المكتب الإعــلامي
ولاية تونس
التاريخ الهجري | 4 من صـفر الخير 1438هـ | رقم الإصدار: 03 / 1438 |
التاريخ الميلادي | الجمعة, 04 تشرين الثاني/نوفمبر 2016 م |
خطاب من القسم النسائي لحزب التحرير في ولاية تونس
إلى وزيرة المرأة والأسرة والطفولة
كانت المرأة في تونس كغيرها من النساء في بلاد الإسلام عزيزة كريمة يوم كان للمسلمين دولة ونظام حياة مُطبق، ثم أصابها ما أصابها من ذل وامتهان بعد أن هُدمت دولة الخلافة في عشرينات القرن الفائت وغُيب شرع الله عن التطبيق، فأضحت في حياة ضيق وضنك، ليس فيما يتعلق بها بوصفها امرأة فحسب، بل وفي جميع مجالات الحياة، حتى أصبح واقعها مؤلما زاده فظاعة استغلال جهدها وتحميلها مسئولية ما يحدث من ضياع أو اضطراب لأسرتها.
وهي في خضم هذه الحياة المأساوية تتألم ولا تتكلم، بل تتكلم نيابة عنها المنظمات الدولية والحركات النسوية برفع شعارات واستصدار قوانين وعقد الاتفاقيات التي تسعد الغرب وتحافظ على ثقافته وحضارته حية ورائجة في بلاد المسلمين ليحافظ بذلك الغرب على دوام استعمارنا وتبعيتنا له.
فأنتم بلا شك على علم بما أقدمت عليه الحكومات السابقة من رفع التحفظات عن مواد وفصول من اتفاقية "سيداو"، التي لا ينبغي أن يخفى عليكم ما تحتويه هذه الاتفاقية من قوانين تتصادم مع أحكام النظام الاجتماعي في الإسلام.
وقد أرفقنا لكم مع هذا الخطاب كتيبا نشرح فيه بعض المواد التي جاءت بها اتفاقية "سيداو" سيئة الذكر، لتقفوا على بعض ما فيها من سموم وشرور.
كما إنكم على علم بالأرقام والإحصائيات المؤلمة فيما يتعلق بنسب الطلاق والأمهات العازبات والمنقطعات عن الدراسة وغير ذلك والتي هي في ارتفاع متواصل.
وكذلك واقع المرأة العاملة الذي لا يقل سوءا وألما، فقطاع النسيج مثلا يشغّل 35,7 بالمائة من إجمالي اليد العاملة، 86 بالمائة منهم من النساء و42 بالمائة منهن هن المعيلات الوحيدات لعائلاتهن التي تضم في المعدل خمسة أشخاص، وكذلك القطاع الفلاحي يشغّل 35 بالمائة من مجموع النساء العاملات في تونس و52 بالمائة من النساء العاملات في هذا القطاع هن المعيلات الوحيدات لعائلاتهن، ولا نظن أنه يخفى عليكم مدى قساوة ورداءة الظروف التي يعشنها هؤلاء العاملات.
ونحن في حزب التحرير الحزب الذي يتبنى قضايا الأمة ويعمل معها لرفعة شأنها، نتابع عن كثب كل ما يجدّ، ونكشف للأمة ما يحاك ضدها من مؤامرات ومخططات لسلخها عن إسلامها وتقطيع أوصالها والتحكم في ذوقها وتغيير مفاهيمها ومقاييسها وقناعاتها.
لذلك فإننا في القسم النسائي لحزب التحرير في ولاية تونس ندعوكم لئلا تنخدعوا بما تسوقه جهات إعلامية مأجورة تريد النيل من المرأة المسلمة تحت شعارات كاذبة كحضور المرأة في مراتب مهنية عليا، في حين يغضون الطرف عن الاهتمام بقضايا المرأة الحقيقية وبمعاناتها، إذ إن تلك الجهات إنما تريد الترويج والتسويق لحضارة الغرب البالية في بلادنا لتطيل عمر الاستعمار وتفقد الأمة بوصلة النجاة والتغيير المرجو.
كما نؤكد على أنّ الحلول الترقيعية التي يجري الترويج لها لم ولن تغير يوما حال المرأة، هذا إن حسنت النوايا، بل إن التغيير لا بد له أن يبنى على أصول ثابتة، عقدية مبدئية، راسخة منبثقة من ثقافة الأمة وهويتها، وليست مستوردة من بلاد العم سام، التي شهد العالم فساد حضارتهم وتهاوي مبدئهم أمام صور الرذيلة والفاحشة والامتهان التي ملأت الآفاق في مجتمعاتهم.
فالنظام الاجتماعي المؤصل المفصل والمنبثق عن عقيدة الأمة هو ما يصلح المرأة، وهو ما تجب الدعوة له ولتطبيقه، قال تعالى: ﴿أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾.
القسم النسائي في المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تونس
المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية تونس |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: 71345949 http://www.ht-tunisia.info/ar/ |
فاكس: 71345950 |
2 تعليقات
-
بارك الله فيكم
-
أدامكم الله سندا لخدمة هذا الدين .. وسدد رميكم وثبت خطاكم .. ومكنكم من إعلاء راية الحق راية العقاب خفاقة عالية .. شامخة تبدد كل المكائد والخيانات والمؤامرات.. اللهمّ آمين، إنه نعم المولى ونعم النصير..