- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مع الحديث الشريف- باب الصدق
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقا وإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا - متفق عليه
شرح الحديث:
(إن الصدق) أي تحريه في الأقوال
(يهدي) أي يرشد ويوصل (إلى البر) أي العمل الصالح الخالص من كل مذموم والبر: اسم جامع للخير كله وقيل البر الجنة ويجوز أن يتناول العمل الصالح والجنة كذا قال المصنف وفيه أن تفسير البر بالجنة يأباه قوله (وإن البر يهدي إلى الجنة) فالتفسير الأول هنا متعين (وإن الرجل) ال فيه الجنس وهو جار في المرأة أيضا (ليصدق) أي يلازمه ويتحراه (حتى يكتب عند الله صديقا) من أبنية المبالغة وهو من يتكرر منه الصدق حتى يصير خلقا له (وإن الكذب يهدي إلى الفجور) أي إن الكذب يوصل إلى الأعمال السيئة (وإن الفجور يهدي إلى النار) أي إن الفجور يوصل إلى النار لأن المعاصي يقود بعضها إلى بعض وهي سبب الورود إلى النار (وإن الرجل ليكذب) أي يتحرى الكذب (حتى يكتب عند الله كذابا) أي يحكم له بتحقق مبالغة الكذب منه وإنها الصفة المميزة له مبالغة في كذبه فهو ضد الصديق.
قال القرطبي حق على كل من فهم عن الله أن يلازم الصدق في الأقوال والإخلاص في العمل والصفاء في الأحوال فمن كان كذلك لحق بالأبرار ووصل إلى رضا الغفار وقد أرشد الله تعالى إلى ذلك كله بقوله عند ذكر أحوال الثلاثة التائبين (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) والقول في الكذب المحذر عنه على الضد من ذلك.
وهناك الكثير من الأدلة التي تحث على الصدق ومنها:
قال تعالى: (وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) [الزمر: 33].
وقال أيضا: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ) [الأحزاب: 23]
وقال: (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ) [النساء: 69].
وقد أمرنا الله بأن نتحلى بهذا الخُلق العظيم، وأن نكون مع الصادقين، فقال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) [التوبة: 119].
ففي الصحيحين عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ثلاث مَن كُنَّ فيه كان منافقًا: إذا حدَّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتُمِن خان))[رواه البخاري ومسلم].
وقد سئل النبي - صلى الله عليه وسلم -: ما عمل الجنة؟ فقال: ((الصدق))[رواه أحمد].
ونحن حملة الدعوة يجب أن نتحرى الصدق ونكون من أهل الصدق ونلقى الله على هذا, وإن الأعمال بخواتيمها. اللهم اجمعنا مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين يوم القيامة.
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.