- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
ما عمل آدمي من عمل يوم النحر
نحييكم جميعا أيها الأحبة المستمعون في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
روى الترمذي في سننه قال:
حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو مُسْلِمُ بْنُ عَمْرِو بْنِ مُسْلِمٍ الْحَذَّاءُ الْمَدَنِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ الصَّائِغُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي الْمُثَنَّى عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَا عَمِلَ آدَمِيٌّ مِنْ عَمَلٍ يَوْمَ النَّحْرِ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ مِنْ إِهْرَاقِ الدَّمِ إِنَّهَا لَتَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقُرُونِهَا وَأَشْعَارِهَا وَأَظْلَافِهَا وَأَنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنْ اللَّهِ بِمَكَانٍ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ مِنْ الْأَرْضِ فَطِيبُوا بِهَا نَفْسًا"
جاء في تحفة الأحوذي
قَوْلُهُ: (مَا عَمِلَ آدَمِيٌّ)
وَفِي رِوَايَةِ ابِن مَاجَهْ: اِبْنُ آدَمَ
(مِنْ عَمَلٍ): مِنْ زَائِدَةٌ لِتَأْكِيدِ الِاسْتِغْرَاقِ أَيْ عَمَلًا
(أَحَبَّ): بِالنَّصْبِ صِفَةُ عَمِلَ وَقِيلَ بِالرَّفْعِ وَتَقْدِيرُهُ هُوَ أَحَبُّ قَالَهُ الْقَارِي
(مِنْ إِهْرَاقِ الدَّمِ): أَيْ صَبَّهُ. (وَأَنَّهُ): الضَّمِيرُ رَاجِعٌ إِلَى مَا دَلَّ عَلَيْهِ إِهْرَاقُ الدَّمِ، قَالَهُ الطِّيبِيُّ: (بِقُرُونِهَا): جَمْعُ قَرْنٍ. (وَأَشْعَارُهَا): جَمْعُ شَعْرٍ
(وَأَظْلَافُهَا): جَمْعُ ظِلْفٍ، وَضَمِيرُ التَّأْنِيثِ بِاعْتِبَارِ أَنَّ الْمِهْرَاقَ دَمَهُ أُضْحِيَّةٌ، قَالَ الْقَارِي: قَالَ زَيْنُ الْعَرَبِ: يَعْنِي أَفْضَلُ الْعِبَادَاتِ يَوْمَ الْعِيدِ إِرَاقَةُ دَمِ الْقُرُبَاتِ. وَأَنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَمَا كَانَ فِي الدُّنْيَا مِنْ غَيْرِ نُقْصَانِ شَيْءٍ مِنْهُ لِيَكُونَ بِكُلِّ عُضْوٍ مِنْهُ أَجْرٌ، وَيَصِيرُ مَرْكَبُهُ عَلَى الصِّرَاطِ اِنْتَهَى.
(وَأَنَّ الدَّمَ لَيَقَعَ مِنْ اللَّهِ): أَيْ مِنْ رِضَاهُ. (بِمَكَانٍ): أَيْ مَوْضِعِ قَبُولٍ.
(قَبْلَ أَنْ يَقَعَ مِنْ الْأَرْضِ) وَفِي رِوَايَةِ اِبْنِ مَاجَهْ: قَبْلَ أَنْ يَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ بِحَذْفِ مِنْ
أَيْ يَقْبَلُهُ تَعَالَى عِنْدَ قَصْدِ الذَّبْحِ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ دَمُهُ عَلَى الْأَرْضِ
(فَطِيبُوا بِهَا): أَيْ بِالْأُضْحِيَّةِ. (نَفْسًا):تَمْيِيزٌ عَنْ النِّسْبَةِ. قَالَ اِبْنُ الْمَلَكِ: الْفَاءُ جَوَابُ شَرْطٍ مُقَدَّرٍ: أَيْ إِذَا عَلِمْتُمْ أَنَّهُ تَعَالَى يَقْبَلُهُ وَيَجْزِيكُمْ بِهَا ثَوَابًا كَثِيرًا فَلْتَكُنْ أَنْفُسُكُمْ بِالتَّضْحِيَةِ طَيِّبَةً غَيْرَ كَارِهَةٍ لَهَا.
مستمعينا الكرام:
الأضحية هي من مناسك الحج الواجبة للقارن والمتمتع فمن نوى الحج متمتعاً أو قارناً وجب عليه التضحية, وهي نسك مندوب للمقيم يتقرب بها إلى الله تعالى, فيطعم منها أهله ويتصدق منها على الفقراء والمحتاجين, في يوم بل أيام جعلها الله عيداً للمسلمين, وشرع لهم التمتع فيها بالطيبات. يوم النحر وأيام التشريق .....فليس النحر مقصورا على يوم العيد بل إن أيام التشريق أيضاً أيام نحر وأكل وشرب وذكر
فسبحانك اللهم ما أكرمك وما أرحمك ..... تكلفنا بالتكاليف الثقال وتعدنا لقاء القيام بها بجزيل الثواب ثم تعطينا الجوائز المعجلة لتجعل أداءها ميسورا بل مرغوبا به. كيف لا وأنت الخالق المدبر العالم بمن خلق ....تعلم أن الحوافز تغري الإنسان للمسارعة بالعمل.
فتشرع الحوافز المعجلة تمهيدا للمؤجلة.
إن العيد جائزة ثمينة معجلة لمن أدى فريضة الحج .... لكن رحمة الله الواسعة لم تقصر العيد على الحجيج بل جعلته عاما لجميع المسلمين. وحتى يشعر المسلمون بطعم العيد, ندبهم إلى القيام بأعمال فيها من المشقة ما يشوقهم للعيد ...للفرح والمرح والسرور .....فكان الندب لخص الأيام العشر بالطاعات والقربات من صيام وقيام ودعوات ثم الحث على ذبح الأضاحي في يوم العيد ....ليفرح الغني والفقير ويشعر المسلمون جميعاً بأن العيد حقا يوم جائزة, يكافأون فيه على بذلهم وجهدهم ....فيتشاطرون الفرح والسرور, والحمد والشكور.
مستمعينا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.