السبت، 21 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

المكتب الإعــلامي
ولاية لبنان

التاريخ الهجري    7 من ذي الحجة 1445هـ رقم الإصدار: 1445 / 20
التاريخ الميلادي     الخميس, 13 حزيران/يونيو 2024 م

 

بيان صحفي

 

﴿وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ * أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ * فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ

 

لم نجد خيراً من كلام الله عز وجل نستهل به بياننا هذا، رداً على ما طالعتنا به بعض الأقلام المسمومة في الصحف، وبعض مواقع التواصل، وعلى رأسهم جريدة تَعُدّ نفسها مرموقة في الأوساط الإعلامية؛ جريدة النهار التي نشرت مقالاً لا ينمّ عن مهنية أو مصداقية، باسم الكاتب هوفيك حبشيان! تحت عنوان (في طرابلس عاصمة الثقافة العربية المتطرفون يهتفون ضد ثقافة السينما)!

 

وقد علا صوت هذه الجهات لأن أبناء مدينة طرابلس اختاروا العفة والطهارة على الشذوذ والسقوط، واختاروا ما يحفظ الدين والفطرة والأسرة على ما يهدمها! فصار حال هذه الجهات مع دعاة العفة، كحال من مارسوا الفاحشة المخالفة للفطرة من قوم لوط، حالهم مع نبي الله لوط عليه السلام، ومن آمن معه، الذين أمروا قومهم بالطُّهر، فطالب مرتكبو الفاحشة بإخراج لوط ومن آمن معه من قريتهم، لماذا؟! لأنهم يطالبونهم بالطهر والعفاف والفطرة السليمة! أليس هذا في القياس أمرٌ عجيب؟! وما أشبه اليوم بالأمس، مع فارق المصطلحات والتعابير!

 

فقد أعلنت إحدى الجهات التابعة لرئيس الحكومة، وتيار العزم في طرابلس، عن مهرجان "سينمائي" بتاريخ 7-9/6/2024م، تحت اسم مهرجان كابريوليه السينمائي، وكاد أن يمر هذا المهرجان، بما في أفلامه من دعاية للشذوذ، كما تمر الكثير من الأمور في هذا الكيان الهزيل مع غياب السلطة والدولة! كاد أن يمر لولا أنّ حماة الدين والفطرة، والعفة والطهارة، من أهل المدينة، وعلى رأسهم ديوان طرابلس الثقافي، قاموا بكشف الشذوذ - المُجمّل بألفاظ مثل المثلية وغيرها - الذي يُرَوَّجُ له في جملة من هذه الأفلام، وتم فضح الأمر بالوثائق والدلائل الدامغة، فهاج المنتفعون من هذه المهرجانات والمختبئون خلف مسميات ثقافية عدة!

 

وإننا إذ لا نستغرب هيجان هؤلاء الذين لا يمثلون طبيعة أهل لبنان عموماً، لكن نستغرب أن كاتب جريدة النهار كتب قائلاً: "إنّ هذه الدعوة لمنع هذا المهرجان انطلقت من مساجد طرابلسية"، يقولها متعجباً، فإذا كانت مساجد طرابلس التي تمثل معظم أهلها، أعلنت أمام آلاف من الناس رفضها لهذا المهرجان، وقَبِل الناس ذلك، أليس هذا في مفاهيمكم هو إبرازٌ لحقيقة صوت المدينة؟! أم أن حرياتكم المزعومة في التعبير، حِكرٌ عليكم وعلى أمثالكم، ممنوعة على عموم الناس، بل على المدينة وأصلها وطابعها الثقافي والفكري؟!

 

وحتى يروج كاتب النهار لدفاعه عن الشذوذ والسقوط، ويمارس التحريض! بدأ يجتر ألفاظاً تستخدم لإلصاق التهم بدعاة العفة والطهارة، من مثل التطرف، والبلطجية! ألا تدرون أن سيدتكم أمريكا نبذت أو كادت أن تنبذ هذه المصطلحات الشاذة، لصالح مصطلحات تتعلق بمحاولة إنقاذ اقتصادها! من مثل أن الأولوية عندها ليست للإرهاب ولكن للصين؟! لكن يبدو أنكم ما زلتم تعيشون في المرحلة التي استقويتم بها بهذه المصطلحات على الإسلام وأهله، كما استقوت بها السلطة التي تحرضونها! لقد فات هذا الزمان، فاقرؤوا أحداث المنطقة والعالم جيداً أيها المتفلسفون! وما علاقة التطرف بما تقول، إلا أن يكون المقال تحريضاً من الغرف السوداء لإضفاء شرعية على محاربة أهل العفاف والطهر والقيم، الذين صدعوا رؤوسكم بإلغاء هذا الترويج للشذوذ؟!

 

أما الأعجب الدال على الجهل المركب، فهو قولكم: إن ما يحدث هو "كباش سياسي بين طرفين سياسيين" وقولكم: "الطرفان السياسيان المتصارعان على أنقاض طرابلس: رئيس الوزراء نجيب ميقاتي وحزب التحرير..."!

 

فإن كنت يا حبشيان تقصد الكباش السياسي بين حزب التحرير ورئيس الوزراء، على مستوى انحصارك في الصراعات السياسية اللبنانية على النيابات والوزارات! فهل رأيتم حزب التحرير يخوض الانتخابات السياسية في لبنان ويكون منه نواب كما هو منكم؟! أو يُستوزر كما يُستوزر الكثير منكم؟! أو هو في السلطة وأجهزتها كما الكثير منكم؟! أو هو منتفعٌ من الدولة كما ينتفع أكثركم؟! ﴿كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً﴾.

 

إن موقفنا من السلطة السياسية في لبنان، ممثلة برئيس الحكومة الحالي أو من سبقوه، أو من سيخلفونه بالمنظومة نفسها، بل السلطة السياسية ممثلة بأعلى هرم السلطة وبأجهزتها، هو موقفٌ واضحٌ؛ إنه الكفاح السياسي لهذه السلطة، وفضح ارتباطها بالغرب المؤدي لتآمرها على البلد وأهله، أو تخاذلها في رعاية شؤون الناس، أو معاداتها لقيم أهل البلد، لا سيما المسلمين منهم، الذين نمثل فئةً كبيرةً منهم، هذا هو صراعنا السياسي مع السلطة في لبنان، بل على مستوى بلاد المسلمين، وكفاحنا السياسي هذا واضح، ومستمرون فيه حتى نقيم في بلاد المسلمين، ومنها لبنان يا حبيشان، دولة عدل ورشد؛ خلافة راشدة على منهاج النبوة، يعيش فيها المسلمون وغير المسلمين كما عاشوا آلاف السنين، يحافظون على عقيدتهم الإسلامية، ويحمون شرائع غيرهم من المسلمين الذين يعيشون تحت حكمهم، نعمل فيها على ترسيخ القيم الصحيحة الموافقة للفطرة والمقنعة للعقل، وليس البهيمية والشذوذ التي كان يفترض أن تروجها أفلامكم في مدينة طرابلس الشام والإسلام.

 

وحتى ينجز هذا الأمر لن نسمح لأي مشروع هدّام للقيم أن يمر، وسنقف في وجهه بشكل سافرٍ ومتحدٍ ولن نتوانى عن ذلك، ولو سطرتم في هذا المقالات والمدونات. ويا ليتكم كتبتم، وأفرغتم حبر أقلامكم فيما يرفع الحرمان والعوز والفقر عن أهل طرابلس، وحرضتم الدولة والسلطة على القيام بواجبها، ومارستم وظيفتكم الحقيقية في الدفاع عن المظلومين، بدل الدفاع والدعاية للمهرجين والشاذين!

 

أما أنّ هذه المهرجانات مرت في مناطق أخرى، فلعل في أهلها من لم ينتبه لما تروجه هذه الأفلام من شذوذ! ولعل الكُتاب أمثالكم ممن يغطون على هذه المهرجانات بالكلام البراق، يعمون أعين الناس ويسحرون أعينهم بمصطلحات الموسيقى والسينما والرسم والأدب والشعر في ظاهرها، وباطنها سمٌ زعاف كما أثبتناه بالوثائق الدامغة.. وهنا ننتهز الفرصة لنحذر أهلنا في كل المناطق اللبنانية للتنبه من مرور مثل هذه المهرجانات بما فيها من ترويج للشذوذ، حتى لو امتلكت تصاريح من هنا وهناك، ألا ترون شوارعكم صارت تمتلئ بمظاهر العري في الإعلانات مع دخول الصيف، وهي إعلانات مصرَّحة؟! فهل هذه تمثل قيمكم وقيم هذا البلد بشكل عام؟! فاحذروا يا أهلنا في كل المناطق، فحال المروجين لهذه المهرجانات من الصحف والكتاب والمواقع، كحال سحرة فرعون مع موسى قبل إسلامهم ﴿سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ﴾، وإنا بإذن الله معهم كحال موسى مع فعل السحرة ﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ * فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾، فسنلقي عليهم بفكرنا وكفاحنا ما يلقف ما يأفكون، حتى يقع الحق ويبطل ما يعملون.

 

وفي الختام، إن ما يقوم به حزب التحرير وأجهزته، بوسائله وأساليبه، وبكفاحه السياسي للسلطة الفاسدة، ومعه أهل الفطرة السليمة والحفاظ على الأسرة، من كل الشرائع، هو دينٌ، وهو محط فخر واعتزاز، وإنّ ما تقومون به من نشر السموم، والدفاع عن الشذوذ، تحت مسميات "ثقافية" و"فنية" ومهرجانات، ليس في شرعة ولا دين، إلا العَلمانية الغربية الغريبة عن هذه البلاد وأهلها، كل أهلها، مسلمين وغير مسلمين، العَلمانية المعلبة المستوردة منتهية الصلاحية، التي سممت عقولكم، ودفعتكم من شدة السقوط للدفاع حتى عن الشذوذ!

 

﴿مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ * أَفَلَا تَذَكَّرُونَ * أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُّبِينٌ * فَأْتُوا بِكِتَابِكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير

في ولاية لبنان

 

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
ولاية لبنان
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
تلفون: +961 3 968 140
فاكس: +961 70 155148
E-Mail: tahrir.lebanon.2017@gmail.com

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع