المكتب الإعــلامي
ولاية السودان
التاريخ الهجري | 12 من محرم 1442هـ | رقم الإصدار: 1442 / 01 |
التاريخ الميلادي | الإثنين, 31 آب/أغسطس 2020 م |
بيان صحفي
الحكومة الانتقالية والنظرة الخالية من رعاية الشؤون
حسب إعلان وزارة الداخلية، فإن حصيلة ضحايا السيول والأمطار في السودان بلغت 88 وفاة، و44 إصابة، منذ بداية فصل الخريف في حزيران/يونيو الماضي، كما أعلن والي الخرطوم حدوث أضرار كبيرة على المنازل في المناطق القريبة من النيل، وتسبب الفيضان والأمطار في إحداث أضرار متفاوتة، بين المتوسطة، والكبرى في بعض الطرق، وبلغت حتى الآن جملة المنازل المنهارة بين الكلي والجزئي، أكثر من خمسة آلاف منزل في محليات الخرطوم الست.
حكام اليوم كانوا بالأمس يعيبون على الحكومة السابقة عدم اهتمامهم بالمشاكل، وعندما وجدوا أنفسهم خلفاً لهم، ارتكبوا الجرم نفسه، وسيترتب على ذلك كثير من الأزمات، التي تضاف لما يعانيه المجتمع من أزمات ناتجة عن سوء الرعاية، ومشاهد الأسر وهي في العراء، ومنظر كبار السن، والنساء والأطفال، مشاهد غير انسانية لهؤلاء الذين لو وجدوا بديلاً لما رضوا بهذا المكان المهدد بالفيضان.
وبذلك تتكرر سياسات النظام البائد نفسها، في التعامل مع الفيضانات، بدلاً عن التعرف العلمي على إجراءات الوقاية من الفيضانات، التي تكاد تكون عديمة التكلفة، وهي التدابير الضرورية الواجب اتخاذها لبلوغ درجة من الإعداد الأمثل لحماية وتأمين السكان، والممتلكات، بضبط النظام، لتوقع هطل الأمطار، وتطوير أساليب ملائمة للإنذار، والإعلام عن حالات الفيضانات، وذلك بأنظمة الإنذار، وخطط الإجلاء، وبناء السدود، وتوجيه المياه بالطرق الحديثة، وتحويل الأودية ومجاري المياه خارج المناطق العمرانية التي تعبرها، وذلك بإنجاز حزام يتكون من قناة وسد ترابي، ويمكن تدعيمها بالحجارة، أو مواد أخرى متوفرة بكثرة في السودان، مع ضرورة مراعاة أمثلية التهيئة العمرانية بالمناطق المنخفضة، والمهددة بالفيضانات، ومنع البناء بها، والسعي في توفير سكن لائق بديل، ونظامي يحترم آدمية هؤلاء المواطنين، ويحفظ لهم كرامتهم.
لكن حكامنا اليوم لا يملكون مفهوم الرعاية، لذلك تجدهم يتنصلون من مسؤولية رعاية شؤون الناس، وإن تصرفاتهم وسياساتهم كلها لا علاقة لها بمفهوم الرعاية، لأن زيارة مسؤول الحكومة لضحايا الفيضان، عهدناها صورية وإعلامية بالمقام الأول، ولا تقدم معالجات تحل المشكلة من جذورها.
والحقيقة أن نظرة المبدأ، والنظام الحاكم للإنسان، وكرامته وقدره؛ هي التي تحدث ردّة الفعل عند أصحاب هذا المبدأ، في طريقة العلاج وسرعته، فإذا كان المبدأ يقدّر الإنسان ويوليه الأهمية القصوى مثل مبدأ الإسلام؛ فإن حركة الدولة والرعايا في هذه الدولة تكون سريعة جداً، وبأقصى الطاقات والقدرات لإنقاذ الناس المتضررين من هذه الكوارث، فهذا رسول الله ﷺ رئيس الدولة عندما يفزع الناس من صوت عالٍ، ويخرجون من بيوتهم، يجدونه على فرس عريٍ من السرج، يطمئنهم بأن لا تراعوا، وهو عائد من مصدر الصوت بأنه سيل يمر بأعلى المدينة. وإن كانت النظرة تنصب على نظريات الرأسمالية التي لا اعتبارات لها لكرامة الإنسان وحياته، فإن الحركة تكون بطيئة، وغير كافية، ولا تتناسب مع حجم الكارثة.
إن النظرة الرأسمالية الخالية من الرعاية في الأنظمة المتعاقبة؛ هي أس الداء ورأس البلاء، الذي يستوجب العمل الجاد للتغيير الحقيقي على أساس مبدئي، يجعل السياسة هي رعاية شؤون الناس، وعلى المسلمين اليوم أن ينتفضوا وينهضوا لاستئناف الحياة الإسلامية من جديد؛ باستئصال هذه الدويلات الكرتونية العاجزة التي تنظر إليهم نظرة دونية خالية من الرعاية، وتمارس عليهم صنوف العذاب، وأن يقيموا مع العاملين المخلصين دولة الرعاية، دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة. ﴿لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلْ الْعَامِلُونَ﴾.
الناطقة الرسمية لحزب التحرير في ولاية السودان – القسم النسائي
المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية السودان |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: www.hizb-ut-tahrir.info |
E-Mail: tageer312@gmail.com |
1 تعليق
-
لا حول ولا قوة إلا بالله