المكتب الإعــلامي
ماليزيا
التاريخ الهجري | 28 من جمادى الأولى 1446هـ | رقم الإصدار: ح.ت.م./ب.ص. 1446 / 14 |
التاريخ الميلادي | السبت, 30 تشرين الثاني/نوفمبر 2024 م |
بيان صحفي
عامان من الحكم بغير الإسلام: إهمال الأمانة الإلهية
(مترجم)
بمناسبة الذكرى الثانية لتوليه منصبه، نظم رئيس الوزراء الماليزي داتوك سيري أنور إبراهيم برنامج حكومة مدني لمدة عامين (2TM) ومؤتمر إصلاح الخدمة العامة الوطني 2024 في الفترة من 23 إلى 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2024م، في مركز مؤتمرات كوالالمبور. عرض الحدث خدمات حكومية مختلفة تحت سقف واحد، مع أكثر من 30 كشكاً تقدم الخدمات والمنتجات للجمهور. أشادت التقارير بالحدث باعتباره ناجحاً، حيث حضره أكثر من 200 ألف زائر. بالإضافة إلى ذلك، عقد أنور جلسة مفتوحة في قاعة المدينة لتسليط الضّوء على إنجازاته ومبادراته في ظلّ حكومة مدني مع معالجة الانتقادات، لا سيما فيما يتعلق بمقابلته المثيرة للجدل مع شبكة سي إن إن حول وجود كيان يهود وتمويل شركات خاصة لرحلاته ووفده إلى الخارج.
يا رئيس وزراء ماليزيا: مهما أسهبت في سرد إنجازاتك، فإنّ الشّعب يدرك حقيقتها، بعد أن عاشها على مدى العامين الماضيين. فبعد عقود من النضال للوصول إلى منصبك هذا، وعدت الشعب بالقمر والنجوم، وعلى أساس هذه الوعود وضعوا ثقتهم بك. ومع ذلك، بعد عامين من إدارتك، أصبح الشّعب أكثر وعياً بحكومتك وحقيقة وعودك.
لذا، في هذه اللحظة الفارقة في ولايتك، نذكّرك بأن منصبك هو أمانةٌ إلهية منحها الله سبحانه وتعالى. فهو الذي وضعك هناك، وقد فعل ذلك لغرض عميق: أن تطبق أحكامه على بشكل شامل وأن تنشر دينه في جميع أنحاء العالم. ومن واجبك اقتلاع النظام الاستعماري الديمقراطي واستبدال نظام الخلافة به. هذه الأمانة هي مسؤولية عملية منحها الله سبحانه وتعالى لك كزعيم لماليزيا. وبقبولك منصب رئيس الوزراء، تكون قد قبلت عبء هذه الأمانة الثقيلة التي أبت السماوات والأرض والجبال أن يحملنها. يقول الله تعالى: ﴿إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً﴾.
يا رئيس وزراء ماليزيا! من المحزن أن تتجاهل أو تفشل في التفكير في السبب الذي جعل الله سبحانه وتعالى يضعك في هذا المنصب. فهو سبحانه وتعالى يمنحك الفرصة لتحقيق الشّرف أو العار. إذا قمت بأداء هذه الأمانة من خلال تطبيق أحكامه، فسوف تنال الشرف في الدنيا والآخرة. وعلى العكس من ذلك، إذا خنت هذه الأمانة، فسوف تواجه العار والمعاناة في كلّ من العالمين. فالاختيار لك. إلى جانب هذه الأمانة، أصدر الله سبحانه وتعالى تحذيراً شديداً؛ فإنّ الفشل في الحفاظ عليها سيصنّفك بين الفاسقين، أو الظالمين، أو الكافرين إذا كانت الخيانة مصحوبة بالإيمان.
يا رئيس وزراء ماليزيا: بينما تجلس على كرسي السلطة، وتتنفس الهواء الذي يوفره الله سبحانه وتعالى، نحثّك على التأمل فيما إذا كنت قد وفيت بهذه الأمانة أم خنتها خلال العامين الماضيين. إنّ الإجابة واضحة لنا ولكم، ونحن على ثقة من ذلك. ورغم أنك قد تفخر بتحسين الصورة العامة لحكمك، فإن هذا لا أهمية له على الإطلاق. والسؤال الأكثر أهمية هو كم بذلت من جهد لتحسين مكانتك في نظر الله. وتذكر أن قوتك زائلة، ولا ينبغي أن تضيع بإهمال الأمانة الإلهية الملقاة على عاتقك. والتاريخ مليءٌ بأمثلة على كيف جرد الله عز وجل حتى الأقوياء من قوتهم بسرعة. وقد التقى البعض بالفعل بربهم وهم يحملون عبء الخيانة، بينما ينتظر آخرون دورهم.
إنّ أنصارك يكيلون لك المديح، ولا ينبغي أن يدفعك هذا المديح إلى الرضا عن النفس، لأنها لا تعزز مكانتك عند الله عز وجل، بل انتبه إلى تذكيرنا: إنّ الخلاص النهائي يكمن في أداء هذه الأمانة - وهي المسؤولية التي شهدنا إهمالك لها على مدى العامين الماضيين - وإقامة أحكام الله كاملةً! إن هذا التذكير هدفه أن يكون حجة أمام الله عز وجل يوم القيامة، حتى لا تعيش حياة تنتهي بالندم. وكما حذر النبي محمد ﷺ، فإن القيادة التي تفشل في أداء أمانتها تصبح مصدر عار وندامة.
يا رئيس وزراء ماليزيا: لقد سبقك العديد من رؤساء الوزراء، وتولت العديد من الأحزاب السياسية السلطة، ولكن لم يف أحد منهم بالأمانة التي منحها الله عز وجل لهم. والواقع أن الحكام في مختلف أنحاء البلاد الإسلامية اليوم لا يخونون أمانتهم الإلهية فحسب، بل إنهم في بعض الحالات يظلمون شعوبهم، خاصةً أولئك الذين يدعون إلى إقامة دين الله.
أيّها المسلمون: إنكم تعرفون حكامكم جيداً، وتعرفون جيداً هل يؤدون الأمانة أم يخونونها، فلا تكونوا من الذين يساندون الحكام الخائنين، بل انضموا إلى الذين يسعون إلى إعادة هذه الأمانة إلى حاملها الشرعي؛ الخليفة الذي ينفذ أحكام الله على نحو شامل، ويوحد الأمة تحت مظلة واحدة، ويهزم أعداء الإسلام، ويحرر كل الأراضي الإسلامية المحتلة، ويفتح أراضي جديدة، وينير الأرض بنور الله. لقد تحقّقت هذه التطلعات في ظلّ الخلافة، وبإذن الله ستتحقق مرةً أخرى قريباً، مع عودة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة؛ وهي الرؤية التي يواصل حزب التحرير العمل من أجلها على نطاق عالمي.
عبد الحكيم عثمان
الناطق الرسمي لحزب التحرير
في ماليزيا
المكتب الإعلامي لحزب التحرير ماليزيا |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة Khilafah Centre, 47-1, Jalan 7/7A, Seksyen 7, 43650 Bandar Baru Bangi, Selangor تلفون: 03-89201614 www.mykhilafah.com |
E-Mail: htm@mykhilafah.com |