمه.
أما الأدوية التي يدخل في صناعتها ما يضر الإنسان، فيحرم بيعها ويحرم استعمالها.


وإلى حلقة قادمة ومادة أخرى من مواد النظام الإقتصادي في الإسلام نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أبو الصادق

إقرأ المزيد...
الاشتراك في هذه خدمة RSS

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع