الأربعاء، 02 جمادى الثانية 1446هـ| 2024/12/04م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

المؤتمر الاقتصادي... استمرارٌ في صناعة الفقر وقتل الفقراء

 

 

في صفوف تمتد إلى عدة كيلومترات، يقف الناس الساعات الطوال للحصول على قطعة خبز، أو لتر وقود، أو أسطوانة غاز الطبخ، ثم عند الحصول عليها يدفع الناس أثماناً باهظة لشرائها؛ فبين سندان الغلاء، ومطرقة ندرة ما يسمى بالسلع الاستراتيجية، أصبحت حياة الناس جحيماً لا يطاق، في الوقت الذي ختمت فيه الحكومة، يوم الاثنين 2020/9/28م، المؤتمر الاقتصادي، الذي أرادت من خلاله توفير مظلة شعبية لسياساتها الفاشلة، حيث قالت وزير المالية المكلف (هبة محمد علي)، في مؤتمرها الصحفي بخصوص الحديث عن المؤتمر الاقتصادي: (إن دواعي إقامة المؤتمر الاقتصادي تتمثل في إشراك كل أصحاب المصلحة بمنظوماتهم المختلفة، في وضع السياسات، واتخاذ القرار بغرض صنع مشروع وطني، تتوفر له أكبر مظلة شعبية تدعمه لينجح ويستمر).

 

وبدل أن تأتي مخرجات المؤتمر لصالح أهل البلاد، فترفع عنهم جحيم الغلاء، والندرة، اللذين أعجزا قطاعات واسعة من أهل البلاد عن توفير حاجاتهم الأساسية، تأتي المخرجات في حقيقتها لأخذ الضوء الأخضر للاستمرار في زيادة الأسعار، تحت لافتة ما يسمى برفع الدعم، حيث ورد في توصيات المؤتمر: (الدعم السلعي يمثل عبئاً على الموازنة وعلى الميزان التجاري، ولا يستفيد منه سكان الريف، خاصة الكهرباء، وغاز الطبخ، مما يستدعي تحويله لدعم نقدي مباشر) (سودان تربيون). وبالرغم من أن تلاوة هذه التوصية قد قوبلت برفض قوي، وهتافات من الحاضرين، إلا أن الحكومة سائرة في ترويض الناس عبر صناعة الأزمات، لتمرير تعديلها للموازنة، والاستمرار في تطبيق إملاءات الغرب الكافر؛ روشتة صندوق النقد الدولي، وإهدار ثروات البلاد إرضاءً للكافر المستعمر، ففي الوقت الذي تتفاقم فيه أزمة الخبز، بدعوى أن مديونية مطاحن الدقيق بلغت 20 مليون دولار. (باج نيوز)، وينقطع التيار الكهربائي لساعات طوال يومياً، بدعوى حاجة القطاع إلى 161 مليون دولار للصيانة، بحسب تصريح مدير شركة كهرباء السودان القابضة، (سودان تربيون)، وتعجز الحكومة عن سداد فواتير القمح والوقود، في هذا الوقت يعلن رئيس الوزراء حمدوك: (أن مبالغ تعويضات تفجير السفارتين الأمريكيتين بدار السلام ونيروبي، والمدمرة كول جاهزة)! (سودان تربيون) علماً بأن هذه المبالغ هي أكثر من 400 مليون دولار؛ منها 335 مليون دولار للسفارتين، و70 مليون دولار للمدمرة كول، وصدق الله العظيم القائل: ﴿وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَاماً﴾!!

 

لقد جمعت الحكومة الانتقالية في مؤتمرها الاقتصادي جمعها لإضفاء الشعبية المزعومة لإطلاق رصاصة الرحمة على الفقراء من أهل السودان، ولدفع المزيد من الناس إلى هوة الفقر، وذلك التزاماً بروشتة صندوق النقد الدولي!!

 

أيها الأهل في السودان:

إن الحكومة الانتقالية، بشقيها المدني والعسكري، لن تحل لكم مشكلة، فجميعهم ملتزمون برعاية مصالح الكافر المستعمر، وتطبيق النظام الرأسمالي المتوحش الذي يصنع الفقر ويقتل الفقراء، ولا علاقة لهما بمصالح الناس، فهم وكلاء الكافر المستعمر، يصلون الليل بالنهار لإرضائه، يعيدون تدوير المعالجات القديمة نفسها، ليزيدوا حياة الناس بؤساً، وشقاءً، وضنكاً، وصدق الله سبحانه وتعالى القائل: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾.

 

إن التحرر من ربقة الكافر المستعمر، ومن عملائه، لن يكون إلا بنظام الإسلام العظيم، تطبقه دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، يقودها قادة ربانيون، يسوسون الرعية بأحكام الشرع الحنيف، يحاسبون أنفسهم بدافع التقوى، وتحاسبهم الأمة على أدائهم إن هم ظلموا، أو قصروا في رعاية الشئون، هؤلاء القادة يقطعون يد الغرب الكافر المستعمر، ويضعون عن الأمة إصر الأغلال؛ التشريعات الوضعية، والجبايات التي تفقرها وتحول بينها وبين مواردها وثرواتها التي لا تحصى ولا تعد، فينقلب الحال بإذن الله، لنرجع خير أمة أخرجت للناس، وإن ذلك لكائن في القريب العاجل بعزائم الرجال، وتوفيق الله وصدق وعده سبحانه، فكونوا منهم، ولا يفوتنّكم شرف التلبس بالعمل لإقامة الخلافة، أو مناصرتها، ففي ذلك فلاح الدنيا والآخرة.

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ

 

 

التاريخ الهجري :13 من صـفر الخير 1442هـ
التاريخ الميلادي : الأربعاء, 30 أيلول/سبتمبر 2020م

حزب التحرير
ولاية السودان

1 تعليق

  • Mouna belhaj
    Mouna belhaj الأحد، 04 تشرين الأول/أكتوبر 2020م 23:17 تعليق

    لا حل ولا خلاص إلا بتحكيم شرع الله

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع