- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
باب النهي عن كثرة المسائل من غير حاجة والنهي عن منع وهات وهو الامتناع من أداء حق لزمه أو طلب ما لا يستحقه
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في صحيح الإمام مسلم في شرح النووي "بتصرف" باب النهي عن كثرة المسائل من غير حاجة والنهي عن منع وهات وهو الامتناع من أداء حق لزمه أو طلب ما لا يستحقه.
حدثني زهير بن حرب حدثنا جرير عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله يرضى لكم ثلاثا ويكره لكم ثلاثا فيرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ويكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال".
إن العبادة هي الكلمة الجامعة التي تعبّر عن مطلوب الله من الناس. بل إن الحكمة والغاية من خلق الإنسان هي عبادة الله تعالى. "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون". وقرر سبحانه أن تكون الجنة جزاء لهذه العبادة. بل أخذ على نفسه سبحانه عهدا أن يُدخل الجنة كل من قال لا إله إلا الله ولم يشرك به شيئا.
أما الاعتصام بحبل الله وعبادة الله من دون أن نشرك به شيئا، فهي أحكام تدخل في معنى العبادة أيضا، فهي مطلوب آخر ركز عليها الحديث لأهميتها، وحبل الله هو الجماعة كما قال ابن مسعود، وهو التمسك بالقرآن والسنة.
أيها المسلمون:
إن الله سبحانه رضي لنا أن نعبده ولا نشرك به شيئا، ورضي لنا أن نعتصم بحبله ولا نتفرق. فهل رضي المسلمون بما رضيه الله سبحانه لهم؟ هل نطبق أحكامه فينا؟ هل نحن معتصمون بحبله؟
نقول - مع الأسف - أننا لا نطبق شرع الله فينا في جل الأمور بعدما تفرقنا وأصبحت دولتنا الواحدة دولا هزيلة متفرقة مشرذمة، يحكمها عصابات عملاء للغرب. فترتب على هذا الأمر كثرة الكلام فيما لا طائل منه، وضاعت ثروة الأمة بعدما أسلمها الحكام طبقا عن طبق للكافر المستعمر. فصار مخزون الأمة من الثروة الفقهية والفكرية ضحل، حتى اكتمل فينا حديث رسولنا صلى الله عليه وسلم.
أيها المسلمون:
هذا هو المرض الذي فتك بالأمة فماذا أنتم فاعلون؟ ماذا ستفعل الأمة أمام هذا الواقع المرير؟ أتراها ستبقى صامتة أم ستتحرك قريبا فتسحق عدوها سحقا؟ وتقيم الخلافة دولة في حياتها، فتتنفس عبق العزة بعد الذلة، والسؤدد بعد الهوان والضياع.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
احبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم