الأحد، 22 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خطبة عيد الفطر المبارك

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كبيراً والحمد لله كثيراً، وسبحان الله العظيم تعالى وبحمده بكرةً وأصيلاً، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم تسليماً كثيراً وبعد:

قال الله عز وجل: { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}، ورُويَ عن ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكبّر يوم الفطر من حين يخرج من بيته حتى يأتي المصلى. أخرجه الدار قطني. وقال الإمام الشافعي رحمه الله: رُوي عن سعيد بن المسيّب وعروة وأبي سلمة أنهم كانوا يكبّرون ليلة الفطر ويحمدون.

أيها المسلمون: نحمد الله عز وجل أن اختارنا وأكرمنا أن نعبده سبحانه، وهو وحده المستحق للعبادة والحمد والثناء، أكرمنا بصيام شهر رمضان المبارك وقيام لياليه والتقرب إليه بصالح الأعمال، لذلك أمرنا سبحانه أن نكبره عز وجل وأن نشكره على هذه النعمة، وهذا اليوم مظهر للفرحة العظيمة التي يسعد بها أهل السماء، كما سعد به المسلمون المؤمنون في الأرض، فاليوم عندنا يوم عيد كما هو عيد في السماء، والفرحة في العيد لأن المسلمين أطاعوا ربهم وقضوا الأيام المعدودة للصيام.

أيها المسلمون: إن شهر رمضان هو شهر القرآن، والقرآن أنزله الله عز وجل للعمل به وليس اتخاذ تلاوته عملاً، إنما العمل بأحكامه وتلاوته لذكر الله وتدبر آياته، فكان رمضان شهر الطاعة، قال تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا}، وقال: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}. إن رمضان هو مكسب لنا عباد الله، لأنه زاد ومعين على طاعة الله عز وجل، فالأصل أن لا ننقطع ولا نقصّر في الطاعة، وأن نقدّم الفرائض دوماً، فقد كنا نحرص على صلاة التراويح وهي نافلة مندوبة والأصل أن لا ننقطع عن بيوت الله لإقامة الفرائض، فلا يليق أن نهتم بالنافلة في رمضان ونترك الفرض بعده. والذي لا يليق بهذا اليوم؛ الذي هو يوم شكر وحمد لله ان نقع فيما ينافي الشكر والحمد، والذي ينافيه هو معصية الله فيه، ومن ذلك التدابر والتخاصم، وهذا المنكر مدعاة لمنع المغفرة عن العبد، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تُعْرَضُ الأَعْمَالُ في كلِّ اثْنَيْنِ وَخَمْيسٍ ، فَيَغْفِرُ اللهُ لِكُلِّ امْرِئٍ لا يُشْرِكُ باللهِ شَيْئاً ، إِلاَّ امْرَءاً كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أخِيهِ شَحْنَاءُ ، فَيقُولُ : اتْرُكُوا هذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا). رواه مسلم، وكذلك من أكبر المنكرات قطيعة الرحم، فإن رمضان وشكر الله في العيد يكون بالقيام بأعلى أعمال البر من صلة الرحم وغيرها، حتى تنزل الرحمة، ففي الحديث القدسي يقول الله عز وجل: (...أَمَا تَرْضَيْ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ ...)، وكان كذلك ما يكدّر هذا اليوم من المعصية عدم التزام النساء بالزي الشرعي بشروطه الثلاث عندما يَكُنّ في الشارع العام أو دخل عليهن في بيوتهنَّ أجنبيٌ عنهن، والأصل أن لا يدخل الأجنبي في الدار حتى يستأذن لحرمة البيوت في الإسلام حتى يأخذ أهل الدار حيطتهن، أما شروط الزي في الشارع العام فهي ستر المرأة للعورة كلها وهو كل ما عدا الوجه والكفين، ولبس ثوبين فلا تخرج المرأة بثوب واحد، وألا يكون في اللبس تبرج؛ والأصل أن نعلِّم هذا الحكم حتى لبناتنا الصغار اللاتي لم يحضن، فقد قالت السيدة عائشة أم المؤمنين: (إذا بلغت البنت التاسعة فهي إمراة)، فإن هناك مظاهر تظهر فيها البنات عندما يصلن هذا العمر، يلبسهن أولياء أمرهن ملابس لا تليق بالنساء، وتكون مثيرة للشهوة.

