المكتب الإعــلامي
ولاية تركيا
التاريخ الهجري | 23 من جمادى الأولى 1438هـ | رقم الإصدار: ت.ر/ب.ص/2017 / م.إ / 001 |
التاريخ الميلادي | الإثنين, 20 شباط/فبراير 2017 م |
بيان صحفي
الجمع بين العلمانية والإسلام جهد عقيم عاقبته خيبة الأمل
(مترجم)
سُئل الرئيس أردوغان في مقابلة مع قناة العربية السعودية سؤالاً مفاده: "أنت تجمع بين الإسلام والعلمانية بشكل جيد، ما هي نصيحتك للعالم العربي فيما يتعلق بذلك؟" وقد أجاب على ذلك قائلا: "أنا أجد صعوبة في فهم سبب تفسير العالم الإسلامي في الربط بين الإسلام والعلمانية، نحن قمنا بتأسيس حزبنا وقمنا بتعريف للعلمانية، وقد عبرت عن ذلك عندما قمت بزيارة مصر بعد تولي مرسي الحكم، وحضرت في مبنى الأوبرا في القاهرة، وقد تحدثت عن الإسلام وعلاقته وصِلته عفواً بالإرهاب... كيف نصف الإرهاب؟ أولاً الأفراد لا يمكن أن يكونوا علمانيين، الدولة تكون علمانية هذه نقطة مهمة"، وأجاب عن سؤال "هل فعلا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يحلم بعودة الخلافة في ثوب العصر الجديد؟" بقوله "الآن كما تعلمون أن تركيا قادمة على انتخابات، وهذه الانتخابات ستكون حول التصويت على نظام الرئاسة في تركيا، وبالتالي هذا النظام لا يضم إطلاقاً ما ذكرتموه. تركيا لا تريد أن تصبح خلافة إطلاقاً".
هذه التصريحات المشؤومة والخطيرة لا تقدم شيئا إلا تشويش عقول المسلمين وتحقيق حقيقة عبارة، "إذا لم تعش كما تؤمن، ستؤمن كما تعيش"!!
يا أردوغان! ليست العلمانية مفهوماً تُعرفه بكلمات زائفة مثل "الأفراد لا يمكن أن يكونوا علمانيين، الدولة تكون علمانية" لأن العالم كله يعرف ما هي العلمانية. وأن تحوم حول المشكلة دون التعرض لجوهرها يعني أنك تحاول إخفاء هذا السم عن المسلمين وبأنك تحاول النجاح فيما فشل فيه حزب الشعب الجمهوري، وهو حمل الناس على اعتناق العلمانية. وستذهب جهودك سدى! فالمسلمون يعرفون تماماً ما هي العلمانية. العلمانية تفصل الدين عن الدولة والمجتمع والحياة. العلمانية تتنصل من كون الله هو المهيمن وتتمرد عليه. الحقيقة هي أنها تتنصل من أوامر الإسلام وأحكامه، التي أوجب الله سبحانه وتعالى تطبيقها من قبل الدولة.
يا أردوغان! لذلك ووفقاً لما تقول فإن لله تعالى - حاشا وكلا - أن يتدخل في شؤون الفرد لكن ليس في شؤون الدولة، أليس كذلك؟! ووفقاً لما تقول فقد حكم رسول الله e - حاشا وكلا - الدولة الإسلامية الأولى في المدينة بالعلمانية؟ من أجل جعل العلمانية أمراً حاضرا، لا بد من فصل عقيدة الرأسمالية عن الإسلام، ولا بد من إقصاء أحدهما إما الإسلام أو العلمانية. أم أنك تتحدث بهذه الطريقة لتتزلف للغرب والكماليين كونك تحسب حساباً للاستفتاء القادم، كما هو حالك قبيل كل انتخابات؟ إن لم تكن هذه هي القضية، فإن الأصل فيك أن تكون معنياً ومهتماً بالخلافة؛ نظام الحكم في الإسلام عوضاً عن الديمقراطية، التي حُملت لنا من الغرب وفُرضت على هذا الشعب فرضاً من قبل حزب الشعب الجمهوري. إن الخلافة ليست مجرد فنتازيا في مسلسل تلفزيوني. على العكس تماما، إنها واقع لا يمكن إنكاره في تاريخنا المجيد، إنها فريضة في الإسلام، ووعد من الله عز وجل، هي الدرع الحامي لأمة الإسلام. لذلك، فإن كونك سليل العثمانيين يحتم عليك ألا تدافع عن فرض الديمقراطية العلمانية الغربية وفي المقابل تدمير الخلافة، بل إن ذلك يحتم عليك الدفاع عن الخلافة والإسلام والاهتمام بتطبيقهما.
أيها المسلمون، أيها العلماء! إن العلمانية عقيدة الرأسمالية تناقض عقيدة الإسلام (لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ) تناقضا تامّا، مثلما تتناقض الديمقراطية مع الخلافة. أنتم تعلمون بأن العلمانية والإسلام على طرفي نقيض؛ لذلك، لماذا السكوت عن قول الحقيقة؟ لماذا لا تصرخون عاليا بأن العلمانية هي اللادينية؟ لماذا لا ترفعون الصوت لإنكار ما يقوله الحاكم الذي يسعى لتحقيق ما لم يستطع حزب الشعب الجمهوري تحقيقه بالحديد والنار مستخدما عذب الكلام وعبارات البطولة؟ لماذا لا تحاسبون قادتكم على ما يقولون، وتكشفون الحقيقة؟ ﴿وَلاَ تَلْبِسُواْ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُواْ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تركيا
المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية تركيا |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: http://www.hizb-turkiye.com |
E-Mail: bilgi@hizb-turkiye.org : |
1 تعليق
-
جزاكم الله خيرا و بارك جهودكم