المكتب الإعــلامي
الدنمارك
التاريخ الهجري | 15 من رمــضان المبارك 1441هـ | رقم الإصدار: 1441 / 04 |
التاريخ الميلادي | الجمعة, 08 أيار/مايو 2020 م |
بيان صحفي
ما يسمى بسياسة مكافحة الإرهاب لا تزال وسيلة لتشويه صورة الإسلام والمسلمين
(مترجم)
حظيت دائرة المخابرات الدنماركية وشرطة كوبنهاغن بالكثير من الاهتمام عندما عقدت مؤتمراً صحفياً مشتركاً يوم الخميس في 30 نيسان/أبريل، بينما كانت بقية البلاد لا تزال تحت إغلاق جزئي. يبدو أن الوقت قد حان للكشف عن "قضية إرهابية" جديدة في الدنمارك. وقفوا أمام الكاميرات ولديهم تعبيرات خطيرة على الوجه، وأعلنوا أن "عملية استخباراتية مكثفة" أدت إلى منع "هجوم إرهابي" بدافع "إسلامي متطرف". وتم استخدام الكلمات الكبيرة والمرعبة، ومن بينها أكبر وربما أكثرها استغلالا: كلمة "الإرهاب".
خلال المؤتمر الصحفي تم الكشف عن أن هذه "العملية الضخمة" كانت نتيجتها فقط اعتقال شخص وحيد "لمحاولته الوصول" إلى أسلحة نارية وذخيرة. وبالتالي، لم يكن الأمر يتعلق بتهديد قوي، تم منعه في اللحظة الأخيرة، وهذا هو سبب هذا المشهد في المؤتمر الصحفي. علاوةً على ذلك، لم تكن هناك معلومات محددة حول من أو ماذا يريد هذا الشخص أن يهاجم أو حتى إذا كان "الهدف الإرهابي" قد تمّ في الدنمارك أو في الخارج.
كل هذا يؤدي إلى سؤال لم تسأله وسائل الإعلام: ما هو الهدف الحقيقي وراء المؤتمر الصحفي؟ بعد ذلك، كتب رئيس الوزراء، ميت فريدريكسن، البيان التالي: "إن عملية اليوم هي شهادة على أنه لا تزال هناك قوى مظلمة في الدنمارك ترغب في إيذائنا، ولا تخجل من استخدام أي وسيلة. لذلك يجب أن نواصل مكافحة الإرهاب بكل الوسائل".
ومن ثم، فمن الملاحظ أن المخابرات الدنماركية وشرطة شمال نيوزيلندا لم تجد من المناسب عقد مؤتمر صحفي مماثل عندما تم اعتقال متطرف يميني، والذي سيمثل أمام المحكمة في 12 أيار/مايو، بتهمة إنتاج متفجرات يتم التحكّم فيها عن بُعد. علاوةً على ذلك، وجد رئيس الوزراء والسياسيون الآخرون من المناسب التعليق على القضية من خلال إدانة "قوى الظلام" التي تجب محاربتها "بكل الوسائل". وبحسب مصادر إخبارية فإن البيئة القومية اليمينية لها "دور بارز" في اعتقال الرجل. ويبدو أن المؤتمرات الصحفية البارزة التي تعقدها المخابرات الدنماركية وكذلك محطات التلفزيون التي تعرض "الأخبار العاجلة" أسفل الشاشات محجوزة فقط للحالات ذات "الدافع الإسلامي" المزعوم. القضية هي نفسها عندما يتعلق الأمر بـ"قوانين الإرهاب"، والتي تثبتها حقيقة أن المتطرف اليميني المعتقل ليس حتى متهماً بـ "محاولة الإرهاب"!
بينما تصرخ السلطات بصوت عالٍ حول "الإرهاب الإسلامي" عندما تعتقل مسلماً بدون أسلحة، فقد تمكنت من إسكات قضية المتطرف اليميني. يبدو أن الرجل حاول إنتاج القنبلة التي يتم التحكم فيها عن بعد من خلال الحصول على أجهزة إلكترونية مثل جهاز فتح باب المرآب، وجهاز تحكم عن بعد، وخيط سلكي ومسحوق متفجر.
مرة أخرى نرى التفاعل بين السياسيين والسلطات ووسائل الإعلام. إنهم يستغلون موقعهم في المجتمع والوصول إلى غرف معيشة الناس من خلال نشر الدعاية الشيطانية ضد المسلمين. يتم استخدام الكلمات المتلاعبة مثل "الإسلام المتشدد" و"الإرهاب الإسلامي" بشكل ثابت عندما يكون المعتقل مسلماً من أجل خلق صلة بين الإرهاب والإسلام في أذهان الناس.
ومع ذلك، فإن النفاق أمر بديهي عند النظر في عمليات القتل الجماعي الوحشي للمسلمين التي يرتكبها الصليبيون المدفوعون بالكراهية تجاه الإسلام والدعاية المعادية للمسلمين، كما شهدنا في مذبحة كرايست تشيرش في نيوزيلندا أو مؤخراً في مدينة هاناو الألمانية. وهذا يثبت مرة أخرى أن فكرة الإرهاب هي فكرة سياسية تستخدم بالتوازي مع قوانين الإرهاب ضد المسلمين فقط من أجل شيطنة الإسلام.
إن أكثر الهجمات الإرهابية دموية ووحشية هي تلك التي ترتكبها الدول الغربية باسم الديمقراطية والحرية في البلدان الإسلامية مثل العراق وأفغانستان والصومال وفلسطين. الإسلام يدين أي هجوم على المدنيين والأبرياء. إنها رحمة الإسلام وهي مجرد رسالة للبشرية لا يريد السياسيون ووسائل الإعلام الوصول إليها. ومع ذلك فإن التلاعب والدعاية لن تمنع الحق من التألق. ﴿يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الدنمارك
المكتب الإعلامي لحزب التحرير الدنمارك |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: http://www.hizb-ut-tahrir.dk/ |
E-Mail: info@hizb-ut-tahrir.dk |