المكتب الإعــلامي
المركزي
التاريخ الهجري | 9 من رجب 1438هـ | رقم الإصدار: 1438هـ / 038 |
التاريخ الميلادي | الخميس, 06 نيسان/ابريل 2017 م |
بيان صحفي
أمريكا تطلق يد البنتاغون في الصومال
بالتزامن مع مجاعة طاحنة تهدد الآلاف بالموت جوعا
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن الجيش الأمريكي سيحصل على مزيد من الصلاحيات لملاحقة المسلحين المرتبطين بتنظيم "القاعدة" في الصومال، وسيسمح بضربات جوية أكثر "عدوانية" بناء على طلب البنتاغون. وقد ذكرت صحيفة "ميلتري تايمز" في تقرير لها ترجمته "عربي 21" (2017/4/2): "إن قرار ترامب الجديد، يسمح للقوات الخاصة الأمريكية بمرافقة قوات الجيش الوطني الصومالي، وحلفاء أفريقيين آخرين في القتال، الأمر الذي يفتح الباب أمام شن هجمات جوية". وكان رئيس قيادة القوات الأمريكية في أفريقيا، الجنرال توماس والدوسر، قد رفض تقييد حرية قواته في العمليات داخل الصومال، رغم تحذيرات بوقوع مزيد من الخسائر في صفوف المدنيين.
وسبق خبر إعلان إطلاق يد البنتاغون في الصومال بأيام خبر تأثير القحط والمجاعة والكوليرا والنزاعات على الصومال وأن العالم أمامه فرصة لا تزيد عن ثلاثة أو أربعة أشهر لإنقاذ ملايين الأشخاص في اليمن والصومال من المجاعة. وفي الأيام الماضية طغت صور المتضررين من القحط الذي ضرب الصومال بشماله وجنوبه على وسائل التواصل بأنواعها وتابع العالم موت المئات وتشريد الآلاف ونفوق الحيوانات بأعداد كبيرة وظهرت الجثث على الشاشات وهي متناثرة في الأماكن المفتوحة. وتناقل الناس صور الآبار الفارغة والأفواه العطشى ووجوه أعياها الانتظار وأطفال ونساء في الرمق الأخير يحتضرون؛ صوراً أعادت إلى الأذهان هول المجاعة التي ضربت الصومال بين 2010 و2012 وتوفي خلالها ما يزيد عن الربع مليون شخص بسبب تراخي الاستجابة الدولية لإنذارت المجاعة في الصومال.
إن خبر المجاعة في الصومال ليس مخفيا على أحد، فظاهرة النينو المناخية تضرب منطقة شرق أفريقيا مما يجعل الجفاف ظاهرة متكررة في الصومال وقد خبر العالم تأثير القحط والجفاف على أهل البلاد ونزوحهم لمخيمات اللاجئين بحثا عما يسد رمقهم ورمق فلذات أكبادهم. وقد حددت الأمم المتحدة الصومال من بين أربع دول مهددة بالمجاعة إلى جانب شمال نيجيريا واليمن وجنوب السودان وحصروا المناطق الأربع كمناطق حرب تحتد فيها الصراعات التي تعرقل وصول المساعدات وتعيق مشاريع التنمية في تلك البلاد. وبالرغم من هذا اختارت الولايات المتحدة هذا التوقيت لتمطر القنابل على رؤوس النساء والأطفال الأبرياء النازحين بحجة ملاحقة جماعات متطرفة!
الصومال يترنح منذ عقود بين فراغ سياسي وغياب للدولة واقتصاد مدمر وتدخل أجنبي نشر الفوضى ولم ينفع الناس بشيء، قوات من جنسيات مختلفة يحكمها من لا يرقب فيهم إلا ولا ذمة. مأساة الصومال ليست في القحط والمجاعة والحصاد الفاشل بل في الفراغ السياسي وغياب مفهوم الأمة الواحدة التي يشد بعضها بعضا. اشتدت الأزمة في الصومال فتركتها باقي الأمة ضحية للقوات الأجنبية ولمطامع إثيوبيا وكينيا ودول أخرى، واقتصرت حملات الإغاثة على مبادرات فردية وأعمال خير يقوم بها المخلصون من أبناء أمتنا العظيمة بينما السفهاء والطغاة يتنافسون في إهدار ثروات الأمة.
إن التصعيد الأمريكي يحول الصومال من منطقة طوارئ وكارثة إنسانية إلى "منطقة أعمال عدائية نشطة" ولن يسلم الناس من حوادث القصف الخطأ التي يقع ضحيتها النساء والأطفال.
رحم الله يوم كان حكام الأمة ينثرون القمح على رؤوس الجبال حتى لا يقال جاع طير في بلاد المسلمين...
﴿وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ﴾
القسم النسائي
في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المكتب الإعلامي لحزب التحرير المركزي |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: 0096171724043 www.hizb-ut-tahrir.info |
فاكس: 009611307594 E-Mail: media@hizb-ut-tahrir.info |
1 تعليق
-
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا ونفع بكم