بسم الله الرحمن الرحيم
نصيحة خالصة في عيد الفطر
لقد انتهى شهر مبارك وحل علينا يوم سعيد هو يوم عيد الفطر الذي جعله الله عيداً لأمة محمد e، ونحن في حزب التحرير/ تنزانيا نهنئ المسلمين في تنزانيا خاصة وفي العالم عامة بهذه المناسبة، ونسأل الله أن يتقبل منا صيامنا وقيامنا ودعاءنا... إنه سميع مجيب.
أيها المسلمون:
لقد رأيناكم في شهر رمضان ملتزمين بمقياس الحلال والحرام حريصين على الصيام والقيام والصدقة والعفاف، ورأيناكم تظهرون مشاعر الإسلام الصادقة... وهذا كله خير، غير أن الالتزام بأوامر الله واجتناب نواهيه ليس مقتصراً على شهر رمضان بل هو أمر لازم في العام كله، وليس محصوراً في العبادات بل يشمل سائر مناحي الحياة، فالصلاة كالبيع، والصيام كالبيعة، والأخلاق كالحدود، كلها أحكام شرعية واجبة الاتباع لأنها من عند الله سبحانه، والالتزام بها كلها هو الذي يحقق مفهوم العبودية لله، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً﴾، وقال سبحانه: ﴿وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ﴾، فلا بد من أخذ الإسلام كله، ولا بد من جعله هو المتحكم بنا في حياتنا كلها حتى مماتنا... فما بالكم أيها المسلمون تجعلون الالتزام بالشرع في أمور دون غيرها وفي أوقات دون أخرى؟!
أيها المسلمون:
اعلموا أن ربكم سبحانه أباح لكم الطيبات من الرزق فكلوا واشربوا في يومكم هذا ولا تسرفوا إن الله لا يحب المسرفين، ووسعوا على عيالكم، وأدخلوا السرور إلى قلوب الفقراء والأرامل والأيتام، وزوروا أقاربكم، وتفقدوا المرضى والمسجونين، وافعلوا الخير لعلكم تفلحون. واعلموا أن العيد ليس لمن لبس الجديد ولكن العيد لمن خاف الوعيد، فلا تخرجن نساؤكم ولا بناتكم بحجة الفرحة بالعيد كاسيات عاريات، فإن ذلك تعدٍّ واستهتار بحرمات الله ﴿ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ﴾.
أيها المسلمون:
لقد انقضى شهر رمضان الثامن والتسعون وأنتم ما زلتم دون خليفة يحكمكم بشرع الله ويوحد بلادكم ويحمل الإسلام رسالة للعالمين... لقد انقضى رمضان الثامن والتسعون دون خليفة يرعى شئونكم ويحفظ دماءكم وأموالكم ودياركم وأعراضكم... وها أنتم اليوم تتعرضون في مختلف الأقطار إلى سفك الدماء ونهب الثروات وانتهاك الأعراض... ومن شواهد ذلك الظلم الذي يتعرض له مسلمو تركستان الشرقية، والأوضاع في اليمن، وفلسطين، وأفريقيا الوسطى، وبورما، وكشمير، وأفغانستان، والصومال، ومالي، وليبيا، والشام وغيرها... أفلا يجعلكم ذلك كله تفكرون بمدلول حديث رسول الله e: «إِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ»، رواه مسلم؟!
وفي الختام، فإننا في حزب التحرير/ تنزانيا، نبارك لكم بالعيد السعيد، وندعو الناس جميعهم إلى عدم السكوت عن الظلم الذي أوجدته الرأسمالية، وأن يبحثوا عن الإنصاف في أحكام الإسلام ومعالجاته، وندعو المسلمين خاصة في البلاد الإسلامية إلى حمل دعوة الإسلام لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة على منهاج النبوة.
التاريخ الهجري :1 من شوال 1440هـ
التاريخ الميلادي : الثلاثاء, 04 حزيران/يونيو 2019م
حزب التحرير
تنزانيا