المكتب الإعــلامي
ولاية سوريا
التاريخ الهجري | 25 من ربيع الاول 1444هـ | رقم الإصدار: 1444 / 06 |
التاريخ الميلادي | الجمعة, 21 تشرين الأول/أكتوبر 2022 م |
بيان صحفي
توحيد الكلمة والصف دعواتُ حقٍّ أُريد بها باطل
بتوجيه من قيادات المنظومة الفصائلية المرتبطة، كثرت الدعوات على ضفتي ما يسمى المناطق المحررة في الآونة الأخيرة إلى التوحد تحت قيادة واحدة تجمعهما.
أيها المسلمون في أرض الشام المباركة:
اثنتا عشرة سنة مضت من عمر ثورة الشام المباركة، ذاق فيها أهل الشام جميع أشكال العذاب من قتل وظلم وقهر وتهجير وحرمان واعتقال وإبادة جماعية، كل هذه السنوات وكل هذه المعاناة لم تشكل دافعاً للتوحد عند قيادات المنظومة الفصائلية المرتبطة، وبقي كل فصيل يقاتل بشكل منفرد، أو ضمن ما يسمى "غرف عمليات"، حتى وصل الحال بالثورة إلى ما هي عليه الآن، ليس هذا فحسب بل نشب اقتتال فصائلي بين مكونات المنظومة الفصائلية، أدى لتصفية الكثير من الفصائل وإزاحتها عن الساحة، وهذا كله كان بناءً على سياسات ما يسمى الدول الداعمة القائمة على قاعدة "فرق تسد"، والتي كانت ولا زالت تطعم قيادات المنظومة الفصائلية المرتبطة من سمّ المال السياسي القذر، فكان كل قائدِ فصيلٍ مرتبطٍ يحرص على استقلال فصيله حباً بالمال والسيطرة.
أيها المسلمون في الشام عقر دار الإسلام:
لا شك أن وحدة الصف والكلمة هي واجب شرعي ومطلب شعبي وضرورة ملحة، ولكن عندما تكون هذه الوحدة مبنية على الاعتصام بحبل الله عز وجل وحده، ويسعى القائمون عليها إلى نيل مرضاته بإسقاط النظام وإقامة حكم الإسلام، أما عندما تكون هذه الوحدة مبنية على توجيهات مخابرات ما يسمى الدول الداعمة، وعلى رأسها مخابرات النظام التركي، ويسعى القائمون عليها إلى نيل مرضاة الغرب الكافر بتنفيذ المصالحة مع طاغية الشام، أو ما يسمى الحل السياسي، فإنها بلا شك تكون دعوات ما أريد بها وجهُ الله عز وجل وإنما أريد بها باطل.
أيها المسلمون في أرض الشام المباركة:
لا شك أن إبرام مصالحة مع طاغية الشام يحتاج لجهة واحدة تمثل ما يسمى "المعارضة"، فهي من مستلزمات الصلح، وذلك على غرار ما حصل عند تشكيل ما يسمى هيئة التفاوض التي اعتُبرت كجهة وحيدة للتفاوض مع طاغية الشام، وأُعطيت الشرعية الكاذبة في مؤتمر الرياض، الذي دعي إليه ممثلون عن العديد من مكونات المنظومة الفصائلية المرتبطة.
ولذلك يجب أن تدركوا أن الهدف من دعوات التوحد ليس إسقاط نظام الإجرام، بل على العكس تماماً، الهدف منه هو الصلح معه وإعادة إنتاجه من جديد، وأولى الخطوات العملية لذلك هي فتح معابر التطبيع معه، وأن الهدف من دعوات التوحد ليس تطبيق شرع الله عز وجل والالتزام بأوامره، بل على العكس تماماً، الهدف منه تطبيق النظام العلماني والالتزام بأوامر الداعمين، وأن الهدف من تسيير مسيرات تطالب بالتوحد، هو استعمال الحاضنة الشعبية كغطاء شرعي للجريمة المزمع ارتكابها، ابتداءً من جريمة الاقتتال الفصائلي، وليس انتهاء بجريمة الصلح مع طاغية الشام.
أيها المسلمون في الشام عقر دار الإسلام:
يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلَا تَفَرَّقُوا﴾ فقد حدد الله عز وجل أن يكون الاعتصام بحبله وليس بحبائل مخابرات ما يسمى الدول الداعمة، ثم قال: ﴿جَمِيعاً﴾ أي يجب أن يتحقق من الاعتصام بحبل الله عز وجل العمل الجماعي وليس أن يعتصم كل شخص بمفرده، ثم نهى عن التفرق؛ وذلك لأن الأعمال الجماعية الجماهيرية هي الأعمال المنتجة وهي الأعمال المؤثرة التي تؤدي إلى تصحيح مسار الثورة والوصول إلى هدفها المنشود عندما يكون لها قيادة سياسية واعية ومخلصة، تتبنى مشروعاً سياسياً واضحاً منبثقاً من عقيدة أهل الشام.
وإخوانكم في حزب التحرير، الرائد الذي لا يكذب أهله كما عهدتموه دائما، يحمل إليكم المشروع السياسي الواضح المبلور المنبثق من عقيدة الإسلام، فضعوا أيديكم بيده، لنسير جميعا معتصمين بحبل الله عز وجل، قاطعين حبائل شياطين الإنس والجن التي تسعى لوأد ثورة الشام وتضييع تضحيات أهلها، فإن في ذلك حياة العز والتمكين والنصر.
قال تعالى: ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾.
أحمد عبد الوهاب
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في ولاية سوريا
المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: +905350370863 واتس http://www.tahrir-syria.info |
E-Mail: syriatahrir44@gmail.com media@tahrir-syria.info |