بسم الله الرحمن الرحيم
أنتم مسلمون
لقد غضبتم غضبة فرّ منها الطاغية هاربا فخرج بقية من بقاياه تقول لنا إنّ التغيير الحقيقيّ يكون بدستور جديد، حدَّدوا موعدا لانتخاب مجلس يضعه ثمّ اختلفوا فيه، ثمّ حدّدوا موعدا جديدا زعموا أنّهم توافقوا عليه، ونحن أمام هذا وذاك ننتظر التغيير! وكأنّ مجلسا تأسيسيا، يصل إليه الواصلون بقوّة المال السياسي القذر أو بدفع من جهات استعماريّة ساءها أن تثوروا وخشيت أن تسقط مشاريعها ومخطّطاتها، كأنّ هذا المجلس سيُحقّق أهدافنا وآمالنا في التحرر والانعتاق!.
نرى بعض الناس مرتاحا لاختيار مجلس تأسيسيّ يضع للمسلمين شرعا غير شرع ربّهم! وكأنّنا شعب لا دين له ولا حضارة! كأنّنا لسنا من أمّة نزل فيها قول من بيده أنفسنا ".. اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا"!
إنّنا في حزب التحرير ندعوكم دعوة الناصح الأمين ونذكّركم بالتالي:
إنّ الله سبحانه وتعالى قد سمّاكم باسم عظيم يُحبّه الله ورسوله (المسلمين) فاعتزوّا به وفاخروا به الأمم. أليس من المبكي أن يخرج مسلمون ويقولون بأنّهم مرتاحون لتحديد موعد لانتخاب مجلس يعلمون علما أنّه سيضع تشريعا بدلا من شريعة ربّكم الذي آمنتم به وستردّون إليه بعد موتكم. فماذا أنتم قائلون يومئذ؟
ألم تروا إلى هؤلاء الذين نصّبوا أنفسهم أوصياء عليكم يريدونكم أن تتحاكموا إلى الطّاغوت، يريدونكم أن تنبذوا دينكم وراء ظهوركم وتُعرضوا عن القرآن العظيم كتاب الله المنزّل بالحق على رسولكم صلّى الله عليه وسلّم؟
أيّها المسلمون، أيّها التائقون إلى حكم الإسلام وعزّه، أيّها المشتاقون إلى لقاء محمّد صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام.
أليس الإسلام هو الذي يجمعنا على المحجّة البيضاء؟
من منكم لا يريد أن يُحكم بشرع الله؟
من منكم لا يريد أن يخرج من عبادة العباد إلى عبادة ربّ العباد؟
من منكم لا يعتزّ بدينه وقرآنه وسنّة نبيّه الأكرم عليه الصّلاة والسلام؟
من منكم يرضى عن الإسلام بديلا؟
يا أهلنا وأحبتنا، والله إنّنا لنعلم أنّ الإسلام عميقة جذوره في نفوسكم ولن يستطيع أحد قلعها، وإنّنا لنعلم أنّه مُتمركز في حبّات قلوبكم ولن يستطيع الكفّار ولا المنافقون نزع حبّة من القلوب.
ولكنّ الإسلام؛ نظاما للحياة، نظاما للحكم والسّلطان، نظاما للعلاقات جميعها، قد فقد أثره في حياتنا بفعل عقود من التّضليل والترهيب والتجهيل.
ألم نكن أمةً عزيزةً بالإسلام ولم نُذلّ إلا يوم ابتغينا العزّة عند عدوّنا ممن ادّعى ويدّعي أنّه سيُعيننا على الانتقال فزادونا رهقا؟
إنّ عودة الإسلام إلى الحياة لن تكون بوضع مادّة في الدّستور تنصّ على أنّ دين الدّولة الرسميّ هو الإسلام، فذلك وضع شكليّ لا قيمة له يلجأ إليه الحكّام نفاقا وخداعا وإسكاتا لجماهير المسلمين. إنّ عودة الإسلام إلى الحياة والحكم والسيادة لا تكون إلا بدولة تجعل العقيدة الإسلاميّة أساسا للدّستور والقوانين.
يا أهلنا وأحبّتنا، إنّنا في حزب التحرير نقدّم لكم بعزّة المؤمنين الصّادقين دستورا نضعه بين أيديكم، دستورًا مستنبطًا من القرآن والسّنّة نقترحه على العلماء والفقهاء والمختصّين المخلصين لوضعه موضع التّنفيذ، دستورًا يكون الحكم فيه لله وحده لا لغيره من الطواغيت.
{ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ }
التاريخ الهجري :8 من رجب 1432هـ
التاريخ الميلادي : السبت, 11 حزيران/يونيو 2011م
حزب التحرير
ولاية تونس