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قَالَ لِى جَبْرَئِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ : رَغِمَ أَنْفُ عَبْدٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ فَقُلْتُ آمِينَ ...) رواه البيهقي. فالمغفرة التي يعطيها الله لعباده إنما تكون عند الاقلاع من الذنب، وهو يكون إما بترك الفرض، والعياذ بالله، أو بارتكاب الحرام، فشهر رمضان فيه طي للماضي وصفحة جديدة بأمل جديد للمؤمن، يفتح الله للعبد آفاق الحياة بطاعة ملك الملوك سبحانه وتعالى، قال عز من قائل: { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [ الزمر: 53].

الخطبة الثانية

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا، وبعد:

إننا وفي هذه اللحظات ونحن فرحون بهذا العيد، نفرح للفطر كما سنفرح بإذنه تعالى عند لقاء ربنا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (...لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ) رواه البخاري، ومع هذا الفرح الذي نحن فيه، إخوة لنا في شتى بلاد الدنيا ليس لهم نفس المظاهر التي نحن فيها، لعيشهم في ظل هيمنة الكافر المستعمر الذي يزيقهم الويلات ويحيك المؤامرات بإذلال الأمة بالاحتلال، او تمزيق البلاد بأيدي أبنائها، وشهر رمضان كما هو شهر القرآن والطاعات هو شهر الجهاد والفتوحات، فكان لا بد لنا أن ننصر إخواننا بتحريك الجيوش القابعة في الثكنات، والتي لا تظهر إلا للاستعراض في الاحتفالات، وكذلك الواجب علينا أن نقف امام وضد كل عمل يمزق الأمة ويقسّم بلادها، ويفتت وحدتها، فالأمة الإسلامية أمة واحدة، والاستعمار مزقها إلى سبعة وخمسين مزقة ويعمل للمزيد في العراق والسودان، فيريد فصل الجنوب عن السودان كما يريد فصل دارفور، والله عز وجل امرنا بأن نعتصم جميعاً، ولكن ليس أي اعتصام، بل بكتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فبالتالي إن أمريكا وضعت أهل السودان أمام خيارين ليس في كليهما خير، أولها ما يسمى بالوحدة الجاذبة، وهي تعني أن يكون هناك انفصال كنفدرالي كما هو الآن حسب اتفاق نيفاشا، وحال ذلك كمن طلق إمرأته وينفق عليها رغم الفراق والاستقلال عن بعضهما مع سيطرة الزوجة على الرجل، وهذا حرام؛ والكفار يريدون بذلك ان يكون لهم سلطان على المسلمين كما هو الآن، والله عز وجل يقول: { وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلا}. أما الخيار الثاني فهو الانفصال التام، وهو جريمة من أكبر الجرائم، وهو أيضاً حرام، فبالتالي فإن المسلم لا يخير في الحرام، ولا يقع فيه، بل يبحث عن الحلال ويلتزم به، والأصل أن تكون الوحدة على أساس الإسلام، فيكون الإسلام سيّداً على الجميع، على المسلمين وعلى الكافرين، كلهم يعيشون بعدل الإسلام لا بظلم الكفر، ولكن هذه الوحدة لن تكون وكذا الجهاد في سبيل الله لتحرير بلاد المسلمين إلا بإيجاد نظام الإسلام، بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، والعمل على وحدة بلاد المسلمين تحت راية العقيدة الإسلامية، فرمضان هو الزاد الذي يجعلنا نهتم بديننا وندخل فيه كله، ونعتصم بحبل الله جميعاً. اللهم تقبل منا صيامنا وقيامنا وتوسلنا إليك ولا تردهم علينا يا أرحم الراحمين، اللهم أعتق رقابنا ورقاب أهلينا وإخواننا المسلمين من النار، اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا.آمين

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع