السبت، 21 محرّم 1446هـ| 2024/07/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

إدخال البنك الدولي يُؤذِنُ بالحرب

 

 

يزور تونس وبعض دول المنطقة هذه الأيام رئيسُ البنك الدولي روبرت زوليك، يريد إعادة صياغة العلاقات بين البنك الدولي وتونس ما بعد الثورة، لتتهيأ الظروف التي تكفل بقاء تونس كما كانت؛ سوقًا استهلاكية يُمنع أهلها من تحرير اقتصادهم من دولاب الاقتصاد الغربي، فيمنعهم من إقامة صناعات حقيقية تنقذهم من التبعية، ويملي على الحكومة فرضَ الضرائب الظالمة ورفع الدعم عن السلع الأساسية تلبيةً لمنطق النظام الربوي الغربي، الذي يقوم على مص دماء الشعوب، وجعل مقدراتها وثرواتها وكافة إمكاناتها دُولَةً بين الدول الاستعمارية، وهذا كله كان زين العابدين قد نفّذه منذ عام 1987م حتى سقوطه، مما جعله محل رضا من  هذه المؤسسة الاستعمارية ومثيلاتها، ولعل مدائح البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومنتدى دافوس، لنظام زين العابدين تؤشر بوضوح ما الذي يريده زوليك، مبعوث الدول الاستعمارية بهذا البلد -وسائر البلاد في العالم-، من فقر وبطالة وغلاء لتتحول ثروتنا لأيدي المستعمرين الذين أبوْا أن يتركوا أمتنا وبلادنا دون أن تكون ميداناً لنفوذهم السياسي والاقتصادي. والمفجع أنهم يدَّعون أن زيارة زوليك جاءت في سياق إعادة إصلاح الاقتصاد ونظام الإدارة العامة ومعالجة البطالة وتعميق الشفافية والقدرة على محاسبة مؤسسات الدولة، ومساعدة البلد للخروج من مأزقها، وتنفيذاً لذلك كله، كما يزعم هذا المخادع، فسوف يجتمع حسب برنامج زيارته المعلن مع من سمّاهم "ممثلي المجتمع الأهلي" ومسؤولين في الحكومة.

 

وقد قالت مسؤولة في فرع البنك بتونس إن زوليك سيصل إلى البلاد الاثنين، وستتركز زيارته على "مساندة تونس خلال مرحلة الانتقال السياسي"، و"على إصلاح الاقتصاد ونظام الإدارة العامة لتوفير فرص عمل وفرص اقتصادية في تونس والمغرب"، والعجب العجاب أن من الناس من لا يزال يصدق هذا الهراء وتنطلي عليه هذه الأكاذيب؛ لأنهم يسمعون زوليك وموظفيه يقولون ذلك ويعلنونه دون أن يفقهوا أن ما تعانيه تونس من فقرٍ وجوعٍ وويلات وفشل اقتصادي مذهلٍ وضياعٍ لمستقبل الزراعة والصناعة والتجارة سببه علاقتها بالمؤسسات الاقتصادية الاستعمارية من أمثال هذه المؤسسة الربوية البغيضة، التي تمتص دماء الناس وتعلن أنها تعمل ذلك علاجا لاقتصاد البلد ومساعدة له!!، وهي مؤسسات شيطانية تذكّرنا بقَسَم إبليس لأبوَيْنا عندما كان يريد هلاكَهما ويقسم لهما كذباً {وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ}!! فهل يُصدّق المسلمون في تونس أن هذا الرجل من الناصحين لنا، وأنه كلّف نفسه عناء زيارة بلادنا حتى يستقيم وضع اقتصادنا؟!

 

إن أية حكومة تعود للتعامل مع مثل هذه المؤسسة وتسلّمها القرار السياديَّ المتعلق بسياسة الاقتصاد لهي حكومةٌ تابعة لدوائر الغرب، ولا يمكن أن تكون حكومةً قائمةً على دين الأمة الذي يحارب الربا والتبعية، ولا ممثِّلةً لثورة تونس ودماء شهدائها وتضحيات أهلها العظيمة، ولا يمكنها أن تلبي مطالب الناس الذين دفعوا من أجل انعتاقهم كلَّ نفيسٍ قبل أن يقدموا نفوسهم من أجل الخلاص من الاستعمار وأدواته، فهل يجوز لأهل تونس أن يسكتوا على حكومة تستمر في سياسة التبعية الاقتصادية، وهي توهم الناس أن ذلك كان جزءًا من الماضي؟! وهل تجهل هذه الحكومة أن ضياع البلد لم يكن سببه إلا السير الأعمى في ركاب الغرب والتبعية الفكرية والسياسية والاقتصادية لهم.

 

أيها المسلمون:

إن الحق الذي لا مراء فيه أنه لا يُخرج الناس في تونس وغيرها من بلاد المسلمين من العَنَت والشقاء والتردّي إلا العمل الجاد المخلص لإقامة الخلافة؛ فهي الكيان الصادق الذي سوف يضع حدّاً للمؤسسات الاستعمارية الربويَّة الغربية التي أثقلت كاهل البشرية وجعلت ثروات الدنيا تؤول بالربا والاستعباد في يد شرذمةٍ من الناس مجرمين، فإلى العمل لقيام هذه الدولة ندعوكم.

 

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّـهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ}

 

 

 

التاريخ الهجري :29 من جمادى الأولى 1432هـ
التاريخ الميلادي : الإثنين, 02 أيار/مايو 2011م

حزب التحرير
ولاية تونس

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع