المكتب الإعــلامي
ماليزيا
التاريخ الهجري | 4 من ربيع الثاني 1446هـ | رقم الإصدار: ح.ت.م./ب.ص. 1446 / 09 |
التاريخ الميلادي | الإثنين, 07 تشرين الأول/أكتوبر 2024 م |
بيان صحفي
عامٌ على الإبادة الجماعية في غزّة وحكّام المسلمين لا يزالون متفرجين
والحقُّ أنّ الحلّ الوحيد والأوحد هو الخلافة!
(مترجم)
مرت الذكرى السنوية الأولى على الإبادة الجماعية في غزة منذ عملية طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023. ومنذ ذلك الحين، استمر القتل الوحشي لأهل غزة على يد قوات يهود، وتواصلت أعمال الدمار الشامل التي لم يسلم منها لا الحيوان ولا الحجر ولا الشجر، وعلى الرّغم من ذلك لم ينجح يهود في تحقيق أهدافهم. إن صمود أهل غزة حتى الآن يعكس إيمانهم الراسخ بالله تعالى.
إن الرعب الذي يمارسه يهود في غزة أفظع من القصف الذرّي الذي قامت به أمريكا على هيروشيما وناغازاكي. إلّا أن البلاء الأعظم يأتي من حكام المسلمين الذين يلتزمون الصمت، وهم يشهدون هذه الفظائع من قريب أو بعيد. إنهم يشهدون قتل المسلمين، واحتلال أرضهم، وتدمير مساجدهم، وتدنيس أرض الإسراء والمعراج، وهم قادرون تماماً على إيقاف هذه الفظائع في طرفة عين، ومع ذلك اختاروا أن يكونوا مجرد متفرجين. والأسوأ من ذلك أن بعضهم يستمر في تقديم الدعم لكيان يهود وأمريكا، ما يتيح استمرار أعمال الإرهاب والتدمير هذه، فويل لهم مما يكسبون.
إن تعطش يهود للدماء لا ينتهي عند فلسطين، فقد وجّهوا أنظارهم الآن نحو لبنان، وسفكوا الدماء هناك كما يفعلون في فلسطين. ومع ذلك، يلتزم حكام المسلمين، بمن فيهم حكام لبنان الصمت. لقد سعت إيران التي هوجم حزبها في لبنان إلى إظهار بطولتها بإطلاق الصواريخ على كيان يهود في محاولة لإلحاق "أذى" بسيط به، وكان هدفها من ذلك هو إعطاء الانطباع بأنها تردّ على عدوان يهود. إلّا أنها سرعان ما أوقفت أعمالها هذه، مطمئنةً العالم بأن ردها ملتزم بالقانون الدولي والقوانين التي وضعها أعداؤها! هذا هو مدى "انتقام" إيران من العدو الذي أودى بحياة العديد من قادتها!
إنّ خيانة حكام المسلمين لفلسطين صارخة وعميقة، لا تتجلى في هذا العام فقط، بل منذ بداية الاحتلال، بل وقبل ذلك. ولا تقتصر هذه الخيانة على حاكم واحد فقط، بل تمتدُّ لتشمل الجميع في الماضي والحاضر. فمن خلال خيانتهم سُلّمت فلسطين إلى أيدي يهود، ونتيجةً لذلك لا تزال الأرض المباركة تحت الاحتلال حتى يومنا هذا. لقد شهد المسلمون قائمة طويلة من الحكام في مختلف البلدان، ومع ذلك لم يسعَ أحد منهم بصدق لتحرير فلسطين. ومن أبرزهم أولئك الذين يلقون أفضل الخطب الرنانة ويحاولون خداع شعوبهم بأنهم أبطال تحرير فلسطين.
والحقيقة أنه لم يكن هناك حاكم واحد يسعى بصدق للقضاء على كيان يهود وتحرير فلسطين. إننا نشهد اليوم عدد الشهداء الذي جاوز 40 ألفاً، مع عدد لا يحصى من الجرحى والمشردين. ونشهد تدمير المنازل والمساجد والمباني بمختلف أنواع القنابل. ونشهد المعاناة الهائلة للشعب الفلسطيني. ومع ذلك، ورغم كل هذا، لم تتفتح قلوب حكام المسلمين ولو قليلاً لإعلان الجهاد ضدّ الكيان المجرم. يبدو أن كلمة الجهاد قد اختفت من قاموسهم، ويبدو أن قلوبهم قد ماتت. ولو كانوا يطمحون حقاً إلى استرداد فلسطين للمسلمين لكانوا قد أعدوا جيوشهم وحشدوها من أجل هذه القضية. ولكن مثل هذا العمل لم يتحقق، فقد كشف الله سبحانه وتعالى لنا هذه الحقيقة: ﴿وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ﴾.
لذلك أيها المسلمون، في ظل صمت جميع حكامكم وجيوشكم، نؤكد لكم أن الحل الوحيد لتحرير الأرض المباركة فلسطين كاملة يكمن في إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة. وإن حزب التحرير يدعوكم بإخلاص ودون كلل أو ملل إلى سرعة المشاركة في هذا العمل الجليل. فأنتم بين خيارين؛ إما أن تلتزموا الصمت، وتستمروا في دعم حكامكم، أو أن تتكاتفوا مع حزب التحرير لإعادة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.
أما أنتم يا جيوش المسلمين، فيمكنكم أن تختاروا البقاء على ولائكم لحكامكم المخادعين أو أن تنتفضوا وتزيحوهم عن عروشهم الوثيرة، وتعطوا نصرتكم لحزب التحرير لإقامة الخلافة. وبمجرد إقامة الخلافة، فإن الخليفة سيحرككم فورا إلى فلسطين دون إبطاء إن شاء الله. وعندما تذهبون للجهاد في سبيله، فإن النصر مضمون بالفعل، ليس من حزب التحرير ولا من الخليفة، بل من رب العالمين سبحانه: ﴿قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ﴾.
فماذا تنتظرون يا جيوش المسلمين؟! ما الذي يقلقكم؟! ماذا تريدون أكثر من ذلك؟! لقد سبق لسعد بن معاذ أن نال شرف النصرة لرسول الله ﷺ، وهو عمل محوري أدى إلى قيام الدولة الإسلامية في المدينة المنورة، وتمكين دين الله عز وجل أن يطبق كاملا داخلياً وخارجياً، حتى انتشر الإسلام في أرجاء المعمورة. وإننا ندعو الله سبحانه وتعالى أن يبعث في جيوش المسلمين في هذا العصر سعد بن معاذ جديداً، يعيد الخلافة الراشدة على منهاج النبوة ويعيد حكم الإسلام إلى العالم.
عبد الحكيم عثمان
الناطق الرسمي لحزب التحرير
في ماليزيا
المكتب الإعلامي لحزب التحرير ماليزيا |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة Khilafah Centre, 47-1, Jalan 7/7A, Seksyen 7, 43650 Bandar Baru Bangi, Selangor تلفون: 03-89201614 www.mykhilafah.com |
E-Mail: htm@mykhilafah.com |